حزب الوحدة الشعبية يؤبّن شهداء القدس في مهرجان جماهيري حاشد
بالمناسبة الاربعين لاستشهاد غسان وعدي أبو جمل في عملية القدس النوعية، والذكرى السابعة والعشرين للانتفاضة الفلسطينية الأولى وتحت شعار بالوحدة والمقاومة ننتصر، أقام حزب الوحدة الشعبية مهرجانا جماهيريا حاشدا مساء أمس في مجمع النقابات المهنية.
بدأ المهرجان بعد الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء الأمة العربية ونشيد موطني، بعرض فيلم قصير يتحدث عن الانتفاضة الفلسطينية الأولى، والذكرى 47 لانطلاقة الجبهة الشعبية، وعملية القدس البطولية.
وأكدّت المناضلة ليلى خالد في كلمة فلسطين على أن عملية القدس النوعية تؤكد على أن الجبهة الشعبية لم ولن تتخلى عن الكفاح المسلح في مقاومة العدو الصهيوني.
وأضافت اليوم نحيي أربعين الشهداء غسان وعدي أبو جمل مع مناسبة انطلاقة الجبهة الشعبية (47) والذكرى السابعة والعشرين للانتفاضة الشعبية الكبرى عام (1987).
وفي هذا اليوم نستذكر أسرانا الأبطال وفي مقدمتهم القائد أحمد سعدات، والقائد مروان البرغوثي، وعاهد أبو غلمي، وحسن سلامة، وعبدالله البرغوثي، والقائمة تطول.
وقالت إن ما يجري في العراق وسوريا يهدف الى تقسيم هذه الدول وتحطيمها بمؤامرة تقودها الولايات المتحدة الأمريكية".
وقالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "إن العدوان الصهيوني المستمر على غزة والمقدسات والمناشدات المستمرة بإنهاء الانقسام ووقف التنسيق الأمني مع العدو لم تجد ردا جديا من قبل القيادة الفلسطينية حتى هذه اللحظة".
وأضافت المناضلة ليلى خالد " إن الجبهة الشعبية ترفض مشروع القرار الفلسطيني العربي حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية عام 2017 لأنه يتعارض مع مفاصل رئيسة في البرنامج الوطني المتمثل في حق العودة والدولة المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، بالإضافة الى ما حمله المشروع حول تبادلية الأراضي وما سيترتب عليه من تشريع وتكريس للاستيطان واستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية.
وإن الرد على تصاعد العدوانية الصهيونية وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني أرضاً ومقدسات يكون بوحدة وطنية صلبة تستند إلى سياسة فلسطينية، جديدة أساسها المقاومة بكافة أشكالها بديلاً لسياسة التنسيق الأمني والمفاوضات وإنهاء الانقسام، والذهاب لمحكمة الجنايات الدولية لمعاقبة مجرمي الحرب الصهيونية.
وختمت المناضلة ليلى خالد كلمتها بالتأكيد على أن المقاومة وبما فيها الكفاح المسلح هو الطريق لنيل حقوق الشعب الفلسطيني."
وأكد الدكتور أحمد العرموطي في كلمته على أن فلسطين هي قضية الأمة العربية كلها وليست قضية الفلسطينيين وحدهم، هي القضية الأولى للأمة لأنه لا حرية حقيقية للأمة وفلسطين محتلة ولا وحدة عربية وفلسطين محتلة ولا حياة كريمة لعربي بدون فلسطين.
وأضاف إننا نرفض كل الاتفاقيات مع العدو الصهيوني بما فيها الاتفاقية قيد الدراسة اتفاقية الغاز لأنها ارتهان لإرادة المحتل وتبعية اقتصادية له، و"نرفض كل أشكال التطبيع معه، وان المقاومة المسلحة هي الطريق الوحيد للتحرير ولا يحق لدولة أو حركة أو فرد في التنازل عن شبر من فلسطين وستعود حرة عربية مهما طال الزمن"، وكما قال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ( إن الشعوب التي تساوم المستعمر على حريتها توقع في ذات الوقت وثيقة عبوديتها).
وفي كلمة عائلة الشهداء التي ألقاها الشيخ "أبو خالد الساحوري" شيخ عرب السواحرة أكد فيها على أن الرفاق عدي وغسان انطلقا في العملية البطولية لتلقين الاحتلال الغاصب درسا في مقاومة الاحتلال.
وأضاف "إننا جميعا نحيي الشهيدين الذين ضربوا أحسن الأمثلة في الكفاح كيف لا وهم أبناء كتائب الشهيد أبو علي مصطفى كما نحيي كافة الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني".
