سياسيون: رفض مشروع انهاء الاحتلال ليس مفاجئا.. حكومات انشأتها أمريكا تقدمت بالمشروع
ملاك العكور- رفض مجلس الأمن الدولي ليل (الثلاثاء الأربعاء) مشروع القرار الذي طرحته المجموعة العربية في الأمم المتحدة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، حيث لم يحظ المشروع بتأييد عدد الأصوات اللازمة لذلك، اضافة لاستخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) على مسودة المشروع الذي لطالما عارضته وعارضت توجه الفلسطينيين إلى مجلس الأمن الدولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وحول ذلك، قال أستاذ العلوم السياسية والنائب الأسبق، الدكتور حسني الشياب أن القيادة الفلسطينية الحالية التي سعت لانجاح هذا القرار مدعوماً من الحكومات العربية، هي ذاتها القيادات والحكومات التي دأبت الولايات المتحدة الأمريكية على إنشائها و تكوينها ودعمها.
وأضاف الشياب لـJo24 أن تلك القيادات دعمتها أمريكا بعد أن أصبح التحرير خارج أهدافها، مشيراً إلى أمريكا تصر على عبثية استمرار المفوضات لإعطاء المشروع الصهيوني كافة المقومات لتمكينه من فرض هيمنته تحت ملهاة ما يسمى بالمفاوضات.
وتابع، الدول العربية في ذلك المشروع تطلب القليل من حقها، إلا انه يتناقض مع المشروع الصهيوني، ولا تقبله الولايات المتحدة بحجة العودة إلى المفاوضات بدلاً من قرار في مجلس الأمن و تحويله إلى الأمم المتحدة.
وأكد الشياب أن الدول العربية لن تمارس الضغط على الولايات المتحدة وهي عاجزة اساساً عن ممارسة الضغط، "فالحكومات العربية الحالية بسياستها المعروفة تنتهج منطلقات خاطئة في علاقتها مع الولايات المتحدة وفي علاقتها مع المشروع الصهيوني ودولة اسرائيل".
وأضاف، أن "أمريكا حولت الدول العربية إلى صفر، وألغت تأثيرها على القرار الدولي، وهي تسعى لبناء علاقات أخرى في الاقليم كاسرائيل وايران، التي لطالما كانت بنظر أمريكا الممثل للارهاب الاسلامي والطائفية الدينية، وهي الآن بنفس الموقع مع ايران في تمزيق الوطن العربي وخلق صراعات دينية وطائفية".
وأكد أن النظام العربي لم يعد لاعباً سياسيا في النظام الدولي، فبعض الدول تتهالك وبعضها تستنزف قدراتها الذاتية بذاتها.
وقال المحلل السياسي الدكتور لبيب قمحاوي، أن الموقف الأمريكي تجاه المشروع لم يعد مفاجئا، فبات معروفاً أنها ستقوم باستخدام حق النقض، لافتاً إلى أن موقفها تجاه القضية العربية و الفلسطينية لم ولن يتغير.
وأشار إلى أن التغيير يجب أن يكون بالموقف، مضيفاً أن ذلك يتطلب أن تفهم الولايات المتحدة أن العلاقة بينها وبين العالم العربي تتوقف على قدرتها بممارسة سياسية متوازنة في المنطقة.
وأكد أن العرب لم يتخذوا أي اجراء يشعر أمريكا بأن مصالحها قد تكون في خطر إذا ما استمرت في سياساتها، فلم توجد الأسباب التي تدفعها للموافقة على المشروع، وعلى الحكومات أن تبدأ باتخاذ ما يكفي من اجراءات لوضع حد من الاستفحال الأمريكي.
ولفت إلا أنه من المعيب أن نتبنى مشروعا هو أقل ما يستحقه الفلسطينيون والعرب ومع ذلك لا نستطيع أن نجبر أمريكا على الأقل من الامتناع عن التصويت، مؤكداً أن الاجراء الذي اتخذته امريكا يعني أن أي محاولات لها تدعي من خلالها المحاولة بالاشراف على عملية السلام بين الاسرائيليين و الفلسطنيين كاذبة لأن قرار انهاء الاحتلال يمثل أهم مقومات السلام.
التعاون الذي تبديه الدول العربية لأمريكا تجاه إيران يجب أن يكون مشروطاً بتعديل السياسات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، إلأ أن الدول العربية تنازلت عن جميع حقوقها طواعية.