jo24_banner
jo24_banner

عدنان ابو عودة: قرار فك الارتباط جاء بضغوط فلسطينية

عدنان ابو عودة: قرار فك الارتباط جاء بضغوط فلسطينية
جو 24 :

أحمد الحراسيس - أكد مستشار الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله، عدنان ابو عودة، ان علاقة الاردن واسرائيل كانت على الدوام في مسارين رئيسيين، مسار هادئ يتمثل بالعلاقات الاستخبارية والاقتصادية، واخر صاخب مرتبط بالفكر التوسعي لدى الصهاينة وخطر ذلك على الاردن وتعريف الاسرائيليين للأردن على انها للفلسطينيين.

وشدد ابو عودة خلال تعليقه على كتاب الدكتور حسن البراري "الأردن واسرائيل.. علاقة مضطربة في اقليم ملتهب" على ان الاردن في حال أقر اتفاقية استيراد الغاز من اسرائيل فإنه يكون قد "وضع نفسه في حضن اسرائيل إلى الأبد".

وحول المسار الصاخب للعلاقة وتاريخه، قال ابو عودة، ان الموقع الجغرافي للأردن كان واحدا من أكبر العوامل المؤثرة على الأردن، بخاصة وانه يملك أطول خط حدودي مع أخطر كيان موجود في العالم، وهو الكيان الصهيوني "التوسعي" والهادف لانشاء دولة يهودية، مشددا على ان التوسعية هي أخطر ما في الصهيونية.

وأضاف ابو عودة، إن الملك عبدالله الأول والملك الحسين بن طلال تمكنا من تطوير نهج مميز لمواجهة المخاطر التي تحيط بالأردن، وعلى رأسها خطر الفكر التوسعي لدى الصهاينة. اضافة لكون الأردن أضعف الكيانات في منطقة محتدمة الصراعات، وهو ما اعتبره ابو عودة نعمة ونقمة في آن.

واستشهد ابو عودة على ذلك بالاشارة الى ان الولايات المتحدة الأمريكية خلال أحداث أيلول 1970 كانت مترددة بالتدخل لصالح الطرف الأردني دون الفدائيين، حيث رأت ان تقف على الحياد وتنتظر النتائج حتى تنضج "فإن صارت دولة فلسطينية فلتكن". إلا ان تدخل الجيش السوري لصالح الفدائيين غيّر التفكير الأمريكي الذي اعتبر دخول الجيش السوري على الخط اعتداء على اراضيهم "وكأنها تراب أمريكي".

وقال ابو عودة ان الدولة الأردنية في تلك الفترة كانت منهارة إلى حد كبير، ومن مظاهر انهيار الدولة التي ذكرها ابو عودة قول الملك حسين له في 15 أيلول: "اذا استمر الحال على ما هو عليه فإننا سنفقد الضفة الشرقية كما فقدنا الضفة الغربية"، مؤكدا في ذات السياق على ان الملك كان واعيا للبعد الاسرائيلي في الصراع.

ومن الدلائل التي ذكرها ابو عودة، ان الملك حسين اخرج عائلته "الأميرة منى والأمير عبدالله" وأرسلهم إلى بريطانيا، فيما توجهت نساء العائلة المالكة وابناؤهم إلى العقبة. كما ان السفير الامريكي ديني براون لم يقدم اوراق اعتماده في القصر الملكي كما العادة بل انه توجه بمدرعة مقاتلة من عمان الى الحمّر لتقديم اوراقه، فلم يكن الملك قادرا على الوصول إلى مكتبه بسهولة، ولدى سؤال الملك عما سيفعله أجاب الحسين: "سأدخل مواجهة حاسمة، إما أن أكسب كل شيء، أو أخسر كل شيء".

وأشار ابو عودة إلى ان بداية تلك المعركة كانت عندما سمح الأردن للفدائيين والاحزاب القومية واليسارية بدخول الأردن، حيث دخلت تلك الأحزاب المدن الأردنية وبدأت ترفع شعار تغيير النظام بدلا من العمل الفدائي.

وتابع ابو عودة "الحرب مع الفدائيين لم تكن الصراع الأول بين الأردن وفلسطين؛ حيث ان صراعا سياسيا محتدما بدأ منذ 1948-1951 بين الفلسطينيين بقيادة الحج امين الحسيني والملك عبدالله الأول واستشهد الأخير على اثره"، غير ان ذلك الصراع لم يكن مباشرا بل كان "حربا بالوكالة"، حيث ان مصر والسعودية لم يكونوا سعداء برؤية الملك المؤسس يتوسع غربا بضم الضفة الغربية للأردن، وظلّ النزاع السياسي بين الأردن وفلسطين حتى انتهى بقرار فك الارتباط الذي جاء تلبية لضغوطات فلسطينية.

وأشار ابو عودة إلى الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت به الدول العربية بعد الـ67 عندما اعترفوا باسرائيل كدولة وتناسوا انها توسعية، مضيفا ان الفترة بين 48-67 كانت اسوء فترة لاسرائيل، حيث كان العرب يقاطعونها بشكل تام ويقاطعون من لا يقاطعها، حتى صارت اسرائيل تستجدي السلام بشكل واضح.

وأكد ابو عودة ان السلام لن يكون حقيقيا دون وجود دولة فلسطينية تقام على الاراضي الفلسطينية.

واختتم أبو عودة تعليقه وتفصيلاته لكتاب الدكتور البراري بالاشادة بحسن قراءة الكاتب للتاريخ واحوال وثقافة اسرائيل، معتبرا الكاتب قد اختار لنفسه تحليل المسار الصاخب لعلاقة الأردن باسرائيل.


اقرأ أيضا:

عون الخصاونة: الملك المؤسس والحسين كانا يضعان اللوم في علاقة الاردن باسرائيل على العرب

عون الخصاونة وابو عودة والعناني في حفل توقيع كتاب الدكتور البراري "صور"

 

تابعو الأردن 24 على google news