jo24_banner
jo24_banner

الحروب التي خاضتها الجيوش العربية وحزب الله ضد إسرائيل

د. حسين عمر توقه
جو 24 : إن معاهدات السلام العربية الإسرائيلية التي تم التوقيع عليها بين إسرائيل وكل من مصر والأردن ومنظمة التحرير قد قيدت القيادات السياسية العربية وساهمت في تحييد الجيوش العربية وفي مقدمتها الجيش المصري لا سيما تلك البنود والملاحق المتعلقة بصحراء سيناء وبتحويلها إلى منطقة عازلة منزوعة السلاح .

لقد حاول الطيب أردوغان التوسط بين سوريا وإسرائيل من أجل التوصل إلى معاهدة سلام بين سوريا وإسرائيل ولكن سوريا رفضت التخلي عن سيادتها على مرتفعات الجولان المحتلة مما أدى إلى فشل الوساطة التركية .

ونظرا لأن الراعي الأول لهذه المعاهدات هي الولايات المتحدة فإن الدول العربية حتما ستكون في مواجهة رئيسة مع الولايات المتحدة ذات المعايير المزدوجة في حال محاولة إلغاء هذه المعاهدات من قبل مصر أو ألأردن .

وفي المقابل فبالرغم من انتهاك إسرائيل للعديد من بنود الإتفاقية الموقعة مع الفلسطينيين وفي مقدمتها الإستمرار في بناء المستوطنات وشن ثلاث حروب على قطاع غزة وبناء الجدار اليهودي على الحدود الأردنية الفلسطينية وسياسة العقاب الجماعي على أهل غزة واستهداف المدنيين والمساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات ومنع إمدادات الغذاء والماء والوقود وما تمر به القدس بشكل خاص من استيلاء على الأراضي العربية وتهويد المناطق المحيطة بالمقدسات الإسلامية والمسيحية وتدنيس مستمر لساحة الأقصى واستمرار عمليات الحفر تحت المسجد الأقصى في محاولة البحث عن هيكل سليمان المنشود أو معبد القدس كما يحلو لليهود تسميته وخلق واقع ديمغرافي ظالم نتيجة استمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية والإعلان من قبل بنيامين نتنياهو أن القدس ستبقى العاصمة الأبدية لإسرائيل وإلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين ونزع السلاح من فلسطين بإستثناء السلاح الإسرائيلي .

والسيطرة على المناطق الحدودية بين الأردن وفلسطين وعدم الموافقة على تحديد جدول زمني للإنسحاب من الأراضي المحتلة وعدم الموافقة على إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين ورفض تنفيذ كل قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإنسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة منذ عام 1967 فإن الولايات المتحدة لا زالت الحليف الإستراتيجي الأكبر والمزود الرئيس لكل أنواع الأسلحة لدولة إسرائيل .

ويبقى المرابطون الفلسطينيون من أشرف المدافعين عن المسجد الأقصى وتبقى ثورتا أطفال الحجارة أشرف الصفحات في تاريخ النضال الفلسطيني . لقد بلغ عدد شهداء سنوات انتفاضة الأقصى 6598 شهيد .

وإننا وبكل أسف ونحن في غمرة التهافت على الدول الغربية واستنجاد ثوراتنا العربية بكل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بعد أن أصبحت كل من واشنطن ولندن وباريس مقر انعقاد مؤتمرات المقاومة العربية الحديثة بدءا برجال الثورة العراقية وإنتهاء برجالات الثورة الليبية والسورية .

ويبدو أننا قد نسينا بعضا هاما من تاريخ أمتنا وأن أعداء الأمس ومستعمري العالم العربي والإسلامي قد أصبحوا اليوم معقد الأمل والرجاء وحلفاء للثورات العربية وأصبح حلف الأطلسي هو اليد الطولى التي تنفذ الخطط العسكرية والتي تقرر من وكيف ومتى وأين ولماذا تحقق ثورات الربيع العربي انتصاراتها على قادتها السابقين .

