خلافات الأزواج.. «الفضفضة» للأهل تؤدي غالبا الى الطلاق!
جو 24 : يتعرض الزوج والزوجة في بداية حياتهما الأسرية الى بعض الصعوبات والمشاكل التي تجعل من مشاعرهما تضطرب ويظهر هذا الاضطراب على مجمل حياتهما الجديدة والتي تعتبر هشة و تحتاج الى الكثير من تجارب الحياة والوقت حتى تزداد قوة ومنعة، ولهذا قد تشعر الزوجة بالضيق الذي لا تستطيع تحمله وتلجأ احيانا الى والدتها لتخبرها تفاصيل حياتها لعلها تجد مأوى واستشارة وراحة نفسية، ولكن بعض الزوجات يرفضن تماما اخبار الاهل الأسرار التي تحدث في منزل الزوجية، وبين من تتكلم وتخفي الكثير من الفرق.
ازمة حياتية
حال « منال» تغيرت بعد أشهر من زواجها، حيث اختفت ابتسامتها الهادئة التي كانت لا تفارق محياها، وبدا واضحاً أثر الحزن في عينيها، وأصبحت أسيرة للصمت، رغم أنها كانت طليقة اللسان في كل الجوانب، وشعر المقربون منها بأنها تمر بأزمة في حياتها الجديدة، ورغم محاولة استنطاقها، إلاّ أنها وضعت سوراً عالياً من الصمت والخصوصية، لم تستطع والدتها ولا حتى شقيقتها الكبرى من معرفة سر حزنها، فهي ترى في نفسها القدرة على تجاوز خلافاتها مع زوجها دون تدخل من الآخرين، حتى لو كان من باب «الفضفضة» الذي قد يفتح المجال للتدخلات المرفوضة، بينما ذريعة والدتها وشقيقتها بمعرفة أسرار «منال» ليشعروها بأن خلفها عائلة تسند ظهرها عليه، حتى لا يتجرأ زوجها على المساس بمشاعرها ويتجنب اغضابها.العديد من الأسر في مجتمعنا، تعطي نفسها الحق في التدخل في حياة بناتهم المتزوجات حديثاً، حتى وإن لم يطلبن ذلك، دون تقدير منهم لرؤية الفتيات التي تمنع استباحة خصوصية حياتها الزوجية، ونظراً لأن فتيات اليوم ناضجات بعلمهن وثقافتهن قادرات في اغلب الاحوال على الإمساك بزمام الأمور ومعالجتها، وتعي الفتاة متى تسمح بتدخل أهلها في خصوصيات منزلها من عدم تدخلهم وكأنها لا تزال طفلة مدللة تعيش في كنف أبيها.
حياة مليئة بالخلافات
في البداية بينت سعاد ابراهيم وهي متزوجة منذ خمس سنوات أن الحياة الزوجية مليئة بالخلافات والمشاكل، خاصة في السنوات الأولى من الزواج، وغالباً يكون سبب تلك الخلافات هو غياب الحوار والتفاهم، والامتناع عن تقديم التنازلات بين الطرفين، ولكن بقليل من الهدوء والمحبة، يستطيعان تقليل الخلافات، وعدم تصعيدها إلى الأهل، خاصة وأنها لا تمس كرامة الزوجة، أو تعرضها لمكروه، قائلة إنها رغم اختلاف وجهات النظر بينها وبين زوجها؛ إلاّ أنها وضعت لحياتها الزوجية خطاً أحمر، لا يحق للآخرين الاقتراب منه، موضحة أنها عندما تكون متخاصمة مع زوجها، وأثناء ذهابهما إلى أهلها أو أهله يتعمدان التصرف بشكل طبيعي أمامهم، حتى لا يوحيان لهم بوجود «زعل» بينهما، مبينة أن الزوجين أدرى بمشكلاتهما، وبالتالي أي تدخل سيقضي على الأشياء الجميلة بينهما، ويكفي أن يكون هناك شيء من العتاب، والتضحية والتنازلات، والحوار الهادئ، فهذه الأشياء البسيطة، توصلنا دائماً إلى حلول وأفكار كانت غائبة عنا، مشيرة إلى أن بعض الفتيات لا يستطعن أن يمنعن تدخلات الأهل بحياتهن الزوجية، ولا منعهم، ولكنهن في ذات الوقت يستمعن لأمهاتهن، ويقمن بموازنة تلك النصائح والاقتراحات، ومدى مناسبتها مع ظروف ومستقبل حياتهن الزوجية، دون أن تنسب القول لوالدتها، وإنما تعمل بالرأي الذي اقتنعت به.
