بانوراما الحراك: اعذر من انذر
بالرغم من انشغالهم باليوم الأول من رمضان، إلا أن الاف الأردنيين خرجوا في مسيرات بمدن ومحافظات متعددة للحفاظ على زخم الحراك وابقاء مطالب الاصلاح حيّة حتى لا يظن صانع القرار أن عزيمة الاردنيين فترت مع رمضان ومع تسويف الحكومة وعدم جديتها في الاصلاح، وخاصة بعد أن اصبحت اللامبالاة هي سيدة الموقف في دوائر صنع القرار التي بات اهتمامها محصورا في ما يجري شمال البلاد من تطورات تشهدها سورية، املا في ان تشتت تلك الأحداث انتباه الشعب عن قضيته الأولى وهي داخلية بامتياز.
وفي هذه الجمعة التي حملت عنوان 'أعذر من أنذر' وجه المشاركون رسالة واضحة ترفض التسريبات المتعلقة بفرض قانون الطوارئ على اعتبار انها حجة المفلس، وجاءت الشعارات خارقة للسقوف وردا واضحا على محاولات حكومة الطراونة الاختباء خلف عباءة الملك، على اعتبار أن الحراك يمس مؤسسة العرش، متناسية أنها ساهمت في دفع البلاد الى ازمة سياسية مستعصية.
حديث الطراونة غير السياسي وغير الحضاري الذي وصف فيه جزءا من الحراك بأنه 'قليل أدب' كان مثار استهجان من قبل المشاركين في المسيرات، لأن قلة الادب من وجهة نظرهم تكمن في سياسات التهميش ورفع الاسعار والبحث دائما عن حلول على حساب المواطن دون أن يكون الاردنيون جزءا من صناعة القرار.
في الشمال خرج المئات من أبناء الوطن في مسيرة انطلقت بعد صلاة التراويح من مسجد اربد الكبير الى دوار الشهيد وصفي التل رافعين شعارت ترفض الحديث حول فرض قانون الطوارئ، معتبرين انه لعبة من قبل الاجهزة الامنية للقضاء على الحراك وعودة الاحكام العرفية وتكميم الافواه.
أما في مدينة الكرك، فقد عبرت رفضها سياسة رفع الأسعار التي انتهجتها الحكومة، معتبرين ان حكومة الطراونه تقدم الصورة الحقيقية للنهج الرسمي الرافض للاصلاح والذي يعيد الوطن الى بدايات الحركة الاصلاحية، منادين برحيل الحكومة وحل البرلمان. وجاء في بيان الحراك نقدا لاذعا للسياسات الرسمية التي أغرقت الوطن في حالة التوتر والاضطراب السياسي والعنف متعدد الاشكال والتي ورطت الوطن باكبر مديونية عرفتها دولة بحجم الاردن.
وتحت عنوان 'جمعة قد أعذر من أنذر' افتتح حراك حي الطفايلة مسلسل مسيراته الرمضانية، حيث خرج العشرات من ابناء الحي في مسيرة ليلية انطلقت من أمام المسجد البقاعي وصولا إلى 'مثلث غسان' عبرت عن انتقادها لمسيرة الاصلاح التي لا تزال تراوح مكانها دون أن تترجم وعود الاصلاح إلى واقع ملموسا يريح البلاد والعباد، وهو ما ينطبق عليه المثل الشعبي القائل 'حكي السرايا غير حكي القرايا'. وانتقد المشاركون في المسيرة كلام رئيس الحكومة وتهجمه على الحراك ووصفه لهم بأوصاف لا تنطبق الا عليه وعلى اشكاله ممن اوصل البلاد الى هذا الطريق المسدود و الأداء الفاشل بل المتآمر لايصال البلد الى هذا الحال الذي لا تحسد عليه من ازمات و انهيار شامل، وهو لاينطبق عليه الا قول القائل: 'رمتني بدائها وانسلت'.
في السلط اعتصم العديد من نشطاء حراك السلط تحت شعار جمهة أعذر من أنذر وفيها طالب المعتصمون باجتثاث الفساد والمضي في اصلاحات حقيقية، 'بعيدا عن المسرحيات التي تمارس من قبل النظام'، على حد تعبيرهم. كما طالب المعتصمون بالافراج عن الناشط سعود العجارمة. وقام الناشط في حراك السلط والبلقاء محمد ابو خلف الدباس بالقاء بيان تنسيقية الحراك الاردني مؤكدا أنه لا يهدف إلى 'مقاطعة الإنتخابات لاستجداء قانون إنتخاب بديل - مهجنٍ أو محسنٍ- فلا بديل عن تعديل الدستور'.