2025-01-01 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

حروب الجيل الرابع / الجزء السادس والأخير

د. حسين عمر توقه
جو 24 : في كلمة رئيسة الأرجنتين السيدة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر في إفتتاح إجتماعات الدورة العادية التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2014 وردت بعض المقاطع التالية قبل العمل على وقف البث المباشر لكلمتها "اجتمعنا منذ عام وكنتم تعتبرون نظام الأسد إرهابي.
وكنتم تدعمون المعارضة الذين كنا نعتبرهم ثوار واليوم نجتمع للجم الثوار الذين تبين فيما بعد انهم إرهابيون ومعظمهم تدرج في التنظيمات الإرهابية وانتقل من المتشدد إلى الأكثر تشددا".
"أصدرتم قرار محاربة القاعدة بعد أحداث سبتمبر واستبيحت بلاد وقتل أهلها تحت هذا العذر مثل العراق وأفغانستان وما زالت هاتان الدولتان تعانيان من الإرهاب بالدرجة الأولى".
"رحبتم بالربيع العربي ودعمتموه في تونس ومصر وليبيا وغيرهم وأوصلتم الإسلام المتشدد للحكم في هذه البلدان بقراراتكم ومباركتكم وما زالت شعوب تلك الدول تعاني من وصول المتشددين الإسلاميين إلى الحكم والعبث بحريات المواطنين هناك".
"اتضح من خلال القصف على غزة فداحة الكارثة التي ارتكبتها إسرائيل وموت العديد من الضحايا الفلسطينيين بينما اهتممتم بالصواريخ التي سقطت على إسرائيل والتي لم تؤثر أو تحدث خسائر في إسرائيل".
"اليوم نجتمع هنا لإصدار قرار دولي حول تجريم داعش ومحاربتها . وداعش مدعومة من قبل دول معروفة أنتم تعرفونها أكثر من غيركم وهي حليفة لدول كبرى أعضاء في مجلس الأمن ".

وحسب أحد تقارير عميل المخابرات الأمريكية الهارب إدوارد سنودن صاحب وثائق (ويكي ليكس) أكد أن دولة العراق الإسلامية هي نتاج تعاون استخباري أمريكي بريطاني إسرائيلي وأنه تم وضع خطة تحت رمز (عش الدبابير) من أجل تجميع أكبر عدد ممكن من الميليشيات الإسلامية وتقويتها من أجل زعزعة أنظمة الحكم في الدول العربية وجر الدول المسلمة إلى صراع طويل الأمد بين السنة والشيعة.

هذا الحشد الهائل من الجيوش الغربية والعربية والإسلامية وهذه الإجتماعات على مستوى رؤساء الأركان وهذه القيادات السياسية للدول العظمى وللدول العربية بكل إمكاناتها الإستخبارية العسكرية ومخابراتها المدنية لا أحد (أكرر لا أحد) يريد الإجابة على ثلاثة أسئلة محددة:
من الذي أوجد تنظيم داعش؟
ما هو الدافع الحقيقي لخلق تنظيم داعش؟
متى سينتهي دور داعش؟

الربيع العربي كيف بدأ وانتشر في عدد من الدول العربية:

السودان:

قبل البدء باستعراض الأحداث التي اجتاحت العالم العربي منذ ثلاثة أعوام ونيف لا بد لنا من أن نستعرض بعض جذور الصراع التي غرستها الدول العظمى وبالذات بريطانيا في قلب العالم العربي ولقد اخترنا السودان لطرحه كمثل عربي على وضاعة وخبث الإستعمار الغربي وتخطيطه في إيقاع الفتنة العرقية والطائفية والدينية المستمرة ضمن الدولة الواحدة وإبقاء جذوة الحرب الأهلية مستعرة ولقد تعاملت حكومة الإحتلال البريطاني مع جنوب السودان بشكل منفصل عن الشمال وتركته بين خيارين إما إنشاء إدارة فيدرالية للجنوب وضمه للشمال أو ضم الجنوب للشمال كإقليم عادي كغيره من أجزاء الشمال الأخرى واتبعت أساليب قمة في الدهاء الشرير من حيث استثناء الجنوب من المجلس التشريعي ومنع المجلس من مناقشة أي أمر يتعلق بالجنوب واستعمال اللغة الإنجليزية واللغات المحلية في التعليم ومنع تدريس اللغة العربية وتغييب الدعوة الإسلامية عن الجنوب وتشجيع التبشير المسيحي واستصدار قانون المناطق المقفولة الذي ينص على منع التجار الشماليين من الإستيطان في الجنوب حتى اتضح أخيرا ما تعارف على تسميته بمنطقة الحكم الذاتي الذي يعرف بجنوب السودان. ولقد تعرض السودان إلى حربه الأهلية الأولى عام 1955 نتيجة عصيان كتيبة جنوبية للأوامر الصادرة إليها بالإنتقال إلى شمال السودان وانفلتت زمام الأمور الأمنية في الجنوب وتعرض كثير من الشماليين في الجنوب للقتل والأذى على أسس عرقية ودينية واستمر الصراع لمدة 19 عاما وانتهى الصراع بتوقيع اتفاق أديس أبابا عام 1972 الذي لم يعالج بذور الصراع وشهد السودان الحرب الأهلية الثانية التي بدأت عام 1983 والتي استمرت طوال 22 عاما وهي إحدى أطول وأعنف الحروب الأهلية وراح ضحيتها ما يقارب 1.9 مليون قتيل ونزح خلالها أكثر من 4 ملايين وانتهى النزاع رسميا مع توقيع اتفاق للسلام في كانون الثاني عام 2005 بين حكومة رئيس السودان عمر البشير وبين قائد قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرانق على أن يتبعه استفتاء رسمي على تقرير المصير والذي تم إجراؤه في كانون الثاني عام 2011 وبناء على نتائج هذا الإستفتاء انفصل جنوب السودان رسميا عن السودان الأم وتم الإعلان بتاريخ 9/7/2011 رسميا عن ميلاد جمهورية جديدة مستقلة في جنوب السودان بإسم ( جمهورية جنوب السودان ) وبالرغم من أن إتفاق السلام قد أنهى الحرب بين الشمال والجنوب لكنه لم ينه الخلاف على ملفات من بينها ترسيم الحدود ومصير الديون المشتركة وتقاسم واردات النفط والذي تقع آباره في الجنوب ولكن أنابيب النفط تمر عبر الشمال من أجل تصديره .

هذه لمحة بسيطة عن تاريخ دولة عربية تعرضت منذ استقلالها إلى حرب مفروضة عليها أورثتها إياها بريطانيا العظمى . وسوف نستطلع خلال استعراضنا للدول العربية التي عصف بها ربيع الثورات بعض مواضع الصراع والميراث الذي زرعته فينا دول الغرب وفي بعض الأحيان دول الشرق في إشارة إلى الإتحاد السوفياتي سابقا وروسيا حاليا وجمهورية إيران الإسلامية .

تونس :

بتاريخ 17/12/2010 أقدم المواطن التونسي طارق الطيب محمد البوعزيزي بإضرام النار في جسده أمام مقر ولاية سيدي بو زيد احتجاجاعلى مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بوزيد لعربته التي كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها بحق الشرطية فادية حمدي التي صفعته على وجهه أمام الملأ وقالت له باللغة الفرنسية (DEGAGE) أي (إرحل) والتي تحولت هذه الكلمة فيما بعد إلى شعار الثورة للإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي مما أدى إلى الإنتفاضة الشعبية والثورة التي أطاحت بالنظام التونسي خلال شهر حيث غادر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وعائلته البلاد في طائرة خاصة متوجها إلى جدة بتاريخ 14/1/2011 . ولقد توفي طارق الطيب محمد البوعزيزي بعد 18 يوما متأثرا بحروقه ليكون أول شهيد عربي في الربيع العربي .

