عيد البصل !!
صدق المثل الي بقول ( مالك يا اذني تكبري قالت كل يوم بسمع خبر) ....نعرف ان هنالك اعياد تتواتر من جيل الى جيل... منها ما هو ديني ومنها ما هو وطني ومنها ما هو مجتمعي..فعيد الاضحى وعيد الفطر وعيد الشجرة وعيد الام وعيد الحب وعيد الجيش وعيد الاستقلال وعيد الميلاد المجيد ..... الخ .....هذه الاعياد منها قد يقبل به العقل ويتوافق عليه المجتمع .. ..ومنها ما هو غريب او مستهجن ومنها ما هو مرفوض قولا وعملا....ومنها لم اسمع به من قبل فهنالك عيد يسمى بعيد البصل يقام بدولة لها من التاريخ والحضارة والتقدم الكثير الكثير...نعم لم اسمع به من قبل .. الا في مملكة ابو
زعبل.. ذلك الفتى العاشق الولهان المتيم ........
مقالي لن يتحدث عن زعبل ومملكته البصليه... لان بها شجون يدمي القلب ويدمع العين ويلهب الوجدان .... ..مقالي سيتحدث عن مدمع للعيون ومنعش للقلوب من نوع اخر......فقد طالعتنا الكثير من الصحف بخبر يقول ان هنالك يوم في سويسرا يسمى عيد البصل...حاله كحال الاعياد الاخرى له موعد وميقات ..... به يلتم الشمل ويحتفل الكبير والصغيرويفرح المجتمع ... هو في واقع الأمر عيدٌ يُحتفى فيه بالبصل كثمرة ، وكأنه ملك الخضروات وخير ما أنبتت المزارع وغرس الزراع.....
يوم تُعطل فيه مدارس العاصمة الابتدائية لنصف يوم لتُشد الرحال إلى هذا العيد،... يوم يتم تحويل مسار المواصلات العامة التي تخترق وسط المدينة، وتُسيَّرُ فيه قطارات خاصة من مختلف أنحاء سويسرا للوصول إلى العاصمة في وقت مبكر من اليوم للمشاركة في هذا العيد، يوم تحرص نشرات الأخبار الرسمية على التنويه ببدايته ونهاية فعالياته....
يتحول وسط المدينة في هذا اليوم إلى ساحة كبيرة تجمع كل ما له علاقة بالبصل، وقد يظن المرء أنه سيرى اكياس وصناديق معبأة بالبصل ومشبعة بغبار المزارع وطينها ، الا ان العكس تماما هو ما يراه الزائر، .فيرى بصلا وثوما في ابهى زينتها إنتاجاَ وديكوراً وطعاماً مختلفا أنواعه يزهو بوجود البصل ... اقول ومهما اختلفت التأويلات، فإن هذا السوق أصبح عيدا سنويا للبصل يترقبه الجميع ويحرص السويسريون وبعض من دول الجوار على الحضور والمشاركة فيه.
فمن لا يحب البصل فسيجد منتجات أخرى تروقه، ومن لا يهوى الشراء فسيجد في متابعة مظاهر الاحتفال ما يروح به عن نفسه...والنتيجة ازدهار البلد وتقدمها هو العنوان والمقصد....
في الختام اقول لقد حولت بعض الدول فشلها الى نجاح وفقرها الى غنا وقلة مواردها الى ازدهار وتطور وبناء... اما نحن ابنا عرب فقد حولنا وسخرنا كل نجاحاتناوثرواتنا الى طريق الاقتتال والتشرذم وسفك للدماء وعدنا الى جاهليتنا الاولى....بلفعل يرحم ايامك يا ابو البصل...فلو قدر لك العيش لاصبح لوجودك عيد به العالم يحتفل....