جيش الأسد فقد نصف عدده منذ بداية النزاع في سوريا
جو 24 : تحول الجيش السوري من قوة عسكرية نظامية تقليدية بنيت على الطريقة الروسية، الى مجموعة جيوش صغيرة تخوض حرب عصابات الى جانب مجموعات مسلحة حليفة.
ويقول خبير الشؤون العسكرية في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" ارام نرغويزيان لوكالة فرانس برس ان "الخسائر العسكرية من الانشقاقات الى القتلى في المعارك الى عوامل الاستنزاف الاخرى، قلصت عديد القوات المسلحة السورية بنحو 50 بالمئة".
ويوضح ان الجيش السوري الذي كان يضم نحو 325 الف عسكري العام 2011، بات يضم حاليا نحو 178 الفا فقط.
لكنه سرعان ما يستدرك قائلا "باختصار، ان 100 الى 150 الف جندي سوري وفي تم اختبارهم في ارض المعركة لاكثر من عامين من القتال، هم اكثر فعالية (...) من 300 الف جندي امضوا ثلاثين عاما من الاسترخاء قبالة هضبة الجولان" التي تحتلها اسرائيل.
ويخوض الجيش السوري منذ تحول الاحتجاجات ضد النظام الى نزاع دام، معارك يومية على جبهات متعددة: مع المعارضة المسلحة وعلى راسها فصائل "الجيش السوري الحر"، بالاضافة الى "جبهة النصرة" (الفرع السوري لتنظيم القاعدة)، وتنظيم "الدولة الاسلامية" الجهادي المتطرف.
واثير في بداية النزاع احتمال انحياز المؤسسة العسكرية الى الحركة الاحتجاجية، كما حدث في مصر وتونس مع بداية "الربيع العربي"، لكن الجيش الذي خاض اربعة حروب مع اسرائيل وبني ليكون ندا لجيشها، أظهر بغالبيته ولاء لا يتزعزع للنظام، علما ان مناصبه الاساسية يتولاها ضباط من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد.
وقتل في النزاع السوري نحو 190 الف شخص بينهم حوالى 40 الف جندي و27 الف مقاتل موالين للجيش، في مقابل نحو 55 الف من مقاتلي المعارضة والجهاديين، وفقا لارقام المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يؤكد ان اعداد القتلى من العسكريين قد تكون اكبر بكثير، وان هناك تكتما رسميا حولها.
ورغم هذه الخسائر، لم يعلن الجيش حملات تجنيد، علما ان الخدمة العسكرية الاجبارية لا تزال مفروضة على الشبان السوريين لمدة سنة ونصف السنة وهي فترة يمكن ان تخضع للتمديد بناء على اوامر القيادة العسكرية.
غير ان "اللجنة المركزية للمصالحات الشعبية" وجهت الاسبوع الماضي "نداء الى ابناء الشعب السوري وخاصة من هم في سن 18 الى 50 سنة (..) سواء من الموالاة او المعارضة، بان ينضموا الى صفوف الجيش"، كما ذكرت صحيفة "الوطن" القريبة من السلطات.
واكدت اللجنة المكلفة رسميا العمل على تحقيق مصالحات داخل سوريا، انها ستعمل على "تأمين فرصة تسوية اوضاع من يلزم"، في اشارة الى الفارين من الجيش، و"تأمين رواتب وحوافز مادية ومعنوية لهم".
ويقول مصدر رسمي في الجيش السوري لوكالة فرانس برس تعليقا على الدعوة "في الجيش، هناك تعويض دائم"، مؤكدا ان "قوة الجيش تزداد كما ونوعا".
وفقد الجيش السوري في اولى فترات النزاع السيطرة على مناطق واسعة من البلاد، لكنه بدأ منذ اكثر من عام يستعيد بعض هذه المناطق في مسار بطيء يهدف اولا الى حماية العاصمة عبر احكام السيطرة على اريافها وخصوصا من جهة الشرق حيث يخوض معارك يومية مع مسلحين.
وكان الجيش السوري يقوم بالقصف والغارات الجوية فقط، لكنه سرعان ما بدأ يخوض معارك بالاسلحة الخفيفة على مسافة قريبة على طريقة حرب العصابات في الشوارع مستندا الى خبرات حلفاء متمرسين في هذا النوع من القتال، على راسهم حزب الله اللبناني.