مصر:

بتاريخ 25/1/2011 المتزامن مع عيد الشرطة انتشرت الدعوات من خلال مواقع التواصل الإجتماعي فيسبوك وتويتر إلى التظاهر من قبل العديد من القوى السياسية غير الحزبية كلنا خالد سعيد وحركة شباب 6 أبريل وحركة شباب من أجل العدالة والحرية والحركة المصرية من أجل التغيير والجمعية الوطنية للتغيير والحركة الشعبية الديمقراطية للتغيير ( حشد) وقد لبى الدعوة أعداد غفيرة من مختلف طبقات المجتمع المدني كما أعلنت جماعة الأخوان المسلمين مشاركتهم في مظاهرات 25 يناير .

ولقد حددت الدعوة ثلاثة ضوابط للمشاركين في المظاهرات أكدت احترامها للشرطة كهيئة وطنية وحذرت من أعمال التخريب أو أعمال الشغب ونفت الجماعة دعوتها للحشد في موقع معين بحيث تعم المظاهرات كامل النطاق الجغرافي في مصر فاندلعت المظاهرات في القاهرة في ميدان التحرير والإسكندرية والسويس والمحلة الكبرى والإسماعيلية وغيرها من محافظات مصر وأضحت في مساء اليوم تظاهرات شعبية عارمة ترفع شعارات ضد الفقر ضد الجهل ضد البطالة ضد الغلاء ضد الفساد وأخذوا يطالبون برحيل الحكومة وتزايدت أعداد الحشود بعد انتشار نبأ سقوط أول شهيد للثورة المصرية غريب عبد العزيز في مدينة السويس .

وكانت تظاهرات 25/1/2011 بمثابة الشرارة الأولى التي أشعلت لهيب الثورة المصرية رافعة شعار " الشعب يريد إسقاط النظام " .

وبعد 18 يوما من استمرار المظاهرات ووقوع المصادمات أعلن السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية بتاريخ 11/2/2011 نبأ تنحي الرئيس محمد حسني مبارك عن السلطة وتولي المشير محمد حسين الطنطاوي رئاسة الفترة الإنتقالية بصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة . وخرج الملايين في جميع المحافظات إلى الشوارع والميادين ابتهاجا بتحقيق أول مطالب الثورة المتمثل في إسقاط النظام . وبتاريخ 17/4/2011 قررت جماعة الأخوان المسلمين وجناحها السياسي المتمثل في حزب الحرية والعدالة الدفع بمحمد مرسي مرشحا للرئاسة .

ولقد تصدر كل من محمد مرسي وأحمد شفيق الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية لكن دون حصول أي منهما على أكثر من 50% المطلوبة للفوز . مما اقتضى إجراء جولة ثانية من الإنتخابات وبتاريخ 24/6/2012 أعلنت لجنة الإنتخابات الرئاسية في مصر عن فوز محمد مرسي في الجولة الثانية من الإنتخابات بنسبة 51.7% بينما حصل أحمد شفيق على نسبة 48.3% .

بتاريخ 30/6/2012 تولى محمد مرسي كأول رئيس مدني منتخب منذ حصول مصر على استقلالها حتى تاريخ 3/7/2013 حيث قامت ثورة جماهيرية عارمة جديدة مدعومة من قبل القوات المسلحة المصرية بالإطاحة بالرئيس محمد مرسي وإلقاء القبض عليه . ومن ثم نصب عدلي محمود رئيسا مؤقتا لمصر بإعتباره رئيس المحكمة الدستورية واستمر في منصبه من 4/7/2013 لغاية 8/7/2014 حيث تولى المشير عبد الفتاح السيسي السيسي رئاسة الجمهورية بعد فوزه الساحق في انتخابات رئاسة الجمهورية المصرية بعد حصوله على أكثر من 23 مليون صوت بنسبة فاقت 96% من أصوات الناخبين .

ليبيا:

بتاريخ 15/2/2011 وإثر اعتقال محامي ضحايا سجن بوسليم فتحي تربل خرج أهالي الضحايا في مدينة بتغازي ومناصريهم لتخليصه من الإعتقال لعدم وجود أسباب مقنعة لإعتقاله . وارتفعت الأصوات مطالبة بإسقاط النظام وإسقاط العقيد معمر القذافي شخصيا مما دعا الشرطة إلى استخدام العنف ضد المتظاهرين واستمرت المظاهرات حتى صباح اليوم الثالي وامتدت الإنتفاضة لتشمل الرجبان والزنتان وشهدت البيضاء سقوط أول شهداء الثورة بتاريخ 16/2/2011 وقام المتظاهرون بحرق مقر اللجان الثورية ومركز الشرطة المحلي ومبنى المصرف العقاري في الزنتان وتزايد عدد الشهداء وما أن اطل صباح 17/2/2011 حتى امتدت الإنتفاضة إلى معظم مدن المنطقة الشرقية بعد سقوط أكثر من 400 قتيل وجريح برصاص الأمن العام .

بتاريخ 19/2/2011 إتسعت رقعة المظاهرات إلى عدة مدن ليبية ووصولها إلى طرابلس وسقوط مدينة بنغازي من قبضة نظام القذافي وبتاريخ 21/2/2011 تم استخدام الطائرات لتفريق المتظاهرين في طرابلس وفي اليوم التالي أعلن وزير الداخلية الليبي اللواء عبد الفتاح يونس العبيدي استقالته وانضمامه لثورة 17 فبراير تبعه انشقاق مسؤولين ليبيين كبار و دبلوماسيين إلى الثورة الجديدة وأعلن القذافي أن تنظيم القاعدة هو وراء الأحداث .

وبتاريخ 25/2/2011 دعا الرئيس الفرنسي نيكولاي سيركوزي الرئيس القذافي إلى الرحيل وأعلنت الولايات المتحدة فرضها عقوبات على النظام الليبي وبتاريخ 27/2/2011 قرر مجلس الأمن فرض عقوبات على نظام القذافي وشمل حظرا على سفر القذافي وأفراد عائلته وبعض المقربين إليه وتجميد أرصدتهم وإحالة القذافي إلى المحكمة الجنائية الدولية . تبعه في اليوم التالي إقرار الإتحاد الأوروبي حزمة عقوبات على القذافي وحكومته وعائلته من بينها حظر على بيع الأسلحة والسفر إلى دول الإتحاد الأوروبي.

بتاريخ 1/3/2011 تم الإعلان عن تشكيل المجلس الوطني الإنتقالي في بنغازي ليتولى شؤون المناطق المحررة بما في ذلك الإتصال بالدول الأجنبية وإدارة المعارك العسكرية وتم عقد الإجتماع الأول بتاريخ 5/3/2011
بتاريخ 7/3/2011 طالب مجلس التعاون الخليجي بفرض حظر جوي على ليبيا ولوح الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالخيار العسكري ضد ليبيا .

وفي اليوم التالي صدر نداء أممي لإغاثة مليون لاجىء من ليبيا حيث تركزت المعارك في الزاوية قرب طرابلس ورأس لانوف في الشرق بتاريخ 10/3/2011 أعلنت فرنسا اعترافها بالمجلس الوطني الإنتقالي وطالبت بشن غارات جوية محدودة على قوات القذافي وبتاريخ 12/3/2013 طالب وزراء الخارجية العرب المجتمعون في القاهرة مجلس الأمن الدولي بفرض حظر جوي على ليبيا لمنع القذافي من قصف المدن والثوار بالطائرات في حين كانت قوات القذافي تشن هجومها في محاولة لإستعادة السيطرة على مدينة مصراته .

