غزة تعلق آمالها على لقاء مرسي وهنية
يحمل رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية في جعبته ملفات كثيرة -أغلبها مطالب- لمناقشتها وطرحها على الرئيس المصري محمد مرسي خلال لقائهما المرتقب في القاهرة الأيام القادمة.
وتتصدر الحاجات الأساسية للقطاع ما يحمله هنية إلى مصر في زيارة تعد الأولى له منذ انتخاب مرسي رئيسا لمصر، بعد سنوات ظل خلالها ملف العلاقة بحركات المقاومة في فلسطين رهينة الأمن المصري، والمخابرات تحديدا.
وبينما يتوقع مسؤولون في الحكومة إقدام مصر على تقديم تسهيلات إضافية للفلسطينيين، يرى مراقبون أن مرسي يحتاج وقتا لتنفيذ وعوده بكسر حصار القطاع.
الحصار والمصالحة
وقال محمد عوض نائب رئيس الحكومة ووزير الخارجية والتخطيط إن هنية سيبحث مجمل قضايا الوضع الفلسطيني، ومنها الأوضاع الحالية في القطاع وتبعات الحصار وإجراءات المصالحة.
وقال للجزيرة نت إن الملفات الأكثر أهمية هي الوقود ومعبر رفح والحصار، لكن ذلك لا يعني أننا سنغفل عن القضايا الوطنية والحيوية لشعبنا.
وأشار إلى أن حكومة غزة تأمل استجابة مصرية لطلباتها، معتبرا أن الزيارة بحد ذاتها مؤشر على التغيرات الحقيقية التي تجري في الدول العربية.
كما أكد أن حكومة غزة تقدّر الواقع المصري جيدا، ولن تطلب المستحيل، بل ستطلب فقط المتاح والممكن تقديمه للتخفيف عن سكان القطاع، مشددا على أن ما سيقدم من طلبات سيكون الطرفان قادريْن على تحقيقه.
القضية ككل
ومن جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف إن مجريات القضية الفلسطينية هي الملف الأهم الذي يحمله هنية، ويأتي بعده الملف الداخلي والحصار وتسهيل مرور الفلسطينيين والمصالحة.
وتوقع -في حديث للجزيرة نت- أن تعود القضية الفلسطينية إلى سلم أولويات الأجندة المصرية، بما يخدم الشعب الفلسطيني و"ليس كما كان سابقا بما يخدم الاحتلال الإسرائيلي"، وأكد أن المرحلة الحالية مرحلة إعادة مصر للريادة العربية.
ويعتقد الصواف أيضاً أن لقاء هنية ومرسي سيسبب كثيرا من القلق لإسرائيل لأنه سيمس بمصالحها كما تراها هي، مستبعدا أن تؤثر الضغوط والمخاوف الإسرائيلية على عقده، لكون مصر تحررت من الضغوط بعد ثورتها.
وبدوره، قال الباحث في مركز أبحاث المستقبل بغزة إبراهيم المدهون إن هنية يحمل في جعبته الكثير من تعقيدات القضية الفلسطينية التي يريد إيصالها للرئيس مرسي، إضافة إلى طلبات عاجلة لإنهاء معاناة الغزيين.
إنهاء المعاناة
وقال للجزيرة نت إن ملفات الحصار وإنهائه كاملا، ومشكلة الكهرباء، ومعاناة المسافرين وقوائم الممنوعين من السفر، وتحويل معبر رفح إلى معبر تجاري، من أبرز ما يسعى هنية لتنفيذه والضغط باتجاه إتمامه.
وأوضح أن هذه الطلبات لن تغفل المطالب الإستراتيجية والأمل في أن ثورة مصر والرئاسة الجديدة ستضع القضية الفلسطينية وملفات كالاستيطان والأسرى والاعتداء على المقدسات والانقسام، في أولوية الفترة المقبلة.
ويعتقد المدهون أن مرسي -مدعوما بالأرضية الشعبية المصرية- سينجح في تحقيق بعض مطالب القطاع والتخفيف من معاناة سكانه، رغم عدم تمكنه من ممارسة صلاحياته بشكل كامل، ورغم الحسابات الداخلية والخارجية المعقدة.
وشدد على أن استقبال مرسي لهنية في مقر الرئاسة يعني كسر الحصار السياسي الذي قاده نظام مبارك على الحكومة المقالة، واعتبر ذلك خطوة هامة على حكومة غزة دراستها واستثمارها لفتح مجالات أوسع في المنطقة. الجزيرة