مشردو الحرب بغزة ...يحلمون بـ"الدفء" و"حبات الكستناء"
جو 24 : تفرك الطفلة الفلسطينية مرام المغنّي ، يديّها النحيلتين، بقوة لعّل دفئا يتسرب إلى جسدّها، غير أن البرد القارس من حولها، كان أقوى من حركتها الصغيرة، التي تكررها أكثر من مرة في الدقيقة الواحدة.
وتلتصق ابنة الثمانية أعوام بجدتها (سناء)، بالقرب من منزلهم الذي دمرته الطائرات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
ويرتجف جسد الطفلة، وهي تشير بأناملها إلى بيتٍ مكون من طابقين، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والذي تحول معظمهم إلى ركام.
وتقول المغني لوكالة الأناضول، وهي تُغطي رأسها بطاقية الجاكيت الذي لم يلفح ببث الدفء إليّها :" بنام (ننام) والمية (ماء المطر) بسيل علينا (ينهمر)، كتير نبرد (نشعر بالبرد الشديد)".
وتتوق الصغيرة لأنّ تحمل كأسا من الشاي الساخن، وأن تحظى بحبات الكستناء المشويّة، من يد أمها.
وتُضيف:" كنا السنة اللي فاتت (العام الماضي)، نقعد سوا (نجلس معا)، وأمي توزع الكستناء المشوية، راحت دارنا، وانقصفت، وفش (لا يوجد) دفا (دفيء)".
وستغدو حبات الكستناء، وأكواب الشاي الساخنة، والجلوس بالقرب من المدفأة، والستائر المخملية الكثيفة التي تمنع دخول الهواء، حلما بالنسبة لعائلة المغني كما تقول الجدّة (سناء) 47 عاما).
وتقول الجدة، إنّ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، غيّرت معالم وتفاصيل الشتاء بالنسبة لها ولعائلتها.
وتُضيف وهي تنظر بحزن إلى المكان المُدمر حولها فيّ وقت تبدأ فيه جولة من المطر في الهطول مجددا على أنحاء متفرقة من المدينة:" نعيش أنا وعائلتي (12 فردا) داخل ركن في المنزل، ولكن مياه المطر تتدفق من السقف والنوافذ المحطمّة".
وتشير إلى أن الليلة الماضية، وحين انهمر المطر بشدّة، استيقظت هي وأولادها وأحفادها بذعر شديد.
وتتابع:" ظننا أنه قصف، كان الصوت مخيفا، الرياح اقتلعت الرقائق البلاستيكية (نايلون)، والأقمشة القديمة، البرد يتسلل إلينا في كل وقت وحين، ولا ندري ماذا نفعل؟".
وتتمنى المغني لو أنّ عقارب الوقت تعود إلى الوراء، كي تجد نفسها برفقة أولادها داخل المنزل الدافئ، وتفاصيل الشتاء البعيدة عن المطر المنساب من ثنايا السقف المشقوق.
ويمر فصل الشتاء ثقيلا قاسيا على متضرري الحرب الإسرائيلية الأخيرة، إذ يتسبب تدمير البنية التحتية بفعل القصف، وتجريف الأراضي، بإغراق عشرات المنازل.
ودمّرت الحرب نحو 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، وفق إحصائيات لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.
وبحسرة، يتذكر نبيل حوسو (50 عاما)، الأب لسبعة أبناء، كيف كان يستعد هو وزوجته لاستقبال فصل الشتاء، ويحمي صغاره من البرد بلفهم بالأغطية الصوفية، وإشعال المدفأة، وإعداد أكواب الحليب الساخن، وشَيّ حبات الكستناء.
ويُضيف حوسو، وعيونه ترقب تطاير القماش والنايلون، وعدم صمودها في وجه العواصف والأمطار :" لا أصدق أننا نعيش هذه الأيام القاسية، داخل المنازل المُدمّرة، وفي ظل هذا الشتاء القارس، نحاول تثبيت الأقمشة، ولكن الرياح تُلقي بها بعيدا".
ويتسرب الماء إلى صغار عائلة حوسو وهم نائمون، وهو ما يجعله يتمنى قدوم الصيف في أقرب وقت.
ويتابع:" لا مطبخ دافئ، ولا فراش، المياه لا تفارق المكان، ولا يبدو أن ثمة شيء يتغير، بل الأمور تزداد سوءا، حتى نحصل على الأسمنت لترميم ولو غرفة واحدة، علينا أن نسجل ضمن قائمة طويلة من الأسماء التي لا تنتهي".
وكانت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، قد بدأت، بتوزيع كميات من الأسمنت اللازم لإعادة لإعمار المنازل المدمرة جزئيا خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفقا آلية وضعتها منظمة الأمم المتحدة بالتوافق مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وتتمثل آلية المراقبة الدولية، في الاعتماد على "طلبات" يقدمها الفلسطينيين، مسبقا، بحاجتهم من مواد البناء للجهات المختصة لاعتمادها ومراقبة استخدامها من خلال مراقبين دوليين، وهي الآلية التي رفضها مسؤولون ومختصون فلسطينيون.
وكان مؤتمر إعمار قطاع غزة، الذي عقد في القاهرة في الثاني عشر من شهر أكتوبر/ تشرين أول الماضي، قد جمع مبلغ 5.4 مليار دولار نصفها خصص لإعمار غزة، فيما خصص الجزء المتبقي لتلبية احتياجات الفلسطينيين.
وتلتصق ابنة الثمانية أعوام بجدتها (سناء)، بالقرب من منزلهم الذي دمرته الطائرات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
ويرتجف جسد الطفلة، وهي تشير بأناملها إلى بيتٍ مكون من طابقين، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والذي تحول معظمهم إلى ركام.
وتقول المغني لوكالة الأناضول، وهي تُغطي رأسها بطاقية الجاكيت الذي لم يلفح ببث الدفء إليّها :" بنام (ننام) والمية (ماء المطر) بسيل علينا (ينهمر)، كتير نبرد (نشعر بالبرد الشديد)".
وتتوق الصغيرة لأنّ تحمل كأسا من الشاي الساخن، وأن تحظى بحبات الكستناء المشويّة، من يد أمها.
وتُضيف:" كنا السنة اللي فاتت (العام الماضي)، نقعد سوا (نجلس معا)، وأمي توزع الكستناء المشوية، راحت دارنا، وانقصفت، وفش (لا يوجد) دفا (دفيء)".
وستغدو حبات الكستناء، وأكواب الشاي الساخنة، والجلوس بالقرب من المدفأة، والستائر المخملية الكثيفة التي تمنع دخول الهواء، حلما بالنسبة لعائلة المغني كما تقول الجدّة (سناء) 47 عاما).
وتقول الجدة، إنّ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، غيّرت معالم وتفاصيل الشتاء بالنسبة لها ولعائلتها.
وتُضيف وهي تنظر بحزن إلى المكان المُدمر حولها فيّ وقت تبدأ فيه جولة من المطر في الهطول مجددا على أنحاء متفرقة من المدينة:" نعيش أنا وعائلتي (12 فردا) داخل ركن في المنزل، ولكن مياه المطر تتدفق من السقف والنوافذ المحطمّة".
وتشير إلى أن الليلة الماضية، وحين انهمر المطر بشدّة، استيقظت هي وأولادها وأحفادها بذعر شديد.
وتتابع:" ظننا أنه قصف، كان الصوت مخيفا، الرياح اقتلعت الرقائق البلاستيكية (نايلون)، والأقمشة القديمة، البرد يتسلل إلينا في كل وقت وحين، ولا ندري ماذا نفعل؟".
وتتمنى المغني لو أنّ عقارب الوقت تعود إلى الوراء، كي تجد نفسها برفقة أولادها داخل المنزل الدافئ، وتفاصيل الشتاء البعيدة عن المطر المنساب من ثنايا السقف المشقوق.
ويمر فصل الشتاء ثقيلا قاسيا على متضرري الحرب الإسرائيلية الأخيرة، إذ يتسبب تدمير البنية التحتية بفعل القصف، وتجريف الأراضي، بإغراق عشرات المنازل.
ودمّرت الحرب نحو 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، وفق إحصائيات لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.
وبحسرة، يتذكر نبيل حوسو (50 عاما)، الأب لسبعة أبناء، كيف كان يستعد هو وزوجته لاستقبال فصل الشتاء، ويحمي صغاره من البرد بلفهم بالأغطية الصوفية، وإشعال المدفأة، وإعداد أكواب الحليب الساخن، وشَيّ حبات الكستناء.
ويُضيف حوسو، وعيونه ترقب تطاير القماش والنايلون، وعدم صمودها في وجه العواصف والأمطار :" لا أصدق أننا نعيش هذه الأيام القاسية، داخل المنازل المُدمّرة، وفي ظل هذا الشتاء القارس، نحاول تثبيت الأقمشة، ولكن الرياح تُلقي بها بعيدا".
ويتسرب الماء إلى صغار عائلة حوسو وهم نائمون، وهو ما يجعله يتمنى قدوم الصيف في أقرب وقت.
ويتابع:" لا مطبخ دافئ، ولا فراش، المياه لا تفارق المكان، ولا يبدو أن ثمة شيء يتغير، بل الأمور تزداد سوءا، حتى نحصل على الأسمنت لترميم ولو غرفة واحدة، علينا أن نسجل ضمن قائمة طويلة من الأسماء التي لا تنتهي".
وكانت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، قد بدأت، بتوزيع كميات من الأسمنت اللازم لإعادة لإعمار المنازل المدمرة جزئيا خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفقا آلية وضعتها منظمة الأمم المتحدة بالتوافق مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وتتمثل آلية المراقبة الدولية، في الاعتماد على "طلبات" يقدمها الفلسطينيين، مسبقا، بحاجتهم من مواد البناء للجهات المختصة لاعتمادها ومراقبة استخدامها من خلال مراقبين دوليين، وهي الآلية التي رفضها مسؤولون ومختصون فلسطينيون.
وكان مؤتمر إعمار قطاع غزة، الذي عقد في القاهرة في الثاني عشر من شهر أكتوبر/ تشرين أول الماضي، قد جمع مبلغ 5.4 مليار دولار نصفها خصص لإعمار غزة، فيما خصص الجزء المتبقي لتلبية احتياجات الفلسطينيين.