بتاريخ 17/3/2011 أصدر مجلس الأمن قرار رقم 1973 بفرض حظر جوي على ليبيا وإباحة استخدام القوة لحماية المدنيين من هجمات القوات التابعة للقذافي وامتنعت خمس دول عن التصويت على القرار هي روسيا الصين وألمانيا والهند والبرازيل .

بتاريخ 19/3/2011 أعطى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوامره للقوات الأمريكية ببدء عملية عسكرية محدودة ضد ليبيا حيث أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون أن سفنا حربية وغواصات أمريكية وبريطانية أطلقت 110 صاروخ من نوع توماهوك ضمن المرحلة الأولى من عملية فجر الأوديسا لإرغام القذافي على التقيد بحظر الطيران كما أعلنت فرنسا أن طائراتها شنت غارات جوية على عدد من الدبابات والمركبات على الكتائب الموالية للقذافي. وبتاريخ 21/3/2011 أعلنت الولايات المتحدة أنها ستسلم قيادة العمليات العسكرية في ليبيا إلى حلف الناتو بتاريخ 28/3/2011 أعلنت قطر اعترافها بالمجلس الوطني الإنتقالي ممثلا للشعب الليبي بتاريخ 6/4/22011 الرئيس معمر القذافي يناشد الرئيس الأمريكي وقف العمليات العسكرية لحلف الناتو في ليبيا.

بتاريخ 10/4/2011 الرئيس معمر القذافي يستقبل وفد الرؤساء الأفارقة الذين يتوسطون لإيقاف المعارك وإيجاد حل للأزمة الليبية ولكن المجلس الإنتقالي في اليوم التالي أكد رفضه للخطة الإفريقية وتمسكه برحيل القذافي .

بتاريخ 30/4/2011 قام حلف الناتو بشن هجوم بالصواريخ على منزل في طرابلس أسفر عن مقتل الإبن الأصغر للقذافي سيف العرب وثلاثة من أحفاده بتاريخ 22/5/2011 الإتحاد الأوروبي يفتتح ممثلية في بنغازي وبتاريخ 27/6/2011 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق معمر القذافي وسيف الإسلام وعبد الله السنوسي لإرتكابهم جرائم ضد الإنسانية بتاريخ 20/8/2011 الثوار ينجحون في السيطرة على العاصمة طرابلس وبتاريخ 20/10/2011 شاهدتُ كغيري من المشاهدين صور اعتقال معمر القذافي واستمعت إلى أولى كلماته وهو لازال مختبئا تحت العبارة ومن ثم تعرضه للضرب ونقله إلى السيارة التي نقلته من سرت إلى مصراتة كان حيا حين تم إلقاؤه في السيارة ولكنه كان ميتا حين وصل إلى مصراته وهناك أثر لطلقة في الجبهة فوق العين اليسرى اخترقت جمجمته وتسببت في وفاته.

ولقد اختلفت المعلومات حول تعداد قتلى المعارك الليبية ولكنها كانت الأعلى من ضمن الثورات العربية في ذلك الوقت حيث وصل عدد القتلى 50 ألف وعدد الجرحى 70 ألف وأكثر من 20 ألف مفقود .

اليمن :

الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تولى السلطة عام 1978 حتى عام 2012 حيث قام الرئيس بتسليم السلطة بعد سنة كاملة من الإحتجاجات وعلى رأسها ما عرف بإسم ثورة الشباب اليمنية أو ثورة التغيير السلمية ويطلق عليها اسم ثورة 11 فبراير علما بأن أولى المظاهرات الفعلية قد بدأت بتاريخ 15/2/2011 واستمرت ثورة الشباب فعليا حتى انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا للبلاد عام 2012 ولكن ظلت الإعتصامات والمظاهرات تقام من فترة لأخرى حتى قيام الرئيس هادي بتفكيك شبكة أقارب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح من المناصب العليا ومن الجيش ضمن خطوات إعادة هيكلة الجيش اليمني وبتاريخ 18/4/2013 رفعت آخر خيام التغيير بصنعاء وأعلنت قيادة ثورة الشباب اليمنية تعليق الإعتصامات والمظاهرات .

وقبل التطرق إلى مجريات الثورة ومراحلها يجدر بنا الإشارة إلى نقطة هامة ترجع في تاريخها الى بداية عام 2004 في شهر يناير وذلك أثناء قيام الرئيس علي عبد الله صالح بزيارة إلى محافظة صعدة لأداء صلاة الجمعة وأراد علي عبد الله صالح أن يخطب في جموع المصلين ففوجىء بإطلاق صرخات تردد شعارات ( الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام ) وكانت هذه الشعارات قد بدأ عدد كبير من الشباب الذين التفوا حول حسين بدر الدين الحوثي بترديدها في المساجد اليمنية بعد قيام القوات الأمريكية بإحتلال العراق عام 2003 . ولقد تم اعتقال 800 شخص من أنصار الحوثيين . ولقد طلب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من حسين الحوثي الإلتقاء به في صنعاء إلا أن حسين الحوثي رفض ذلك وفي شهر حزيران 2004 حاولت فرقة عسكرية من الجيش اليمني توقيف حسين الحوثي الذي كان يعيش في مديرية مران وأدت هذه المحاولة إلى إندلاع مواجهات بين الحوثيين والقوات الحكومية أدت فيما بعد إلى بداية الحرب بشكل رسمي بتاريخ 18/6/2004 وتم الإعلان عن مقتل حسين بدر الدين الحوثي بتاريخ 10/9/ 2004 واستمرت الحروب المتتالية بين الجيش اليمني والحوثيين بقيادة عبد الملك الحوثي الشقيق الأصغر لحسين الحزثي حتى تجاوزت الست حروب تخللتها إتفاقية للهدنة تحت رعاية قطرية .وفي عام 2011 اشتبك الحوثيون مع قوات سعودية في تلك الأثناء كان الرئيس اليمني قد صب جل اهتمامه بعد احتلال أفغانستان بمحاربة تنظيم قاعدة الجهاد الجنوبي التابع لتنظيم القاعدة .

يحاول الكثيرون من المفكرين والباحثين ربط الحوثيين بتيار الشباب المؤمن الذي تم تأسيسه عم 1992 بزعامة كل من محمد سالم عران وعبد الكريم جدبان اللذين يقال إنهما كانا على إتصال وثيق بقادة شيعيين في كل من إيران ولبنان
بتاريخ 11/2/2011 خرج الآلاف من الشباب إلى الميادين العامة في صنعاء ومدن الجنوب ابتهاجا بإنتصار الثورة الشعبية المصرية وطالبوا بتحسين أحوالهم الإجتماعية.

بتاريخ 15/2/2011 المعارضة اليمنية تطالب بتنحية جميع أقارب الرئيس من المناصب القيادية في المؤسسات العسكرية والأمنية والحكومية والرئيس اليمني يقرر فتح مكتبه للإستماع للمواطنين ومناقشة قضاياهم.

بتاريخ 20/2/2011 الرئيس علي عبد الله صالح يجدد دعوته للمعارضة من أجل الحوار ولكنه يؤكد أنه لن يرحل إلا عبر صناديق الإقتراع.

آلاف الحوثيين يتظاهرون شمال صعدة بالتزامن مع آلاف المتظاهرين في ساحة التغيير في صنعاء يطالبون برحيل على عبد الله صالح.

بتاريخ 1/3/2011 إتساع رقعة الإحتجاجات والرئيس اليمني يعلن أنه مستعد للرحيل شريطة ضمان انتقال سلس للسلطة ويقرر إقالة حكام خمس محافظات سادتها المظاهرات .

