فيسبوك: ضرب الطلبة في المدارس.. بين مطرقة القوانيين المانعة وسندان التأديب اللازم
ملاك العكور - مرت طبيعة العلاقة بين المعلم أو المؤدب أو المربي وبين تلاميذه بتغيرات جذرية على مر العصور، منذ أن كان المربي يُعتمد عليه في تنشئة رجالات الأمة من القادة والحكام والعلماء، وانتهاء بالأساتذة الحاليين وطلابهم المعاصرين.
لم يعد سرا أن علاقة الأستاذ بالطالب قد اتخذت منحى آخر غير العلاقة الكلاسيكية المرتبطة بالعصا والعقاب والتي كانت متماشية إلى حد كبير مع هرمية المجتمع الأبوي، ومقولة الأب الشهيرة للمدرسة التي تعارف عليها قديما (لكم اللحم ولنا العظم).
اليوم لم يعد أمام الأستاذ والمربي خيار سوى أن يكون صديقا لطلابه وإلا فإنه سيكون في مكان العقاب والمساءلة، كما ظهر فور انتشار مقطع فيديو يظهر مدير مدرسة يضرب طلبته في الرصيفة. وحول قرار منع الضرب في المدارس وتوجيه عقوبات للمعلمين المرتكبين له، تباينت الآراء واختلفت، فالبعض يعتقد أن على المعلمين السيطرة على فصولهم ومعاقبة طلابهم بأساليب تربوية حديثة، والبعض الآخر يعتقد بأن القرار ساعد على تخطي الطلبة لحدود الأدب انطلاقا من مبدأ "من أمن العقوبة، أساء الأدب".
خبر اعتداء أحد المدراء أمس على طلابه بالضرب، دفع وزير التربية والتعليم الدكتور محمد ذنيبات للايعاز بالتحقيق في القضية.
ورصدت Jo24 آراء المتابعين حول مبدأ الضرب في المدارس ومقطع الفيديو، وكان أبرز ما جاء عبر الموقع وصفحته على "فيسبوك" من تعليقات:
فقالت سالي محمد: "بالعكس الاولاد عنا، خصوصا بالرصيفة بستاهلوا، واصلا تمادوا من يوم التغى الضرب" مستهجنة قيام أحدهم بتصوير المدير ونشر مقطع الفيديو، وهو ما استهجنه أيضا أحمد العقايلة الذي اتهم المصوّر بأنه يسعى إلى "دمار الأجيال".
وأيد فهد عبدالكريم قائلاً: "خليه يضرب، اساسا جيل هذه الايام لا يتعلم إلا بالضرب لازم يرجع الضرب في المدارس بكفي دلع وميوعه، المعلم أب وهدفه تعديل السلوك، احنا تعلمنا وطلعنا مهندسين ومعلمين ومدراء وكنا نوكل ضرب، بقول تسلم كل يد ضربتني وعلمتني تسلم يد كل مربي فاضل وتحيه للمعلمين"٠
وشاركتهم أم معاذ الشقيرات التأييد وقالت: "بستاهلوا، اسمها تربية وبعدين تعليم، الاولاد صاروا يتميزوا بقلة الادب، والله انا مع عودة الضرب غير المبرح، ولاتقول حقوق انسان او غيره، والله الضرب بقوم الاعوجاج".
وكما قال يوسف ابو سالم "كلهم عصايتين لكل ولد، اللي يقرأ الأخبار بعتقد انه معذبهم، بعض طلابنا بدون ضرب أبرد منهم ما في"، عبّر واصف عبيدات عن عدم معارضته لمبدأ الضرب وعلق على مقطع الفيديو بالقول: "الله يعطيه العافية"، ووافقه يوسف الشرمان بالقول "خليه يضرب، جيل.."، وأيده خالد كنعان بالقول: "تسلم يده".
ويؤكد سائد بني هاني على أن "التريبة و التأديب لا تأتي دون عقوبات، ومن أمن العقاب أساء الأدب، قد ضربت من أبي و من معلمي مما زادني أدبآ وصلابة حتى الوزير نفسه، الذي يتوعد هو و موظفيه المدير الضارب، ربما قد نالوا من الضرب ما نالوا، في ظني أن قرار منع الضرب في مدارسنا وايقاف خدمة العلم ليست بريئة، هذا تآمر على أجيال بأكملها، والنتائج نراها كل يوم في نوعية أبنائنا، أجزم أن هذه القرارات لا تقل اجحافا بحق الوطن عن وادي عربه والخصخصة وغيرها مما يعرف الجميع، أعادة خدمة العلم وتأطير عقوبة الضرب في مدارسنا فضيلة يجب الرجوع اليها بعد الخطأ".
وأكد علي القادري على ما جاء في مداخلة بني هاني، وقال "انا كأب ووالد مع ان يكون هناك ضرب في المدارس والسماح به على ان لا يكون مؤذيا، لان التربية تحتاج الى الضرب احيانا وهذا الجيل خرج عن المألوف في كل شيء وخرج عن الاخلاق الحميدة وسياسة عدم الضرب في المدارس ولدت جيلا بليدا لا احترام لديه".
ومع مطالبة العشرات في تعليقاتهم بعدم معاقبة المدير، بل تخطى البعض ذلك للمطالبة بـ"تكريم المدير"، رأى خالد عسراوي أن "الضرب له آثار جسيمة على نفسية الطالب، ولا يستبعد أن تصبح تصرفاته عدوانية مع من حوله".
ووافقه أحمد ابوحسنة بقوله: "لو كان الضرب يفيد لكان استخدمه الرسول الكريم القائل "ما وضع الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه"".
اختلفت الاراء وتبيابنت إلا أن السواد الأعظم ارتأى ان الضرب لم يكن بذلك العنف، ولا يستدعي التضخيم الاعلامي، و"لو وجِدَ هواتف وتصوير ع ايام زمان يمكن تدخل مجلس الامن بالموضوع" كما قال احدهم..