غياب الوعي التكنولوجي والعلاقات "المشوهة" يوقعان بفخ الابتزاز عبر "فيسبوك"
جو 24 : لم تكن العشرينية هناء علي تدرك حجم الخطر والفخ الذي وقعت فيه، بمجرد قيامها بخطوة روتينية، وهي قبول الصداقات العشوائية عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”؟
هناء قبلت صداقة فتاة لتصبح ضمن أصدقائها على “فيسبوك”؛ حيث بدأت تجمعهما أحاديث ودردشة يومية، حتى أنها أخذت تقضي ساعات يوميا يتبادلان فيها النقاش في مواضيع مختلفة، وتطرقت إلى أدق التفاصيل الشخصية لحياتها معها في سياق التعارف والكلام.
لم تقف الأمور عند الحديث بل طلبت “الصديقة” من هناء إرسال صور ليصبح التعامل أقرب، وهو ما فعلته، ولكن صدمة هناء كانت عندما طلبت هي بدورها صورا لتلك الصديقة، لتفاجأ بأنه “شاب” وأنه بات معجبا بها ويريد لقاءها.
تقول هناء “بت في ورطة ولا أدري كيف أخرج منها”، متابعة “هذا الشاب أصبح يريدني أن أقابله في أقرب فرصة، ويجبرني على أن أرد على مكالماته الليلية”.
وتنوه هناء إلى أن الشاب هددها وأخبرها أنها إن لم ترضخ لطلباته فسيخبر أهلها أنها على علاقة به، والدليل أنه يملك صورا شخصية لها.
الخوف والتوتر من المشاعر التي سيطرت على هناء في تلك الفترة، والتي لم تنفك عن لوم نفسها، على “سذاجتها”، وفق قولها، وأصيبت بأرق بسبب تفكيرها هل تستسلم لابتزازه وتهديده وماذا تفعل؟.
وبعد طول تفكير رفضت هناء أن تكون ضحية، وأن تواصل التصرف وحدها، لتبلغ أختها وزوجها بالأمر، حيث قامت بمواعدته بترتيب من زوج أختها الذي قدم إلى الموعد بدلا منها ولقنه درسا لن ينساه، وفق هناء.
هناء ليست وحدها التي وقعت ضحية ابتزاز البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يقتصر الأمر على ابتزاز الفتيات بل امتد للشباب الذين يقعون ضحية سوء استخدام التكنولوجيا والتوسع اللامحدود بها.
عمار حمد هو شاب عشريني آخر يملك نسبة انتشار كبيرة على “فيسبوك”، تفاجأ في أحد الأيام بوابل من الاتصالات والمسجات التي انهالت عليه للومه على تصرفاته على صفحته وجرأته في نشر صور لاأخلاقية إلى جانب شتم باقي أصدقائه.
عمار حاول على الفور فتح حسابه إلا أنه لم يستطع، ليلجأ لأحد أصدقائه ليرى صفحته من خلال حسابه، فكانت الفاجعة بالنسبة له حيث وجد صفحته وقد ملئت بالشتائم وصور لأجساد عارية وتعليقات مبتذلة!
حالة نفسية سيئة وانهيار عصبي ألمّ بعمار الذي اعتزل الناس، وأغلق كل حساباته على الانترنت، بعد أن قام الأصدقاء بحظره، وتقديم شكوى للموقع لإغلاق حسابه.
التجربة التي عايشها عمار تركت أثرا نفسيا جعله شخصا انطوائيا يخاف الناس وفقد الثقة بمن حوله، وحاول بعد عام من الأزمة التي وقع فيها أن يسترد طبيعته، غير أنه بقيت عنده عقدة ورهاب من التكنولوجيا.
وراجت في الآونة الأخيرة قصص تتحدث عن الاحتيال عبر مواقع التواصل؛ حيث تم القبض على عدد من المحتالين الذي ابتزوا عددا من الفتيات على “فيسبوك” والتغرير بهن واستخدام صورهن في تهديدهن للوصول الى مطالبهم.
وكان آخرهم شخص ألقت كوادر البحث الجنائي/قسم الجرائم الالكترونية القبض عليه بقضية الاحتيال على الفتيات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وابتزازهن مالياً بعد وعده لهن بالزواج.