بتاريخ 10/3/2011 الرئيس اليمني يدعو إلى الإنتقال من نظام الحكم الرئاسي إلى نظام برلماني والإستفتاء على دستور جديد للبلاد وفي اليوم التالي شهدت البلاد مظاهرات حاشدة في مناطق مختلفة في اليمن رفضا لمبادرة الرئيس وارتفاع نسبة النواب المستقيلين من المؤتمر الشعبي الحاكم إلى 18.

بتاريخ 3/6/2011 تم استهداف الرئيس علي عبد الله صالح عقب صلاة الجمعة بمسجد في دار الرئاسة تم نقله بعدها إلى السعودية لتلقي العلاج وقتل في العملية 11 شخصا من حراس الرئيس وأصيب ما يقارب ال 124 شخصا بينهم عدد كبير من المسؤولين
23/9/2011 عودة الرئيس علي عبد الله صالح إلى اليمن بعد رحلة علاج في السعودية وإندلاع مواجهات بين قواته وقوات مساندة للمطالبين برحيله أوقعت 13 قتيل
23/11/2011 الرئيس اليمني يوقع في الرياض على إتفاق نقل السلطة في ضوء المبادرة الخليجية حيث اتفقت الأطراف على تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال 14 يوما وإجراء إنتخابات رئاسية خلال 90 يوما.

21/1/2012 صوت مجلس النواب اليمني بالإجماع على منح الرئيس اليمني حصانة ضد أي ملاحقة قضائية كما أجمع المجلس على تزكية عبد ربه منصورهادي مرشحا توافقيا للإنتخابات الرئيسية المبكرة . ولقد شارك 65% من أصوات الناخبين المسجلين في انتخاب الرئيس اليمني الجديد حيث قام بتاريخ 25/2/2012 بأداء اليمين الدستورية أمام البرلمان وأصبح رئيسا لليمن بعد تنازل علي عبد الله صالح عن السلطة رسميا بتاريخ 27/2/2012.

سوريا:

بتاريخ 6/3/2011 قامت الأجهزة الأمنية في مدينة درعا بإعتقال عدد من تلاميذ المدارس بعد أن قاموا برسم جمل وكتابات مناهضة للنظام الحاكم على جدران المدارس في محافظة درعا تأثرا بموجة الثورات العربية في تونس وليبيا ومصر.

وبدأ اهل الطلبة بالتحرك من أجل إطلاق سراح أبنائهم حيث توجه بعض الشيوخ وزعماء قبائل المنطقة إلى محافظ درعا وقدموا له عمائمهم وهو تقليد متبع كإشارة على مطلبهم بإطلاق سراح أبنائهم . ولكن المحافظ قام بطردهم ولم يبال بتنفيذ مطالبهم مما أدى إلى قيام الآلاف بالخروج في مظاهرات تندد بالحكومة .

بتاريخ 18/3/2011 انطلقت مظاهرات كبيرة في مدينة درعا ضمن فعاليات جمعة الغضب وقد قابل رجال الأمن هذه المظاهرة بإطلاق نار على المتظاهرين مما أدى إلى سقوط أربعة قتلى وعدد من الجرحى وفي اليوم التالي خرج الآلاف لتشييع قتلى الجمعة واستمرت المظاهرات يوما بعد يوم وتزايد عدد المتظاهرين على عشرة آلاف متظاهر وامتدت المظاهرات إلى القرى المجاورة جاسم ونوى والشيخ مسكين

بتاريخ 22/3/2011 استمرت المظاهرات واعتصم بعضهم في المسجد العمري وقامت قوات الأمن بإقتحام المسجد فجر اليوم التالي في الساعة الواحدة والنصف صباحا وإطلاق النار على المعتصمين مما أدى إلى مقتل ستة مدنيين. كما شهد اليوم ذاته هجوما مسلحا من قبل مجهولين على سيارة إسعاف أدى إلى سقوط أربعة قتلى من بينهم شرطي . وتفاقمت المظاهرات حتى زادت على ثلاثين ألف متظاهر .

إن ما جرى في درعا إنما هو صورة لما جرى في كل المحافظات والمدن والقرى والمدارس والمساجد الفرق الوحيد أنها تختلف في التسمية وفي أعداد القتلى مثل جمعة الكرامة وجمعة الشهداء وجمعة الصمود وجمعة الإصرار وجمعة الغضب
الحرب الرابعة حرب الخلايا النائمة وحرب الإنابة:

بعد الخسائر المادية والبشرية والمعنوية الهائلة التي تكبدتها الولايات المتحدة في حروبها ضد الإرهاب لا سيما بعد احتلالها لكل من أفغانستان والعراق وبعد العودة إلى مخططات سابقة لتفتيت العالم العربي والإسلامي وفي مقدمتها وثيقة بنرمان ووثيقة برنارد لويس ومنتجات الطوق النظيف لتحطيم الجيوش العربية التي تحيط بإسرائيل وسبق لها أن حاربت إسرائيل وبعد تعهد الرئيس الجديد باراك أوباما بسحب قواته من أفغانستان والعراق . فلقد تم استبدال الإستراتيجية العظمى للولايات المتحدة إلى إيقاظ مخطط الشرق الأوسط الجديد وإذكاء مبادىء الفوضى الخلاقة واستغلال بعض المنظمات مثل مجموعة إدارة الأزمات الدولية ومراكز الدراسات والبحوث الإستراتيجية في إيقاظ وترويج الأخوان المسلمين لتولي المرحلة المقبلة في الشرق الأوسط مع محاولة إعادة إعتبار للحركات السياسية والحزبية تحت غطاء وطني ديني إسلامي قومي عربي وإعادة الإتصال مع عملائهم على كل المستويات في الدول العربية .

ولقد برزت حرب جديدة تعرف بحرب الأضداد في العالم العربي ففي بعض الأحيان يكون هناك ضد قوي واحد ضد النظام مثل الأخوان المسلمين في مصر ومثل المسيحيين في جنوب السودان ضد المسلمين في الشمال وقد يكون هناك أكثر من ضد بارز واحد مثل الحوثيين وتنظيم القاعدة ورجال القبائل في اليمن وقد تطفو على سطح الأحداث مجموعات وتنظيمات حديثة وتيارات متعددة لا تعلم من يقاتل من نتيجة سقوط النظام كما هوحاصل في ليبيا وهناك بعض التنظيمات والميليشيات التي لا يمكن جمعها تحت هدف واحد بالرغم من أنها تنقسم بين تنظيمات موالية للنظام وتنظيمات مناهضة للنظام فلو حاولنا على سبيل المثال تعداد المنظمات والميليشيات في سوريا لوجدنا أن هناك قسمين رئيسيين الأول موالي للنظام وعلى رأسه الجيش السوري والأجهزة الأمنية والشبيحة ولواء أبو الفضل عباس وحزب الله .

أما التنظيمات المناوئة للنظام فهي الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والجيش السوري الحر وجبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية والجبهة الإسلامية السورية ولواء صقور الشام وتنظيم خراسان ووحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم الدولة الإسلامية ( داعش).

