تصاعد العداء للمسلمين في السويد وملاحقتهم في مساجدهم
جو 24 : يشعر المسلمون في السويد بأن المجتمع ينقلب ضدّهم في وقت تتزايد فيه موجة الاعتداءات ضد المساجد في هذا البلد الذي ظنّ الكثيرون انه مكان آمن ولا يوجد فيه تمييز عنصري. شهدت الايام القليلة الماضية اضرام النار في ثلاثة مساجد في مدن مختلفة من السويد ، كان اكبرها في مسجد مدينة ايسكلستونا الذي اشتعلت فيه النار حين كان نحو 70 مصليا في المبنى. وقال عبد الرحمن فرح ورسمي امام المسجد "نحن غادرنا بلدنا كلاجئين ولم نكن نبحث عن طعام أو إعانات بل عن مكان نشعر فيه بالأمان". واضاف ورسمي الذي لجأ الى السويد قادما من الصومال انه حتى هذا الأمان لم يعد متوفرا للاجئين الآن. واضاف "لدينا احساس بأن المجتمع ينقلب ضدنا". ويرى مراقبون ان تدفق اللاجئين على اوروبا بدفع من الحرب في سوريا وتردي الأمن في العراق واستمرار النزاعات في القرن الأفريقي ، تضافرت مع الأزمات الاقتصادية في بلدان اوروبية والخوف من التطرف الاسلامي لاطلاق موجة عداء ضد المهاجرين وبشراسة خاصة ضد المسلمين تحديدا. وفي مواجهة هذا العداء تظاهر يوم الجمعة مئات السويديين أمام القصر الملكي في ستوكهولم ومدن أخرى تضامنا مع المسلمين بعد يوم على قيام مجهول بالقاء قنبلة حارقة على مسجد في مدينة اوبسالا شمال السويد وكتابة شعارات عنصرية على جدرانه. ورغم الركود الاقتصادي في السويد فانها جاءت ثالثة بعد المانيا وفرنسا في عدد طالبي اللجوء عام 2012 ، بحسب معهد سياسة الهجرة في واشنطن. ويقول المعهد ان السويد ، نسبة الى عدد سكانها ، كانت ثاني أكبر بلد بعدد طالبي اللجوء في الاتحاد الاوروبي بعد مالطا. ومن أصل 81 الف طالب لجوء في السويد عام 2014 كان نصفهم تقريبا من سوريا ، كما اعلن مجلس الهجرة السويدي. ومع تزايد أعداد اللاجئين أخذ العداء يتعاظم ضدهم. وفي هذه الأجواء حقق حزب الديمقراطيين السويدي المعادي للمهاجرين أفضل نتيجة في تاريخه بالحصول على نحو 13 في المئة من الأصوات في انتخابات ايلول/سبتمبر. وكان وصول هذا الحزب الى البرلمان في عام 2010 فتح باب نقاش ما كان ليمكن تخيله في السابق حول اعادة النظر بسياسة السويد التقليدية في استقبال الأجانب لأسباب انسانية وشمولهم بنظام الرعاية الاجتماعي الواسع في البلاد. ولاحظ ادريان غروغلوبو استاذ العلوم الاجتماعية في جامعة غوتنبرغ ان نجاح حزب الديمقراطيين السويدي جعل العنصرية مقبولة اجتماعيا. وقال الدكتور غروغلوبو لصحيفة نيويورك تايمز "نستطيع الآن ان نتحدث عن أشياء لم يكن مسموحا لنا بالحديث عنها سابقا. انه نوع من الانقلاب". وتعاظمت قوة حزب الديمقراطيين السويدي المعادي للمهاجرين رغم ان زهاء 20 في المئة من سكان السويد البالغ عددهم 9.6 ملايين ولدوا في الخارج أو لأبوين مهاجرين في السويد. وتبين الأرقام ان نسبة البطالة بين المهاجرين تزيد أكثر من مرتين على معدل البطالة العام البالغ 8 في المئة. وأدى هذا الفارق الى حدوث اضطرابات في احياء يسكنها مهاجرون خارج ستوكهولم عام 2013. وقال رئيس الجمعية الاسلامية في السويد عمر مصطفى ان اضرام النار في المساجد يكلل عاما من الاعتداءات المتزايدة ضد المسلمين ، من نزع الحجاب عن مسلمات في الشارع الى تخريب محتويات 14 مسجدا فضلا عن انتشار اللغة العنصرية او المعادية للمسلمين في الاعلام. واضاف مصطفى في اتصال هاتفي مع صحيفة نيويورك تايمز "انه تطور مخيف وحركة اخذت تنتقل من الانترنت الى العالم الحقيقي". وقال سمنتار ذو الأصل الصومالي انه يجد الآن صعوبة في انهاء صلاته دون ان يشم رائحة الدخان أو يسمع هسيس النار. وبعد نجاته من الحريق الذي أُشعل في مسجد مدينة ايسكلستونا قبل خمسة ايام على انتهاء 2014 خاف ان تحاصر النار نساء واطفالا كانوا في غرف أخرى من المسجد. واضاف سمنتار ان هذا الخوف ما زال يطارده حتى في نومه. واكد سمنتار ان المصلين كانوا دائما يصطحبون عائلاتهم الى المسجد قائلا "كان المسجد دائما مكاننا الآمن لكنه لم يعد آمنًا اليوم". ايلاف