لا تغييرات ادارية في الأمانة، و بلتاجي المسؤول الأول
يبدو ان أمين عمان عقل بلتاجي نجا من المنخفض الجوي الأخير الذي أغرق العاصمة، رغم ان ذلك اليوم شهد وفاتين على الأقل إلى جانب غرق مجمعات تجارية..
لم يستخدم الرجل للنجاة إلا ما يتمتع به من مركز ونفوذ شخصي أجبر أصحاب القرار الدستوريين وغير الدستوريين على صمّ آذانهم أو حتى الدفاع عنه شخصيا، اضافة للجوئه إلى تسريبات اعلامية حول اعتزامه تغييرات ادارية عليا تطال "المتخاذلين من عماله".
كان الهدف من تلك التسريبات -التي عاد الرجل لنفيها سرعان ما انتهى المنخفض- امتصاص الغضب الشعبي على اداء الأمانة وتحويل أنظار الحكومة إلى غيره ليكون كبش الفداء، غير ان ذلك لا يغير من الواقع القائل ان البلتاجي هو المسؤول الأول عن عمل الأمانة وفشل تنفيذ اكثر من مشروع يعني ان الفشل في رأس الهرم وليس ما دونه؛ كما ان تحصيل الدعم المالي الكافي لتجنيب المواطنين خطر الغرق هو واجبه وليس واجب اي شخص اخر، اضافة لكون قرار الصرف بيده أيضا.
وأما القول ان الأمانة تحتاج مبالغ طائلة لاصلاح الخلل وان العمانيين سيثورون لو تم صرف المبلغ المفترض فهو لا يدل إلا على ضعف الارادة للاصلاح والحرص عن شعبية زائفة قد تكلّفنا أرواح مواطنين، كما ان الأمانة ضخت ملايين كثيرة على مشاريع ادعت أهميتها كـ"تحسينات" وسط البلد التي لا تعجب كثيرا من العمانيين، او نفقات التعديلات المرورية التي أجريت في عدة مناطق، او نفقات نقل الأسواق او المصروفات الادارية، واعترض الشعب عليها دون أن يلقي بلتاجي لها بالا.
نهج الأمين الحالي عقل بلتاجي في العمل، وبحثه عن كبش فداء من عماله وخشيته من اصلاح احوال البنية التحتية أعاد إلى الواجهة المطالب الشعبية بضرورة اجراء انتخابات على موقع أمين عمان كما هو حاصل في جميع البلديات الأخرى، إلا ان كان لسان حال أصحاب القرار يقول "فلتغرق عمان.. وليغضب العمانيون.. لا شيء مهم ما دام بلتاجي سعيدا وباقيا في موقعه..".