jo24_banner
jo24_banner

فهلا من جهنم قد فررنا؟؟؟؟

م. مدحت الخطيب
جو 24 :

لئن كان قدرنا ونصيبنا هذا العام ونحن على ابواب شهر الصيام أن ننال من الشمس وحرارتها الشيء الكثير،ففي دول الخليج مثلا يعد الناس في الصيف عدتهم للهروب منها ومن سمومها ، واهل الفكر والدين يعتبرونها ايام تدبر و تأمل واعتبار نجدها في عجيب صنع الله الذي أتقن كل شيء ، وكل شيء عنده بمقدار.

إن في اشتداد الحر وسخونة الأجواء دليل على ربوبية الله سبحانه وتعالى ، وشاهد على حكمته وحسن تدبيره فهو الذي يقلب الأيام والشهور ، وهو الذي يطوي الأعوام والدهور ، هو الواحد الأحد الفرد الصمد سبحانه وبحمده .

قال ابن القيم رحمه الله تعالى : ثم تأمل هذه الحكمة البالغة في الحر والبرد وقيام الحيوان والنبات عليها ، وفكر في دخول أحدهما على الآخر ، بالتدرج والمهلة حتى يبلغ نهايته ، ولو دخل عليه مفاجأة لأضر ذلك بالأبدان وأهلكها وبالنبات ، ولولا العناية والحكمة والرحمة والإحسان لما كان ذلك ، وفي كلام له آخر رحمه الله يقول: ثم تأمل بعد ذلك أحوال هذه الشمس في انخفاضها وارتفاعها لإقامة هذه الأزمنة والفصول وما فيها من المصالح والحكم ، إذ لو كان الزمان كله فصلاً واحداً لفاتت مصالح الفصول الباقية فيه ... الخ رحمه الله .

أيها المسلمون : من أين يأتينا الحر ؟ وما مصدر هذه الأجواء الساخنة التي نكتوي بها في هذه الأيام ؟.

إذا كان هذا الحر الشديد الذي يعيقنا عن كثير من الأشياء في مثل هذة الايام ، ويهرب منه الناس وحتى الحيوانات في شتى الاتجاهات إنما هو نفس أذن لجهنم أن تتنفس به ، فكيف بجهنم نفسها، فكيف بمن يعذب فيها ، وكيف حال من هو خالد فيها ؟ نسأل الله العافية والسلامة .

لئن كنت اليوم تتقي الحر ولهيب الشمس بأجهزة التكييف ، والماء البارد ، والسفر إلى المصائف فبأي شيء ستتقي حر جهنم ، وشدة الوقوف ودنو الشمس في عرصات الحساب ؟

تفر من الهجير وتتقيه *** فهلا من جهنم قد فررتا

ولست تطيق أهونها عذابا *** ولو كنت الحديد بها لذبتا

ولا تنكر فإن الأمر جد *** وليس كما حسبت ولا ظننتا

تابعو الأردن 24 على google news