"المفرق" قطع «المعونة» عن أسر معوزة
حذر مواطنون ممن يتلقون معونة شهرية من صندوق التنمية الاجتماعية من قطع هذه المعونة عنهم بناء على تقارير غير مدروسة للتغير الاجتماعي في اوضاعهم والذي ترجعه مديريات التنمية لتحسن في ظروفهم الاقتصادية ، مطالبين باعادة النظر في بعض التعليمات المتعلقة بصرف أو قطع المعونة النقدية المتكررة لتتماشى مع الواقع الاقتصادي الراهن ، وضرورة توخي الدقة والموضوعية والانصاف والعدالة عند صرف المعونات اوقطعها ، وعدم الحاق الظلم والاجحاف بالمواطنين الفقراء والمحتاجين .
أسرة عبد الفتاح محمود تعيش في ظروف صعبة للغاية، فهي بلا مصدر رزق ، وبلا تأمين صحي أو رعاية اجتماعية ، وتقف عاجزة عن توفير متطلبات الحياة الأساسية، فهي تعيش حياة بائسة محرومة وسط عجز الاب رب الاسرة عن العمل وتأمين الدخل المطلوب لافراد اسرته السبعة .
وتحدث الوالد ل» الدستور» عن تفاصيل معاناته وحال العوز الذي الم به واسرته وما دفعه الى البحث عن أي مصدر يوفر له ادنى متطلبات الحياة وحفظ كرامته على الرغم من حالته الصحية ، حيث يعاني من ضعف وضمور في عضلات الطرف السفلي الايمن والايسر ناجم عن اصابة بشلل الاطفال تعرض له في طفولته واعوجاج بالعمود الفقري وعرج أثناء المشي وآلام مزمنة أسفل الظهر والاطراف السفلية وبنسبة عجز تصل الى 80% وفقا لقرار اللجنة الطبية المركزية في المفرق ، مما منعه من القيام بأية وظائف حركية صحيحة وعاجزة عن العمل .
واوضح انه حصل على المعونة المتكررة من صندوق المعونة لمدة ثلاث سنوات ، الا انها قطعت عنه بعد قيام لجنة بحث من قبل التنمية الاجتماعية بالتنسيب بايقاف صرف المعونة له ولاسرته ، وذلك نتيجة وجود محل لتصليح الاحذية باسمه ، مما دفعهم لقطع المعونة منذ مايزيد عن العام وحتى اللحظة ، مؤكدا أن المحل الذي سجل باسمه يعود لشقيقه وانه تم تسجيله باسمه لاسباب معينة .
ويواجه عبد الفتاح واسرته ظروفا قاسية بعد انقطاع المعونة المتكررة عنهم ، مشيرا الى محاولاته الكثيرة لمراجعة التنمية الاجتماعية للتحقق اكثر عن ملكية المحل وعن واقعه المعيشي ، ودراسة وضعة الانساني وفقا لاليات موضوعية و شفافة دون فائدة ، داعيا الصندوق الى الاهتمام بالأسر الأشد فقرا والبحث عنهم من خلال التحقق الميداني .
اما عائلة فرج محمد الذي يعاني من فرط التوتر الشرياني ونزيف دماغي فهي مثال اخر على اصطدام اسرته بتعليمات صندوق المعونة وحرمانها من المعونة المتكررة ، مما يبقي الاسرة تحت رحمة اهل الخير والمحسنين ليمدوا لهم يد العون والمساعدة وتقديم اشكال المساعدة ليتمكنوا من توفير الحد الادنى من الحاجات الضرورية ومتطلبات الحياة الاساسية .
وعلى استحياء يتحدث فرج ل» الدستور « ويقول» قمت باستخراج كافة الوثائق اللازمة والمطلوبة وتقديمها لصندوق المعونة في المفرق للحصول على المعونة المتكررة الا أنني فوجئت بالطلب منه أن يقوم بالتنازل عن رخصة السوق العمومي فئة رابعة التي بحوزته كونها هي المانع الرئيس في حصوله على المعونة « .
ويضيف انه حصل على الرخصة قبل تعرضه للجلطة الدماغية وما ترتب عليها من اثار استدعت الرعاية الطبية والعلاج المستمرين ، موضحا ان مقدار المعونة المتكررة التي سيتلقاها واسرته لا تغطي نفقات الاسرة الاساسية وقيمة الاجرة الشهرية لمنزله معولا على الرخصة في توفير دخلا اضافيا ولو قليل من خلال العمل بأعمال غير شاقة تؤمن له ولاسرته الحياة الكريمة ، مطالبا في ذات الوقت الغاء هذا السبب من شروط الحصول على المعونة المتكررة .
والواقع المعيشي الذي تعيشه اسرة فرج ، واقع مؤلم وحزين تؤكده شواهد المنزل المستأجر والمطبخ الذي يكاد يخلو من كافة اساسيات المطبخ وافتراشها الارض ومنع البرد والشتاء من الدخول الى المنزل بوسائد او قطع من الكرتون وضعت على النوافذ لتقيهم شدة البرد .
ويذكر ان مديرية التنمية الاجتماعية في محافظة المفرق وصندوق المعونة الوطنية تقوم كل ثلاثة اشهر بعمل مسح ميداني لكافة الحالات التي تتلقى معونات ، الا ان العديد من المواطنين يعتبرون ان نتائج المسح الميداني يتبعها اجراءات لا تتلاءم مع هذا المسح . الدستور
