jo24_banner
jo24_banner

هل يمنح أتلتيكو “إكسير الشباب” لتوريس؟

هل يمنح أتلتيكو “إكسير الشباب” لتوريس؟
جو 24 : أنا سعيد بالعودة لمنزلي”.. كانت هذه أول التصريحات التي خرجت من فم الإسباني فرناندو توريس (30 عاما) عقب الاعلان عن انتقاله لناديه القديم أتلتيكو مدريد معارا من إيه سي ميلان الإيطالي، ولم لا وهو المكان الذي صاغ نجوميته وقدم فيه أفضل مستوياته.
-مسيرة متباينة:.

كانت أرقام الـ”نينيو” كما يعرف إعلاميا مع أتلتيكو مدريد مُبشرة للغاية، بعدما شارك في 244 مباراة محرزا 91 هدفا، وهو المعدل التهديفي الذي أهله للانتقال إلى ليفربول الإنجليزي ليمثل ألوانه لمدة أربعة مواسم ويحرز 81 هدفا في 142 مباراة، وتوقع الجميع أن تزيد أهدافه مع تشيلسي.

وأتت الرياح بما لم تشته السفن حيث لم ينجح توريس مطلقا مع الـ”بلوز” حيث انخفض مستواه بطريقة هستيرية لدرجة أن اللاعب “سفاح الشباك” أصبح مثارا للسخرية بسبب قدرته التي لم يتمكن أحد من تفسيرها على اضاعة أسهل الفرص، حتى قرر البرتغالي جوزيه مورينيو مطلع هذا الموسم التخلص منه بارساله لميلان على سبيل الاعارة قبل انتقاله للـ”روسونيري” بصورة كاملة لتسهيل عملية عودته مجددا للأتلتي.

وبالنظر لأرقام توريس في السنوات التي قضاها مع تشيلسي فإنه لم ينجح سوى في تسجيل 45 هدفا في 172 مباراة، كما أنه مع ميلان لم يهز الشباك سوى مرة واحدة خلال 10 مشاركات.

-الحب الأول والعودة للمنزل:.

قبل توريس بخيار العودة لأتلتيكو مجددا، آملا في أن يشكل هذا الأمر انطلاقة جديدة لمسيرته، بعد أن أصبح بعيدا تماما عن حسابات المدير الفني للمنتخب الإسباني فيسينتي ديل بوسكي، واضعا ثقته في زميله السابق بالـ”روخيبلانكوس”، الأرجنتيني دييجو سيميوني الذي يدرب الفريق حاليا.

ويعيب البعض على توريس أن يربط الصفقة برغبته في “العودة للمنزل”، لأن اللاعب كان مضطرا لهذه العودة بعد خروجه من حسابات مورينيو مرة مع تشيلسي ومرة أخرى مع فيليبي إنزاجي في ميلان، بمعنى أخر أنه لم يتخذ قرار الرجوع وهو في قمة مجده بسبب حبه للنادي.

هذه العودة ستكون غالبا أشبه بتجارب الغرام: توريس ذلك الشاب الوسيم كان مرتبطا بأتلتيكو وهو في عنفوانه ولكنه رحل عن المنزل للبحث عن مغامرات كروية في إنجلترا تارة مع ليفربول وأخرى مع تشيلسي وأخيرا في ميلان، حيث ظل يفقد بريقه رويدا رويدا، ليقرر العودة لـ”حبه الأول”.

ستكون المشاعر في بداية الأمر متأججة بكل تأكيد، الجمهور سعيد بعودة الـ”نينيو”، وكذلك اللاعب أيضا، ولكن مع مرور الأيام سيظهر اذا ما كان توريس يتمتع بالجدية اللازمة للحفاظ على هذه العلاقة، أم أنه انتهى تماما.

- إكسير الشباب والساحر سيميوني:.

يصف البعض سيميوني بالـ”ساحر” لأن الطفرة التي نجح في تحقيقها مع الأتلتي كانت رائعة حيث وصلت إلى قمتها الموسم الماضي بالتتويج بالليجا والتأهل لنهائي دوري الأبطال الأوروبي، لذا يأمل الكثيرون في أن يمنح المدرب توريس “إكسير الشباب” لكي يعود مجددا ذلك “الطفل” الذي يهوى اللعب بدفاعات الخصوم وتحطيم الشباك.

ستكون مهمة سيميوني وتوريس صعبة للغاية، فالـ”نينيو” الذي كان قائدا للأرجنتيني بالملعب في يوم من الأيام أصبح اليوم لاعبا تحت إمرته، ولكن العنصر الأول في “خلطة إكسير الشباب” متوافر ومتمثل في الدعم غير المشروط للطرفين من قبل المشجعين.

لا يمكن انكار دور الجماهير في دعم اللاعبين والمدرب، ولكن في نفس الوقت أهم شيء هو ما يحدث على المستطيل الأخضر من قبل الفريق المكون من 11 لاعبا والادارة الفنية لهم من الخارج.

يزخر أتلتيكو مدريد باللاعبين أصحاب المهام الهجومية المتنوعة في الوقت الحالي: الكرواتي ماريو ماندزوكيتش والفرنسي أنطوان جريزمان والإسباني راؤول جارسيا والمكسيكي راؤول خيمينز اضافة إلى الوافد الجديد الأرجنتيني أنخل كوريا.

يميل راؤول جارسيا أكثر للعب أسفل رأس الحربة فيما أن جريزمان يفضل اللعب من على الأطراف وراؤول خيمينز مهاجم صريح بمزايا مختلفة بعض الشيء عن توريس وماندزوكيتش ولكن تنقصه الخبرة.

منطقيا لا يمكن لماندزوكيتش أو توريس اللعب جنبا إلى جنب، إلا اذا كان لسيميوني رأي أخر، حيث أن كليهما رأس حربة صريح يعيبه بالتأكيد البطء في التحركات، فطريقة لعبهما غير قائمة على الركض والسرعة بل التصيد والانهاء والاجهاز.

ولن يتولى سيميوني بنفسه اعداد العنصر الثاني من “خلطة إكسير الشباب” لاعادة رونق توريس، بل سيتوجب على اللاعب نفسه تصنيعها، عن طريق اقناع المدرب الأرجنتيني في التدريبات بأحقيته اللعب أساسيا على حساب المهاجم الكرواتي، أو ابداء مرونة في أداء مهام هجومية ذات طابع مختلف عن ذلك الذي تعود عليه طوال مسيرته.

بعدها سيأتي دور سيميوني اذا ما حدثت حالة الاقتناع في اضافة العنصر الثالث والذي سيتمثل بكل تأكيد في منحه دقائق أكبر للمشاركة، وربما اعطاء تعليمات صريحة لكوكي ريسوركسيون وأردا توران، وكلاهما يمتاز بدقة متناهية في التمرير بـ”التخديم” على توريس.

ومن ضمن العناصر الإيجابية التي قد تنفع توريس في تجربته الجديدة مع أتلتيكو هو أن طريقة لعب النادي الإسباني حاليا قد تعيد احياء مهارات قديمة لديه مثل استغلال الألعاب الهوائية، التي تعد من أحد أسلحة “لوس روخيبلانكوس” وخاصة في الضربات الثابتة.

سيكون توريس أمام اختبار صعب وربما يكون الأخير للعودة من جديد، ولكن مهما حدث فإن الـ”نينيو” سيمكنه الفخر دائما بأنه توج بدوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي وكأس الاتحاد الإنجليزي مع تشيلسي وكأس الأمم الأوروبية (مرتين) والمونديال مرة واحدة
تابعو الأردن 24 على google news