الشياب لـJo24: الاقصاء والفقر واستبداد الرأي الأسباب الرئيسية لظهور داعش
سلام الخطيب – قال أستاذ العلوم السياسية، حسني الشياب، ان تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" بات يشكل خطورة على المنطقة، فانتشاره في دولة العراق والشام وسيطرته على بقعة في سوريا ، يعني فرض مزيد من الاستقرار لجميع أعضائه وهذا بالضرورة يعني التفكير في التوسع إلى دول الجوار .
وأشار إلى ان داعش لا تعترف بالحدود القائمة، وتعمل على إلغائها، مبينا أنها اذا سيطرت على مساحات من البلاد المجاورة، فإنها ستنشئ دولة مغرقة بالظلامية، وسلطة ذات طابع رجعي، وتقوم بإقصاء كل من يختلف معها بالفكر والعقيدة، حتى لو كانوا مسلمين.
وشدد على أن كل محاولات التصدي لداعش بما فيها التحالف الدولي، ليست هي التصدي المطلوب بل إن ذلك من شأنه أن يفرز المزيد من الداعشيين، لأنها تحاربهم بنفس منطقهم، أي بالقوة والسيطرة دون النظر لتغيير الواقع الذي أدى إلى افراز داعش من الأساس.
وأكد على أن داعش وأشكاله هم افرازات واقع من الاقصاء والفقر الواسع داخل المجتمعات ، وواقع من استبداد الرأي الواحد، والتنكيل وقمع الرأي الآخر ، مشيرا إلى أن سوآت هذا الواقع هي التي أنشأت داعش.
وبين الشياب أنه وفي مثل هذه الظروف فإن مواجهة داعش تقتضي أولا البدء بتغيير الواقع الذي نشأت منه، والبدء باصلاحات شاملة على رأسها الاصلاح السياسي الذي يتضمن اصلاحا اقتصاديا ينمي الاقتصاد على اعتباره نشاطا مجتمعيا ليس هدفه الربح فقط للمالكين، وإنما يتعدى ذلك تنمية الى المجتمع بالكامل.
وقال إن المجتمع بحاجة أيضا إلى اصلاح ثقافي يرافقه اصلاح ديني ، فالنسخة التي يقدمها الداعشيون عن الدين الاسلامي هي أبعد ما تكون عن حقيقة هذا الدين، فالدين الاسلامي هو دين تسامح ورسالة وئام ورسالة للناس جميعا وليس لمجموعة على حساب المجموعات الآخرى ، مشددا على أن الاقتتال مع الأديان الأخرى لا يعني إلا تجاوز للعهدة العمرية.
وفي ذات السياق، قال الشياب إن المنطقة تحتاج بالاضافة إلى استراتيجيات قتال واستراتيجيات أمنية وعسكرية إلى استراتيجية اصلاح شامل يصيب البنى السياسية والاقتصادية وهياكلها في كافة المجتمعات الهادفة إلى تنمية المجتمع، وتوزيع الثروة بعدالة بحيث لا يقصى أحد من الحياة الاقتصادية خاصة.
وبين أن التصدي لداعش من خلال ضربات التحالف فقط لن يقضي عليها وعلى خطرها، لافتا إلى أن ذلك لا يعني سوى تنفيذ مخططات لقوى أجنبية تهدف إلى ادامة الصراعات الداخلية، وادامة الاقتتال بين الفرقاء في المنطقة، مشيرا إلى الغرب يتقصد استنزاف هذه المجتمعات من داخلها حتى خارجها بحجج داعش، وادامة الصراعات الداخلية، من أجل إضعاف المجتمعات المجاورة وفرض مزيد من السيطرة عليها.