jo24_banner
jo24_banner

الجزء الأول ـ دروس من دموع كريستيانو رونالدو

الجزء الأول ـ دروس من دموع كريستيانو رونالدو
جو 24 : كرهت كل لحظة من التدريب ولكني كنت أقول ( لاتستسلم ) اتعب الأن ثم عيش بطلا باقي حياتك.”

مقولة لأعظم ملاكم في تاريخ اللعبة “محمد علي كلاي” تفسر سر دموع كريستيانو رونالدو التي انهمرت العام الماضي و هو ممسك بجائزة الكرة الذهبية 2013 في حفل الفيفا السنوي كأفضل لاعب في العالم ، دموع تعكس المجهود الذي بذله النجم البرتغالي ومثابرته ومحافظته على نفس النسق من الأداء العالي بشكل استثنائي. إلى حين تتويج محاولاته المتكررة بكسر سيطرة ليونيل ميسي على الجائزة في الاعوام الماضية.

هناك من يعتقدون أنه لا يستحق ذلك بسبب أن فريقه لم يحقق أي لقب في ذلك العام ، لكن لا يمكن إنكار قيمة المجهود الذي بذله رونالدو ليكون أفضل لاعب في العالم. و الحافز الذي كان يحركه ويعززه رغبته ويدفعه نحو تحسين مستواه و كل جزء من أدائه من أجل الفوز بهذه الجائزة.

كلما أشاهد لاعبين أمثال كريستيانو رونالدو ، أتساءل لماذا لا نملك لاعبين عرب بهذا المستوى؟! ، ضعف الدافع ، و فكرة النضال من اجل الفوز بالجوائز أحد القضايا المثيرة للجدل في كرة القدم القدم العربية نناقشها في هذا المقال.

مقال اليوم هو مجموعة من الدروس تعلمتها شخصيا من نجاحات كريستيانو رونالدو ، و سأحاول مشاركتها معكم على أجزاء في موضوع أتمنى أن يتجاوز كرة القدم نحو دفع كل من مر من هنا إلى تحقيق أشياء ذات قيمة في حياته.

أنت اليوم حيث أوصلتك أفكارك وستكون غداً حيث تأخذك أفكارك”

ماهي السمات المشتركة بين نخبة الرياضيين ؟ نعم انهم يملكون المهارات التقنية ، و المعرفة التكتيكية ، والصفات البدنية اللازمة لرياضتهم.. ، لكن قبل كل هذا كانوا يملكون عقلية أن يكونوا أبطالا. فقد وجد باحثون مثل الدكتورة “كارول ﺩﻭﻳﻙ” أن الفرق بين أن تصبح من النخبة في أي مجال أو البقاء في صنف الهواة يستند على ما يحدث في العقل.

طبيب نفساني سويدي إسمه “أندرس إريكسون” وهو رجل معترف بأبحاثه على نطاق واسع باعتباره واحد من أبرز الخبراء في العالم وله بحوث في مجموعة واسعة من المجالات بما في ذلك الطب ، والموسيقى ، والشطرنج ، والألعاب الرياضية. يؤكد على أنه لتصبح عظيما فى أي مجال يجب أن تقضي فى تعلمه وممارسته 10.000 ساعة. أي تخصيص مابين 4 إلى 5 ساعات يوميا لتعلمه.

من خلال بحثه استطاع “أندرس إريكسون” أن يؤكد عدم صحة وجهة النظر الكلاسيكية حول المهارة و التعلم ، و التي “تقوم على افتراض أن القدرات البيولوجية الفطرية تلعب دورا مهما في مستوى النجاح و الإنجازات التي يمكن أن يحققها أي شخص.” يعني بطلان ما نطلق عليه في العالم العربي “الغباء وراثي ، و الذكاء وراثي”. في الواقع ، اكتشف إريكسون وزملاؤه أنه لتصبح خبيرا في أي مجال أمر لايعتمد على امتلاكك لقدارت وراثية “طبيعيا” ، و لكن نزولا لعدد الساعات التي قضاها هذا الشخص في التعلم و الممارسة.

من حيث المبدأ، وفقا لاريكسون ، البحث ينطبق على جميع المجالات بما في ذلك الرياضة ، والشطرنج ، و الموسيقى. وليؤكد نظريته بشكل فعلي ، من أبحاثه وجد إريكسون أن جميع الفنانين الموهوبين أو الأقل “موهبة” بحاجة إلى الحد الأدنى من الممارسة التي تصل لحوالي عشر سنوات قبل أن يصلوا إلى مستوى دولي ، و أن التطور المهني لا يكتمل إلى بعد سنوات أو حتى عقود من الممارسة واكتساب الخبرة.

بحث إريكسون أطلق عليه فيما بعد إسم “حكم الـ10 سنوات” ، حيث قام بمتابعة مجموعة من الفنانين “يعزفون على الكمان” منذ بداية مشوارهم الفني حتى الوصول للنجومية. حيث قام بحساب الساعات التي قضوها في العزف على الكمان منذ بدايتهم إلى حين دخول الحياة المهنية في نفس المجال.

النتائج كانت رهيبة جدا و أحدثت ثورة على الأفكار السابقة ، ما حصل عليه إريكسون من نتائج كان مدهش. أولئك الذين مارسوا “العزف على الكمان” لـ 8000 ساعة وصلوا لمستوى جيد في حياتهم المهنية ، وأولئك الذين مارسوا لنحو 4000 ساعة أصبحو مدرسي موسيقى ، وعازفو الكمان الذين قضوا في الممارسة عدد الساعات المطلوب 10000 ساعة هم الذين وصلوا إلى مستويات عالمية. عندما درس إريكسون مهارات و تخصصات آخرى وجد نفس النتيجة. الوصول للنجومية في أي مجال مرتبط بارتفاع وقت الممارسة عاما بعد عام ، وبعد حوالي عشر سنوات كانوا قد وصلوا لـ 10،000 ساعة. إلى حد كبير، لم يسبق لأي بحث أن أكد أن النجاح يحتاج لجينات وراثية “طبيعية” ، ساعات الممارسة هي مفتاح النجاح.

لذالك فإن السؤال الرئيسي هل اللاعبين الشباب في العالم العربي على استعداد للعمل؟ هل هم على استعداد للتضحية والانضباط. أم أنهم عاجزون عن الوصول لتلك الساعات 10،000 اللازمة للوصول للنجومية.

قد يبدو الأمر بسيطا، لكن العديد من الرياضيين يعجزون عن التعامل مع سقف توقعات يفرض عليهم التزام، جنبا إلى جنب مع ضغوط العائلة والأصدقاء التي يمكن أن تزيد من الأعباء والضغوط لتحقيق الهدف المتمثل في الوصول إلى النجومية.

لكل منا دوافعه لكن الاهم هو أن تبدأ بالشكل الصحيح واختيار مجال تحبه و تريد الوصول لأعلى المستويات فيه “تقريبا كل قصة نجاح على مر التاريخ تننطوي على شخص أو مجموعة عملوا بجد أكثر من أقرانهم ، ويتمتعون بالإدمان ، والهوس، و ساعات أكثر من الممارسة.”

يتبع..
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير