السواد يخيّم على ذوي فادي مسلم.. الأم بحاجة لعملية والشقيقة تصاب بـ"جلطة"

سلام الخطيب - تتوالى الحوادث والمآسي على عائلة الأكاديمي الأردني المعتقل في السجون السعودية، فادي مسلم، دون توقّف منذ لحظة اعتقاله قبل نحو ثمانية أشهر، وضعت ذويه على قارعة طريق المجهول.

غاب فادي عن منزل ذويه قرابة السنة ليجلب لهم لقمة العيش، ويسدد عن والده ايجار شقتهم، ويساهم في نفقات شقيقه الذي اختار الغربة ليكمل دراسة الطب في أوكرانيا.

كان فادي قادرا على تأمين كل تلك النفقات طيلة أربعة شهور قبل أن تزجّه السلطات السعودية في السجن، ربما لم تدرك السلطات السعودية حجم الأذى الذي لحق ولا زال يلحق بعائلة المعتقل فادي مسلم، بعد أن أجهزت على مصدر دخل أسرته التي لا حول لها ولا قوة بعد الله إلا فادي.

شلال الدموع ذلك الذي لم يفارق أعين ذويه البائسة الحزينة، التي لا تعرف للنوم راحة ولا هناء، وصل إلى حد جفاف منابعه، لترقد أمه الهزيلة على سرير المرض رافضة اجراء عملية هامة قد تسند قوامها.

والدة فادي أضحت تلوم نفسها على ما حصل بابنها في غربته، فهي تعتبر أنها أجبرته على ترك بلده ورفضت رغبته في اكمال دراسة الدكتوراه في الجامعة الأردنية بعد أن سجل وكان سيباشر الدراسة، لتأتي هي وتطلب منه السفر خارج بلده ليؤمن ما يستطيع تأمينه لأسرته ويساند والده بالمصاريف المتراكمة عليهم.

شتات الأفكار القاتلة التي تحلق في سماء والده، ربما تجهز عليه بأية لحظة تاركة إياه تائها ضائعا لا يجد ملجأً ولا حتى مساند، فالخارجية لا زالت تؤكد بأن لا جديد في قضيته، ومنظمات حقوق الانسان تخاطب السلطات السعودية ولا جديد أيضا.

بات موسى مسلم والد المعتقل فادي يستنجد بالقريب البعيد والبعيد القريب، العشائر الأردنية من جهة، والنواب من جهة ثانية، والمعلمين من جهة ثالثة، ولا أحد يلق بالا بفادي.

ربما تتحرك الأردن للوقوف جانب ابنها المعتقل ظلما حين  يسلم لها جثة هامدة بحسب وصف والد فادي، فقد أتم فادي 27 يوما متواصلا في اضرابه عن الطعام، وحالته الصحية لا تسر صديقا ولا عدو.

وعلى صعيد متواصل أكد شادي مسلم شقيق المعتقل فادي أن وزن أخيه لا يتعدى الخمسين كيلو غراما.. شاب في عمر فادي يصل إلى هذا الوزن من الطبيعي جدا أن يرهق جسده وتصل أعصابه إلى مرحلة يكون فيها غير قادر على حمل ما تبقى من ذاك الجسد النحيل الهزيل.

ليس هذا فحسب؛ فها هي شقيقة فادي مسلم هي الأخرى ترقد على سرير المرض بعد أن تعرضت لجلطة في جانب كامل من جسدها، ليغدو منزل موسى مسلم محاطا بالسواد والضغوطات التي لا تعلم والدة مسلم حجم الطاقة المتبقية لديها لتتحمل المزيد من الصدمات والمفاجآت في حياتها.

لا زال والد مسلم غير يائس، بل عقد عزمه وباجماع أكبر حشد ممكن لتنفيذ اعتصام جديد أمام السفارة السعودية في عمان مطلع الأسبوع المقبل ليعرّف السفارة بأن ابنه حبس ظلما، كونها لم تكن تعرف حتى فترة بسيطة, مؤكدا في ذات السياق أن هذا "كلام ضحك على اللحى " بحسب وصفه.