حملت عن زوجها تهمة المخدرات...فإليك ما حصل!
جو 24 : إنهن قاتلات، زانيات، يتاجرن بالمخدّرات ويتعاطينها، ارتكبن جرائم وعوقبن عليها، قضين سنين خلف القضبان، وخرجن بعدها إلى سجن أكبر قضبانه عبارة عن ماضٍ يكبّلهن، فيما السجّان مجتمع يجلدهن يوميًا مُنزلًا عليهن عقابًا أشدّ عنفًا. قد تكون دوافعهن مختلفة، فهن ربّما عشن طفولة بائسة، أو تعرّضن لعنف أسري، أو خضن علاقات زوجيّة فاشلة، أو عانين حرمانًا عاطفيًا، أو وضعن في إطار أمومة محرومة، أو ارتكبن ذنبًا عن سابق نية وتصميم.
إنّها قصص وليدة الواقع، وليست حكايات تُكتب لبناء حبكة دراميّة صالحة للتصوير والتمثيل وتسلية الناس، إنّها قصص نسمع ضوضاءها من خلف جدران المنازل، نتهامس فيها وتكون محور أحاديث حلقاتنا. إنها قصص تتراجع أمام تقدّم المشهد الأمني والسياسي، وقصّة ثائرة لا تختلف عنها.
سجينة بريئة!
دخلَت ثائرة إلى سجن النساء في بعبدا بتهمة تجارة المخدّرات، حيث قضت فترة أربع سنوات وشهرين. دخلت إلى السجن لأنها لم تتمكّن من إثبات براءتها أو لأنها لم ترد ذلك، وتقول لـ"النهار": "دخلت إلى السجن بتهمة تجارة المخدّرات بالنيابة عن زوجي، فهو كان يعمل فيها وأنا حملتها عنه، لكنّه تركني أواجه مصيري ولم يسأل عني".
ابنتها ومستقبلها كان الدافع الأساسي الذي حملها إلى الاعتراف بما لم ترتكبه، وتقول: "زوجي موظّف، وكشفي لعمله كان سيجعله يخسر تعويضه ويتسبّب بصرفه من العمل. فكّرت كثيرًا بابنتي ومستقبلها، لم أرد إيذاءه لئلا تتضرّر هي، كنت خائفة عليها، فقرّرت تحمل العقوبة عنه، على أن يقف إلى جانبي ويساعدني لأخرج من سجني في أسرع وقت ممكن".
خروج إلى "حريّة"
قبعت ثائرة في سجن النساء في بعبدا لمدّة أربع سنوات وشهرين، ثمّ خرجت لتعيش مع ابنتها وتكمل حياتها، أرادت حياة جديدة، وتقول: "طلّقت زوجي بعدما خرجت من السجن، لم أعد أريد من لم يكترث لحالي أو يسأل عني، لم أعد أريد أي رجل في حياتي. في السجن تغيّرت حياتي، وعندما خرجت أردت تأسيس حياة جديدة، بدأت البحث عن عمل والحمدالله قد وفّقني".
لكن وبعد مرور ثلاثة أشهر على بدء العمل، طُلب من ثائرة أن تؤمّن أوراقها لإدخالها في الضمان الاجتماعي ومن ضمنها السجل العدلي. حاولت التهرّب شهورًا لكن في النهاية وضعت أمام الأمر الواقع، وتقول: "لم أستطع جلب سجل أبيض، سألت عن السبل المتاحة لتقصير هذه الفترة لكن من دون أي نتيجة، فأنا محكومة بتجارة المخدّرات ولا يمكنني تبييض سجلي في فترة يومين. ومع مرور خمسة أشهر وأنا أماطل أرسل ورائي المدير، عندها أخبرته الحقيقة التي لم يتقبّلها وأمهلني شهرًا لترك العمل".