وكان المركز الإعلامي أصدر دعوة للفتيات والشباب بعدم الانسياق وراء كل من يجلس خلف شاشة الكمبيوتر وعدم الخوض بالحديث مع الغرباء وتصديق رواياتهم وقصصهم؛ حيث إن مجرد الحديث معهم يعد وقوعا في شركهم نظراً لما يتمتعون به من قدرة على الإقناع والاستدراج.
وتشهد شبكات التواصل الاجتماعي وخصوصا “فيسبوك” منذ سنوات توسعاً واستخداماً متزايداً من قبل مستخدمي الانترنت حول العالم؛ حيث تظهر الأرقام العالمية أن عدد الحسابات التابعة لهذه الشبكة يتجاوز اليوم 1.2 مليار حساب، فيما تظهر الأرقام غير الرسمية بأن عدد مستخدمي “فيسبوك” في الأردن يتجاوز اليوم الـ3.2 مليون مستخدم.
ويعد محتوى “الصور” مكونا رئيسيا للمحتوى الذي يجري تبادله بين مستخدمي الشبكة، إلى جانب “البوستات”، و”التعليقات”، والرسائل، وفي الأردن كانت إحصاءات نشرت العام الماضي، ذكرت أن الأردنيين من مستخدمي “فيسبوك” قاموا بتحميل قرابة 27 مليون صورة في شهر واحد منتصف العام الماضي شاركوا فيها أصدقاءهم ومعارفهم على الشبكة الاجتماعية.
ولعل الفهم الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي واستخدام التكنولوجيا من قبل أشخاص لا يجيدون استخدامها ولا يملكون الوعي الكافي للتعامل معها هو السبب وراء وقوع مثل هذه الحالات واستغلالها.
الباحث في أمن المعلومات محمد عسكر، يرى أن عملية الابتزاز على مواقع التواصل الاجتماعي تحصل عن طريق الاختراق المباشر للجهاز أو اختراق الحساب الخاص بالشخص، أو من خلال التصيد الاحتيالي وذلك عبر تزوير صفحة معينة يتم من خلالها مخاطبة الأشخاص من خلال انتحال شخصية معينة واختيار ضحية والبدء بالتحدث معها.
ومن الوسائل التي يتم استخدامها من قبل المحتالين، وفق عسكر، انتحال شخصية جهة رسمية تابعة للموقع نفسه وطلب معلومات معينة من الضحية مثل كلمة السر الخاصة بها وغيرها، أو أن يتم عمل حساب لشخص معين باسم حقيقي وأخذ صورته ومعلوماته بدون أن يعرف والبدء بإضافة أصدقائه والتحدث مع الناس والاحتيال عليهم وهو ما يسمى بـ”التوأم الشرير”.
ويضيف عسكر أن أساليب الاحتيال كثيرة، غير أن على مستخدم الموقع أن يقوم ببضع خطوات تجنبه الوقوع في مثل فخ الاختراق أو الابتزاز الالكتروني، منها الاستعانة بالبرامج المضادة للفيروسات وتحديثها كل فترة، وعدم تحميل أي ملفات عشوائية، بالإضافة إلى عدم إضافة أو مخاطبة أشخاص بدون التأكد من هوية من يتحدثون إليه.
وفي الوقت الذي باتت تتفشى في مجتمعنا هذه الظاهرة بصورة كبيرة ويقع في مضارها الكثير من الفتيات والشباب، يرى الاختصاصي الاجتماعي د. حسين الخزاعي أن السبب الرئيسي للاستخدام السلبي للتكنولوجيا هو التقليد الأعمى للأصدقاء ووقت الفراغ، والتنشئة الاجتماعية الخاطئة، وعدم الفصل بين الحرية السؤولة والحرية غير المسؤولة.
والبعض يظن أن استخدامه لمواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض الأحيان تحت أسماء مزورة أو وهمية قد يحقق الأهداف التي يطمح إليها من حيث ابتزاز الآخرين وتهديدهم والتأثير عليهم من باب الحصول على منافع مادية أو معنوية.
إلى جانب أن عدم تدريب الأبناء وتوعيتهم بمخاطر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي السلبي، وتوعيتهم بأن هناك متطفلين على هذه المواقع ويستخدمونها لأغراض سلبية، مبيناً أن هذا الدور يقع على عاتق الأسرة والمدرسة وكل وسائل التنشئة الاجتماعية، وفق خزاعي.
