الأزمة الليبية: عندما يكون الدواء اسوأ من الداء
جو 24 : متى يكون الدواء أسوأ من الداء؟
لا يبدو أن لهذا السؤال إجابة. ولكن عندما كان الداء هو القسوة الوحشية لنظام القذافي في ليبيا، وعندما كان العلاج يتمثل في ثورة تلقت دعما مباشرا عبر ضربات جوية من أنظمة دولية، وعندما تكون النتيجة الآن دولة فاشلة توفر منطلقا جديدا للمتطرفين الإسلاميين، فإنه يجب النظر في فحوى هذا السؤال.
ويميل الدبلوماسيون عادة - وبشكل محترف - إلى التفاؤل. حيث يعتقد أغلبهم أنه من الممكن، من الناحية النظرية على الأقل، أن تكون هناك نتائج إيجابية لأي أزمة.
وربما كان عليهم الشعور بذلك حتى يتمكنوا من الاستمرار في علمهم.
إلا أن الحديث معهم عن انهيار النظام في ليبيا يمثل اختبارا شديدا لقدرتهم الدبلوماسية على التماسك.
فالبريطانيون، على سبيل المثال، عندما يستشعرون قدرا ضئيلا من الراحة أو يبصرون انفراجا طفيفا لأزمة ما، فإنهم دائما يتحدثون عن حدوث "تقدم في الطريق الصحيح".
إلا أن أحدا لم يلجأ لاستخدام هذه العبارة في الحديث عما يحدث في ليبيا اليوم.
وبدلا من ذلك، فقد جاءت توصيات السفر الأخيرة التي أصدرتها الخارجية البريطانية في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني لا تدع مجالا للشك.
وتقول توصيات السفر إن "وزارة الخارجية البريطانية تنصح بعدم السفر إلى ليبيا لأي سبب من الاسباب، نتيجة للقتال الدائر وتزايد حدة الاضطرابات هناك".
وحث البيان الرعايا البريطانيين المتواجدين في ليبيا حاليا " على الإسراع بمغادرة البلاد بالوسائل التجارية".
وقال البيان إن "السفارة البريطانية في طرابلس قد أغلقت أبوابها بشكل مؤقت، ولم يعد بوسعها تقديم المساعدة القنصلية".
واعقب تلك التوصيات اعلان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هذا الأسبوع فرض عقوبات على جماعتين إسلاميتين في ليبيا يعتقد بأنهما على صلات بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وبالرغم من أن بريطانيا لا تصرح بأن ليبيا تشهد انهيارا تاما، إلا أن المحللين يتحدثون عن ذلك بطريقة أكثر وضوحا.
BBC
لا يبدو أن لهذا السؤال إجابة. ولكن عندما كان الداء هو القسوة الوحشية لنظام القذافي في ليبيا، وعندما كان العلاج يتمثل في ثورة تلقت دعما مباشرا عبر ضربات جوية من أنظمة دولية، وعندما تكون النتيجة الآن دولة فاشلة توفر منطلقا جديدا للمتطرفين الإسلاميين، فإنه يجب النظر في فحوى هذا السؤال.
ويميل الدبلوماسيون عادة - وبشكل محترف - إلى التفاؤل. حيث يعتقد أغلبهم أنه من الممكن، من الناحية النظرية على الأقل، أن تكون هناك نتائج إيجابية لأي أزمة.
وربما كان عليهم الشعور بذلك حتى يتمكنوا من الاستمرار في علمهم.
إلا أن الحديث معهم عن انهيار النظام في ليبيا يمثل اختبارا شديدا لقدرتهم الدبلوماسية على التماسك.
فالبريطانيون، على سبيل المثال، عندما يستشعرون قدرا ضئيلا من الراحة أو يبصرون انفراجا طفيفا لأزمة ما، فإنهم دائما يتحدثون عن حدوث "تقدم في الطريق الصحيح".
إلا أن أحدا لم يلجأ لاستخدام هذه العبارة في الحديث عما يحدث في ليبيا اليوم.
وبدلا من ذلك، فقد جاءت توصيات السفر الأخيرة التي أصدرتها الخارجية البريطانية في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني لا تدع مجالا للشك.
وتقول توصيات السفر إن "وزارة الخارجية البريطانية تنصح بعدم السفر إلى ليبيا لأي سبب من الاسباب، نتيجة للقتال الدائر وتزايد حدة الاضطرابات هناك".
وحث البيان الرعايا البريطانيين المتواجدين في ليبيا حاليا " على الإسراع بمغادرة البلاد بالوسائل التجارية".
وقال البيان إن "السفارة البريطانية في طرابلس قد أغلقت أبوابها بشكل مؤقت، ولم يعد بوسعها تقديم المساعدة القنصلية".
واعقب تلك التوصيات اعلان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هذا الأسبوع فرض عقوبات على جماعتين إسلاميتين في ليبيا يعتقد بأنهما على صلات بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وبالرغم من أن بريطانيا لا تصرح بأن ليبيا تشهد انهيارا تاما، إلا أن المحللين يتحدثون عن ذلك بطريقة أكثر وضوحا.
BBC