ثبات اسعار سلع على ارتفاع رغم انخفاض الطلب.. الاسمنت أنموذجا

ملاك العكور - تغيب المرجعيات الحكومية التي من شأنها حماية المستهلك الأردني من الوقوع بين فكي أصحاب المصالح، الذين لا يلتزمون بمبادئ قوى السوق النابعة من تحكم العرض والطلب.

فمن المعروف أن ميكانيكية قوى العرض والطلب من شأنها أن تحقق التوازن في السوق، بشرط المنافسة وتعدد مصادر الانتاج الذي يمنع سيطرة جهة واحدة على سعر السلعة، وبغير ذلك فعلى الحكومة أن تقوم بدورها الرقابي لضبط السوق وتوفير البدائل المناسبة في حال انخفض المعروض من أي سلعة أو تحكم المنتجون بسعر أخرى، وهو ما لا تفعله الحكومة مع سوق الاسمنت مثلا..

ولوحظ أن نسبة الطلب اليومية على سلعة الاسمنت محلياً تراجعت بنسبة تقدر بحوالي 15% مقارنة بما كانت عليه خلال الشهرين الماضيين، إلا أن أسعارها ثابتة على الارتفاع.

الخبير ومدير تحرير الاقتصاد في صحيفة الدستور، الزميل خالد الزبيدي، يؤكد ان عوامل تحديد سعر السلعة في السوق مرتبطة أساسا بعملية العرض والطلب والكلفة.. والاحتكار.

وحول عدم انخفاض أسعار الاسمنت رغم انخفاض الطلب عليها بنسبة كبيرة، أوضح الزبيدي ان  دخول موسم الشتاء يفرض انخفاضا في استخدام الاسمنت والمشاريع العمرانية، يرافقه أيضا تخفيض في معدلات انتاج مصانع الاسمنت التي اعتادت مثل ذلك الامر.

واستدرك الزبيدي بالقول ان الاسمنت سلعة استراتيجية ولها كلفها المرتبطة أساسا بكلفة وأسعار الطاقة، مشيرا إلى انه ورغم انخفاض أسعار الطاقة في الآونة الأخيرة إلا أن أسعار الاسمنت لم تتأثر.

وأضاف الزبيدي لـJO24 أن أنواعاً من السلع كالمواد الغذائية تعتمد أيضاً على عملية العرض والطلب ومرونة السلعة من حيث مدة صلاحتها، إضافة إلى حالة السوق في أي فترة.

وأشار إلى أن الاحتكار يعد عاملاً أساسياً في التحكم بأسعار السلع، حيث يعمد التاجر إلى احتكار سلعة معينة، إضافة إلى وجود شبه الاحتكار الذي يتم من خلال اتفاق الشركات المنتجة لسلعة معينة على سعر موحد للسعلة وعلى الكمية المنتجة، وهو ما اتفق معه الخبير الاقتصادي مازن ارشيد.

وقال الخبير ارشيد لـJo24 ان عملية العرض والطلب تتحكم بشكل أساسي بسعر المنتج، إضافة إلى الاحتكار الذي تمارسه الشركات فوجود مورد واحد للسلعة واختفاء المنافسة من شأنه التحكم بالسعر رغم كثافة الطلب عليها، والاحتكار الجماعي الذي يتم باتفاق بين تجار السلعة الواحدة على تثبيت الأسعار.

وأشار إلى أن الظروف الطبيعية قد تتحكم أيضاً بأسعار بعض السلع، فمع دخول فصل الشتاء و تراكم الثلوج من شأنه أن يقلل النشاطات التي تستخدم بها السلعة، و ذلك ما يحصل بسلعة الاسمنت حيث تتفق الشركات المنتجة على تقليل الانتاج و تثبيت السعر على ارتفاع.

واختتم ارشيد حديثه بالتأكيد على أن ارتفاع الأسعار في دول المصدر التي يتم استيراد بعض السلع منها نتيجة لعدة ظروف وعوامل تتحكم في الانتاج، يؤثر أيضاً على أسعار السلع.