الماضي يحاصرها
كانت ثائرة تعمل في تفانٍ ولا تقصّر في واجباتها، ولكن ذلك لم يشفع لها، ولم يمحُ آثار حكم صدر بحقّها وعوقبت عليه بالسجن وسلب حريّتها، فما هي خياراتها؟ تتابع بحرقة: "مرّت سنة على خروجي من السجن، وما زال لديّ سنتان لأبيّض سجلي، فماذا أفعل خلال هذه المدّة، أبيع المخدرّات؟ أسرق؟ ماذا أفعل؟ أنا ملامة لأنني سجينة محرّرة سواء أكنت مظلومة أم مجرمة. على المؤسّسات أن تعي أننا بشر لا حيوانات، أننا بشر لا ملائكة، كلّ البشر يخطئون، البعض يعاقب ويدخل إلى السجن، وآخرون يمضون في حياتهم. الربّ يسامح عبده، فلما يصعب على العبد أن يسامح من مثله؟ لقد دخلت إلى السجن وعوقبت، هل عليّ أن أعاقب خارج السجن أيضًا؟".
عقل ثائرة مشتّت، وتعيش فاقدة تركيزها، حائرة كيف ستؤمن قسط معهد ابنتها ومصاريفها، كيف تؤمّن إيجار المنزل، كيف تدفع الفواتير، كيف تؤمن مصاريف المنزل. ابنتها نقطة ضعفها، فهي بقيت من دون مدرسة ومن دون رعاية الأمّ طيلة فترة وجودها في السجن، عاشت مع خالتها حينًا ومع خالها حينًا آخر. وتقول ثائرة: "بقيت ابنتي من دون مدرسة عندما دخلت إلى السجن، والدها لم يسأل عنها. أريدها أن تتعلّم، فالعلم هو سلاحها. ابنتي ذكيّة وواعية، تسألني كيف سنتدبّر أمورنا بعد تركي العمل وتعيش كلّ الهواجس معي. يحزّ في قلبي أنها لم تكبر في حضني، أريد أن أحقّق كلّ ما في بالها، أشعر بعجزي أمامها".
الأسى يعتري ثائرة، أحيانًا تتمنى البكاء ولكن دموعها جافّة لا تنهمر، وتقول: "عندما كانوا يزوروننا داخل السجن، كنت أسمع البعض يقول إننا نعيش في سجن صغير بينما الحياة في الخارج أشبه بسجن أكبر، كنت أتعجّب منهم وأتساءل عن الأسباب التي تدفعهم إلى قول ذلك، فهم يعيشون بحريّة فماذا يريدون أكثر؟ الآن أشعر بكلامهم وأفهمه أكثر، أشعر بهذا السجن الكبير، فأنا مكبّلة، أعيش الحاضر والماضي يحاصرني. كيف أعيش مع ابنتي؟ وبما أعمل؟".
المجتمع يحاكم مرّتين
بغض النظر عمّا إذا كانت السجينة مذنبة أو بريئة، فهي أمضت فترة عقوبة وسُلبت منها حريّتها، خرجت بعدها وأرادت بناء حياة جديدة وسعت إلى ذلك، لكن المجتمع يحول دون ذلك، وقد يجبرها على العودة إلى الجريمة. فما هي معوّقات تقبّل المجتمع للسجينات المحرّرات؟ وما هي العوائق التي تحول دون اندماجهن في المجتمع مجدّدًا؟ تقول الدكتورة في علم الاجتماع، مي مارون، لـ"النهار": "كلّ من يدخل إلى السجن تُلصق به صفة "صاحب السوابق". مجتمعيًا السجن مهانة للرجل، فكيف لو كانت امرأة التي تُعتبر بالمرتبة الثانية في مجتمع ذكوري، فمن الطبيعي أن تلام أكثر. إضافة إلى أن القانون اللبناني يفرّق بين الرجل والمرأة في تهمة الزنى وجرائم الشرف. لذلك إن عمليّة الاندماج صعبة، ولا يتقبّل المجتمع السجينات المحرّرات بسهولة".
وتضيف مارون: "النظرة إلى المرأة دونيّة، وإذا دخلت إلى السجن تُنزع عنها صفة الأنوثة، ويحاكمها المجتمع مرّتين، داخل السجن وخارجه، تلاحقها التهمة طيلة حياتها، وتؤثّر في أولادها أيضًا. تخسر العائلة والأصدقاء وعملها، وتجد صعوبة في تكوين صداقات جديدة أو بالعثور على عمل. تبقى دائمًا في دائرة اللوم ولا يُغفر لها، علمًا أن بداية الحلول تكون في تغيير هذه النظرة إلى السجين وإلى حقوق الإنسان وإلى المرأة، فضلًا عن ضرورة التأهيل في السجن، وتفعيل دور الجمعيّات التي تعنى بذلك".
العلاج بالدراما
من جهة أخرى، أطلقت الممثلة والمخرجة زينة دكّاش فكرة العلاج من خلال الدراما، فعملت في السجون اللبنانيّة منذ العام 2006 بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، بغية إفساح المجال أمام المعنيين في التعبير عن رأيهم في مواضيع عدّة تُعنى بحقوق الإنسان، فأسّست جمعيّة "كثارسيس" غير الحكوميّة لتأهيل الأفراد والمؤسّسات من خلال الفنّ، ومساعدة المجتمع على تخطّي مواضيع العنصريّة وعدم المسامحة وعدم القدرة على الحوار، ويستمرّ عملها في سجن بعبدا للسيّدات، حيث طاول العلاج أكثر من 40 امرأة منذ سنتين، شاركن في فيلم "يوميّات شهرزاد" الذي أبصر النور أخيرًا.
فماذا تحسّن من خلال هذا المشروع؟ تقول دكّاش لـ"النهار": "من خلال العلاج بالدراما، أتيح للسجينات فرصة تحمّل مسؤوليّات جديدة، ومعرفة أن لديهن القدرة على عيش حياة أفضل، ووعي دورهن في تربيّة الأجيال المقبلة بالطرق الصحيحة والصحيّة، وهذا الأمر أعاد بناء ثقتهن بأنفسهن وبالعالم الخارجي".
أمّا عن النتائج المترتبّة عن هذا المشروع، ودوره في مساعدة السجينات، تردّ دكّاش: "لقد سمح لهن بتحقيق أهداف في حياتهن، شعرن بأن أحدًا يسمعهن، تعلّمن أصول التصرّف، وعلمن أنهن سيّدات لائقات في داخلهن. شاركن في فيلم (يوميّات شهرزاد) وتحدثن فيه عن معاناتهن وقصصهن، وكن سعيدات بمشاهدته ومعرفة ردّ فعل الجمهور حوله، خصوصًا بعدما نجحن في إيصال أصواتهن إلى خارج جدران السجن، إلى المجتمع المدني، إلى البرلمان اللبناني، وأثرن جدلًا حول ضرورة حماية الأسرة من العنف، وحذّرن من المخاطر المترتبة عليه".
المصدر: "النهار" فيفيان عقيقي
إنّها قصص وليدة الواقع، وليست حكايات تُكتب لبناء حبكة دراميّة صالحة للتصوير والتمثيل وتسلية الناس، إنّها قصص نسمع ضوضاءها من خلف جدران المنازل، نتهامس فيها وتكون محور أحاديث حلقاتنا. إنها قصص تتراجع أمام تقدّم المشهد الأمني والسياسي، وقصّة ثائرة لا تختلف عنها.
سجينة بريئة!
دخلَت ثائرة إلى سجن النساء في بعبدا بتهمة تجارة المخدّرات، حيث قضت فترة أربع سنوات وشهرين. دخلت إلى السجن لأنها لم تتمكّن من إثبات براءتها أو لأنها لم ترد ذلك، وتقول لـ"النهار": "دخلت إلى السجن بتهمة تجارة المخدّرات بالنيابة عن زوجي، فهو كان يعمل فيها وأنا حملتها عنه، لكنّه تركني أواجه مصيري ولم يسأل عني".
ابنتها ومستقبلها كان الدافع الأساسي الذي حملها إلى الاعتراف بما لم ترتكبه، وتقول: "زوجي موظّف، وكشفي لعمله كان سيجعله يخسر تعويضه ويتسبّب بصرفه من العمل. فكّرت كثيرًا بابنتي ومستقبلها، لم أرد إيذاءه لئلا تتضرّر هي، كنت خائفة عليها، فقرّرت تحمل العقوبة عنه، على أن يقف إلى جانبي ويساعدني لأخرج من سجني في أسرع وقت ممكن".