أما في العراق فتنقسم التنظيمات والميليشيات والأحزاب إلى ثلاثة تصنيفات رئيسة الأول الأحزاب والميليشيات الشيعية وتتوزع في محافظات الجنوب وفي بغداد ويضم هذا التصنيف التيار الصدري وجيش المهدي والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية وعصائب أهل الحق وحزب الدعوة الإسلامية ومجموعة الفضلاء ومنظمة العمل الإسلامي بالإضافة إلى العديد من التنظيمات السياسية الإسلامية والتي يطلق عليها قوى الإنتفاضة الشعبانية

أما التصنيف الثاني فهو الأحزاب والميليشيات السنية وتتوزع في محافظات وسط العراق السنية وينضوي تحت لوائها كل من قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين ودولة العراق الإسلامية ورجال الطريقة النقشبندية وجيش أنصار السنة وجماعة أنصار الإسلام وجيش المجاهدين والجيش الإسلامي في العراق وجيش محمد وسعد بن أبي وقاص وفصائل المقاومة الجهادية والجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية وكتائب ثورة العشرين وتنظيم الدولة الإسلامية ( داعش) وثوار العشائر والمجالس العسكرية واتحاد القوات الحكومية .

وهي عبارة عن تراكمات أورثها الأمريكي بول بريمان من خلال العملية السياسية المتعلقة بكتابة الدستور على أساس طائفي تحاصصي ووصول قيادات سياسية وحكومات غالبيتها متورطة بالفساد ونهب الأموال

أما في الشمال فلا يوجد غير ميليشيا كردية عسكرية واحدة هي البشمركة الكردية والواقع أنه ليس من قبيل الحق تسمية البشمركة ووصفها بالميليشيا لأن البشمركة هي جيش عسكري يعتبر من أقوى الجيوش المتواجدة في العراق الآن وفي ظل الظروف الراهنة ويتراوح تعداد قواته ما بين 275 ألف إلى 300 مقاتل حاربوا بجانب القوات الأمريكية ضد الجيش العراقي تحت إمرة صدام ولقد قامت الولايات المتحدة بمكافأتهم بمئات الدبابات والمدرعات وقطعات المدفعية التي تم الإستيلاء عليها من الجيش العراقي وهناك عدد كبير من المستشارين العسكريين الأمريكان .

لو حاولنا اعتصار الفكر وأشغلنا العقل وحاولنا أن نجد مبررا لما حققه كل من الحوثيين وداعش خلال الأشهر الماضية فهل نصدق أن الحوثيين قد استولوا على العاصمة اليمنية واحتلوا معظم المدن اليمنية بدءا بالحديدة والصليف وميدى في طريقهم للسيطرة على مضيق باب المندب وعلى حقول النفط . من هنا تكمن الخطورة فإيران تسيطر على مضيق هرمز من خلال احتلالها لكل من جزيرة أبو موسى وجزيرة طنب الصغر وطنب الكبرى والآن يسيطر الحوثيون تدعمهم الجمهورية الإيرانية الإسلامية على مضيق باب المندب . وإننا شئنا أم أبينا فإن الكماشة الإيرانية قد أطبقت على شرايين التجارة لدول الخليج العربي والعراق .

وعودة إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذي أصبح في فترة زمنية لا تزيد على الأشهر قوة ضاربة تحتل ما مساحته من 45% من العراق والتي تشمل ست محافظات عراقية سنية تفصل الجنوب الشيعي عن الشمال الكردي وتحتل ما مساحته 20% من سوريا. بعد أن تخلت الفرق العسكرية للجيش العراقي في أقاليم الوسط عن مواقعها ودباباتها ومدافعها ومخازن ذخيرتها وعتادها وتم تسليمها إلى قوات تنظيم الدولة الإسلامية والتي وصلت قواتها إلى مسافة 35 كيلومترا من أربيل عاصمة الأكراد بعد سقوط الموصل.

وتستنفر كل الدول العظمى وفي مقدمتها الولايات المتحدة بالإضافة إلى تحالف عربي مؤلف من عشر دول عربية وتركيا وتنعقد من أجله إجتماعات عسكرية على مستوى رؤساء أركان 21 دولة وتتحرك حاملات الطائرات وتنهمر عليهم بقايا صواريخ التوماهوك الأمريكية وطائرات خمس دول عربية بالإضافة إلى كل من فرنسا وبريطانيا. رغم إقرار الولايات المتحدة بحقيقتين أن الغارات الجوية لن تستطيع لوحدها كسب المعركة ضد داعش وأن الجيش العراقي غير مجهز وبحاجة إلى فترة عام على أقل تقدير لتدريبه وتجهيزه ليخوض حربا برية ضد داعش.

ولو عدنا إلى تنظيم الدولة الإسلامية في عجالة لتعريف القارىء بأبعاد هذا التنظيم الذي سبق وأن تطرقنا له بالتفصيل في الجزء الأول لوجدنا أن نشأة هذا التنظيم في العراق ترجع إلى (أبو مصعب الزرقاوي) الذي انتقل من معسكر هيرات إلى إيران بعد قيام الولايات المتحدة بإحتلال أفغانستان وسقوط نظام طالبان ومن ثم انتقل هو ومجموعة من رفاقه إلى المناطق الكردية في شمال العراق وفي كردستان حيث قام عدد من أنصار الزرقاوي بتأسيس تنظيم (جند الشام) ثم أقاموا تحالفا مع فصيل كردي متشدد وأنشأوا تنظيما جديدا تحت اسم (أنصار الإسلام). وبقي الزرقاوي في كردستان وأخذ يتنقل سرا بين كردستان وسوريا وبتاريخ 9/4/2003 تمكنت القوات الأمريكية من إحتلال بغداد وإسقاط نظام الرئيس صدام حسين. في ظل هذه الظروف والمعطيات الجديدة انتقل أبو مصعب الزرقاوي إلى بغداد ووجد في المجتمع السني حاضنة إجتماعية وبدأ إجراء إتصالات واسعة ونجح في تأسيس جماعة من المتطوعين العرب بالإضافة إلى النواة الأساسية من الأردنيين وقامت هذه المجموعة بسلسلة من العمليات الإنتحارية من بينها تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد بتاريخ 19/8/2003 وإغتيال رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق محمد باقر الحكيم بتاريخ 29/8/2003 والهجوم على قاعدة عسكرية إيطالية في الناصرية بتاريخ 12/11/2003 وكانت الجماعة تعرف بإسم مجموعة الزرقاوي ولكنها وبعد إنضمام عمر يوسف جمعة (أبو أنس الشامي) تم الإعلان عن تأسيس جماعة التوحيد والجهاد في شهر أيلول 2003.

وبتاريخ 2/3/2004 قامت جماعة التوحيد والجهاد بمجموعة من الإعتداءات المتزامنة على الشيعة في كربلاء تسببت في مقتل 170 شخصا وجرح 550 شخصا . وكانت هذه الإعتداءات نقطة تحول خطيرة في الصراع داخل العراق إذ أطلقت العنان بصورة مرعبة للصراع السني / الشيعي وتعزيز المجابهة العسكرية بين السنة والشيعة وتوفير بيئة من الفوضى الأمنية والإحتقان الطائفي .

وبدأ الإتصال مع تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن وتم تغيير إسم الجماعة من التوحيد والجهاد إلى تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين وتدفق المئات من المتطوعين من العالم العربي والإسلامي وأوروبا للإلتحاق بتنظيم قاعدة الجهاد وتوسع نشاط هذا التنظيم خارج العراق ليشمل الأردن وسوريا ولبنان والسعودية واتسع نطاق عملياته ليشمل الولايات المتحدة حيث تم اتهامه بإرسال رسالة تحتوي على مادة ( الإنتراكس ) إلى زعيم أغلبية الجمهوريين بيل فريست . وكان أبو مصعب الزرقاوي يخطط إلى إقامة إمارة إسلامية سنية في وسط وغرب العراق تمثل رأس حربة إقليمي لتنظيم القاعدة في المنطقة .