ويشدد الخزاعي على أهمية توعية الأبناء في الاستخدام الإيجابي للتكنولوجيا وعدم الافصاح عن الخصوصيات الأسرية وعدم تحميل الصور وإعطاء العناوين لأشخاص غير معروفة هويتهم.
ويحذر الخزاعي من الاندفاع من قبل فئة الشباب نحو مصاحبة ومصادقة الآخرين وخصوصاً الفتيات؛ حيث لا يندفعون لإقامة علاقات شخصية وعاطفية وعلاقات صداقة مع من هم مجهولو الهوية، خصوصا وأن فئة الشباب هم الأكثر استخداماً لمواقع التواصل الاجتماعي، ويزداد التهور والاندفاع في مرحلة المراهقة.
ويشير الى أن هناك ما يطلق عليهم “صعاليك” الانترنت، وهم الذين يمارسون هذه الهوايات ويلجأون الى اصطياد الفتيات.
من جهته، يشير الاختصاصي النفسي د. محمد حباشنة، إلى أن التحرش الذي يحصل في الواقع انتقل إلى التكنولوجيا، وهذا من المتوقع، وفق حباشنة الذي يحيله إلى أن “العقلية لم تتغير فقط ما حدث أن الأداة اختلفت وتم استخدامها للسبب نفسه”.
ويشير الى أن دخول وسائل تواصل جديدة وهو “تحرش الكتروني”، مبيناً أن الأمر يكمن في “تسهيل عملية الابتزاز فقط لا غير”.
ويعتبر حباشنة أن الطرفين “لم يصلا إلى تعريف حدود العلاقات كون الحواجز مكسرة وطبيعة العلاقة مشوهة”، لافتاً الى أن كلا الطرفين يلعب دورا كبيرا جداً فأحدهما معتد والثاني ضحية لم تأخذ احتياطها بسبب عدم تعريف العلاقة ووضع حواجز، فضلا عن استخدام التكنولوجيا بطريقة خاطئة.
ويشدد حباشنة على ضرورة أن يكون هناك “تشريع وعقوبة” ويوجد قسم خاص محدد للشكوى وفي المحاكم حول هذه القضايا الإلكترونية، الى جانب ضرورة بث ثقافة التعامل الأخلاقية والسليمة في شبكات التواصل الاجتماعي، وترتيب منظومة الأخلاق الالكترونية حيث يتصدى لها المثقفون والمختصون في هذه التكنولوجيا، حيث يتعامل معها المجتمع بجدية تامة.الغد
هناء قبلت صداقة فتاة لتصبح ضمن أصدقائها على “فيسبوك”؛ حيث بدأت تجمعهما أحاديث ودردشة يومية، حتى أنها أخذت تقضي ساعات يوميا يتبادلان فيها النقاش في مواضيع مختلفة، وتطرقت إلى أدق التفاصيل الشخصية لحياتها معها في سياق التعارف والكلام.
لم تقف الأمور عند الحديث بل طلبت “الصديقة” من هناء إرسال صور ليصبح التعامل أقرب، وهو ما فعلته، ولكن صدمة هناء كانت عندما طلبت هي بدورها صورا لتلك الصديقة، لتفاجأ بأنه “شاب” وأنه بات معجبا بها ويريد لقاءها.
تقول هناء “بت في ورطة ولا أدري كيف أخرج منها”، متابعة “هذا الشاب أصبح يريدني أن أقابله في أقرب فرصة، ويجبرني على أن أرد على مكالماته الليلية”.
وتنوه هناء إلى أن الشاب هددها وأخبرها أنها إن لم ترضخ لطلباته فسيخبر أهلها أنها على علاقة به، والدليل أنه يملك صورا شخصية لها.
الخوف والتوتر من المشاعر التي سيطرت على هناء في تلك الفترة، والتي لم تنفك عن لوم نفسها، على “سذاجتها”، وفق قولها، وأصيبت بأرق بسبب تفكيرها هل تستسلم لابتزازه وتهديده وماذا تفعل؟.
وبعد طول تفكير رفضت هناء أن تكون ضحية، وأن تواصل التصرف وحدها، لتبلغ أختها وزوجها بالأمر، حيث قامت بمواعدته بترتيب من زوج أختها الذي قدم إلى الموعد بدلا منها ولقنه درسا لن ينساه، وفق هناء.
هناء ليست وحدها التي وقعت ضحية ابتزاز البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يقتصر الأمر على ابتزاز الفتيات بل امتد للشباب الذين يقعون ضحية سوء استخدام التكنولوجيا والتوسع اللامحدود بها.
