مامكغ لـJO24: صانع الحضارة فرض لغته، والمناهج بيئة طاردة للعربية
ملاك العكور-إن وجود أمة قائمة ذات شخصية متميزة وكيان مستقل، وذات تقاليد وأعراف وطبائع نفسية وسلوكية، مرتبط تمام الارتباط ببقاء لغة هذه الأمة، بل مرتهن بحياة هذه اللغة، أو موتها، ومحاذ لمستويات ازدهارها وضعفها.
وما فرطت أمة في جانب لغتها، إلا كان ذلك إيذاناً بفدح مصابها، أو إيذاناً بوشك ذهابها، بل ليس التفريط إلا انقطاعا من سلك التاريخ، فاللغة هي قلب الهوية الوطنية وروح الأمة، والإطار الذي يتم من خلاله الانتماء والولاء للدولة والأمة.
لذلك بات علينا أن نحرص بقوة على تجنيد كل الوسائل للحفاظ على لغتنا الوطنية من أي تأثيرات ضارة والدفاع عنها في مواجهة تأثير اللغات الأخرى، حتى لا يحدث لها مثلما حدث لباقي اللغات التي ماتت.
وحول ذلك قالت وزيرة الثقافة الدكتورة لانا مامكغ، قضية اللغة العربية أخذت بعداً نظريا ومغرقا في الشاعرية عند الحديث عن اللغة، إلا أنه لم يتم التعامل مع القضية بشكل عملي، ولم يتم مواجهة المعضلة بشكل جاد.
وأضافت مامكغ لـJO24 "لا نستطيع لوم الأجيال الحديثة على اهمالها للغة العربية وخصومتها الواضحة معها، بل نعذر هذه الأجيال و نضع لها كافة المببرات، في ظل فرض صانع الحضارة للغته، إضافة إلى أن مناهج اللغة العربية لم تشهد تطوراً منذ قرون، ومازالت المؤسسات التعليمية تقدم اللغة بشكل صارم وخالٍ من الجاذبية."
وتابعت "إن بعض وسائل الإعلام وبعض الجهات الرسمية تسمح باستخدام اللغة الأجنبية في اعلاناتها، فاصبحت البيئة المحيطة بهذه الأجيال بيئة طاردة للغة العربية".
وأشارت إلى أن وزارة الثقافة ستخصص باباً على موقعها الالكتروني وعلى صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، لنشر بعض الأخطاء الشائعة والمتداولة بشكل كبير بين قطاع الشباب خاصة في اللغة العربية وإدراج تصحيحها.
وأضافت، أن الوزارة بصدد الاستفادة من تجارب بعض الدول الأجنبية بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، لما وجدته بها من طرق مبتكرة وذات جدوى حقيقية.