حدود الأهل
وترى خولة محمد بأن البدايات دائماً تكون صعبة وتحتاج مهارة عالية للتعامل معها، مشيرة إلى أن بداية حياتها الزوجية كانت مليئة بالخلافات المعقدة والبسيطة، ولم يكن من المعقول اللجوء إلى الأهل عند كل خلاف، وتروي خولة أحد المواقف التي مرت بها في شهور زواجها حيث قالت: «اتصلت بوالدتي شاكية لها طريقة تعامل زوجي الجافة معي، ومدى تأثير ذلك على علاقتنا، وأثناء حديثي قاطعتني والدتي، طالبة مني سرعة تجهيز حقيبتي لأنها ستأتي هي ووالدي لأذهب إلى منزل أهلي وذلك حتى يعرف قيمتي ويدللني –من وجهة نظر والدتي– غير أني رفضت هذا الحل الذي فاجأتني به». فيما قدم والدها عددا من النصائح التي مازالت راسخة في ذهنها، كونها أصبحت سبباً في سعادتها مع زوجها، وكسب محبته، مشيرة إلى أن ذلك الموقف هو الأخير الذي لجأت فيه إلى أهلها.إن أغلب تدخلات الأهل تكون بعيدة عن مصلحة بقاء الزواج واستمرارية علاقتهما، كونها تأتي مصعدة للخلاف وتضخمه بشكل كبير، لا سيما وهم لم يستمعوا إلا لطرف واحد فقط، فأم الزوجة تقول لها: «أطلبي الطلاق.. وستتزوجين بمن هو أفضل منه!»، وأم الزوج تقول لابنها:» طلقها.. ألف بنت تتمناك!»، وعلى العكس تماماً، هناك مواقف يكون فيها الأهل «حمامة سلام» بين الزوجين.
خبرة الوالدين
ورفضت ناديا موسى فكرة تجاهل خبرة الوالدين والاستئناس برأيهما في مشاكل أبنائهم، قائلة: «ليس صحيحاً أن تدخل الأهل بداية ممهدة لنهاية علاقة الزوجين، إلاّ إذا كان هناك خلافات يصعب معها بقاء الطرفين، ويكون الانفصال بناء على رغبتهم، ونجد إن بنات اليوم محافظات خصوصية حياتهن الزوجية ويدركن أن أي إفشاء لتفاصيلها قد يخلق فجوة شاسعة بينهما».، مشددة على أن الأهل يحترمون خصوصية الزوجين، ولا يتدخلون إلاّ عندما يطلب منهم التدخل، الأمر الذي ينمي ثقة الزوجات في أنفسهن، على أنهن قادرات تجاوز العقبات، داعية إلى أهمية إسداء عدد من النصائح غير المباشرة للفتيات يتعلمن بها الحدود التي لا تسمح بتدخل الآخرين، وما هي المواقف التي ينبغي على الزوجة إخبار أهلها ليقفوا بجانبها ويصلحوا من حال زوجها.
مساندة وليس تدخلاً
واشارت الاخصائية الاجتماعية: « إلى أن الفتاة في بداية زواجها غالباً ما تكون جاهلة لكثير من الأشياء التي كان ينبغي عليها تعلمها قبل أن تدخل الحياة الزوجية، فهي تجهل حقيقة زوجها، وكيفية التعامل معه، وأبجديات الزواج، ومسؤولياته الجديدة خاصة في فترة التوافق في السنة الأولى من الزواج، وهنا يكون دور الأم هو مساندة ابنتها ومساعدتها، وليس التدخل في حياتها، حيث إن مصدر قلق الحياة الزوجية، أن تتحول هذه المساندة إلى «سؤال يومي» عن تفاصيل حياتهما، وإشعار الفتاة بأنها بحاجة دائمة إلى الرجوع إلى أمها وأبيها في كل صغيرة وكبيرة، الأمر الذي يجعلها اتكالية، وغير قادرة على أن تمسك زمام الحياة الجديدة بقوة، وتشعر باستمرار أنها ضعيفة، حتى تكتشف بعد مدة زمنية بأن والدتها قد أوصلتها إلى مسار خطير في الحياة الزوجية، لأن الأم لا تعرف حقيقة هذا الزوج، كما تعرفه ابنتها، ولهذا تكون عاطفتها سبباً في تحول تلك المساندة إلى تدخل كبير لا يقبل به الزوج.