عمار حمد هو شاب عشريني آخر يملك نسبة انتشار كبيرة على “فيسبوك”، تفاجأ في أحد الأيام بوابل من الاتصالات والمسجات التي انهالت عليه للومه على تصرفاته على صفحته وجرأته في نشر صور لاأخلاقية إلى جانب شتم باقي أصدقائه.
عمار حاول على الفور فتح حسابه إلا أنه لم يستطع، ليلجأ لأحد أصدقائه ليرى صفحته من خلال حسابه، فكانت الفاجعة بالنسبة له حيث وجد صفحته وقد ملئت بالشتائم وصور لأجساد عارية وتعليقات مبتذلة!
حالة نفسية سيئة وانهيار عصبي ألمّ بعمار الذي اعتزل الناس، وأغلق كل حساباته على الانترنت، بعد أن قام الأصدقاء بحظره، وتقديم شكوى للموقع لإغلاق حسابه.
التجربة التي عايشها عمار تركت أثرا نفسيا جعله شخصا انطوائيا يخاف الناس وفقد الثقة بمن حوله، وحاول بعد عام من الأزمة التي وقع فيها أن يسترد طبيعته، غير أنه بقيت عنده عقدة ورهاب من التكنولوجيا.
وراجت في الآونة الأخيرة قصص تتحدث عن الاحتيال عبر مواقع التواصل؛ حيث تم القبض على عدد من المحتالين الذي ابتزوا عددا من الفتيات على “فيسبوك” والتغرير بهن واستخدام صورهن في تهديدهن للوصول الى مطالبهم.
وكان آخرهم شخص ألقت كوادر البحث الجنائي/قسم الجرائم الالكترونية القبض عليه بقضية الاحتيال على الفتيات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وابتزازهن مالياً بعد وعده لهن بالزواج.
وكان المركز الإعلامي أصدر دعوة للفتيات والشباب بعدم الانسياق وراء كل من يجلس خلف شاشة الكمبيوتر وعدم الخوض بالحديث مع الغرباء وتصديق رواياتهم وقصصهم؛ حيث إن مجرد الحديث معهم يعد وقوعا في شركهم نظراً لما يتمتعون به من قدرة على الإقناع والاستدراج.
وتشهد شبكات التواصل الاجتماعي وخصوصا “فيسبوك” منذ سنوات توسعاً واستخداماً متزايداً من قبل مستخدمي الانترنت حول العالم؛ حيث تظهر الأرقام العالمية أن عدد الحسابات التابعة لهذه الشبكة يتجاوز اليوم 1.2 مليار حساب، فيما تظهر الأرقام غير الرسمية بأن عدد مستخدمي “فيسبوك” في الأردن يتجاوز اليوم الـ3.2 مليون مستخدم.
ويعد محتوى “الصور” مكونا رئيسيا للمحتوى الذي يجري تبادله بين مستخدمي الشبكة، إلى جانب “البوستات”، و”التعليقات”، والرسائل، وفي الأردن كانت إحصاءات نشرت العام الماضي، ذكرت أن الأردنيين من مستخدمي “فيسبوك” قاموا بتحميل قرابة 27 مليون صورة في شهر واحد منتصف العام الماضي شاركوا فيها أصدقاءهم ومعارفهم على الشبكة الاجتماعية.
ولعل الفهم الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي واستخدام التكنولوجيا من قبل أشخاص لا يجيدون استخدامها ولا يملكون الوعي الكافي للتعامل معها هو السبب وراء وقوع مثل هذه الحالات واستغلالها.
الباحث في أمن المعلومات محمد عسكر، يرى أن عملية الابتزاز على مواقع التواصل الاجتماعي تحصل عن طريق الاختراق المباشر للجهاز أو اختراق الحساب الخاص بالشخص، أو من خلال التصيد الاحتيالي وذلك عبر تزوير صفحة معينة يتم من خلالها مخاطبة الأشخاص من خلال انتحال شخصية معينة واختيار ضحية والبدء بالتحدث معها.
ومن الوسائل التي يتم استخدامها من قبل المحتالين، وفق عسكر، انتحال شخصية جهة رسمية تابعة للموقع نفسه وطلب معلومات معينة من الضحية مثل كلمة السر الخاصة بها وغيرها، أو أن يتم عمل حساب لشخص معين باسم حقيقي وأخذ صورته ومعلوماته بدون أن يعرف والبدء بإضافة أصدقائه والتحدث مع الناس والاحتيال عليهم وهو ما يسمى بـ”التوأم الشرير”.
