فلسطينيو 48 إذ يواجهون صلف الاحتلال
ياسر الزعاترة
جو 24 : بنبرة ملؤها الوقاحة قال نتنياهو أول أمس خلال اجتماع لنواب حزبه موجها كلامه إلى فلسطيني الأراضي المحتلة عام 48، ممن يحملون الجنسية الإسرائيلية: “أقول ببساطة لكل من يتظاهرون ويطلقون صيحات الاستنكار ضد إسرائيل، ويدعمون إقامة دولة فلسطينية: أنتم مدعوون للانتقال إلى هناك..إلى السلطة الفلسطينية أو إلى غزة”، مضيفا “أعدكم بألا تضع دولة إسرائيل أي عراقيل في طريقكم”.
جاء ذلك على خلفية الاحتجاجات التي أعقبت قتل جنود الاحتلال لشاب من فلسطينيي 48؛ من كفر كنا، زعموا أنه حاول مهاجمتهم، رغم أن الفيديو أثبت أنه كان بوسعهم اعتقاله.
ليست هذه المرة الأولى التي يشن نتنياهو ومعسكره هجوما ضد فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 48، فقد توالت الهجمات عليهم خلال الشهور الأربعة الماضية، وبالطبع في معرض اتهامهم بأنهم هم من يقف خلف الاحتجاجات في القدس، وأن شبانهم هم الذين يعملون عند الشيخ رائد صلاح كمرابطين في المسجد الأقصى، ويتولون تبعا لذلك الاشتباك مع المستوطنين الذين يحاولون اقتحامه.
لا شيء يستحق الإنكار هنا، فما يفعله رجال الشيخ رائد وعموم جماهير الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 48 دفاعا عن المسجد الأقصى يستحق الفخر، وإذا كان نتنياهو يعتقد أن هؤلاء قد خرجوا من إطار شعبهم وقضيته وقضية مقدساته، فهو واهم كل الوهم. وإذا اعتقد أن تحريضه سيؤدي إلى عزوفهم عن الدفاع عن أهلهم ومقدساتهم، فهو واهم أيضا.
لا شك أن خطاب منظمة التحرير وتبعا لها السلطة قد أخرج عمليا هذه الفئة من النضال الوطني الفلسطيني، بل إن رائد صلاح بالنسبة لقادة السلطة ليس سوى خصم سياسي. أليس هو من يرفض دعواتهم لسياحة العرب والمسلمين إلى المسجد الأقصى؟!
إن ما ينبغي قوله هنا هو أن من الضروري أن يُعاد توصيف الدور الذي يقوم به فلسطينيو الأراضي المحتلة عام 48 في سياق الدفاع عن وطنهم ومقدساتهم، لكن ذلك لا يمكن أن يتم بينما تمارس السلطة التنسيق الأمني مع العدو، وتنادي بخطاب سياسي يستبعدهم عمليا من مجموع الشعب الفلسطيني.
إنه خطاب بائس، تنازل عن 78 في المئة من فلسطين، دون أن يحصل على أي شيء عملي، فالاحتلال يصرخ ليل نهار بأن القدس عاصمته، وأنه لا مساومة عليها، بينما لا يتردد زعيم الشعب الفلسطيني في القول إنه لا يريد العودة إلى صفد، هو الذي لم يحصل سوى على منصب مدير مركز شرطة خاضع للاحتلال، وينبغي أن يستأذنه في حله وترحاله.
حين يكون الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع في حالة اشتباك شامل مع المحتلين، فلن يتردد فلسطينيو الأراضي المحتلة عام 48 في القيام بدورهم، ولا ينبغي لأحد أن يحجِّم هذا الدور بأي شكل من الأشكال، لكن قضية الفلسطينيين تعيش حالة تيه عملي في ظل قيادة تعلن ليل نهار رفضها للمقاومة، وتبذل كل ما في وسعها لتهدئة غضب الشعب في مواجهة الاحتلال وممارساته (يشيد الصهاينة يوميا بذلك!!)، ومن دون إبعاد هذه القيادة (لأن تغيير نهجها مستحيل)، ومن دون استعادة فتح لذاتها كحركة تحرر، فإن مسيرة التيه ستتواصل، فيما يبقى التعويل قائما على شعب عظيم ها هو يستخدم السيارة والسكين في مواجهة القتلة، وفي مواجهة التنسيق الأمني ومطاردة المقاومة من الاحتلال ومن قبل السلطة في آن، ويمكن أن يواصل مسيرته نحو انتفاضة شاملة في كل الأرض الفلسطينية دون استثناء.
الدستور
جاء ذلك على خلفية الاحتجاجات التي أعقبت قتل جنود الاحتلال لشاب من فلسطينيي 48؛ من كفر كنا، زعموا أنه حاول مهاجمتهم، رغم أن الفيديو أثبت أنه كان بوسعهم اعتقاله.
ليست هذه المرة الأولى التي يشن نتنياهو ومعسكره هجوما ضد فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 48، فقد توالت الهجمات عليهم خلال الشهور الأربعة الماضية، وبالطبع في معرض اتهامهم بأنهم هم من يقف خلف الاحتجاجات في القدس، وأن شبانهم هم الذين يعملون عند الشيخ رائد صلاح كمرابطين في المسجد الأقصى، ويتولون تبعا لذلك الاشتباك مع المستوطنين الذين يحاولون اقتحامه.
لا شيء يستحق الإنكار هنا، فما يفعله رجال الشيخ رائد وعموم جماهير الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 48 دفاعا عن المسجد الأقصى يستحق الفخر، وإذا كان نتنياهو يعتقد أن هؤلاء قد خرجوا من إطار شعبهم وقضيته وقضية مقدساته، فهو واهم كل الوهم. وإذا اعتقد أن تحريضه سيؤدي إلى عزوفهم عن الدفاع عن أهلهم ومقدساتهم، فهو واهم أيضا.
لا شك أن خطاب منظمة التحرير وتبعا لها السلطة قد أخرج عمليا هذه الفئة من النضال الوطني الفلسطيني، بل إن رائد صلاح بالنسبة لقادة السلطة ليس سوى خصم سياسي. أليس هو من يرفض دعواتهم لسياحة العرب والمسلمين إلى المسجد الأقصى؟!
إن ما ينبغي قوله هنا هو أن من الضروري أن يُعاد توصيف الدور الذي يقوم به فلسطينيو الأراضي المحتلة عام 48 في سياق الدفاع عن وطنهم ومقدساتهم، لكن ذلك لا يمكن أن يتم بينما تمارس السلطة التنسيق الأمني مع العدو، وتنادي بخطاب سياسي يستبعدهم عمليا من مجموع الشعب الفلسطيني.
إنه خطاب بائس، تنازل عن 78 في المئة من فلسطين، دون أن يحصل على أي شيء عملي، فالاحتلال يصرخ ليل نهار بأن القدس عاصمته، وأنه لا مساومة عليها، بينما لا يتردد زعيم الشعب الفلسطيني في القول إنه لا يريد العودة إلى صفد، هو الذي لم يحصل سوى على منصب مدير مركز شرطة خاضع للاحتلال، وينبغي أن يستأذنه في حله وترحاله.
حين يكون الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع في حالة اشتباك شامل مع المحتلين، فلن يتردد فلسطينيو الأراضي المحتلة عام 48 في القيام بدورهم، ولا ينبغي لأحد أن يحجِّم هذا الدور بأي شكل من الأشكال، لكن قضية الفلسطينيين تعيش حالة تيه عملي في ظل قيادة تعلن ليل نهار رفضها للمقاومة، وتبذل كل ما في وسعها لتهدئة غضب الشعب في مواجهة الاحتلال وممارساته (يشيد الصهاينة يوميا بذلك!!)، ومن دون إبعاد هذه القيادة (لأن تغيير نهجها مستحيل)، ومن دون استعادة فتح لذاتها كحركة تحرر، فإن مسيرة التيه ستتواصل، فيما يبقى التعويل قائما على شعب عظيم ها هو يستخدم السيارة والسكين في مواجهة القتلة، وفي مواجهة التنسيق الأمني ومطاردة المقاومة من الاحتلال ومن قبل السلطة في آن، ويمكن أن يواصل مسيرته نحو انتفاضة شاملة في كل الأرض الفلسطينية دون استثناء.
الدستور