تدخل يعقد الخلاف
وبينت الاخصائية النفسية مروة صلاح أن تهيئة الفتاة قبل الزواج يحد من حالات التدخل من قبل الأهل، لهذا لابد أن تشارك مؤسسات المجتمع، ووسائل الإعلام، في إعداد برامج ودورات تدريبية، لتهيئة كلا الزوجين المقبلين على الزواج، فضلاً عن دور الآباء والأمهات المهم في هذا الجانب، موضحاً أن الأصل عدم تدخل الأهل من تلقاء أنفسهم بمشاكل الفتاة بعد الزواج، كون ذلك أدباً عاماً حث عليه الإسلام كثيراً؛ نظراً لخطورة خروج المشكلة خارج بيت الزوجية واستمرار اشتعال نيرانها، لا سيما إذا نُقلت إلى أهل أحد الزوجين، إذْ لن يكون الحكم عادلاً لعدم السماع من كافة الأطراف، وقد تأخذهم العاطفة تجاه ابنهم أو ابنتهم، لافتاًَ إلى أن تدخل الأهل يبقى مرهوناً بمدى صبر الفتاة، وقدرتها على التكيف مع أطباع زوجها، ومدى قدرتها على تجاوز المشكلات، وطالما أنها لم تشتك، ولم تلجأ إليهم، فلا يحق لهم التدخل، كون تدخلهم قد يعقد الخلاف، ويطيل أمده، وربما كانت الفتاة تتبع خطوات عملية مدروسة نحو معالجة مشكلتها، مفضلاً أن تكون تدخلات الأهل عندما تشعرهم الفتاة بأنها غير قادرة على مواجهة تلك المشكلة بمفردها، وأنها تحتاج إلى مساندتهم للوقوف معها، بل أحيانا يكون من الضروري أن تطلب تدخلهم، لينصفونها في تلك الصراعات التي أدخلها بها زوجها، لاسيما إذا كان إنساناً لا يتصف بأخلاق حميدة، ولا يراعي حقوقها كزوجة، فيضربها ويهينها.
ازمة حياتية
حال « منال» تغيرت بعد أشهر من زواجها، حيث اختفت ابتسامتها الهادئة التي كانت لا تفارق محياها، وبدا واضحاً أثر الحزن في عينيها، وأصبحت أسيرة للصمت، رغم أنها كانت طليقة اللسان في كل الجوانب، وشعر المقربون منها بأنها تمر بأزمة في حياتها الجديدة، ورغم محاولة استنطاقها، إلاّ أنها وضعت سوراً عالياً من الصمت والخصوصية، لم تستطع والدتها ولا حتى شقيقتها الكبرى من معرفة سر حزنها، فهي ترى في نفسها القدرة على تجاوز خلافاتها مع زوجها دون تدخل من الآخرين، حتى لو كان من باب «الفضفضة» الذي قد يفتح المجال للتدخلات المرفوضة، بينما ذريعة والدتها وشقيقتها بمعرفة أسرار «منال» ليشعروها بأن خلفها عائلة تسند ظهرها عليه، حتى لا يتجرأ زوجها على المساس بمشاعرها ويتجنب اغضابها.العديد من الأسر في مجتمعنا، تعطي نفسها الحق في التدخل في حياة بناتهم المتزوجات حديثاً، حتى وإن لم يطلبن ذلك، دون تقدير منهم لرؤية الفتيات التي تمنع استباحة خصوصية حياتها الزوجية، ونظراً لأن فتيات اليوم ناضجات بعلمهن وثقافتهن قادرات في اغلب الاحوال على الإمساك بزمام الأمور ومعالجتها، وتعي الفتاة متى تسمح بتدخل أهلها في خصوصيات منزلها من عدم تدخلهم وكأنها لا تزال طفلة مدللة تعيش في كنف أبيها.
حياة مليئة بالخلافات
في البداية بينت سعاد ابراهيم وهي متزوجة منذ خمس سنوات أن الحياة الزوجية مليئة بالخلافات والمشاكل، خاصة في السنوات الأولى من الزواج، وغالباً يكون سبب تلك الخلافات هو غياب الحوار والتفاهم، والامتناع عن تقديم التنازلات بين الطرفين، ولكن بقليل من الهدوء والمحبة، يستطيعان تقليل الخلافات، وعدم تصعيدها إلى الأهل، خاصة وأنها لا تمس كرامة الزوجة، أو تعرضها لمكروه، قائلة إنها رغم اختلاف وجهات النظر بينها وبين زوجها؛ إلاّ أنها وضعت لحياتها الزوجية خطاً أحمر، لا يحق للآخرين الاقتراب منه، موضحة أنها عندما تكون متخاصمة مع زوجها، وأثناء ذهابهما إلى أهلها أو أهله يتعمدان التصرف بشكل طبيعي أمامهم، حتى لا يوحيان لهم بوجود «زعل» بينهما، مبينة أن الزوجين أدرى بمشكلاتهما، وبالتالي أي تدخل سيقضي على الأشياء الجميلة بينهما، ويكفي أن يكون هناك شيء من العتاب، والتضحية والتنازلات، والحوار الهادئ، فهذه الأشياء البسيطة، توصلنا دائماً إلى حلول وأفكار كانت غائبة عنا، مشيرة إلى أن بعض الفتيات لا يستطعن أن يمنعن تدخلات الأهل بحياتهن الزوجية، ولا منعهم، ولكنهن في ذات الوقت يستمعن لأمهاتهن، ويقمن بموازنة تلك النصائح والاقتراحات، ومدى مناسبتها مع ظروف ومستقبل حياتهن الزوجية، دون أن تنسب القول لوالدتها، وإنما تعمل بالرأي الذي اقتنعت به.
حدود الأهل
وترى خولة محمد بأن البدايات دائماً تكون صعبة وتحتاج مهارة عالية للتعامل معها، مشيرة إلى أن بداية حياتها الزوجية كانت مليئة بالخلافات المعقدة والبسيطة، ولم يكن من المعقول اللجوء إلى الأهل عند كل خلاف، وتروي خولة أحد المواقف التي مرت بها في شهور زواجها حيث قالت: «اتصلت بوالدتي شاكية لها طريقة تعامل زوجي الجافة معي، ومدى تأثير ذلك على علاقتنا، وأثناء حديثي قاطعتني والدتي، طالبة مني سرعة تجهيز حقيبتي لأنها ستأتي هي ووالدي لأذهب إلى منزل أهلي وذلك حتى يعرف قيمتي ويدللني –من وجهة نظر والدتي– غير أني رفضت هذا الحل الذي فاجأتني به». فيما قدم والدها عددا من النصائح التي مازالت راسخة في ذهنها، كونها أصبحت سبباً في سعادتها مع زوجها، وكسب محبته، مشيرة إلى أن ذلك الموقف هو الأخير الذي لجأت فيه إلى أهلها.إن أغلب تدخلات الأهل تكون بعيدة عن مصلحة بقاء الزواج واستمرارية علاقتهما، كونها تأتي مصعدة للخلاف وتضخمه بشكل كبير، لا سيما وهم لم يستمعوا إلا لطرف واحد فقط، فأم الزوجة تقول لها: «أطلبي الطلاق.. وستتزوجين بمن هو أفضل منه!»، وأم الزوج تقول لابنها:» طلقها.. ألف بنت تتمناك!»، وعلى العكس تماماً، هناك مواقف يكون فيها الأهل «حمامة سلام» بين الزوجين.
خبرة الوالدين
ورفضت ناديا موسى فكرة تجاهل خبرة الوالدين والاستئناس برأيهما في مشاكل أبنائهم، قائلة: «ليس صحيحاً أن تدخل الأهل بداية ممهدة لنهاية علاقة الزوجين، إلاّ إذا كان هناك خلافات يصعب معها بقاء الطرفين، ويكون الانفصال بناء على رغبتهم، ونجد إن بنات اليوم محافظات خصوصية حياتهن الزوجية ويدركن أن أي إفشاء لتفاصيلها قد يخلق فجوة شاسعة بينهما».، مشددة على أن الأهل يحترمون خصوصية الزوجين، ولا يتدخلون إلاّ عندما يطلب منهم التدخل، الأمر الذي ينمي ثقة الزوجات في أنفسهن، على أنهن قادرات تجاوز العقبات، داعية إلى أهمية إسداء عدد من النصائح غير المباشرة للفتيات يتعلمن بها الحدود التي لا تسمح بتدخل الآخرين، وما هي المواقف التي ينبغي على الزوجة إخبار أهلها ليقفوا بجانبها ويصلحوا من حال زوجها.
مساندة وليس تدخلاً
واشارت الاخصائية الاجتماعية: « إلى أن الفتاة في بداية زواجها غالباً ما تكون جاهلة لكثير من الأشياء التي كان ينبغي عليها تعلمها قبل أن تدخل الحياة الزوجية، فهي تجهل حقيقة زوجها، وكيفية التعامل معه، وأبجديات الزواج، ومسؤولياته الجديدة خاصة في فترة التوافق في السنة الأولى من الزواج، وهنا يكون دور الأم هو مساندة ابنتها ومساعدتها، وليس التدخل في حياتها، حيث إن مصدر قلق الحياة الزوجية، أن تتحول هذه المساندة إلى «سؤال يومي» عن تفاصيل حياتهما، وإشعار الفتاة بأنها بحاجة دائمة إلى الرجوع إلى أمها وأبيها في كل صغيرة وكبيرة، الأمر الذي يجعلها اتكالية، وغير قادرة على أن تمسك زمام الحياة الجديدة بقوة، وتشعر باستمرار أنها ضعيفة، حتى تكتشف بعد مدة زمنية بأن والدتها قد أوصلتها إلى مسار خطير في الحياة الزوجية، لأن الأم لا تعرف حقيقة هذا الزوج، كما تعرفه ابنتها، ولهذا تكون عاطفتها سبباً في تحول تلك المساندة إلى تدخل كبير لا يقبل به الزوج.
تدخل يعقد الخلاف
وبينت الاخصائية النفسية مروة صلاح أن تهيئة الفتاة قبل الزواج يحد من حالات التدخل من قبل الأهل، لهذا لابد أن تشارك مؤسسات المجتمع، ووسائل الإعلام، في إعداد برامج ودورات تدريبية، لتهيئة كلا الزوجين المقبلين على الزواج، فضلاً عن دور الآباء والأمهات المهم في هذا الجانب، موضحاً أن الأصل عدم تدخل الأهل من تلقاء أنفسهم بمشاكل الفتاة بعد الزواج، كون ذلك أدباً عاماً حث عليه الإسلام كثيراً؛ نظراً لخطورة خروج المشكلة خارج بيت الزوجية واستمرار اشتعال نيرانها، لا سيما إذا نُقلت إلى أهل أحد الزوجين، إذْ لن يكون الحكم عادلاً لعدم السماع من كافة الأطراف، وقد تأخذهم العاطفة تجاه ابنهم أو ابنتهم، لافتاًَ إلى أن تدخل الأهل يبقى مرهوناً بمدى صبر الفتاة، وقدرتها على التكيف مع أطباع زوجها، ومدى قدرتها على تجاوز المشكلات، وطالما أنها لم تشتك، ولم تلجأ إليهم، فلا يحق لهم التدخل، كون تدخلهم قد يعقد الخلاف، ويطيل أمده، وربما كانت الفتاة تتبع خطوات عملية مدروسة نحو معالجة مشكلتها، مفضلاً أن تكون تدخلات الأهل عندما تشعرهم الفتاة بأنها غير قادرة على مواجهة تلك المشكلة بمفردها، وأنها تحتاج إلى مساندتهم للوقوف معها، بل أحيانا يكون من الضروري أن تطلب تدخلهم، لينصفونها في تلك الصراعات التي أدخلها بها زوجها، لاسيما إذا كان إنساناً لا يتصف بأخلاق حميدة، ولا يراعي حقوقها كزوجة، فيضربها ويهينها.