ويضيف عسكر أن أساليب الاحتيال كثيرة، غير أن على مستخدم الموقع أن يقوم ببضع خطوات تجنبه الوقوع في مثل فخ الاختراق أو الابتزاز الالكتروني، منها الاستعانة بالبرامج المضادة للفيروسات وتحديثها كل فترة، وعدم تحميل أي ملفات عشوائية، بالإضافة إلى عدم إضافة أو مخاطبة أشخاص بدون التأكد من هوية من يتحدثون إليه.
وفي الوقت الذي باتت تتفشى في مجتمعنا هذه الظاهرة بصورة كبيرة ويقع في مضارها الكثير من الفتيات والشباب، يرى الاختصاصي الاجتماعي د. حسين الخزاعي أن السبب الرئيسي للاستخدام السلبي للتكنولوجيا هو التقليد الأعمى للأصدقاء ووقت الفراغ، والتنشئة الاجتماعية الخاطئة، وعدم الفصل بين الحرية السؤولة والحرية غير المسؤولة.
والبعض يظن أن استخدامه لمواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض الأحيان تحت أسماء مزورة أو وهمية قد يحقق الأهداف التي يطمح إليها من حيث ابتزاز الآخرين وتهديدهم والتأثير عليهم من باب الحصول على منافع مادية أو معنوية.
إلى جانب أن عدم تدريب الأبناء وتوعيتهم بمخاطر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي السلبي، وتوعيتهم بأن هناك متطفلين على هذه المواقع ويستخدمونها لأغراض سلبية، مبيناً أن هذا الدور يقع على عاتق الأسرة والمدرسة وكل وسائل التنشئة الاجتماعية، وفق خزاعي.
ويشدد الخزاعي على أهمية توعية الأبناء في الاستخدام الإيجابي للتكنولوجيا وعدم الافصاح عن الخصوصيات الأسرية وعدم تحميل الصور وإعطاء العناوين لأشخاص غير معروفة هويتهم.
ويحذر الخزاعي من الاندفاع من قبل فئة الشباب نحو مصاحبة ومصادقة الآخرين وخصوصاً الفتيات؛ حيث لا يندفعون لإقامة علاقات شخصية وعاطفية وعلاقات صداقة مع من هم مجهولو الهوية، خصوصا وأن فئة الشباب هم الأكثر استخداماً لمواقع التواصل الاجتماعي، ويزداد التهور والاندفاع في مرحلة المراهقة.
ويشير الى أن هناك ما يطلق عليهم “صعاليك” الانترنت، وهم الذين يمارسون هذه الهوايات ويلجأون الى اصطياد الفتيات.
من جهته، يشير الاختصاصي النفسي د. محمد حباشنة، إلى أن التحرش الذي يحصل في الواقع انتقل إلى التكنولوجيا، وهذا من المتوقع، وفق حباشنة الذي يحيله إلى أن “العقلية لم تتغير فقط ما حدث أن الأداة اختلفت وتم استخدامها للسبب نفسه”.
ويشير الى أن دخول وسائل تواصل جديدة وهو “تحرش الكتروني”، مبيناً أن الأمر يكمن في “تسهيل عملية الابتزاز فقط لا غير”.
ويعتبر حباشنة أن الطرفين “لم يصلا إلى تعريف حدود العلاقات كون الحواجز مكسرة وطبيعة العلاقة مشوهة”، لافتاً الى أن كلا الطرفين يلعب دورا كبيرا جداً فأحدهما معتد والثاني ضحية لم تأخذ احتياطها بسبب عدم تعريف العلاقة ووضع حواجز، فضلا عن استخدام التكنولوجيا بطريقة خاطئة.
ويشدد حباشنة على ضرورة أن يكون هناك “تشريع وعقوبة” ويوجد قسم خاص محدد للشكوى وفي المحاكم حول هذه القضايا الإلكترونية، الى جانب ضرورة بث ثقافة التعامل الأخلاقية والسليمة في شبكات التواصل الاجتماعي، وترتيب منظومة الأخلاق الالكترونية حيث يتصدى لها المثقفون والمختصون في هذه التكنولوجيا، حيث يتعامل معها المجتمع بجدية تامة.الغد