وفي صباح 7/6/2006 أعلن رئيس الحكومة العراقية عن مقتل أبو مصعب الزرقاوي في غارة جوية أمريكية على بعقوبة . وبعد مقتل الزرقاوي بأيام تم انتخاب أبي حمزة المهاجر زعيما للتنظيم وبتاريخ 15/10/ تم الإعلان عن تشكيل دولة العراق الإسلامية بزعامة أبو عمر البغدادي . وفي يوم الإثنين الموافق 19/4/2010 شنت القوات الأمريكية والقوات العراقية عملية عسكرية في منطقة الثرثار استهدفت منزلا كان يتواجد فيه كل من أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر وتم قصف المنزل بواسطة الطائرات ليقتلا معا وتم عرض جثتيهما معا على وسائل الإعلام . وتم الإعلان عن إختيار أبو بكر البغدادي ليصبح أميرا لدولة الإسلام في العراق وإسمه الحقيقي هو إبراهيم عواد إبراهيم السامرائي من مواليد مدينة السامراء عام 1971 تخرج من الجامعة الإسلامية في بغداد وحصل على شهادة الدكتوراه ساهم في تأسيس مجموعات مسلحة في نطاق ديالى وسامراء وبغداد لمقاتلة قوات الإحتلال الأمريكية ولقد تعرض إلى الإعتقال على يد القوات الأمريكية عام 2005 واستمر قيد الإعتقال حتى عام 2009 وحسب أحد تقارير عميل المخابرات الأمريكية الهارب إدوارد سنودن صاحب وثائق ويكي ليكس أنه في هذه الفترة تم تجنيد أبو بكر البغدادي وتم تدريبه عسكريا واستخباريا وأكد أن دولة العراق الإسلامية هي نتاج تعاون استخباري أمريكي بريطاني إسرائيلي وأنه تم وضع خطة تحت رمز ( عش الدبابير) من أجل تجمع أكبر عدد ممكن من الميليشيات الإسلامية وتقويتها من أجل زعزعة أنظمة الحكم في الدول العربية وجر الدول المسلمة إلى صراع طويل الأمد بين السنة والشيعة من أجل إستكمال وتنفيذ مخطط بيرنارد لويس في تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات دويلة شيعية في الجنوب ودويلة سنية في الوسط ودويلة الأكراد في الشمال .

بعد اندلاع الأزمة السورية وأصبحت ثورة مسلحة بدأ تكوين الفصائل والجماعات لقتال النظام السوري . وفي أواخر عام 2011 تم تشكيل جبهة النصرة بقيادة أبو محمد الجولاني واستمرت الجبهة بقتال النظام حتى وردت تقارير استخبارية عن علاقتها الفكرية والتنظيمية بفرع دولة العراق الإسلامية .

وأدرجتها الولايات المتحدة على لا ئحة المنظمات الإرهابية . بتاريخ 9/4/ 2013 انتشر تسجيل صوتي منسوب لأبو بكر البغدادي يعلن فيه ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) إلا أن أبو محمد الجولاني رفض هذا الدمج وأعلن أنه ممثل لتنظيم القاعدة في الشام ومرتبط بأيمن الظواهري والذي طلب بدوره من أبو بكر البغدادي إلى تركيز نشاطه على العراق وترك سوريا إلى جبهة النصرة واندلعت الإشتباكات بين الطرفين في شهر كانون الثاني 2014 وقرر البغدادي في تحد سافر إلى أيمن الظاهري نقل نشاط تنظيمه إلى سوريا حيث سيطرت قواته على منطقة الرقة ودير الزور . وسرعان ما بدأ التنظيم في خوض معارك على أكثر من جبهة في سوريا بعضها ضد جبهة النصرة وبعضها ضد الجيش السوري الحر وبعضها ضد الأكراد السوريين ولقد تمكن تنظيم داعش من إغتيال ممثل الظواهري في سوريا المدعو أبو خالد السوري بتفجير مقره في مدينة حلب .

ولقد ازداد نفوذ داعش في العراق بعد عملية تحرير أكثر من 500 سجين من أتباع تنظيم القاعدة من سجن التاجي وسجن أبو غريب والقيام بالإستيلاء على مطار منغ العسكري وبتاريخ 29/9/2013 قاموا بإستهداف مقر الأمن العام في مدينة أربيل بسيارات مفخخة ولقد شهد كانون الثاني 2014 تسلل قوات من داعش إلى مدينتي الفلوجة والرمادي واحتلتهما بعد أشهر من تصاعد العنف في محافظة الأنبار مع أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على الرمادي بعد بضعة أيام .

وما أن تم الإعلان بتاريخ 19/5/2014 عن فوز ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي ب 95 مقعدا في الإنتخابات النيابية تسارعت الأحداث وقام تنظيم داعش بالسيطرة على محافظة نينوى والإستيلاء على مدينة الموصل بعد انسحاب القوات الحكومية العراقية تاركة مئات الدبابات وناقلات الجنود وقطعات المدفعية ومخازن الذخيرة والعتاد مما أدى إلى هروب 500 ألف مواطن غالبيتهم من المسيحيين وامتد تسونامي داعش لفرض سيطرته على سد الموصل والإنتشار لفرض سيطرته على المحافظات السنية الست أو ما يعرف بالمثلث السني لا سيما محافظة صلاح الدين التي تربط وسط العراق بشماله وتضم مدينة بيجي حيث أكبر مصافي النفط العراقية ولقد توجهت قوات داعش بإتجاه محافظة كركوك الغنية بالنفط بعد انسحاب الجيش العراقي إلا أن قوات البشمركة احتلت كل المناطق التي انسحب الجيش العراقي منها .

بتاريخ 14/6/2014 صدرت الأوامر إلى حاملة الطائرات الأمريكية النووية جورج بوش والتي يبلغ عدد طاقمها 3200 ضابط وبحار ومسلحة بصواريخ ( Rim-116 + MK 29 ) الموجهة وتحمل 90 طائرة من نوع إف 18 بالإنتقال من بحر العرب إلى الخليج العربي يصاحبها مدمرة وحاملة للصواريخ الموجهة.

في قمة هذا التوسع لقوات داعش وبتاريخ 29/6/2014 أعلن أبو محمد العدناني الناطق الرسمي لتنظيم داعش عن ميلاد الخلافة الإسلامية ومبايعة أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين وأنه سيتم استخدام اسم ( الدولة الإسلامية ) وصاحب هذا التوسع في العراق توسع آخر في سوريا وامتداد إلى لبنان.

وبلغت المساحة التي سيطر عليها تنظيم داعش حتى لحظة كتابة هذا البحث ما يقارب من 45% من مساحة العراق حيت امتدت لتشمل المناطق الشرقية المتاخمة للحدود الإيرانية والمناطق الشمالية المتاخمة لإقليم كردستان والحدود الأردنية والحدود السورية وتم إجتياح جبل سنغار الذي شهد عملية تهجير وتقتيل للأزيديين وما أن وصلت قوات داعش إلى مسافة 35 كيلو متر من مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان وبدأت بقصف أطراف المدينة . قام نوري المالكي بالإعلان عن استعداده للتخلي عن مطلبه في التمسك بتولي رئاسة الحكومة للمرة الثالثة .

بتاريخ 6/8/2014 تم عقد اجتماع بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع مجلس الأمن القومي وكبار القادة العسكريين وفي مقدمتهم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي وكان هناك إتصال الكتروني من خلال شاشة متلفزة مع وزير الدفاع الأمريكي شاك هيغل للتباحث في موضوع وصول قوات داعش على متن دبابات أبرامز الأمريكية وأرتال من المدفعية الثقيلة الأمريكية الصنع ورشاشات إم 60 والتي حصل عليها ثوار داعش من الجيش العراقي في محافظات وسط العراق .
وبادر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتاريخ 7/8/2014 بالإعلان عن إصدار أوامره إلى الطائرات الأمريكية الرابضة فوق حاملة الطائرات جورج بوش البدء بشن غاراتها الجوية على مواقع داعش .

