صور.. ياسمين الخطيب "أيقونة الجمال" المصري التي تهدد عرش هيفاء وهبي
قد يكون أول ما يلفت نظرك في صورتها هو جمالها الأخاذ، وملامحها التي تضعها في مقدمة صفوف النجمات والمشاهير وخاصة "هيفاء وهبي" التي تشبهها، ولكن خلف هذا الجمال ما هو أكثر من الشكل، فقد أسرت متابعيها على "فيسبوك" بعملها إلى جانب إطلالتها الرائعة. عرض عليها الكثيرين دخول مجال التمثيل لكنها لم تنجح في ذلك، إلا أن ياسمين الخطيب نجحت في أن تكون فنانة تشكيلية وكاتبة ومصممة أغلفة كتب مصرية، انضمت للمشاهير برسمهم، وعبرت عن الشعب وثورتيه بفرشاتها والقلم. أطلق عليها محبيها لقب "أيقونة الجمال المصري"، وفي هذا الحوار تكشف الخطيب عن سر جمالها وتفوقها وتميزها.
تصنف ياسمين الخطيب نفسها كفنانة تشكيلية في المقام الأول، وإلى جانب ذلك تعمل في تصميم الأغلفة وتأليف الكتب، وهي مهنة اشتهرت بها عائلتها التي كانت من أوائل العائلات التي عملت في مجال الطباعة والنشر في الشرق الأوسط. وتوارث الأبناء هذه المهنة بالإضافة للكتابة التي احترفها جدّها الناشر والمفكر الإسلامى "ابن الخطيب". تمنت ياسمين أن تضم لمواهبها موهبة "النحت"، والذي لفت نظرها في كلية الفنون الجميلة أثناء الدراسة، ولكنها لم تستطع استكمال الدراسة لصعوبة النحت، فاتجهت إلى قسم الجرافيك في نفس الكلية.
تقول الخطيب "كل امراة جميلة في مجتمعاتنا العربية تعاني الأمرّين من التفات الناس لشكلها وتجاهلهم لعقلها مهما بلغت ثقافتها وموهبتها، وبالنسبة لهيفاء وهبي، فهي سيدة جميلة يسعدني تشبيه ملامحي بملامحها، ولكنني أكون أكثر سعادة عندما يشبه أحدهم أسلوبي الفني أو الأدبي بأحدهم أوإحداهن". تهتم الخطيب في لوحاتها وكتابتها بأدق تفاصيل الشارع المصري، وتعرّف نفسها على أنها "سيدة مصرية شيوعية" تُسخّر موهبتها بالقلم والفرشاة في التعبير عن هموم المهمشين. ورغم احتكاكها بالواقع فهي كأي امرأة مصرية تؤكد عدم استطاعتها في الشارع بأمان دون التعرض للتحرش بأنواعه، بغض النظر عن الطبقة التي تنتمي إليها.
كان الكثير من متابعي ياسمين الخطيب قد طالبوها بالترشح لمسابقة "ملكة جمال مصر"، ولكنها ترد على ذلك بقولها "أنا طولي 165 فقط .. رحم الله امرء عرف قدر نفسه". وفي نفس السياق تؤكد أن الجمال المصري لا ينضب أبدًا، وفي كل جيل آلاف الجميلات "حفيدات نفرتيتي"، كما تسميهن، ولكنهن بعيدات عن الأضواء.
رسمت الخطيب الكثير من المشاهير، في الفن والسياسة والأدب، من بينهم تحية كاريوكا، وسعاد حسني، أحمد زكي، شويكار والمهندس، شريهان. وأيضًا غاندي، ولينين، وإيفا بيرون، وفريدا كاهلو، وغيرهم ممن كان لهم أثر في تشكيل شخصيتها ووجدانها. واختارت أن ترسم أغلبهم بطريقة "البوب آرت" بوجوه باللونين الأبيض والأسود، وخلفيات بألوان صريحة ومساحات واسعة لإبراز الفكرة.
أما عن اختيارها لرسم سياسيين في لوحاتها، تقول الخطيب "رسمت د.محمد البرادعي وكان وقتها لم يزل في الصورة وإن لم يكن في السلطة". كما رسمت سعد زغلول والذي تعتز بمكانته الخاصة في قلبها، فهو ليس فقط زعيم الأمة، ولكنه لأنه كان أحد المؤمنين بقضية تحرير المرأة.
وتضيف "تكفى كلمته في أول خطاب له بعد عودته من المنفى: "فلترفعوا أيديكم لتحيا المرأة المصرية". لهذا رسمته، وحزنت عندما بيعت اللوحة لرجل سويسري، كنت أتمنى أن يشتريها مصري يحتفي بوجود الزعيم في بيته".
تعمل الخطيب حاليًا على التحضير لمعرض جديد تتناول لوحاته الواقع المصري وخاصة فترة الثورة. وتؤكد إدراكها لدور الفنان في توثيق الواقع، وتشير إلى أن هذه من أقدم المهن في التاريخ مثلما نقش المصريين القدماء إنجازاتهم على جدران المعابد. وتؤكد أن التشكيليين المصريين يدركون أهمية الفن في توثيق الأحداث، إلى جانب الدور الإبداعي.
رسمت فريدا كاهلو بعين واحدة، وأخرى مرتدية لقناع غاز، اختارت ياسمين الخطيب أن تكون لوحتها للفنانة التشكيلية "كاهلو" التي تعشقها، ضمن مجموعة معرضها الجديد الذي ما زال في طور التحضير، وأكدت أنه عندما تكتمل أعمال المعرض سوف يتضح للمتسائلين أن فريدا واحدة من ضمن مجموعة كبيرة من الشخصيات بعثتها إلى الحياة بريشتتها لتشارك المصريين في الميدان والثورة.
تتعمد الخطيب على توضيح فكرتها بشكل بسيط ومباشر، وتفضل رسم ما يفهمه الناس، أما عن الأسلوب التجريدي فتقول "لا أميل إلى الأسلوب التجريدى إلا فيما ندر، ومعظم لوحاتي التجريدية إما معلقة في بيتي وغير معروضة للبيع وإما رسمتها بطلب خاص من أحدهم، وبشكل عام أفضل رسم ما يفهمه الناس".
أما عن كتبها، فقد طرحت الخطيب كتابيّ "قليل البخت يلاقي الدقن في الثورة"، و"كنت في رابعة"، وهما عبارة عن مجموعة مقالات ترصد ما حدث أثناء كل من ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وفي الكتاب الثاني ترصد ما رأته بعينها في مهمة خاضتها متنكرة "بنقاب" في ميدان رابعة أثناء الاعتصام الذي تبع عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013.
ترفض الخطيب تصنيفها ضمن المعارضة، وتقول "البعض يعتقد أن المعارضة تعنى (خالف تُعرف) بمعنى أن المعارض لابد أن يسبح طوال الوقت ضد التيار، وأنا أسبح طوال الوقت مع كتيبة العقل أيًا كانت وجهتها، أنتقد العادات والتقاليد البالية وخاصة تلك التي تقيد الحريات أو تظلم المرأة، وعدا ذلك أنا مع الأطر المجتمعية التي تفرضها الأخلاق وتقبلها الإنسانية".
تحلم ياسمين الخطيب بتأليف ورسم كتاب قصصي للأطفال، كما تكتب بشكل دوري سلسلة من مقالات عن الفن التشكيلي والفنانين بالعديد من الصحف المصرية، أما عن وصفة الجمال والفن التي تنصح بها، فتقول "على المرأة أن تهتم بجمالها كما تهتم بمطبخها، وأن تهتم بعقلها كما تهتم بجمالها.. وحده العقل لن تطاله التجاعيد".