ماذا سيقولون للملك ؟
سيعود الملك بيمن الله ورعايته إلى أرض الوطن في التاسع عشر من الشهر الجاري وسيجري لقاء مع عدد من المسؤولين الاردنيين في اليوم الذي يليه ليقدموا له ايجازا وتقريرا عما قاموا بعمله في فترة غياب الملك عن ارض الوطن. طبعا عندما غادر الملك الوطن كانت البلاد مشغولة بجملة من القضايا التي تتعلق باجراء انتخابات قبل نهاية العام كما تعهد الملك غير مرة.
في لقاء العشرين من الشهر الجاري ستكون مواقف المسؤولين الاردنيين ايجابية بعد أن يكونوا قد حققوا المصالحة التامة بين الشعب ومؤسسات الدولة. سيقول قادة الاجهزة الامنية أن كل شيء على ما يرام وخاصة بعد أن برعت الدولة في توظيف الأمن الناعم ما اقنع الاردنيين بالتزام بيوتهم بدلا من تحمل عناء الشمس والتظاهر ايام الجمع، وهذا انجاز كبير لكنه لم يكن ممكنا لولا حكمة المسؤولين في التعامل مع قضايا الاصلاح ومحاربة الفساد.
رئيس الحكومة فايز الطروانة سيكون منتشيا وبخاصة بعد أن نجح في اجراء حوار وطني بالرغم من موقف القوى السياسية التي كانت لا تستجدي احدا للحوار. فالرئيس تمكن من اقناع الجميع بضرورة الحوار الامر الذي نتج عنه توافق وطني واسع على قانون الانتخابات وتعهد جميع القوى السياسية بالمشاركة في الانتخابات، واكثر من ذلك سيتوقع السيد فايز الطراونة بان نسبة التصويت ستكون غير مسبوقة وربما تصل الى حاجز التسعين بالمائة لأن الاردنيين الذي اقتنعوا بجدية الدولة في الاصلاح سيشاركون بكثافة حتى يتمكنوا من المشاركة في صنع القرار. وسيقول أن الوضع الاقتصادي تعافى تماما ولم يعد هناك مديونية او عجز في الموازنة ولم يعد هناك انقاطاعات في المياه ولم يقم بعض المواطنين بقطع الطرق احتجاجا على عدم توفر المياه.
سيعتذر طبعا طاهر المصري عن اللقاء لأنه في الخارج وسيحل محله السيد عبدالرؤوف الروابدة الذي سيعتذر عن الانقسام الذي حصل في مجلس الاعيان بعد أن طالب ١٤ من اعضاء المجلس باعادة فتح المادة الثامنة بشكل كامل لكنهم لم ينجحوا. رئيس مجلس النواب عبدالكريم الدغمي سيحضر اللقاء. وسيقول عندها أن المجلس الذي يرأسه كان وما زال مستقلا عن تدخلات انصار حلف الصوت الواحد ولم يستمع لهم وقام بتعديل قانون الانتخاب انسجاما مع التوجيهات الملكية بزيادة عدد مقاعد القائمة الوطنية بشكل ارضى كل مكونات المجتمع الاردني، وسيقول ايضا ان المجلس هو الافضل في تاريخ الاردن لأنه انحاز للشارع وعبر عن امانيه وتطلعاته من خلال تشريعات لم يجريها توماس جيفرسون في ايامه، وسيضيف بأن المجلس سينحل وهو مرتاح الضمير بعد نجاحاته الباهرة ليس فقط بالتشريع وانما بتحويل كل الفاسدين للقضاء.
كما وسيكون باللقاء دولة فيصل الفايز الذي سيكون مبتسما والثقة تملأ محياه وبخاصة بعد ان توسط بنجاح في مشاجرة الشوابكة ومراد وبعد أن اقنع مخاتير الشمال بالمشاركة بالانتخابات والذي كان لجهوده الجباره الاثر الكبير في التمهيد لنجاح الحكومة بعقد صفقة مع الاسلاميين لكي يشاركوا في الانتخابات. وسينضم لاحقا السفير الاميركي الذي سيقول بأنه فرح لأن الاسلاميين غيروا من موقفهم الذي كان يهدف افساد اصلاحات الملك ولم يكن هدفهم الاصلاح.
سيشكرهم الملك وسينام قرير العين بعد أن تأكد بأن الاردن يسير بالاتجاه الصحيح بفضل الفريق الذي اختاره والذي قام بجهود جبارة وحكيمة لوضع نهاية سعيدة للربيع الاردني، فالجميع سعداء حكومة ومجلس نواب واجهزة امنية بالاضافة للشعب الذي لم ينكد عليه سوى اخفاق منتخب النشامى في التأهل لمونديال البرازيل وسيطرد عدنان حمد مدرب المنتخب بعد أن تشن وسائل الاعلام الرسمية حملاتها ضده.