بتاريخ 8/8/2014 قامت الطائرات الأمريكية إف 18 بأولى غاراتها الجوية على تنظيم داعش وتم إطلاق القنابل الموجهة بالليزر والتي تزن 500 رطل على معاقل داعش ومراكز تجمع المدفعية والدبابات على مشارف أربيل . وقد تم تحديد أهداف العملية العسكرية الجوية من أجل حماية طواقم الخبراء العسكريين المتواجدين في أربيل وطواقم موظفي القنصلية الأمريكية في أربيل وتقديم المساعدة العسكرية إلى قوات البشمركة ومنع داعش من الوصول إلى أربيل بالإضافة إلى تقديم المساعدات الممكنة من أجل حماية مئات الآلاف من المسيحيين الذين هاجروا إلى كل من أربيل ودهوك وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لا سيما المواد الغذائية إلى المشردين الأزيديين المحاصرين في جبل سنجار .

وبعد بدء عمليات القصف الجوي الأمريكي تمكنت قوات البشمركة بالتعاون مع الجيش العراقي من استعادة السيطرة على سد الموصل الإستراتيجي وقامت عدة معارك في عدد من المدن والقرى السنية أدت إلى استعادة قوات الجيش العراقي وقوات البشمركة سيطرتها عليها مثل قضاء سنجار وتلكيف والحمدانية والشيخان وإنسحاب قوات داعش منها .

بتاريخ 11/8/2014 تم تكليف الدكتور حيدر العبادي لتولي منصب رئاسة مجلس الوزراء من قبل رئيس الجمهورية فؤاد معصوم والتحالف الوطني وبتاريخ 8/9/2014 منح البرلمان العراقي الثقة لحكومة العبادي .

بتاريخ 10/9/2014 ولمدة يومين تم عقد إجتماع في جدة ضم دول مجلس التعاون الخليجي وكلا من تركيا ومصر والأردن والعراق ولبنان وبمشاركة وزير الخارجية الأمريكي لبحث موضوع الإرهاب في المنطقة والتنظيمات المتطرفة التي تقف وراءه وسبل مكافحته . وصدر في نهاية الإجتماع بيان ختامي أعلن موافقة 10 دول عربية على الإنضمام لحملة عسكرية منسقة ضد تنظيم الدولة الإسلامية "إذا اقتضت الحاجة".

بتاريخ 16/9/2014 قامت قوات داعش بهجوم واسع النطاق على مدينة "عين العرب" كوباني وتم شن هجمات متفرقة من غرب وجنوب المدينة وبتاريخ 7/10/2014 أعلن الرئيس التركي أن المدينة ستسقط في أيدي داعش وطالب بزيادة الغارات الجوية وتعزيز الدفاعات الأرضية ورفض كل الضغوط على تركيا للمشاركة في محاربة داعش والدفاع عن عين العرب ومساعدة الغالبية العظمى من الأكراد من سكان المدينة.

( مدينة عين العرب هي مدينة تابعة لمحافظة حلب وهي تتألف من قرى صغيرة وعدد من النواحي الإدارية يبلغ تعداد سكانها 44 ألف نسمة تقريبا ولقد ازدهرت خلال عامي 1911 وعام 1912 مع مشروع خط سكة حديد بغداد وتمت تسميتها بأسم عين العرب لكثرة عيون الماء والينابيع فيها ولقد سكنها مجموعات من الأرمن الذين هربوا من مذابح الأرمن في تركيا كما استقر فيها الأكراد بعد ترسيم الحدود مع تركيا عام1921 على امتداد خط السكة الحديد حيث أضحى جزء من المدينة على الجانب التركي والجزء الآخر على الجانب السوري).

بتاريخ 18/9/2014 أصدر الرئيس الأمريكي أوامره بشن هجمات صاروخية وجويه على تنظيم داعش في سوريا وقام الجنرال وليام مايفيل مدير العمليات لهيئة الأركان المشتركة بالإعلان أنه تم إطلاق 40 صاروخ من نوع توماهوك تجاه مواقع تنظيم خراسان غرب حلب بالإضافة إلى شن 8 غارات جوية أدت إلى مقتل قائد تنظيم خراسان الكويتي محسن الفضلي وعائلته في القصف على ريف إدلب .

بتاريخ 19/9/2014 شنت الطائرات الفرنسية من نوع رافال وطائرات بريجيت أتلانتيك من قواعدها في الإمارات العربية غارات جوية على تنظيم داعش قرب الفلوجة كما أرسلت مجموعة من القوات الخاصة الفرنسية من أجل القيام على تدريب قوات البشمركة على استخدام السلاح الفرنسي الذي أرسلته فرنسا كدعم للقوات الموجودة على الأرض وأكد الرئيس الفرنسي أنه لن يرسل أي قوات فرنسية للمشاركة في أي حرب برية .

وتوالت الدول المختلفة في الإعلان عن مشاركتها في التحالف الدولي ضد داعش منها استراليا وبلجيكا وكندا وهولندا وبريطانيا.

وبتاريخ 23/9/2014 أعلنت خمس دول عربية عن مشاركة طائراتها الحربية بالمشاركة في قصف مواقع داعش في سوريا وهي الأردن وقطر والبحرين والإمارات والسعودية
وبتاريخ 26/9/2014 وافق البرلمان البريطاني بتوجيه ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق

بتاريخ 14/10/2014 عقد رؤساء أركان جيوش 21 دولة إجتماعا في قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن حيث قدم الجنرال لويد أوستن قائد القيادة الأمريكية الوسطى تقريرا حول الضربات الجوية بصفته المشرف على الحملة الجوية .

وبالرغم من سرية توصيات هذا الإجتماع إلا أن ردود الفعل وتصريحات الإدارة الأمريكية أن الحرب على داعش ستستغرق وقتا طويلا وأنها لن تدفع بقواتها على الأرض كما صدرت تصريحات عن جون كيري أن أكثر من 60 شريكا تعهدوا بالإنضمام إلى الجهود الأمريكية للقضاء على تنظيم داعش .

بتاريخ 20/10/2014 تم الإعلان عن زيارة الدكتور حيدر العبادي رئيس الحكومة العراقية إلى جمهورية إيران الإسلامية وبتاريخ 21/10/2014 أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله خامنئي أثناء لقائه الدكتور حيدر العبادي بأن حكومة بغداد قادرة على هزيمة تنظيم داعش بدون تدخل أجنبي وأوضح قائلا " نقف إلى جانبكم وسندافع عن حكومتكم بجد كما دافعنا عن الحكومة السابقة وإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر أمن العراق البلد الشقيق والجار من امنها وإننا وكما قلنا فيما سبق نعتقد بأن العراق حكومة وشعبا ليس بحاجة إلى الأجانب والدول الأخرى للتغلب على مشاكله الأمنية . وإن سياسة السنوات الأخيرة القاضية بعدم السماح باستخدام الأراضي العراقية ضد سوريا بأنها سياسة صائبة وحكيمة .

بتاريخ 22/10/2014 سمحت تركيا إلى مقاتلي البشمركة من إقليم كردستان العراق بعبور الحدود لمساعدة الأكراد في عين العرب من أجل محاربة قوات داعش .


هناك أسئلة كثيرة تتناول الأرقام الحقيقية لعدد قوات داعش وجنسياتهم وقياداتهم والتي بدأت بأربعة آلاف مقاتل واتسعت لتتجاوز العشرة آلاف والآن تقدر بعض المراكز الإستراتيجية والتقارير الإستخبارية تعداد قوات داعش في العراق مابين 25 ألف إلى 30 ألف يعادلها في سوريا ما بين 30 ألف إلى 35 ألف مقاتل ويعتقد كثير من المحللين العسكريين أن نسبة كبيرة من مقاتلي داعش هم من جنود الجيش العراقي المنحل الذين خدموا تحت قيادة صدام وأن بول بريمر والقيادة العراقية الجديدة بعد سقوط النظام عام 2003 قد أخطأوا في قرارهم بحل الجيش العراقي وتسريحه ولم يقوموا بمنح أفراده مستحقات تقاعدهم المالية فأصبحوا عالة على المجتمع لا سيما وأن الكثيرين من القيادات العراقية العسكرية والأمنية قد تمت تصفيتهم على أيدي عملاء من إيران وبعض التنظيمات والميليشيات الشيعية وكان من الأفضل الإبقاء على تشكيلات الجيش العراقي وإحالة الضباط على التقاعد من رتبة عقيد فما فوق كما أن الإجابة عن جنسيات مقاتلي داعش ونسبة أعدادهم فهي أشبه بالمستحيل .

أما بالنسبة إلى السؤال الهام الذي يتعلق بتمويل تنظيم الدولة الإسلامية لا سيما بعد توقف الدعم المالي القادم من تنظيم القاعدة إثر إعلان أبو بكر البغدادي انشقاقه عن طاعة أيمن الظاهري .

تشير بعض التقارير الصحفية ومن بينها وكالة سي إن إن بتاريخ 23/6/2014 بأن تنظيم داعش قد حصل على تمويل من خلال جهات ثرية من الكويت وقطر وتم التطرق إلى 130 شخصية من جنسيات مختلفة بينهم رجال دين ومثقفين ورجال أعمال تورطوا بتقديم الأموال لداعش. ولا بد لنا أن نعترف هنا أنه من أجل تجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين لا بد وأن يكون تنظيم داعش قد حصل على أموال كبيرة لدعم المجهود الحربي واستمرار تجنيد أعضائه فهناك تقارير تفيد بأن التنظيم قد استولى على موجودات البنوك في العديد من المدن العراقية حيث تم الإستلاء على 425 مليون دولار أمريكي من بنوك محافظة نينوى حسب ما أعلن محافظ نينوى أثيل النجافي بالإضافة إلى كميات كبيرة من السبائك الذهبية وحوالي 35 مليار دينار عراقي من مصرف العابد في الفلوجة وهو أحد فروع مصرف الرافدين ومن خلال السيطرة على العديد من آبار ومصافي النفط وبيعها بالسوق السوداء وإلى المواطنين حيث بلغ دخل التنظيم من خلال الإتجار بالنفط ما يقارب مليوني دولار يوميا بالإضافة إلى الإتجار بالآثار المسروقة والتي تباع في السوق السوداء . وبالرغم من صدور تقارير صحفية من بينها تقرير صحيفة الجارديان البريطانية بتاريخ 21/6/2014 على لسان مسؤول عراقي أن ثروة داعش تقدر بنحو 875 مليون دولار قبل الإستيلاء على مدينة الموصل ثم ارتفعت إلى أكثر من 4 مليارات دولار أمريكي خصوصا بعد سيطرتها على مصفاة بيجي في كركوك والتي تعتبر أكبر مصفاة في العراق حيث تقارب موجوداتها من النفط ما يعادل ملياري دولار يضاف إلي ذلك الأتاوات من المواطنين من زكاة وبدل حراسة وجباية الأموال من مواطني المناطق التي تسيطر عليها لقاء حمايتهم بالإضافة إلى أموال الفديات جراء عمليات الخطف كما قام تنظيم داعش بإعداد فواتير للمياه والكهرباء وتوزيع هذه الفواتير على المحال التجارية والمساكن بالإضافة إلى فرض أتاوات تحت ستار زكاة الحبوب . بالرغم من عدم وجود أي وثائق مؤكدة لقيمة الأموال في حوزة داعش إلا أن زخم أعداد المقاتلين والمقدرة بعشرات الآلاف بحاجة إلى إدارة مالية محترفة في اجتذاب المقاتلين لا سيما من الخارج وفي تأمين رواتبهم أو مخصصاتهم كل في موقعه وهذا يتطلب وجود كادر مالي إداري مختص محترف ومتقدم . ولقد أصدرت الإدارة الأمريكية بتاريخ 23/10/2014 تحذيرا بفرض عقوبات على كل من يشتري النفط من تنظيم الدولة الإسلامية . ولقد أشار ديفيد كوهين وكيل وزارة الخزانة الأمريكية إلى أن النفط يشكل مصدر تمويل مهم حيث يعمل التنظيم من خلال السوق السوداء للنفط في سوريا والعراق بتكرير النفط وبيعه إلى مهربين يقومون ببيعه إلى تركيا وربما إلى النظام السوري . وأكد أن الحكومة الأمريكية جاهدة في التوصل لإستهداف مصاد تمويل داعش ومنع وصول داعش من الوصول إلى النظام المالي الرسمي .

أما السؤال الأصعب فهو يتعلق بكمية ونوعية الأسلحة المتوفرة لدى تنظيم داعش من دبابات وناقلات جنود وقطعات مدفعية وصواريخ ورشاشات وأسلحة خفيفة وتوفر الذخيرة فخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة قامت قوات داعش بالتوسع في مناطق شاسعة وقامت بشن مئات الهجمات واشتبكت في عشرات المعارك فهي تغطي ما يزيد على الف كيلومتر من الحدود مع الأكراد وآلاف الكيلومترات الممتدة من الحدود الشرقية مع إيران ومع الخط الفاصل بين محافظات الوسط ومحافظات الجنوب في العراق بالإضافة إلى الحدود الغربية وامتدادا إلى سوريا هذه المسافات الشاسعة بحاجة إلى آليات ودبابات ومجنزرات ومدافع ورشاشات هذه الآليات بحاجة إلى كميات هائلة من الذخائر المختلفة وإلى خبراء عسكريين يجيدون استخدام هذه الآليات بحرفية ولا بد من وجود مراكز للعمليات والسيطرة للتخطيط لسير العمليات وإدارتها واختيار الأهداف ومهاجمتها والسيطرة عليها ومن ثم استيعاب الغارات الجوية والتقليل من أضرارها ونحن نتساءل ما هو مصدر هذه الأسلحة وما هو مصدر الذخائر الثقيلة والخفيفة وما هو أسلوب التموين والتعزيز والتجهيز وتوفير الوقود اللازم لهذه الآليات وصيانتها وتوفيروسائل تموين الغذاء والماء والدواء للمقاتلين وما هي وسائل الإتصال بين مختلف القيادات .

هناك سؤال طفا على سطح الأحداث ما هي الإمكانيات الطبية وكيف وأين تتم معالجة الجرحى من مقاتلي داعش .

هذا الحشد الهائل من الجيوش الغربية والعربية والإسلامية وهذه الإجتماعات على مستوى رؤساء أركان الجيوش. وهذه القيادات السياسية للدول العظمى وللدول العربية بكل إمكاناتها الإستخبارية العسكرية ومخابراتها المدنية لا أحد يريد الإجابة على ثلاثة أسئلة محددة
من الذي أوجد تنظيم داعش ؟
ما هو الدافع الحقيقي لخلق تنظيم داعش ؟
متى سينتهي دور داعش ؟؟

تخطر ببالي هنا قصة المارد الذي تم إخراجه من القمقم ولكن المارد تجبر وتمرد ورفض العودة إلى القمقم .
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير