فتاوى رمضان (7)
السؤال: أفطرت في رمضان الذي يسبق رمضان الماضي بسبب الحيض، وعادتي كانت منذ أن بدأت أحيض أن أتأخر في قضاء هذه الأيام، وغالبا ما أقوم بتأجيلها إلى الأسبوع الذي يسبق رمضان، والذي حدث في تلك المرة أني أجلتها للأسبوع الأخير، ولكني فوجئت بالحيض علي في وقت مبكر على غير العادة، فما الحكم في هذه الحالة، مع العلم أني مؤخرا علمت أنه لا يجوز لي التطوع في مثل صيام الإثنين والخميس أو الأيام البيض وغيرها من التطوع ان لم أكن قد أتممت قضاء الفريضة؟
الجواب : الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن من أخر قضاء رمضان بدون عذر، حتى دخل رمضان الذي يليه استحق الإثم، ووجبت عليه الفدية عن كل يوم مد من الطعام، إلى جانب وجوب القضاء.
واستدلوا لما ذهبوا إليه بأنه فتوى جمع من الصحابة الكرام، ولم يُعرف لهم مخالف، كما قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله: "ومن أخر قضاء رمضان مع إمكانه - بأن خلا عن السفر والمرض - حتى دخل رمضان آخر: لزمه - مع القضاء - لكل يوم (مد); لأن ستة من الصحابة رضي الله عنهم أفتوا بذلك، ولا يعرف لهم مخالف" انظر: "تحفة المحتاج" (3/445)
أما إن كان تأخيره القضاء وقع لعذر، كمرض أو سفر أو شغل فلا يجب عليه الفدية، وإنما يجب القضاء فقط.
وبهذا نعلم أن قول الجمهور مستند إلى فتوى الصحابة الكرام، والغالب أن فتواهم بناء على توقيف من الشارع الحكيم، فالعمل به أولى وأوجب مما ذهب إليه الحنفية من وجوب القضاء فقط، كما قال الكاساني رحمه الله: "إذا أخر قضاء رمضان حتى دخل رمضان آخر فلا فدية عليه" "بدائع الصنائع"
فالواجب على السائلة المسارعة في قضاء ما فاتها من رمضان السابق، وإخراج فدية عن كل يوم (مد) من الطعام، (والمد) مكيال يبلغ وزنه تقريبا (600) غرام من غالب قوت أهل البلد. والله أعلم