100 قتيل في سورية.. وتحذيرات دولية من مجزرة كبرى في حلب
تشتد المعارك في مدينة حلب، ثاني أكبر مدن سوريا، بين القوات الموالية للرئيس السوري، بشار الأسد، وتلك المناهضة له، وأعلنت المعارضة الجمعة مقتل مائة شخص حتى الساعة، بينما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها حيال التداعيات الإنسانية المتوقعة للمعارك.
وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي هيئة معارضة تقوم برصد وتنسيق المظاهرات على الأرض، إن عدد القتلى وصل إلى مائة، وتوزع القتلى بواقع 30 في درعا و23 في دمشق وريفها و15 في حلب و11 في دير الزور وعشرة في حمص وخمسة في إدلب وثلاثة في حماه، إلى جانب قتيلين في اللاذقية وقتيل في الرقة.
وأشارت اللجان أيضاً إلى تعرض مدينة ديرالزور وبلدات قريبة منها للقصف العنيف، بينها بلدة الميادين التي سقط فيها عدد من القتلى والجرحى.
وفي نيويورك، عبرت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، عن قلقها البالغ إزاء التهديدات التي تواجه المدنيين في سوريا، وحضت الحكومة السورية وقوات المعارضة على "حماية المدنيين والالتزام بقانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي أو مواجهة العواقب."
وقالت بيلاي في بيان صادر الجمعة، إن الحكومة السورية "هي المسؤول الأول عن حماية المدنيين من كل أشكال العنف،" مضيفة أن تلك الحكومة امتنعت في بعض الأحيان عن منح المدنيين فرصة للخروج من مناطق العمليات.
وأعربت المفوضة السامية عن قلقها بصفة خاصة "إزاء الهجوم العنيف الذي يوشك أن يقع في حلب،" وانتقدت كذلك أحداث العاصمة دمشق، واستخدام الدبابات والمروحيات العسكرية وحتى الطائرات المقاتلة، مشيرة إلى أن النتيجة ظهرت من خلال فرار 1.5 مليون شخص من منازلهم بالإضافة إلى القتلى والمصابين.
وحذرت بيلاي من يقدم على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في سوريا قائلة إنهم "لن يفلتوا من العدالة، فالعالم لا ينسى أو يسامح على جرائم مثل هذه، وهذا ينطبق على قوات المعارضة والحكومة ومن يدعمهم."
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أعلنت الجمعة، عن نقل بعض موظفيها الإغاثة الأجانب من سوريا إلى لبنان لدواع أمنية.
وفي الغضون أبدت الولايات المتحدة قلقها من حشود عسكرية ضخمة يدفع بها الجيش السوري الموالي للنظام بإتجاه "حلب" استعداداً لاقتحامها بعد نحو أسبوع من تعرضها لهجمات شرسة استخدمت فيها الطائرات والمروحيات القتالية.
ومن جانبه، أشار قائد ميداني إلى خطط لإرسال أكثر من 300 مقاتل لتعزيز قوات المعارضة في المدينة، التي يتمركز بها 18 لواءً من أصل 22 لواء تابعاً للجيش السوري الحر.
كما انضمت بريطانيا وإيطاليا وفرنسا إلى الولايات المتحدة في التحذير من مجزرة كبرى قد يرتكبها النظام السوري في المدينة، فقد أعرب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه البالغ إزاء ما وصفه بتصاعد موجة العنف.
وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الجمعة من "خسائر فادحة في الأرواح وكارثة إنسانية" في الهجوم المحتمل، وقال "يجب ألا يقف أي بلد صامتا بينما تهدد مجزرة محتملة سكان حلب".
وأضاف الوزير البريطاني أنه "يشعر بقلق عميق من المعلومات التي تفيد بأن الحكومة السورية حشدت قواتها ودباباتها حول حلب وبدأت هجوما عنيفا على المدينة وسكانها".
من جهتها حثت إيطاليا العالم على تكثيف الضغوط على الأسد لتفادي مذبحة في المدينة. ونقلت وكالة آكي الإيطالية للأنباء عن وزير الخارجية جيليو تيرسي قوله في بيان اليوم "نحتاج أن نمارس جميعاً أعلى درجة من الضغط على الأسد، ليس أقلّه من أجل تفادي خطر وقوع مذبحة جديدة".
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، إنه يجب اتخاذ خطوات دولية، للتعامل مع الحشد العسكري لقوات الرئيس بشار الأسد حول مدينة حلب، وتهديدات حكومته باستخدام الأسلحة الكيماوية.
وقال أردوغان، في مؤتمر صحفي في لندن، مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون: «هناك حشد عسكري، في حلب والتصريحات الأخيرة بخصوص استخدام أسلحة الدمار الشامل هي تصرفات لا يمكن إزاءها أن نبقى في موقف المراقب أو المتفرج».
وأضاف: «ينبغي اتخاذ خطوات في إطار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، والجامعة العربية، ويجب أن نحاول معا التغلب على الوضع». وكالات