نكد الأزواج .. العدو الأول للسعادة الأسرية
جو 24 : صمت دائم وكآبة تلقي بظلالها على اجواء البيت منتزعة المرح والراحة ومخلفة نكدا وحربا نفسية بين الأزواج.
الأربعينية هناء بدران تصف الحالة النفسية السيئة التي تمر بها وأطفالها يوميا بسبب حالة النكد والتوتر التي تعيشه في المنزل ما أن تدق الساعة السادسة مساء.
وتلفت إلى أن حلول وقت المغرب بات مرتبطا مع المشاكل والنكد حتى أن أبنائي يودعون لحظات لعبهم ومرحهم وكأنهم يعلمون بأنهم على موعد مع النكد والصراخ وقت عودة والدهم إلى المنزل.
وتبين بدران أن ضغوط العمل والظروف الاقتصادية الصعبة هي ما تدفع زوجها للنكد والتنفيس عن اكتئابه ورفضه للواقع، حتى أصبحت علاقتنا على “حافة الهاوية”، وفق قولها.
من جانبه يعتبر الأربعيني علي حسن النكد العدو الأول للحياة الزوجية السعيدة، مؤكدا أن الزوج والزوجة كلاهما يرفضان النكد ويفران منه باستمرار.
“عندما يغزو النكد المنزل فإنه يؤذي العائلة بأكملها”، هكذا وصف الطاقة السلبية والتوتر اللذان يسيطران على المنزل وبالتالي ينغصان الحياة الأسرية.
“النكد طلع نفسي من الحياة بأكملها”، هكذا عبر الثلاثيني وسام عابد الذي لم يعد يرى في عينيه أي شيء جميل حتى اللحظات الحلوة التي تمر في عائلته باتت بالنسبة له مجرد لحظات وأيام لا أكثر.
“احترام مشاعر الآخر واحترام المشاعر هما عماد العلاقة الزوجية”، وفق عابد الذي يقول إن فقدان أي ركن من هذه الأركان يخل العلاقة فكيف بالاثنين، مشيرا إلى أن الظروف الصعبة ليست على الزوجه فقط أو على الزوج وحده بل على الاثنين معا، هذا الأمر بحد ذاته بالنسبة لعابد يجعله لا يبرر النكد الدائم والمتواصل الذي تشعله زوجته في البيت.
في حين لا تتفق العشرينية حنان منصور مع التعميم الذي يطلقه الكثير من الناس على المرأة بأنها “نكدية”، مبينة أنها امرأة طيبة محبة لزوجها وأسرتها، لكنها تعتقد أن من حقها استجواب زوجها متى ما رغبت من دون تقدير لما يسببه ذلك من إزعاج للزوج، وعند امتناع الزوج عن الإجابة تشتعل النار ويتحول بيتهم إلى جحيم.
الأمر ذاته يحدث مع الثلاثينية ميسم خالد التي ترفض أن تتجاهل تصرفات زوجها الطائشة وعدم اهتمامه بها وبشؤون بيته وعدم مبالاته التي خلقت منها إنسانة نكدية على حد قولها.
وتشير مسلم إلى أن زوجها ينعتها بأنها “نكدية وبتدوري على النكد دواره”، لافتة إلى أن لا مشكلة لديها فيما يقول لأن الرجل يريد امرأة “خرساء، عمياء وليس لديها إحساس”، وإلا فهي “نكدية”.
بدوره يجد أختصاصي علم الاجتماع الأسري الدكتور حسين الخزاعي أن النكد هو العدو الأول للحياة الزوجية، وأن تحقيق السعادة الزوجية يتطلب من الشريكين تبادل الاحترام ومراعاة مشاعر الطرف الآخر، مؤكدا أن وجود التسامح ضروري لاستمرار الحياة الزوجية.
ويجد الخزاعي أن على الأزواج من كلا الطرفين العلم بأنه لا بد من معرفة ما يغضب كل طرف لمراعاة مشاعر الطرف الآخر وفي حالة الخطأ يعترف به ويعتذر ويتجنب مواطن النزاع والبحث عن النقاط المشتركة ، فمن المعروف أن العلاقة الزوجية القائمة على التفاهم والوضوح والتضحية والتسامح والتجاوز عن الهفوات، والتغاضي عن الزلات تسهم في استمرار الحياة الزوجية وقوتها بحب ومودة واحترام.
أما إن قامت العلاقة بين الزوجين، وفق الخزاعي، على الأنانية والعناد وتصيد الأخطاء والمشاجرات المستمرة على كل صغيرة وكبيرة، فإن ذلك يسرّع بتصدع الأسرة وتنكلها، ويشتت شمل أفرادها، وقد يقضي على كيانها.
ويقول “إن النكد هو التعكير الدائم لصفو الآخر وهو تماما كالحرب النفسية”، عازيا ذلك إلى الفراغ أو سطحية التفكير عند من يختلقه أو لتربية خاطئة، مما يتسبب بأن يكون سببا طاردا للزوج من بيته ودافعا إلى عدم الاستقرار.
ويضيف أن من أسباب النكد هو التقليد الأعمى للأسرة التي كانت قد نشأت فيها الزوجة أو الزوج حيث المشاكل والمشاحنات بين الأبوين، إضافة إلى ضعف الوازع الديني عندهما، وكذلك عدم الفهم الصحيح للحقوق والواجبات الزوجية المشتركة المبنية على الاحترام والعفة والتعاون والتسامح.
ويبين الخزاعي أن من آثار النكد بين الأزواج في البيت انتشار العنف الأسري الذي يتسبب بنسبة 78 في المئة من حالات الطلاق في المملكة، إضافة إلى الخيانة الزوجية ووقوع حوادث السير حيث مزاج الزوج السيئ عند قيادة السيارات مما يكون دافعا قويا لإرتكاب الحوادث على الطرقات.
ويؤكد أنّ ميل المرأة إلى النكد سببه فقدان الأمان، والشعور بالقلق تجاه المستقبل فتجدها في حالة توتر دائم، لأنها تخشى أن تفاجئها الأيام بما لا تطيق، فتقف عاجزة عن المواجهة، لذا فالمرأة تسارع بمحاربة كلّ ما يقابلها، حتى لا تشعر بالضعف أو العجز.
ويدعو الخزاعي الأزواج إلى التسامح والحوار الذي هو الحل ولا حل غيره، فهو يفض حالة الاشتباك بين الزوج وزوجته ويهدئ من الأجواء المشحونة، مشيرا إلى أن خروج الزوج مع زوجته إلى مكان هادئ جميل لتبادل الحديث والمصارحة وتبيان ما يضايق الطرف من الآخر للتوصل إلى حل وسط.
وفي مضمار علم النفس يجد أختصاصي علم النفس الدكتور موسى مطارنة أن المشاحنات الزوجية “متعبة جدا”، تخلق جوا من التعاسة والبؤس وتسبب ضغطا نفسيا كبيرا على الزوجين، لافتا إلى أن الأطفال هم الأكثر تضررا.
ويلقي النكد، وفق مطارنة، بظلاله على العلاقة الزوجية فيتسبب بحالات واضطرابات نفسية لكلا الزوجين، كما يؤدي إلى حدوث انفصام، واكتئاب وأمراض عضوية، لافتا إلى أن المرأة أكثر تضررا في النكد، سيما وأن الرجل قد يجد له حلولا بديلة عن النكد بالزواج من أخرى وترك البيت والسفر.
ويضيف إن المشاحنات من أكثر الأمور التي تفتك في صحة الزوجين وحياتهما الزوجية، لافتا أن النكد يخلق “زوجة غير مستقرة، تشعر بعدم الأمن ويسيطر الخوف عليها”.
ويؤكد مطارنة ضرورة أن يقوم الزوجان بحل مشاكلهما بعيدا عن العند والكبرياء والمجتمع الذكوري الذي يجد أن الرجل “دائما على حق وأن المرأة لابد لها أن تصبر وتتحمل”.الغد
الأربعينية هناء بدران تصف الحالة النفسية السيئة التي تمر بها وأطفالها يوميا بسبب حالة النكد والتوتر التي تعيشه في المنزل ما أن تدق الساعة السادسة مساء.
وتلفت إلى أن حلول وقت المغرب بات مرتبطا مع المشاكل والنكد حتى أن أبنائي يودعون لحظات لعبهم ومرحهم وكأنهم يعلمون بأنهم على موعد مع النكد والصراخ وقت عودة والدهم إلى المنزل.
وتبين بدران أن ضغوط العمل والظروف الاقتصادية الصعبة هي ما تدفع زوجها للنكد والتنفيس عن اكتئابه ورفضه للواقع، حتى أصبحت علاقتنا على “حافة الهاوية”، وفق قولها.
من جانبه يعتبر الأربعيني علي حسن النكد العدو الأول للحياة الزوجية السعيدة، مؤكدا أن الزوج والزوجة كلاهما يرفضان النكد ويفران منه باستمرار.
“عندما يغزو النكد المنزل فإنه يؤذي العائلة بأكملها”، هكذا وصف الطاقة السلبية والتوتر اللذان يسيطران على المنزل وبالتالي ينغصان الحياة الأسرية.
“النكد طلع نفسي من الحياة بأكملها”، هكذا عبر الثلاثيني وسام عابد الذي لم يعد يرى في عينيه أي شيء جميل حتى اللحظات الحلوة التي تمر في عائلته باتت بالنسبة له مجرد لحظات وأيام لا أكثر.
“احترام مشاعر الآخر واحترام المشاعر هما عماد العلاقة الزوجية”، وفق عابد الذي يقول إن فقدان أي ركن من هذه الأركان يخل العلاقة فكيف بالاثنين، مشيرا إلى أن الظروف الصعبة ليست على الزوجه فقط أو على الزوج وحده بل على الاثنين معا، هذا الأمر بحد ذاته بالنسبة لعابد يجعله لا يبرر النكد الدائم والمتواصل الذي تشعله زوجته في البيت.
في حين لا تتفق العشرينية حنان منصور مع التعميم الذي يطلقه الكثير من الناس على المرأة بأنها “نكدية”، مبينة أنها امرأة طيبة محبة لزوجها وأسرتها، لكنها تعتقد أن من حقها استجواب زوجها متى ما رغبت من دون تقدير لما يسببه ذلك من إزعاج للزوج، وعند امتناع الزوج عن الإجابة تشتعل النار ويتحول بيتهم إلى جحيم.
الأمر ذاته يحدث مع الثلاثينية ميسم خالد التي ترفض أن تتجاهل تصرفات زوجها الطائشة وعدم اهتمامه بها وبشؤون بيته وعدم مبالاته التي خلقت منها إنسانة نكدية على حد قولها.
وتشير مسلم إلى أن زوجها ينعتها بأنها “نكدية وبتدوري على النكد دواره”، لافتة إلى أن لا مشكلة لديها فيما يقول لأن الرجل يريد امرأة “خرساء، عمياء وليس لديها إحساس”، وإلا فهي “نكدية”.
بدوره يجد أختصاصي علم الاجتماع الأسري الدكتور حسين الخزاعي أن النكد هو العدو الأول للحياة الزوجية، وأن تحقيق السعادة الزوجية يتطلب من الشريكين تبادل الاحترام ومراعاة مشاعر الطرف الآخر، مؤكدا أن وجود التسامح ضروري لاستمرار الحياة الزوجية.
ويجد الخزاعي أن على الأزواج من كلا الطرفين العلم بأنه لا بد من معرفة ما يغضب كل طرف لمراعاة مشاعر الطرف الآخر وفي حالة الخطأ يعترف به ويعتذر ويتجنب مواطن النزاع والبحث عن النقاط المشتركة ، فمن المعروف أن العلاقة الزوجية القائمة على التفاهم والوضوح والتضحية والتسامح والتجاوز عن الهفوات، والتغاضي عن الزلات تسهم في استمرار الحياة الزوجية وقوتها بحب ومودة واحترام.
