اكيد: الصحف اليومية بين الجاهز والمنتحل.. 72% من الاخبار جاهزة
نشر مرصد "اكيد" قبل شهرين تقريرا حول "الاخبار الجاهزة" تتبع فيه مصادر الاخبار المحلية في اربع صحف اردنية خلال عينة من سبعة أيام موزعة على سبعة أشهر.
وخلص التقرير الى ان ما نسبته 63% من المواد الإخبارية المتعلقة بالشأن المحلي، مستثنى منها أخبار الرياضة، هي أخبار تصل إلى هذه الصحف جاهزة، من مصدرين أساسيين هما، وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، وبيانات أقسام العلاقات العامة والإعلام في الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة.
نتيجة التقرير كانت لافتة ولها دلالة واضحة؛ فالمفترض ان صحفا تملك كوادر وموظفين بالمئات، لا تنتج يوميا غير عدد محدود من الأخبار والتقارير، وتعتمد أساسا على الاخبار الجاهزة الواردة من وكالة الانباء الاردنية او بيانات دوائر العلاقات العامة والاعلام في المؤسسات الرسمية.
ويشير التقرير إلى ظاهرة سلبية اخرى في الصحف اليومية تتعلق بـ"الأخبار المنتحلة"، حيث تَنشر صحف تقارير واخبار بأسماء صحفيين لديها وهي في الأصل خاصة بوكالة الانباء الاردنية او بيان صحفي صادر عن دائرة علاقات عامة ويصل الى جميع الصحفيين عبر البريد الالكتروني.
لا شكّ ان لنا تحفظا على بعض النقاط في التقرير والاجراءات التي يتبعها "أكيد" خلال رصد الاخبار وعمل الصحف،الا ان ذلك التقرير له دلالات كثيرة يجب الوقوف عليها ومراجعتها من قبل دوائر التحرير في الصحف اليومية.
يوم 6 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أعاد المرصد العملية ذاتها، وتتبع مصادر أخبار ذلك اليوم، بالتحديد في صفحات الأخبار المحلية والاقتصادية[1]، وكانت النتيجة هي أن ما نسبته 72.5% من مجمل التغطية كانت أخبارا جاهزة. وانقسمت هذه الأخبار بين "بترا"، التي بلغت نسبتها 36.9% من مجمل التغطية الإعلامية في الصحف الخمس، وبيانات العلاقات العامة، التي شكّلت ما نسبته 35.5% من مجمل التغطية، في حين لم تزد نسبة المواد الإخبارية الأصلية عن 27.5% من حجم التغطية الكلي.
وفي ما يلي جدول يوضح ذلك:
6
وغطّت هذه الأخبار مختلف أنواع القضايا، منها على سبيل المثال، تغطية مؤتمر صحفي لجماعات مناهضة لاتفاقية شراء الأردن الغاز الإسرائيلي، أطلقت فيه نتائج دراسة لصفقة الشراء أعدها خبير طاقة دولي، وجهود إدارة مياه الزرقاء لإصلاح مواسير المياه المكسورة، وخلاف وزارة الصناعة والتجارة مع نقابة استقدام واستخدام العاملين في المنازل على تأمين عاملات المنازل، ونفي سلطة وادي الأردن أخبار تناقلتها وسائل الإعلام عن انهيار أحد سدود الوادي، وإنشاء وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منصة إلكترونية لتبادل المعلومات بين الدوائر الحكومية.
وقد تقاربت الصحف الخمس بشكل كبير في حجم المساحة التي احتلتها الأخبار الجاهزة، فكانت “الدستور” أعلاها، بما نسبته 79.6% من حجم تغطيتها لذلك اليوم، وأدناها السبيل، بنسبة 66.7% من مجمل أخبارها. وفي ما يلي جدول يوضح النتائج التفصيلية لكل صحيفة:
4
وكما يوضح الجدول السابق، فإن الصحيفة التي حققت أعلى نسبة إنجاز لمواد إخبارية أصلية، كانت “السبيل”، ولكن هذه النسبة لم تتجاوز ثلث محتواها الأخباري لذلك اليوم، بنسبة 33.3%، وقاربتها في ذلك “العرب اليوم” و”الغد”، اللتين أنجزتا مواد إخبارية أصلية بنسبة 32 و31.5% على التوالي، في حين شكّلت المواد الأصلية الربع تقريبا في “الرأي” بنسبة 27.5%، أما في “الدستور”، فقد شكّلت المواد الإخبارية الأصلية خُمس محتواها الإخباري المحلي لذلك اليوم، بنسبة 20.4%.
مصادر الأخبار الجاهزة
بالنسبة لتوزيع مصادر الأخبار الجاهزة في كل صحيفة، فقد تفاوتت الصحف في ذلك، ففي حين كان اعتماد أخبار “بترا” وبيانات العلاقات العامة متقاربا في كل من “السبيل” و“الغد”، فإن الكفة مالت نسبيا لصالح أخبار ““بترا” في “الرأي” و“الدستور”، في حين كان الفرق شاسعا بينهما في ““العرب اليوم””. في ما يلي جدول يوضح توزيع الأخبار الجاهزة بحسب مصادرها، في كل صحيفة:
7
انتحال الأخبار
إضافة إلى تدني نسبة الأخبار الأصلية في كل صحيفة، أثبت تتبع الأخبار أن نسبة كبيرة من الأخبار المنشورة بأسماء صحافيين، ليست في الحقيقة لهم، فهي إما أخبار لـ”“بترا””، نشرتها على موقعها قبل يوم من نشرها في الصحف المطبوعة، أو بيانات علاقات عامة، نُشرت في الصحف متزامنة، ومن بين 136 خبرا منشورا بأسماء صحافيين، كان هناك 38 خبرا بنسبة 28.1%، هي أخبار منتحلة. وفي ما يلي جدول يوضح ذلك:
5
ملاحظة: أحد الأخبار التي احتسبت أصلية في “العرب اليوم”، لم تكن باسم صحفي، بل كانت منشورة تحت “خاص العرب اليوم”، وهذا يفسر لماذا لم يتطابق عدد المواد الأصلية مع المواد الأصلية المنشورة بأسماء صحافيين في العرب اليوم، كما حدث في الصحف الباقية.
[1] شمل المسح ما يأتي: الدستور: الصفحات من 1-13، وملحق مال واستثمار، الرأي: الصفحات من 1-14، وملحق الرأي الاقتصادي، السبيل: الصفحات 1-2، ومن 4-7، العرب اليوم: الصفحات من 1-4، ومن 14-15، الغد: الصفحات من 1-11، وملحق سوق ومال.