jo24_banner
jo24_banner

انعكاس نتائج الانتخابات المصرية على علاقة الاسلاميين بالنظام الاردني

انعكاس نتائج الانتخابات المصرية على علاقة الاسلاميين بالنظام الاردني
جو 24 :

عقد مركز دراسات الشرق الأوسط صالونه السياسي الثاني تحت عنوان: (ملامح العلاقة بين النظام والإسلاميين في الأردن في ضوء نتائج انتخابات الرئاسة المصرية). وقدّم المداخلات الرئيسة فيه كل من الدكتور عبد الله النسور النائب في البرلمان الأردني واللواء المتقاعد موسى الحديد والأستاذ عاطف الجولاني مدير تحرير صحيفة السبيل، كما أدار الجلسة الدكتور خالد عبيدات، الدبلوماسي الأردني السابق. وشارك في النقاشات مجموعة من زملاء المركز من الأكاديميين والسياسيين.
أشار المداخلون في الصالون إلى أن نتائج الانتخابات في دول الثورات العربية أفضت إلى صعود الإسلاميين، وعلى الرغم من الدهشة التي أبدتها دوائر صنع القرار الغربية حيال هذا الصعود، فقد أبدت استعداداً للتعامل معه انطلاقاً من واقعيتها السياسية، وشدد المشاركون على أن تقدم الإسلاميين في مصر يمثل تحولا عربياً سيلقى بظلاله على بقية الدول العربية انطلاقاً من وزن مصر العربي والإقليمي وأهميتها في السياق الدولي.


أما في الأردن فقد لاحظ المداخلون بأن الإخوان المسلمين والذراع السياسي للجماعة ممثلاً بجبهة العمل الإسلامي لم يرفعوا من سقف مطالبهم السياسية في أعقاب فوز الإخوان في مصر بمنصب رئيس الجمهورية، وأن ثمة سقفاً للمطالب معقولاً ومتوازناً في ضوء الدور السلبي للبرلمان، وعلى الرغم من أن جبهة العمل الإسلامى تمثل القوة الأبرز على الساحة الأردنية، وهو ما يغنيها عن الحاجة لأي دعم خارجي، فقد رجّحت إحدى المداخلات بأن الفترة المقبلة قد تشهد تفاهمات مع السلطة الأردنية حتى في ظل رفض الإسلاميين لقانون الانتخابات وربما مقاطعتها، وهو ما يندرج في إطار المواقف الوطنية العامة.


كما تساءل المداخلون عن الموقف الرسمي الأردني وتقديره للربيع العربي وانعكاساته على الأردن، مؤكدين على وجود تقديرات متباينة تتراوح بين استمرار الربيع العربي وتداعياته أو انتهائه وانحساره، وبين رأي ثالث متردد ومرتبك بين الموقفين.


وشدد المداخلون على أهمية العلاقات- المصرية الأردنية وعلى أن الأردن يمر حالياً في مرحلة صعبة وحساسة فيما يتعلق بعلاقاته العربية. فالأردن معني بعلاقات قوية مع كل من مصر والسعودية لاعتبارت جيوسياسية عديدة، وعليه أن يفكر بالدخول إلى المعادلة الجديدة من هذا المنطلق، ومن هنا فإن التحول في مصر يؤثر تأثيراً مباشراً على الأردن وعلى دوره الإقليمي وتركيبته السياسية الداخلية، ولذلك دعت إحدى المداخلات استناداً على هذا التحول إلى تصحيح طبيعة العلاقات مع مصر التي مرت في طورين سابقين أحدهما صراع ومناكفة، والآخر شراكة في السلام مع إسرائيل.
وحيال العلاقة بين الإسلاميين والنظام السياسي في الأردن في ضوء نتائج الانتخابات الرئاسة المصرية أشار المشاركون إلى تحليلات ربطت بين التسريع في إقرار قانون الصوت الواحد وفوز محمد مرسي برئاسة مصر، كما ذهب المداخلون إلى أن الحكومة الأردنية الحالية قد تراجعت عن توجهات الاصلاح إلى درجة أن البعض بات يرى فيها انقلاباً عليه في أعقاب إقرارها لقانون الصوت الواحد الذي كرّس النائب المحلي وعزز الهويات الفرعية على حساب الانتماء الوطني ومصالح الدولة العليا.


وتوضيحاً لملامح العلاقة بين الإسلاميين والنظام في الأردن ذهبت إحدى المداخلات إلى أن العلاقة بين الطرفين تشوبها اختلافات عديدة تتعلق بالرؤى حول توجهات الإصلاح والمتغيرات في الإقليم، وفي ضوء التحول في مصر ذهب المشاركون إلى أن المتغير الجديد يفرض على الطرفين منهجاً جديداً للتعامل نظراً لترجيح تغير دور مصر الإقليمي من جهة، وتعامل النظام الدولي بواقعية مع حركات الإسلام السياسي من جهة أخرى.


وأكد المداخلون على ضرورة تقدير دور الأردن وحيوية موقعه وتعزيز العلاقة الثنائية مع الدول الدول العربية على قاعدة عدم التدخل في الشئون الداخلية، كما أشاروا إلى أن العلاقات الأردنية- المصرية في عهد نظام مبارك لم تكن متوازنة بسبب استخفاف نظام مبارك بالدور الأردني واحتكاره للملف الفلسطيني وعدم إشراك الأردن والتشاور معه في هذا المجال رغم الأردن يعدّ أكثر الدول العربية تأثراً بما يجري في فلسطين، ونوهت إحدى المداخلات إلى وجود تباين في وجهات النظر الرسمية إزاء التحول في مصر تتراوح بين الانفتاح على النظام الجديد في مصر وبناء علاقات إيجابية مع الحركة الإسلامية في الأردن، وبين موقف يتوخى الحذر في العلاقة مع مصر ومنع استفادة الإخوان في الأردن من استثمار فوز الإخوان في مصر.


وفي المقابل افترضت إحدى المداخلات سيناريوهين بشأن موقف الإسلاميين في الأردن يتراوحان بين الغرور ورفع السقف والتوجه نحو تشدد الموقف السياسي من جهة، وبين التواضع والانفتاح المدروس مع المرحلة التي تعاني انسداداً سياسياً وعدم قدرة النظام أو القوى السياسية على إنتاج معادلة جامعة من جهة أخرى. ودعا المشاركون إلى البحث عن حل وسط ينتج حالة إصلاح حقيقية بعيداً عن التخوفات لدى النظام، كما دعوا إلى المحافظة على التوجه نحو الشراكة الوطنية وانتهاج الاعتدال والانفتاح في التعامل مع الآخر.


وفي معرض النقاش الذي أعقب المداخلات الرئيسية ذهب أحد المشاركين إلى أن الواقع الذي تشهده المنطقة العربية هو أشد تعقيداً مما يتخيله الكثيرون، وأن الظاهرة الدينية ممثلة بحركات الإسلام السياسي التي أنتجها الربيع العربي ستشهد كثيراً من الاختلاف والانشاق على شاكلة الظاهرة القومية في خمسينيات القرن الماضي، وهو ما سيفضي بالضرورة إلى فشل تجربة حركات الإسلام السياسي في الحكم، وفي المقابل رأى مشاركون آخرون أن مسألة تكرار النماذج والتجارب عبر التاريخ مسألة تحتاج إلى الكثير من التدقيق والوقوف عندها، كما أنها بحاجة إلى دراسة شاملة للظروف المحيطة بكل تجربة للوصول إلى استنتاج سليم، هذا فضلاً عن أن مسألة القطع في الرأي في هذا المجال مسألة لا تبدو موضوعية، خاصةً أن الحديث يدور عن المستقبل الذي قد تؤثر فيه الكثير من المدخلات التي لم تخضع للتحليل بعد. السبيل

تابعو الأردن 24 على google news