خروج إلى "حريّة"
قبعت ثائرة في سجن النساء في بعبدا لمدّة أربع سنوات وشهرين، ثمّ خرجت لتعيش مع ابنتها وتكمل حياتها، أرادت حياة جديدة، وتقول: "طلّقت زوجي بعدما خرجت من السجن، لم أعد أريد من لم يكترث لحالي أو يسأل عني، لم أعد أريد أي رجل في حياتي. في السجن تغيّرت حياتي، وعندما خرجت أردت تأسيس حياة جديدة، بدأت البحث عن عمل والحمدالله قد وفّقني".
لكن وبعد مرور ثلاثة أشهر على بدء العمل، طُلب من ثائرة أن تؤمّن أوراقها لإدخالها في الضمان الاجتماعي ومن ضمنها السجل العدلي. حاولت التهرّب شهورًا لكن في النهاية وضعت أمام الأمر الواقع، وتقول: "لم أستطع جلب سجل أبيض، سألت عن السبل المتاحة لتقصير هذه الفترة لكن من دون أي نتيجة، فأنا محكومة بتجارة المخدّرات ولا يمكنني تبييض سجلي في فترة يومين. ومع مرور خمسة أشهر وأنا أماطل أرسل ورائي المدير، عندها أخبرته الحقيقة التي لم يتقبّلها وأمهلني شهرًا لترك العمل".
الماضي يحاصرها
كانت ثائرة تعمل في تفانٍ ولا تقصّر في واجباتها، ولكن ذلك لم يشفع لها، ولم يمحُ آثار حكم صدر بحقّها وعوقبت عليه بالسجن وسلب حريّتها، فما هي خياراتها؟ تتابع بحرقة: "مرّت سنة على خروجي من السجن، وما زال لديّ سنتان لأبيّض سجلي، فماذا أفعل خلال هذه المدّة، أبيع المخدرّات؟ أسرق؟ ماذا أفعل؟ أنا ملامة لأنني سجينة محرّرة سواء أكنت مظلومة أم مجرمة. على المؤسّسات أن تعي أننا بشر لا حيوانات، أننا بشر لا ملائكة، كلّ البشر يخطئون، البعض يعاقب ويدخل إلى السجن، وآخرون يمضون في حياتهم. الربّ يسامح عبده، فلما يصعب على العبد أن يسامح من مثله؟ لقد دخلت إلى السجن وعوقبت، هل عليّ أن أعاقب خارج السجن أيضًا؟".
عقل ثائرة مشتّت، وتعيش فاقدة تركيزها، حائرة كيف ستؤمن قسط معهد ابنتها ومصاريفها، كيف تؤمّن إيجار المنزل، كيف تدفع الفواتير، كيف تؤمن مصاريف المنزل. ابنتها نقطة ضعفها، فهي بقيت من دون مدرسة ومن دون رعاية الأمّ طيلة فترة وجودها في السجن، عاشت مع خالتها حينًا ومع خالها حينًا آخر. وتقول ثائرة: "بقيت ابنتي من دون مدرسة عندما دخلت إلى السجن، والدها لم يسأل عنها. أريدها أن تتعلّم، فالعلم هو سلاحها. ابنتي ذكيّة وواعية، تسألني كيف سنتدبّر أمورنا بعد تركي العمل وتعيش كلّ الهواجس معي. يحزّ في قلبي أنها لم تكبر في حضني، أريد أن أحقّق كلّ ما في بالها، أشعر بعجزي أمامها".
الأسى يعتري ثائرة، أحيانًا تتمنى البكاء ولكن دموعها جافّة لا تنهمر، وتقول: "عندما كانوا يزوروننا داخل السجن، كنت أسمع البعض يقول إننا نعيش في سجن صغير بينما الحياة في الخارج أشبه بسجن أكبر، كنت أتعجّب منهم وأتساءل عن الأسباب التي تدفعهم إلى قول ذلك، فهم يعيشون بحريّة فماذا يريدون أكثر؟ الآن أشعر بكلامهم وأفهمه أكثر، أشعر بهذا السجن الكبير، فأنا مكبّلة، أعيش الحاضر والماضي يحاصرني. كيف أعيش مع ابنتي؟ وبما أعمل؟".
المجتمع يحاكم مرّتين
بغض النظر عمّا إذا كانت السجينة مذنبة أو بريئة، فهي أمضت فترة عقوبة وسُلبت منها حريّتها، خرجت بعدها وأرادت بناء حياة جديدة وسعت إلى ذلك، لكن المجتمع يحول دون ذلك، وقد يجبرها على العودة إلى الجريمة. فما هي معوّقات تقبّل المجتمع للسجينات المحرّرات؟ وما هي العوائق التي تحول دون اندماجهن في المجتمع مجدّدًا؟ تقول الدكتورة في علم الاجتماع، مي مارون، لـ"النهار": "كلّ من يدخل إلى السجن تُلصق به صفة "صاحب السوابق". مجتمعيًا السجن مهانة للرجل، فكيف لو كانت امرأة التي تُعتبر بالمرتبة الثانية في مجتمع ذكوري، فمن الطبيعي أن تلام أكثر. إضافة إلى أن القانون اللبناني يفرّق بين الرجل والمرأة في تهمة الزنى وجرائم الشرف. لذلك إن عمليّة الاندماج صعبة، ولا يتقبّل المجتمع السجينات المحرّرات بسهولة".
وتضيف مارون: "النظرة إلى المرأة دونيّة، وإذا دخلت إلى السجن تُنزع عنها صفة الأنوثة، ويحاكمها المجتمع مرّتين، داخل السجن وخارجه، تلاحقها التهمة طيلة حياتها، وتؤثّر في أولادها أيضًا. تخسر العائلة والأصدقاء وعملها، وتجد صعوبة في تكوين صداقات جديدة أو بالعثور على عمل. تبقى دائمًا في دائرة اللوم ولا يُغفر لها، علمًا أن بداية الحلول تكون في تغيير هذه النظرة إلى السجين وإلى حقوق الإنسان وإلى المرأة، فضلًا عن ضرورة التأهيل في السجن، وتفعيل دور الجمعيّات التي تعنى بذلك".
العلاج بالدراما
من جهة أخرى، أطلقت الممثلة والمخرجة زينة دكّاش فكرة العلاج من خلال الدراما، فعملت في السجون اللبنانيّة منذ العام 2006 بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، بغية إفساح المجال أمام المعنيين في التعبير عن رأيهم في مواضيع عدّة تُعنى بحقوق الإنسان، فأسّست جمعيّة "كثارسيس" غير الحكوميّة لتأهيل الأفراد والمؤسّسات من خلال الفنّ، ومساعدة المجتمع على تخطّي مواضيع العنصريّة وعدم المسامحة وعدم القدرة على الحوار، ويستمرّ عملها في سجن بعبدا للسيّدات، حيث طاول العلاج أكثر من 40 امرأة منذ سنتين، شاركن في فيلم "يوميّات شهرزاد" الذي أبصر النور أخيرًا.
فماذا تحسّن من خلال هذا المشروع؟ تقول دكّاش لـ"النهار": "من خلال العلاج بالدراما، أتيح للسجينات فرصة تحمّل مسؤوليّات جديدة، ومعرفة أن لديهن القدرة على عيش حياة أفضل، ووعي دورهن في تربيّة الأجيال المقبلة بالطرق الصحيحة والصحيّة، وهذا الأمر أعاد بناء ثقتهن بأنفسهن وبالعالم الخارجي".
أمّا عن النتائج المترتبّة عن هذا المشروع، ودوره في مساعدة السجينات، تردّ دكّاش: "لقد سمح لهن بتحقيق أهداف في حياتهن، شعرن بأن أحدًا يسمعهن، تعلّمن أصول التصرّف، وعلمن أنهن سيّدات لائقات في داخلهن. شاركن في فيلم (يوميّات شهرزاد) وتحدثن فيه عن معاناتهن وقصصهن، وكن سعيدات بمشاهدته ومعرفة ردّ فعل الجمهور حوله، خصوصًا بعدما نجحن في إيصال أصواتهن إلى خارج جدران السجن، إلى المجتمع المدني، إلى البرلمان اللبناني، وأثرن جدلًا حول ضرورة حماية الأسرة من العنف، وحذّرن من المخاطر المترتبة عليه".
المصدر: "النهار" فيفيان عقيقي