أيها الأخوة في ظل ما يجري في سوريا والعراق ومصر وليبيا واليمن فإن أشد ما أخشاه إن تقدم إسرائيل على خطوة غير مسبوقة في تاريخها ولكنها حتما من ضمن أهدافها القومية ومخططات الصهيونية العالمية فتعمد إلى استغلال الظروف العربية الراهنة وتثبت للعالم أنها قوة عظمى ولها دورها الإستراتيجي الذي تلعبه في المنطقة والإقليم .

فهل حان الأوان لمرحلة ضم جديدة أم حان الأوان لتوجيه ضربة عسكرية كبيرة تثبت من خلالها وجودها ضمن القوى الفاعلة والأعظم لتنافس كلا من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في الحصول على مكاسب في العالم العربي الغارق في الفوضى الخلاقة وفي شتاء الثورات والخاضع لمؤامرة تدمير الذات واستمرار نزيف الدم العربي ولتخبر العالم بأسره والعالم الإسلامي وفي مقدمته إيران وتركيا ومصر والسعودية أن إسرائيل هي لا عب رئيس في هذه المنطقة لا سيما وأنها تشرف على أعظم حقول الغاز في شواطىء البحر الأبيض المتوسط الشرقية وأنها القوة النووية الأوحد في منطقة الشرق الأوسط .

ولكي لا ينسى جيل ثورات الربيع العربي تاريخ أمتهم فاسمحوا لي أن أذكرهم أن الدول العربية قد خاضت فعلا حروبا مع إسرائيل وبالرغم من عدم تحقيق النتائج المرجوة لهذه الحروب نظرا للتفاوت التكنولجي بين الجيوش العربية والجيش الإسرائيلي بالإضافة إلى الدعم المطلق الذي قدمته كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى إسرائيل عسكريا وسياسيا . إلا أن هذه الحروب قد وقعت فعلا وقبل أن ينساها الجيل الجديد فاسمحوا لي أن أذكركم بأسمائها
حرب 1948:-
هناك أربعة جيوش عربية شاركت في كل الحروب العربية الإسرائيلية منذ عام 1948 وهي الجيش المصري والجيش الأردني والجيش السوري والجيش العراقي ففي حرب 1948 شاركت كل من جيوش المملكة المصرية والمملكة ألأردنية والمملكة العراقية والجيش السوري و الجيش اللبناني والمملكة العربية السعودية ضد المليشيات الصهيونية المسلحة في فلسطين والتي تشكلت من البلماخ والأرجون والهاجاناه والشتيرن والمتطوعين اليهود من خارج الإنتداب البريطاني على فلسطين .

بلغ عدد الشهداء في الجانب العربي 15 ألف شهيد جندي و 8 آلاف مدني بينما بلغ عدد القتلى في الجانب الإسرائيلي 4 آلاف مجند و 2400 مدني .
حرب 1956:-

وفي حرب 1956 قامت كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بشن عدوانها الثلاثي على مصر إثر قيام جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس وبلغ عدد الشهداء المصريين 3 آلاف شهيد و 4900 جريح و 30 ألف أسير بينما بلغ عدد القتلى الإسرائيليين 231 قتيل و899 جريح وأربعة أسرى وبلغ عد القتلى البريطانيين 16 قتيل و 96 جريح بينما بلغ عدد القتلى الفرنسيين 10 قتلى و 33 جريح .
حرب 1967:-

وفي حرب 1967 والتي عرفت بنكسة حزيران وحرب الأيام الستة والتي نشبت بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن بمشاركة الجيش العراقي وسلاحه الجوي والتي تمكنت إسرائيل من خلالها إحتلال شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية ومرتفعات الجولان . وبلغ عدد الشهداء المصريين 12 ألف شهيد و 4338 أسير وبلغ عدد الشهداء الأردنيين 6 آلاف شهيد و 7533 أسير بينما بلغ عدد الشهداء السوريين 2500 شهيد و 591 أسير بينما بلغ عدد القتلى في الجانب الإسرائيلي ما بين 766 إلى 883 قتيل و 15 أسير .