وتقول دراسة صادرة عن "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في واشنطن ان "الانتفاضة والتمرد في سوريا وضعا القوات السورية (...) امام خياري التاقلم او الموت".
وتشير الدراسة الصادرة في ايلول/سبتمبر الى ان تحولات كبيرة حصلت اعتبارا من بداية سنة 2013 في هيكلية الجيش، هدفها تمكينه من القتال في الشوارع والارياف، حيث "انقسمت الوحدات الكبيرة الى وحدات اصغر، وتم تهميش القيادات القديمة (...) ومنح الضباط الصغار مسؤوليات اكبر على الارض".
وبين هؤلاء الضباط العقيد سهيل الحسن الملقب بالنمر الذي تصفه حسابات في شبكات التواصل الاجتماعي مؤيدة للنظام بانه "الجندي المفضل" لدى الاسد، بعدما تمكن الجيش بقيادته من فتح الطريق المؤدي الى حلب قبل نحو عام.
في موازاة ذلك، يستمر تدفق الاسلحة التقليدية منها والمتطورة للجيش من روسيا، حليفة النظام واكبر مصدر تسليح لجيشه، وايران، الحليفة العسكرية والسياسية الاقليمية الاقوى.
ورغم التحول الجوهري في الهيكلية واساليب القتال، يرى خبراء ان الجيش السوري غير قادر على استعادة كل المناطق التي خرجت عن سيطرته لصالح فصائل المعارضة المسلحة في ريف ادلب (شمال غرب) وقسم كبير من حلب وريفها (شمال) وقسم من ريف دمشق ومن ريف الحسكة (شمال شرق) ودرعا (جنوب)، او لصالح تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يسيطر على محافظة الرقة (شمال) ومناطق اخرى في محافظة دير الزور (شرق).
ويقول الباحث في "مجلس العلاقات الخارجية" في واشنطن ستيفان بيدل "على المديين القصير والمتوسط، من غير المتوقع ان يقضي الاسد على التمرد ويستعيد كل المناطق".
ويضيف الخبير في الشؤون العسكرية "انها حرب طويلة (...) والحروب المماثلة تستمر عادة بين سبع الى عشر سنوات، وبعضها يتواصل لجيل او اكثر".
ا ف ب
ويقول خبير الشؤون العسكرية في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" ارام نرغويزيان لوكالة فرانس برس ان "الخسائر العسكرية من الانشقاقات الى القتلى في المعارك الى عوامل الاستنزاف الاخرى، قلصت عديد القوات المسلحة السورية بنحو 50 بالمئة".
ويوضح ان الجيش السوري الذي كان يضم نحو 325 الف عسكري العام 2011، بات يضم حاليا نحو 178 الفا فقط.
لكنه سرعان ما يستدرك قائلا "باختصار، ان 100 الى 150 الف جندي سوري وفي تم اختبارهم في ارض المعركة لاكثر من عامين من القتال، هم اكثر فعالية (...) من 300 الف جندي امضوا ثلاثين عاما من الاسترخاء قبالة هضبة الجولان" التي تحتلها اسرائيل.
ويخوض الجيش السوري منذ تحول الاحتجاجات ضد النظام الى نزاع دام، معارك يومية على جبهات متعددة: مع المعارضة المسلحة وعلى راسها فصائل "الجيش السوري الحر"، بالاضافة الى "جبهة النصرة" (الفرع السوري لتنظيم القاعدة)، وتنظيم "الدولة الاسلامية" الجهادي المتطرف.
واثير في بداية النزاع احتمال انحياز المؤسسة العسكرية الى الحركة الاحتجاجية، كما حدث في مصر وتونس مع بداية "الربيع العربي"، لكن الجيش الذي خاض اربعة حروب مع اسرائيل وبني ليكون ندا لجيشها، أظهر بغالبيته ولاء لا يتزعزع للنظام، علما ان مناصبه الاساسية يتولاها ضباط من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد.
وقتل في النزاع السوري نحو 190 الف شخص بينهم حوالى 40 الف جندي و27 الف مقاتل موالين للجيش، في مقابل نحو 55 الف من مقاتلي المعارضة والجهاديين، وفقا لارقام المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يؤكد ان اعداد القتلى من العسكريين قد تكون اكبر بكثير، وان هناك تكتما رسميا حولها.
ورغم هذه الخسائر، لم يعلن الجيش حملات تجنيد، علما ان الخدمة العسكرية الاجبارية لا تزال مفروضة على الشبان السوريين لمدة سنة ونصف السنة وهي فترة يمكن ان تخضع للتمديد بناء على اوامر القيادة العسكرية.
غير ان "اللجنة المركزية للمصالحات الشعبية" وجهت الاسبوع الماضي "نداء الى ابناء الشعب السوري وخاصة من هم في سن 18 الى 50 سنة (..) سواء من الموالاة او المعارضة، بان ينضموا الى صفوف الجيش"، كما ذكرت صحيفة "الوطن" القريبة من السلطات.
واكدت اللجنة المكلفة رسميا العمل على تحقيق مصالحات داخل سوريا، انها ستعمل على "تأمين فرصة تسوية اوضاع من يلزم"، في اشارة الى الفارين من الجيش، و"تأمين رواتب وحوافز مادية ومعنوية لهم".
ويقول مصدر رسمي في الجيش السوري لوكالة فرانس برس تعليقا على الدعوة "في الجيش، هناك تعويض دائم"، مؤكدا ان "قوة الجيش تزداد كما ونوعا".
وفقد الجيش السوري في اولى فترات النزاع السيطرة على مناطق واسعة من البلاد، لكنه بدأ منذ اكثر من عام يستعيد بعض هذه المناطق في مسار بطيء يهدف اولا الى حماية العاصمة عبر احكام السيطرة على اريافها وخصوصا من جهة الشرق حيث يخوض معارك يومية مع مسلحين.
وكان الجيش السوري يقوم بالقصف والغارات الجوية فقط، لكنه سرعان ما بدأ يخوض معارك بالاسلحة الخفيفة على مسافة قريبة على طريقة حرب العصابات في الشوارع مستندا الى خبرات حلفاء متمرسين في هذا النوع من القتال، على راسهم حزب الله اللبناني.
وتقول دراسة صادرة عن "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في واشنطن ان "الانتفاضة والتمرد في سوريا وضعا القوات السورية (...) امام خياري التاقلم او الموت".
وتشير الدراسة الصادرة في ايلول/سبتمبر الى ان تحولات كبيرة حصلت اعتبارا من بداية سنة 2013 في هيكلية الجيش، هدفها تمكينه من القتال في الشوارع والارياف، حيث "انقسمت الوحدات الكبيرة الى وحدات اصغر، وتم تهميش القيادات القديمة (...) ومنح الضباط الصغار مسؤوليات اكبر على الارض".
وبين هؤلاء الضباط العقيد سهيل الحسن الملقب بالنمر الذي تصفه حسابات في شبكات التواصل الاجتماعي مؤيدة للنظام بانه "الجندي المفضل" لدى الاسد، بعدما تمكن الجيش بقيادته من فتح الطريق المؤدي الى حلب قبل نحو عام.
في موازاة ذلك، يستمر تدفق الاسلحة التقليدية منها والمتطورة للجيش من روسيا، حليفة النظام واكبر مصدر تسليح لجيشه، وايران، الحليفة العسكرية والسياسية الاقليمية الاقوى.
ورغم التحول الجوهري في الهيكلية واساليب القتال، يرى خبراء ان الجيش السوري غير قادر على استعادة كل المناطق التي خرجت عن سيطرته لصالح فصائل المعارضة المسلحة في ريف ادلب (شمال غرب) وقسم كبير من حلب وريفها (شمال) وقسم من ريف دمشق ومن ريف الحسكة (شمال شرق) ودرعا (جنوب)، او لصالح تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يسيطر على محافظة الرقة (شمال) ومناطق اخرى في محافظة دير الزور (شرق).
ويقول الباحث في "مجلس العلاقات الخارجية" في واشنطن ستيفان بيدل "على المديين القصير والمتوسط، من غير المتوقع ان يقضي الاسد على التمرد ويستعيد كل المناطق".
ويضيف الخبير في الشؤون العسكرية "انها حرب طويلة (...) والحروب المماثلة تستمر عادة بين سبع الى عشر سنوات، وبعضها يتواصل لجيل او اكثر".
ا ف ب