وفي كلمة حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني أكد الدكتور سعيد ذياب الأمين العام للحزب على أن
الانتفاضة جاءت بعد أن أغلقت آفاق الحل في وجه الشعب الفلسطيني بتآمر عربي فاضح، حيث قدمت الانتفاضة أنموذجا وقيما في التضحية والكفاح.
وفي ذكرى الانتفاضة الفلسطينية الأولى وبمناسبة تأبين الشهداء غسان وعدي أبو جمل، ننحني إجلالاً واحتراماً لمن دفعوا حياتهم فداء وقرباناً لحرية الوطن، لمن قدموا دمائهم بسخاء لينيروا لنا الدرب وينيروا عتمة الطريق.
ومن ذكرى الانتفاضة المجيدة نستلهم العبر لأنها جعلت من شعار طرد الاحتلال والاستقلال مسألة واقعية، وقدمت للعالم نموذجاً فريداً في مواجهة المحتل، وعكست قيم نضالية في التوحد والتضامن عز نطيرها.
وأضاف الدكتور سعيد نحيي هذه المناسبات وأمامنا صورتين:
الصورة الأولى: عدو صهيوني يمعن في ممارساته العدوانية من خلال إطلاق العنان لقطعان المستوطنين وتدمير ممنهج لغزة وتهويد القدس.
الصورة الثانية: نرى حراكاً شعبياً فلسطينياً تقود عربته القدس، يتنوع هذا الحراك بصورة مبدعة بالحجر والدهس والسكين وبكل ما أوتي ذلك الشعب المقاوم من قوة وإرادة، هذا الحراك يعيق تطوره غياب الإرادة الموحدة بالمواجهة لهذا العدو، واستمرار الرهان على التفاوض والمفاوضات رغم كل السنين التي أضاعها الشعب الفلسطيني والأضرار الجمة التي انعكست عليه.
وعلى الصعيد العربي قال الدكتور سعيد إن ما تواجهه الأمة من انكشاف وتدخل إقليمي ودولي وما تعاني من احتراب داخلي طائفي ومذهبي ليس معزولاً عن المخططات والمشاريع الامبريالية عنوانها الأبرز " إعادة تقسيم المنطقة وأن (سايكس _ بيكو 1 (لم يعد كافياً.
وأضاف إن نجاح القوى المعادية في السير بمشروعها وتوفر البيئة الخصبة لقوى الإرهاب والتطرف ما كان له ان ينمو ويتطور لولا الأوضاع الاقتصادية من فقر وبطالة واستبداد وانكفاء لدور اليسار ودوره، هذا اليسار الذي راح يتبنى خطاباً ليبراليا مبتعداً عن خطاب التغيير والصراع الطبقي.
وإن نجاح القوى المعادية بحرف طبيعة الصراع من صراع وطني وقومي تحرري في مواجهة العدو الصهيوني إلى صراع مذهبي ليس إلا خسارة صافية للشعوب العربية وربح كامل للكيان الصهيوني.
وتابع الدكتور سعيد إنه أمر بالغ الدلالة أن يحيي الأردنيون ذكرى الانتفاضة المجيدة، وتأبين شهداء جبل المكبر غسان وعدي، فهذا عدا عن دلالته التي تعكس وحدة الشعبين، فإنه دلالة على الإيمان العميق من أن دعم المقاومة والانخراط الجاد في مواجهة المشروع الصهيوني، هو المدخل لتحرير الأردن من التبعية وإنجاز الاستقلال التام.
وأضاف في هذا الوقت يحتدم الجدل ويتنامى الرفض الشعبي لما تنوي الحكومة التوقيع عليه (اتفاقية الغاز) مع العدو الصهيوني، ونرى في هذا خياراً إستراتيجياً خطيراً من شأنه تكريس التبعية الاقتصادية، ووضع الأردن واقتصاده تحت رحمة عدو لا يزال ينظر إلى الأردن ضمن أطماعه وأهدافه.
وختم الدكتور سعيد نحن بحاجة على المستوى الوطني إلى الشروع في عملية الإصلاح للخروج من الأزمة، إصلاح يجعل من مشاركة الناس في القرار واجبة، وبالتالي تحملها تبعات القرار.
وقدّم الشاعر الشاب رامي ياسين في الفقرة الشعرية قصيدة نشيد الجسر حيث قال فيها:
"هذا طريقي
طريق الرفاق..طريق الجسر
هذا جسرنا فوق النهر
لا تعبر الجسر وخطوتك مُتعَبَة..
كم عبروه باستحياءٍ
فسقطوا بوادي عربة..
قلتُ لكَ: إنّ الجسور نوايا"
وختم المهرجان بجنازة رمزية للشهيدين عدي وغسان أبو جمل ترافقها أغاني من الفلكلور الشعبي الفلسطيني قدّمتها شبيبة حزب الوحدة الشعبية.
عمان في 24/12/2014
حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني