في لبنان...دفع مليون ليرة بعدما ركن الفاليه سيارته
جو 24 : سلوى أبو شقرا - "الفاليه باركينغ" أصبح من روتين حياتنا اليومي، الذي يبدو أنَّه من المستبعد الاستغناء عنه أو الانقلاب عليه. هذه المهنة التي راجت في لبنان من باب المظاهر ولفت الانتباه، كما من باب توفير الوقت والجهد والعناء وحرق الأعصاب بحثاً عن موقف للسيارة، لم تعد تقتصر على المطاعم والملاهي الليلية، وإن كانت تعتبر الركيزة الأساسية لها، بل أصبحت متوافرة لدى المؤسسات والمراكز التجارية والمكتبات والنوادي الرياضية. وفي وقتٍ يتباهى أصحاب المقاهي والمطاعم في ركن السيارات الفخمة أمام المداخل للدلالة على المستوى الرفيع للزبائن الذين يقصدونهم، يبدو أنَّ أصحاب شركات "الفاليه باركينيغ" طرحوا أنفسهم بقوَّة على المطاعم والمؤسسات، فباتوا يوزعون شبابهم على الطرقات، ليتحكّم هؤلاء الشبان بدورهم بسيارات الزبائن وبالتسعيرة، كأنَّ ما من حسيب أو رقيب.
الفاليه باركينغ... مافيا؟
قصدت رولا وأصدقاؤها أحد النوادي الليلية في بيروت، نزلت من السيارة وتركتها للفاليه باركينغ وقد نسيت في اللوح الأمامي داخل السيارة مبلغاً وقدره 700 ألف ليرة لبنانية. بعد انتهاء السهرة، خرجت رولا وصعدت إلى السيارة التي جلبها الفاليه، لتتفاجأ بأنَّ المبلغ لم يعد موجوداً. اتصلت في اليوم التالي بالمكان وتلاسنت ومدير المطعم مطالبةً بحقّها، ثمَّ عادت وذهبت إلى المكان لتخاطب المسؤول عن الفاليه، فتمكنت من استعادة مبلغ الـ700 ألف ليرة من دون أيّ اعتراض. هذه الحادثة تجعلنا نطرح أسئلة عدَّة، منها مثلاً كيف يمكن للبناني أن يثق بالفاليه باركينغ؟ هل عليه دوماً الخوف على سيارته ومقتنياته داخلها، خصوصاً أنَّ المطعم وحتى الشركة الملتزمة بأخذ السيارة غير مسؤولة عن ضياعها أو سرقتها؟!
لا يوحي بالثقة
استطلعت "النهار" آراء بعض الأشخاص حول هذا الموضوع في شارع الحمرا ووسط بيروت حيث يصعب في هاتين المنطقتين العثور على موقف للسيارات في ظل ضيق الطرقات وكثرة السيارات والازدحام المروري. يقول وليد وهو يشرب قهوته الصباحية في أحد المقاهي في شارع الحمرا: "لا أعطي سيارتي للفاليه، لا أثق بهم فهم غير مسؤولين عما يمكن أن يصيب السيارة، الفاليه باركينغ صارت مافيا"، يقاطعه فراس قائلاً: "أثق بمن يركن سيارتي تبعاً لمظهره، فإما يوحي لي بالثقة وإما لا يوحي، وهذا بناءً للمطعم الذي أرتاده، فالمطعم "المحترم" مسؤول عن سيارتي، خصوصاً إذا أعطاني بطاقة فهذا يعني أنه مسؤول، وإلاَّ أصبح أنا مسؤولاً عن إصابتها بأيّ ضرر". ويتابع: "في المطعم أعطي السيارة للفاليه أما إذا ذهبت إلى نادٍ ليلي لا أعطيه إياها فهو غير مسؤول عنه، إذ يركنها في الشارع الآخر وفي حال تعرّضت لحادث لن أحصل منه على أكثر من كلمة "آسف". من جهته، يقول فؤاد: "الفاليه باركينغ ليسوا مافيات، بل مظاهر، فنحن نعيش في لبنان، إذا ما ذهبت إلى مطعم أدفع للفاليه 5 آلاف وأطلب منه أن يدعني أركنها، فأنا أخاف على سيارتي ولا أحب أن يقودها أحد غيري". بدوره يقول عمر: "لا أثق بالفاليه باركينغ، لكنني نعم أعطيه السيارة بعد أن أكون قد أزلت كل ما في داخلها من أغراض، فأنا لا أخاف أن يضرب السيارة أو أن يسرقها بل أخاف أن يأخذ منها أغراضي ومقتنياتي". ويشارك ناصر من سبقه بخوفه على سيارته عازياً السبب إلى الوضع الأمني المتردي ويقول: "في حال حصول حادث لا يغطيه التأمين، كما أنه في ظل الظروف الأمنية صار من الصعب إعطاء السيارة لأيٍّ كان، فمن الممكن أن يضع داخلها متفجرات أو أن يستخدمها لأعمال عنف".
"التشفيط" بسيارة الزبون!
يأخذ منك السيارة لركنها، ولكنه في الحقيقة يتجوَّل بها في محيط المطعم أو يبتعد بها قليلاً، يختار الموسيقى التي يحبّها، يبحث بين أغراضك وأحياناً يأخذها. هذه حال غالبية الشبان الذين يعملون في هذه المهنة. يقول أحمد الذي كان يعمل فاليه قبل أن ينتقل للعمل في مطعم في شارع الحمرا، في حديث لـ"النهار" إنَّه بالنسبة إليه وبناءً لتجربته السابقة "يختلف الناس تبعاً لسيارتهم، منهم من لا يعطي سيارته إلى فاليه إذا كانت فخمة خوفاً عليها، بينما يتركها آخرون من دون خوف إما بسبب قدمها أو لإبراز مركزهم الاجتماعي". وعند سؤاله عن موضوع الثقة بالسائق أو بالشركة، ومدى حرصهما على سيارة الزبون؟ يجيب "كنت أقوم بـ"جولة" في سيارة الزبون خصوصاً إذا كانت جديدة وباهظة الثمن، في حين أنَّ زملائي كانوا يفتشونها، فإذا أعجبهم سيجار أو زجاجة عطر أو غرض كانوا يأخذونه. وفي هذه الحالات، يمكن أن ينتبه الزبون أو يمكن ألا ينتبه، أما إذا لاحظ اختفاء شيء في وقتٍ لاحق لن يعود للمطالبة به".
بدوره، يعمل محمد فاليه منذ 4 سنوات في شركة خاصة في وسط بيروت يقول إنَّ "المطعم يضع التسعيرة وليس الشركة، لا نأخذ مبلغاً معيناً بل نأخذ كل ما يتكرَّم به الزبون علينا". ويضيف: "لا يمكنني أن أدع الزبون يركن سيارته، فهو قد يأخذ من أمامنا فرصة زبون ثري قد يدفع أكثر. أحياناً يأتي زبون ويدفع مبلغ 300 دولار أميركي، فمن يقود "لامبرغيني" طبعاً سيدفع مبلغاً باهظاً كي تبقى سيارته في الباركينغ مدة 3 إلى 4 ساعات. منذ فترة، جاء زبون يملك سيارة "رولز رايز" دفع مبلغ مليون ليرة بعد أن ركنت له سيارته كي يرتاد مطعماً هنا في وسط بيروت". وعند سؤاله إذا ما كان قد قاد سيارة زبون؟ يجيب: "قليلاً ما آخذ السيارة، هي مرَّة واحدة فقط تجولت بها في سيارة فيراري مدَّة 3 دقائق"، ويضيف: "إنَّ شركة الفاليه متعاقدة مع شركة تأمين، بالتالي فإنَّ ما يحصل للسيارة تتحمل مسؤوليته الشركة المسؤولة عن الفاليه".
من جهته، يقول وسام صاحب أحد المطاعم في شارع الحمرا إنَّ "هناك شركة متعهّدة ركن السيارت تأتي إلى مطعمنا، لا نأخذ منها مالاً ولا نعطيها ولا تعود علينا بالأرباح، بل تأتي الشركة وتعرض علينا تنظيم وصول السيارات إلى مطعمنا، وهذا مرتبط بالشركة وليس بالمطعم. أي إنه في حال تعرّضت السيارة لحادث فإنَّ المطعم غير مسؤول بل الفاليه. كما أننا غير مسؤولين عن السيارات بل شركة الفاليه. أنا شخصياً اعتدت أن أعطي سيارتي للفاليه، أتوقع أن يقوم بجولة بها في الشارع أو أن يضربها، فهذا أصبح روتيناً يومياً، هكذا تعودنا وتأقلمنا مع الوضع، لا يمكنني وحدي الاعتراض "شو وقفت عليي".
من يتحمَّل المسؤولية؟
يؤكّد مصدر في قوى الأمن الداخلي في حديث لـ"النهار" أنَّ "الشركات الخاصة هي مسؤولة عن الفاليه الباركينغ داخل موقف خاص بها إن في المطعم أو في المراكز التجارية، وما من سلطة لقوى الأمن الداخلي، إلاَّ في حال وقوع حادث أو سرقة سيارة. من هنا، يمكن للشخص الذي تأذَّت سيارته أن يقوم بتقديم شكوى على الشركة أو الأفراد أي الموظف في شركة الفاليه باركينغ خلال مدَّة 24 ساعة لتأخذ الأمور مجراها القانوني. أما في حال كانت السيارة مركونة على الطريق العام من قبل الفاليه باركينغ، عندها لا يمكن للشرطي أن يتكهَّن من ركن السيارة أو من يملك السيارة، بل يقتضي عمله تنظيم محضر بالمخالفة، وهنا يدفع صاحب السيارة الضبط حتى لو لم يكن هو من قام بركنها".
من جهته، يجيب السيد طوني صاحب شركة Elite للفاليه باركينغ في حديث لـ"النهار" حول طبيعة العمل وكيفية توظيف الفاليه: إنَّ "عملنا يقوم على عقد بين صاحب المطعم أو الشركة الخاصة، وأحياناً يتصل هو بنا طلباً لخدمتنا. ويتمُّ الإتفاق فيما بيننا. فإذا كان يملك موقفاً للسيارات من الطبيعي أن يتمَّ اقتسام الأرباح بيننا وبينه، أما في حال لم يكن يمتلك موقفاً عندها نضطر لاستئجار مكان وبالتالي تعود الأرباح لنا". وعند سؤاله عن الفاليه الذين يركنون السيارات على الطريق ويطلبون مردوداً مالياً؟ يجيب: "نحن لا نركن السيارات على الطريق، ولا نعمل في أمكنة لا تتوفر فيها مواقف".
وحول مسألة التسعيرة يقول "لا تسعيرة للفاليه باركينغ بل هذا يعود لرغبة الزبون. ولكن من الممكن أن يكون هناك من يعمل لحسابه ولا يتبع لشركة، إذ إنَّ الأخيرة لديها اسم وتحترم نفسها. أما في حال وقوع حادثة سرقة فهذا الأمر "وجعة راس"، وهنا لا يمكننا تصديق الفاليه الذي ركن السيارة كما لا يمكننا تصديق صاحب السيارة. وهناك أيضًا أناس يدَّعون أنَّ في السيارة مبلغاً من المال، فمن يثبت لنا ذلك؟ أحياناً قد يكون ذلك صحيحاً، وهنا يقع على عاتقنا مراقبة الموظف. ونحن عند التوظيف نمنع الفاليه من مسك أي غرض داخل السيارة، وقبل توظيفه نتحرَّى عنه ونطلب إفادة سكنه ونسأل المختار عنه، ونطلب سجله العدلي، ولكن لا يمكننا حصر سوء الأمانة أو أيّ خلل بنسبة 100% بل حوالى 70%، فهؤلاء الشباب يأتون للعمل لا للسرقة. كما أننا نقوم بمتابعة الموظف ومراقبته ويعرف الزبون أنَّ هناك شركة مسؤولة يمكن مراجعتها". يتابع: "من المفترض أن يُبلغنا صاحب السيارة بإمكانية وجود غرض ما داخل السيارة، كي نتأكد من ذلك ونتفادى الاتهام اللاحق، إذ قد ينسى الزبون غرضه في مكان آخر ويدّعي نسيانه في السيارة. لذا، يجب أن يعرف الزبون أننا لسنا حرامية".
يبدو أنَّ خصوصية الفاليه باركينغ التي كانت تمتاز بها ولاية "لاس فيغاس" في الولايات المتحدة الأميركية قد وجدت منافساً لها في لبنان. ويبدو أنَّه صار من الصعب الاستغناء عن هذه المهنة الدخيلة على عالمنا العربي، خصوصاً أنَّها توفر فرص عملٍ لكثيرين في ظل الوضع الاقتصادي المتردّي الذي يمرُّ به لبنان منذ سنوات.النهار
الفاليه باركينغ... مافيا؟
قصدت رولا وأصدقاؤها أحد النوادي الليلية في بيروت، نزلت من السيارة وتركتها للفاليه باركينغ وقد نسيت في اللوح الأمامي داخل السيارة مبلغاً وقدره 700 ألف ليرة لبنانية. بعد انتهاء السهرة، خرجت رولا وصعدت إلى السيارة التي جلبها الفاليه، لتتفاجأ بأنَّ المبلغ لم يعد موجوداً. اتصلت في اليوم التالي بالمكان وتلاسنت ومدير المطعم مطالبةً بحقّها، ثمَّ عادت وذهبت إلى المكان لتخاطب المسؤول عن الفاليه، فتمكنت من استعادة مبلغ الـ700 ألف ليرة من دون أيّ اعتراض. هذه الحادثة تجعلنا نطرح أسئلة عدَّة، منها مثلاً كيف يمكن للبناني أن يثق بالفاليه باركينغ؟ هل عليه دوماً الخوف على سيارته ومقتنياته داخلها، خصوصاً أنَّ المطعم وحتى الشركة الملتزمة بأخذ السيارة غير مسؤولة عن ضياعها أو سرقتها؟!
لا يوحي بالثقة
استطلعت "النهار" آراء بعض الأشخاص حول هذا الموضوع في شارع الحمرا ووسط بيروت حيث يصعب في هاتين المنطقتين العثور على موقف للسيارات في ظل ضيق الطرقات وكثرة السيارات والازدحام المروري. يقول وليد وهو يشرب قهوته الصباحية في أحد المقاهي في شارع الحمرا: "لا أعطي سيارتي للفاليه، لا أثق بهم فهم غير مسؤولين عما يمكن أن يصيب السيارة، الفاليه باركينغ صارت مافيا"، يقاطعه فراس قائلاً: "أثق بمن يركن سيارتي تبعاً لمظهره، فإما يوحي لي بالثقة وإما لا يوحي، وهذا بناءً للمطعم الذي أرتاده، فالمطعم "المحترم" مسؤول عن سيارتي، خصوصاً إذا أعطاني بطاقة فهذا يعني أنه مسؤول، وإلاَّ أصبح أنا مسؤولاً عن إصابتها بأيّ ضرر". ويتابع: "في المطعم أعطي السيارة للفاليه أما إذا ذهبت إلى نادٍ ليلي لا أعطيه إياها فهو غير مسؤول عنه، إذ يركنها في الشارع الآخر وفي حال تعرّضت لحادث لن أحصل منه على أكثر من كلمة "آسف". من جهته، يقول فؤاد: "الفاليه باركينغ ليسوا مافيات، بل مظاهر، فنحن نعيش في لبنان، إذا ما ذهبت إلى مطعم أدفع للفاليه 5 آلاف وأطلب منه أن يدعني أركنها، فأنا أخاف على سيارتي ولا أحب أن يقودها أحد غيري". بدوره يقول عمر: "لا أثق بالفاليه باركينغ، لكنني نعم أعطيه السيارة بعد أن أكون قد أزلت كل ما في داخلها من أغراض، فأنا لا أخاف أن يضرب السيارة أو أن يسرقها بل أخاف أن يأخذ منها أغراضي ومقتنياتي". ويشارك ناصر من سبقه بخوفه على سيارته عازياً السبب إلى الوضع الأمني المتردي ويقول: "في حال حصول حادث لا يغطيه التأمين، كما أنه في ظل الظروف الأمنية صار من الصعب إعطاء السيارة لأيٍّ كان، فمن الممكن أن يضع داخلها متفجرات أو أن يستخدمها لأعمال عنف".
"التشفيط" بسيارة الزبون!
يأخذ منك السيارة لركنها، ولكنه في الحقيقة يتجوَّل بها في محيط المطعم أو يبتعد بها قليلاً، يختار الموسيقى التي يحبّها، يبحث بين أغراضك وأحياناً يأخذها. هذه حال غالبية الشبان الذين يعملون في هذه المهنة. يقول أحمد الذي كان يعمل فاليه قبل أن ينتقل للعمل في مطعم في شارع الحمرا، في حديث لـ"النهار" إنَّه بالنسبة إليه وبناءً لتجربته السابقة "يختلف الناس تبعاً لسيارتهم، منهم من لا يعطي سيارته إلى فاليه إذا كانت فخمة خوفاً عليها، بينما يتركها آخرون من دون خوف إما بسبب قدمها أو لإبراز مركزهم الاجتماعي". وعند سؤاله عن موضوع الثقة بالسائق أو بالشركة، ومدى حرصهما على سيارة الزبون؟ يجيب "كنت أقوم بـ"جولة" في سيارة الزبون خصوصاً إذا كانت جديدة وباهظة الثمن، في حين أنَّ زملائي كانوا يفتشونها، فإذا أعجبهم سيجار أو زجاجة عطر أو غرض كانوا يأخذونه. وفي هذه الحالات، يمكن أن ينتبه الزبون أو يمكن ألا ينتبه، أما إذا لاحظ اختفاء شيء في وقتٍ لاحق لن يعود للمطالبة به".
بدوره، يعمل محمد فاليه منذ 4 سنوات في شركة خاصة في وسط بيروت يقول إنَّ "المطعم يضع التسعيرة وليس الشركة، لا نأخذ مبلغاً معيناً بل نأخذ كل ما يتكرَّم به الزبون علينا". ويضيف: "لا يمكنني أن أدع الزبون يركن سيارته، فهو قد يأخذ من أمامنا فرصة زبون ثري قد يدفع أكثر. أحياناً يأتي زبون ويدفع مبلغ 300 دولار أميركي، فمن يقود "لامبرغيني" طبعاً سيدفع مبلغاً باهظاً كي تبقى سيارته في الباركينغ مدة 3 إلى 4 ساعات. منذ فترة، جاء زبون يملك سيارة "رولز رايز" دفع مبلغ مليون ليرة بعد أن ركنت له سيارته كي يرتاد مطعماً هنا في وسط بيروت". وعند سؤاله إذا ما كان قد قاد سيارة زبون؟ يجيب: "قليلاً ما آخذ السيارة، هي مرَّة واحدة فقط تجولت بها في سيارة فيراري مدَّة 3 دقائق"، ويضيف: "إنَّ شركة الفاليه متعاقدة مع شركة تأمين، بالتالي فإنَّ ما يحصل للسيارة تتحمل مسؤوليته الشركة المسؤولة عن الفاليه".
من جهته، يقول وسام صاحب أحد المطاعم في شارع الحمرا إنَّ "هناك شركة متعهّدة ركن السيارت تأتي إلى مطعمنا، لا نأخذ منها مالاً ولا نعطيها ولا تعود علينا بالأرباح، بل تأتي الشركة وتعرض علينا تنظيم وصول السيارات إلى مطعمنا، وهذا مرتبط بالشركة وليس بالمطعم. أي إنه في حال تعرّضت السيارة لحادث فإنَّ المطعم غير مسؤول بل الفاليه. كما أننا غير مسؤولين عن السيارات بل شركة الفاليه. أنا شخصياً اعتدت أن أعطي سيارتي للفاليه، أتوقع أن يقوم بجولة بها في الشارع أو أن يضربها، فهذا أصبح روتيناً يومياً، هكذا تعودنا وتأقلمنا مع الوضع، لا يمكنني وحدي الاعتراض "شو وقفت عليي".
من يتحمَّل المسؤولية؟
يؤكّد مصدر في قوى الأمن الداخلي في حديث لـ"النهار" أنَّ "الشركات الخاصة هي مسؤولة عن الفاليه الباركينغ داخل موقف خاص بها إن في المطعم أو في المراكز التجارية، وما من سلطة لقوى الأمن الداخلي، إلاَّ في حال وقوع حادث أو سرقة سيارة. من هنا، يمكن للشخص الذي تأذَّت سيارته أن يقوم بتقديم شكوى على الشركة أو الأفراد أي الموظف في شركة الفاليه باركينغ خلال مدَّة 24 ساعة لتأخذ الأمور مجراها القانوني. أما في حال كانت السيارة مركونة على الطريق العام من قبل الفاليه باركينغ، عندها لا يمكن للشرطي أن يتكهَّن من ركن السيارة أو من يملك السيارة، بل يقتضي عمله تنظيم محضر بالمخالفة، وهنا يدفع صاحب السيارة الضبط حتى لو لم يكن هو من قام بركنها".
من جهته، يجيب السيد طوني صاحب شركة Elite للفاليه باركينغ في حديث لـ"النهار" حول طبيعة العمل وكيفية توظيف الفاليه: إنَّ "عملنا يقوم على عقد بين صاحب المطعم أو الشركة الخاصة، وأحياناً يتصل هو بنا طلباً لخدمتنا. ويتمُّ الإتفاق فيما بيننا. فإذا كان يملك موقفاً للسيارات من الطبيعي أن يتمَّ اقتسام الأرباح بيننا وبينه، أما في حال لم يكن يمتلك موقفاً عندها نضطر لاستئجار مكان وبالتالي تعود الأرباح لنا". وعند سؤاله عن الفاليه الذين يركنون السيارات على الطريق ويطلبون مردوداً مالياً؟ يجيب: "نحن لا نركن السيارات على الطريق، ولا نعمل في أمكنة لا تتوفر فيها مواقف".
وحول مسألة التسعيرة يقول "لا تسعيرة للفاليه باركينغ بل هذا يعود لرغبة الزبون. ولكن من الممكن أن يكون هناك من يعمل لحسابه ولا يتبع لشركة، إذ إنَّ الأخيرة لديها اسم وتحترم نفسها. أما في حال وقوع حادثة سرقة فهذا الأمر "وجعة راس"، وهنا لا يمكننا تصديق الفاليه الذي ركن السيارة كما لا يمكننا تصديق صاحب السيارة. وهناك أيضًا أناس يدَّعون أنَّ في السيارة مبلغاً من المال، فمن يثبت لنا ذلك؟ أحياناً قد يكون ذلك صحيحاً، وهنا يقع على عاتقنا مراقبة الموظف. ونحن عند التوظيف نمنع الفاليه من مسك أي غرض داخل السيارة، وقبل توظيفه نتحرَّى عنه ونطلب إفادة سكنه ونسأل المختار عنه، ونطلب سجله العدلي، ولكن لا يمكننا حصر سوء الأمانة أو أيّ خلل بنسبة 100% بل حوالى 70%، فهؤلاء الشباب يأتون للعمل لا للسرقة. كما أننا نقوم بمتابعة الموظف ومراقبته ويعرف الزبون أنَّ هناك شركة مسؤولة يمكن مراجعتها". يتابع: "من المفترض أن يُبلغنا صاحب السيارة بإمكانية وجود غرض ما داخل السيارة، كي نتأكد من ذلك ونتفادى الاتهام اللاحق، إذ قد ينسى الزبون غرضه في مكان آخر ويدّعي نسيانه في السيارة. لذا، يجب أن يعرف الزبون أننا لسنا حرامية".
يبدو أنَّ خصوصية الفاليه باركينغ التي كانت تمتاز بها ولاية "لاس فيغاس" في الولايات المتحدة الأميركية قد وجدت منافساً لها في لبنان. ويبدو أنَّه صار من الصعب الاستغناء عن هذه المهنة الدخيلة على عالمنا العربي، خصوصاً أنَّها توفر فرص عملٍ لكثيرين في ظل الوضع الاقتصادي المتردّي الذي يمرُّ به لبنان منذ سنوات.النهار