أما إن قامت العلاقة بين الزوجين، وفق الخزاعي، على الأنانية والعناد وتصيد الأخطاء والمشاجرات المستمرة على كل صغيرة وكبيرة، فإن ذلك يسرّع بتصدع الأسرة وتنكلها، ويشتت شمل أفرادها، وقد يقضي على كيانها.
ويقول “إن النكد هو التعكير الدائم لصفو الآخر وهو تماما كالحرب النفسية”، عازيا ذلك إلى الفراغ أو سطحية التفكير عند من يختلقه أو لتربية خاطئة، مما يتسبب بأن يكون سببا طاردا للزوج من بيته ودافعا إلى عدم الاستقرار.
ويضيف أن من أسباب النكد هو التقليد الأعمى للأسرة التي كانت قد نشأت فيها الزوجة أو الزوج حيث المشاكل والمشاحنات بين الأبوين، إضافة إلى ضعف الوازع الديني عندهما، وكذلك عدم الفهم الصحيح للحقوق والواجبات الزوجية المشتركة المبنية على الاحترام والعفة والتعاون والتسامح.
ويبين الخزاعي أن من آثار النكد بين الأزواج في البيت انتشار العنف الأسري الذي يتسبب بنسبة 78 في المئة من حالات الطلاق في المملكة، إضافة إلى الخيانة الزوجية ووقوع حوادث السير حيث مزاج الزوج السيئ عند قيادة السيارات مما يكون دافعا قويا لإرتكاب الحوادث على الطرقات.
ويؤكد أنّ ميل المرأة إلى النكد سببه فقدان الأمان، والشعور بالقلق تجاه المستقبل فتجدها في حالة توتر دائم، لأنها تخشى أن تفاجئها الأيام بما لا تطيق، فتقف عاجزة عن المواجهة، لذا فالمرأة تسارع بمحاربة كلّ ما يقابلها، حتى لا تشعر بالضعف أو العجز.
ويدعو الخزاعي الأزواج إلى التسامح والحوار الذي هو الحل ولا حل غيره، فهو يفض حالة الاشتباك بين الزوج وزوجته ويهدئ من الأجواء المشحونة، مشيرا إلى أن خروج الزوج مع زوجته إلى مكان هادئ جميل لتبادل الحديث والمصارحة وتبيان ما يضايق الطرف من الآخر للتوصل إلى حل وسط.
وفي مضمار علم النفس يجد أختصاصي علم النفس الدكتور موسى مطارنة أن المشاحنات الزوجية “متعبة جدا”، تخلق جوا من التعاسة والبؤس وتسبب ضغطا نفسيا كبيرا على الزوجين، لافتا إلى أن الأطفال هم الأكثر تضررا.
ويلقي النكد، وفق مطارنة، بظلاله على العلاقة الزوجية فيتسبب بحالات واضطرابات نفسية لكلا الزوجين، كما يؤدي إلى حدوث انفصام، واكتئاب وأمراض عضوية، لافتا إلى أن المرأة أكثر تضررا في النكد، سيما وأن الرجل قد يجد له حلولا بديلة عن النكد بالزواج من أخرى وترك البيت والسفر.
ويضيف إن المشاحنات من أكثر الأمور التي تفتك في صحة الزوجين وحياتهما الزوجية، لافتا أن النكد يخلق “زوجة غير مستقرة، تشعر بعدم الأمن ويسيطر الخوف عليها”.
ويؤكد مطارنة ضرورة أن يقوم الزوجان بحل مشاكلهما بعيدا عن العند والكبرياء والمجتمع الذكوري الذي يجد أن الرجل “دائما على حق وأن المرأة لابد لها أن تصبر وتتحمل”.الغد