182 قتيلا في سورية وموسكو تدعو دمشق لاحترام التزاماتها الدولية
تواصل القصف والاشتباكات في عموم سوريا طوال الليلة الماضية ليرتفع عدد القتلى إلى 182، وقال الناشطون إن الجيش النظامي ارتكب "مجزرة" في ريف حماة عندما أطلق النار على المصلين أثناء خروجهم من أحد المساجد، بينما انسحب آلاف الجنود من جبل الزاوية بإدلب لمواجهة الجيش الحر فيحلب، كما وجه سجناء معتصمون في سجن حمص نداء استغاثة لإنقاذهم من القتل.
وأفاد ناشطون بأن الجيش النظامي والشبيحة قتلوا أكثر من ثلاثين شخصا وأصابوا آخرين بعد أن فتحوا النار على مصلين أثناء خروجهم من مسجد في قرية الشريعة بحماة عقب صلاة المغرب.
وفي المنطقة نفسها، قصف الجيش قرى حمادي عمر وقنبر والعقيربات وحيالين والزكاة واللطامنة ومدينتيْ كرناز وكفرزيتا، مما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى.
وأطلقت قوات النظام السوري يوم الأربعاء قذائف مدفعية وزخات من الصواريخ على حي التل إلى الشمال من دمشق؛ في محاولة للاستيلاء على البلدة من المعارضين؛ الأمر الذي أثار فزعًا واسعًا وأجبر مئات الأسر على الفرار من المنطقة.
وبدأت الكتيبة الميكانيكية 216 ومقرها قرب حي التل بقصف البلدة؛ التي يسكنها 100 ألف نسمة الساعة 3:15 صباحًا؛ بمعدل قذيفة كل دقيقة؛ وتشير التقارير الأولية أن المجمعات السكنية تضررت من القصف.
وقالت مصادر المعارضة إن المقاومين دمروا حاجزًا للجيش كان قد قطع الطريق من التل إلى دمشق؛ وأن معظم السكان يفرون شمالاً إلى جبال القلمون القريبة.
كما شنت القوات الحكومية السورية هجوما على حلب بعد ان سيطرت المعارضة المسلحة على اجزاء من العاصمة الاقتصادية للبلاد.
وهاجمت طائرات ومروحيات اهدافا شرقي المدينة وتشير تقارير إلى نقل آلاف الجنود إلى هناك لصد تهديد المعارضة.
وعلى صعيد آخر، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن مقاتلي المعارضة يحققون مكاسب على الأرض في سوريا ما سيؤدي إلى أن تكون هذه المناطق " ملاذا آمنا" وقواعد لمزيد من العمليات العسكرية ضد القوات الحكومية في نهاية المطاف.
وأضافت كلينتون أنه "برغم مكاسب المعارضة فإن الأوان لم يفت بالنسبة للرئيس السوري بشار الاسد كي يبدأ التخطيط لانتقال سياسي".
وقالت في مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء هايتي الذي يزور الولايات المتحدة "نحن نعتقد أن الأوان لم يفت بالنسبة لنظام الاسد كي يبدأ التخطيط لعملية انتقالية لايجاد سبيل لوضع نهاية للعنف من خلال بدء المناقشات الجادة التي لم تحدث حتى اليوم".
وأكدت كلينتون أنه يجب على المعارضة المسلحة أن توضح انها تقاتل من أجل جميع السوريين وألا تسعى للانتقام أو العقاب الذي قد يؤدي إلى مزيد من العنف.
ومن جانبها أكدت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تتوقع من دمشق احترام التزاماتها المنبثقة عن بروتوكول جنيف بشأن تحريم استعمال الغازات الخانقة والسامة وغيرها، وكذلك الوسائل الجرثومية في الحروب.
وجاء في بيان صحفي صدر عن الوزارة يوم 24 يوليو/تموز: "لقد جلبت انتباهنا تصريحات الناطق باسم الخارجية السورية التي أدلى بها في المؤتمر الصحفي يوم 23 يوليو/تموز عن احتمال استخدام السلطات السورية للأسلحة الكيمياوية في حال العدوان الأجنبي. وفي هذا السياق نود أن نشير إلى أن سورية قد صادقت في عام 1968 على بروتوكول جنيف لعام 1925 بشأن تحريم استعمال الغازات الخانقة والسامة وغيرها، وكذلك الوسائل الجرثومية في الحروب".
وأضافت الوزارة أن "الطرف الروسي ينطلق من أن السلطات السورية ستواصل تمسكها التام بالتزاماتها الدولية".
ويأتي هذا بعد تصريحات الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي والتي قال فيها إن الأسلحة الكيماوية والجرثومية، مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وتحت إشرافها المباشر، ولن تستخدم على مختلف انواعها إلا في حال تعرضت البلاد لعدوان خارجي.
من جانبه قال وزير الإعلام السوري، إن بعض الجهات فسرت تصريح الخارجية السورية على لسان مقدسي، على أنها اعتراف سوري بامتلاك هذا النوع من الاسلحة، وذلك وفقا لرغباتها وهواجسها، فيما الفحوى والمعنى كانا في سياق آخر تماما.
ومن جهة اخرى أعلن العميد مناف طلاس انشقاقه رسمياً عن الجيش السوري داعيا كل "الشرفاء" لخدمة سوريا ما بعد الأسد.
ودعا طلاس في بيان له هو الأول بعد انشقاقه عن النظام السوري إلى الوحدة لتفويت الفرصة على النظام وخدمة سوريا ما بعد الأسد ... وقال طلاس أنه يتحدث للسوريين كأحد أبناء الجيش السوري الرافضين للنهج الاجرامي، مضيفاً ان الدماء التي تسيل لا ذنب لها سوى المطالبة بالحرية.
وقال طلاس: " أطل عليكم والدماء البريئة تسيل في بلادنا، أطل عليكم كأحد أبناء الجيش السوري الرافض للنهج الإجرامي و دعوتي ورجائي أن نتوحد، أن نعمل من أجل سوريا موحدة ومؤسسات ذات استقلالية".
وأضاف "شرفاء الجيش العربي السوري لا يقبلون هذه الجرائم". (وكالات)