حرب 1973:-
وفي حرب 1973 والتي تعرف باسم حرب تشرين أو حرب أوكتوبر فيما تعرف في إسرائيل بإسم حرب الغفران وهي الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة التي شنتها كل من مصر وسوريا على إسرائيل بدعم عربي عسكري من قبل العراق والأردن والكويت والجزائر وتونس وليبيا والمغرب بالإضافة إلى الدعم السياسي الإقتصادي المتمثل في قرار الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله في وقف تصدير النفط السعودي مما أرغم الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى التدخل من أجل وقف الحرب ووقف دعمها إلى الجيش الإسرائيلي .

ولقد حقق الجيشان المصري والسوري في بداية الحرب من وراء المباغتة العسكرية لإسرائيل بعض النصر في ميادين المعارك حيث توغلت القوات المصرية 20 كم شرق قناة السويس وتمكنت القوات السورية من الدخول في عمق هضبة الجولان مما اضطر وزير الدفاع الإسرائيلي إلى الإعلان عن إمكانية استخدام السلاح النووي وهي المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن السلاح النووي الإسرائيلي ولقد شارك الطيارون الأمريكان اليهود في شن الغارات في الطائرات الحربية الأمريكية بعد أن تم طلاؤها بألوان الطائرات الحربية الإسرائيلية كما تم إقامة أكبر جسر جوي من الإمدادات العسكرية بين الولايات المتحدة وإسرائيل وتمكن الجيش الإسرائيلي بفضل المعلومات الإستخبارية للأقمار الصناعية الأمريكية من فتح ثغرة الدفرسوار وعبور الضفة الغربية للقناة ومحاصرة الجيش الثالث الميداني وتمكن من إعادة إحتلال هضبة الجولان من الجيش السوري .

بلغ عدد الشهداء من المصريين 8528 شهيد و19549 جريح وبلغ عدد الشهداء السوريين 3 آلاف شهيد بينما بلغ عدد القتلي الإسرائيليين 9 آلاف قتيل و 20 ألف جريح .

حرب 1982 :-
بتاريخ 6 حزيران عام 1982 قررت الحكومة الإسرائيلية القيام بغزو لبنان تحت إسم عملية السلام للجليل بعد محاولة إغتيال سفير إسرائيل إلى المملكة المتحدة " شلومو أرجوف " في لندن على يد منظمة أبو نضال حيث قامت إسرائيل بإحتلال جنوب لبنان بعد أن هاجمت منظمة التحرير الفلسطينية والقوات السورية والميليشيات المسلحة الإسلامية اللبنانية وحاصرت منظمة التحرير وبعض وحدات الجيش السوري في بيروت الغربية وتم بإشراف الجيش الإسرائيلي تنفيذ مذابح صبرا وشاتيلا من قبل عناصر مسيحية وقتل 3000 آلاف مدني . وتم انسحاب منظمة التحرير من بيروت ولقد انتهت هذه الحرب بشكلها المعترف به عام 1985 إلا أن آثارها ومخلفاتها لم تنته حتى نيسان من عام 2000 عندما انسحب الجيش الإسرائيلي فعليا من جنوب لبنان . ولقد بلغ عدد الشهداء في الجانب العربي 9800 شهيد بينما بلغ عدد القتلى في الجانب الإسرائيلي 1216 قتيل
حرب 2006 :-

حرب تموز 2006 حرب لبنان الثانية أو مواجهة إسرائيل / حزب الله 2006 وهي العمليات القتالية التي بدأت في 12 تموز بين قوات حزب الله اللبناني وقوات جيش الدفاع الإسرائيلي والتي استمرت 34 يوما في مناطق مختلفة من لبنان خاصة في المناطق الجنوبية و الشرقية وفي العاصمة بيروت وفي شمالي إسرائيل في مناطق الجليل والكرمل ومرج ابن عامر وكانت في بعض الأحيان تؤثر على منطقة هضبة الجولان .

بلغ عدد الشهداء 500 مقاتل من حزب الله و700 مدني وبلغ عدد الجرحى 4 آلاف جريح ولقد خسرت إسرائيل 119 قتيل من العسكريين و 44 قتيل مدني وبلغ عدد الجرحى 400 مدني وعسكري .



تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير