إدارة ريال مدريد ودروس الماضي
جو 24 : بات جلياً هذا الموسم أن نادي ريال مدريد أصبح قوياً والمرشح الأبرز لتحقيق أي بطولة يشارك فيها ، وبدأت تظهر نتائج حسن إدارة سوق الإنتقالات في هذا الموسم أو المواسم القليلة السابقة.
ويبدو أن هذا التحسن في التعامل مع الإنتقالات جاء على ثلاثة مراحل ، فبعد أن كان يطلق على النادي الملكي بأنه مقبرة النجوم، مركزاً بصفقاته على الجانب الهجومي فقط والأسماء اللامعة التي تضمن النجاح التجاري متجاهلةً باقي خطوط الفريق ، جاء مورينيو ليغير هذه العقلية، مركزاً على جلب الأسماء المهمة للفريق فنياً وإن كانت يانعة مغمورة وغير بارزة في عالم النجوم ، بل عمد الى إجلاس أسماء كبيرة على الدكة عندما لم يقنعه أدائها متيحاً الفرصة لأسماء شابة تخدم رؤيته في الملعب ، وأبرز مثال على ذلك أوزيل وكاكا، وكذلك لوبيز وكاسياس ، وفاران وبيبي إلى حدٍ ما.
لكن وبالرغم من تقديمه لتشكيلة قوية ومتماسكة أعادت الهيبة لنادي العاصمة الأسباني، إلا أنه واجه انتقادات واسعة وحرب شعواء من الصحف الأسبانية الموالية للنادي متهمةً إياه باهمال العنصر الأسباني بل وتكوينه حلف برتغالي في مقابل اعتماد الغريم البرشلوني على تشكيلة أغلبها من الأسبان ومن مدرسة النادي هيمنت على تشكيلة المنتخب، مع انخفاض نسبة ممثلي الريال في المنتخب للاعبين أو ثلاثة في أحسن الأحوال.
وبعد انتهاء عهد مورينيو في النادي الملكي ومجيء الإيطالي أنشيلوتي، بدا حرص الإدارة على جلب اسم أو أكثر اسبانيين، فتم جلب ايسكو وايارمندي وكارفاخال ، وتصعيد موراتا وخيسيه وناتشو من الكاستيا، مع الإستعانة بأساطير النادي السابقين كمساعدين للمدرب وذلك بالاعتماد على زين الدين زيدان سابقاً والأسباني فيرناندو هييرو حالياً. وإعارة بعض الأسماء الشابة من أبناء النادي لإسترجاعها مستقبلاً إن ظهرت بمستوى طيب كما جرى سابقاً مع كارفاخال.
وكان الحرص أيضاً على جلب الأسماء البارزة التي تجلب الصيت الإعلامي، كجاريث بيل وبعده خيميس رودريغيز هداف المونديال ، وتم جلب الإسمين بأرقام عالية ، وكذلك تم تدعيم الفريق بأسماء مميزة وبأسعار مذهلة مقارنةً بمستواها، مثل توني كروس والحارس كيلور نافاس، وتم بيع عدة نجوم لتعويض ما تم صرفه في كل سوق انتقالات ،وبأفضل سعر ممكن لكل صفقة، مما يوحي أن الإدارة المدريدية قد تعلمت جيداً من دروس الماضي وأصبحت خبيرة في عملية البيع والشراء مالياً وفنياً.
فبالرغم من التكهنات بهبوط مستوى الفريق بعد بيعه أهم نجومه أوزيل أولاً، ودي ماريا وألونسو في العام الذي يليه، إلا أن المدرب الإيطالي أثبت أنه كان له بصمته في السوق باقتراحه للأسماء المميزة التي ستخدم رؤيته وتحسن تعويض الراحلين ، بل انه استطاع تغيير مراكز اللاعبين وايجاد التشكيلات المناسبة التي يستطيع تغييرها في المباراة الواحدة حسب متطلبات اللعب ، فكلما لحقت إصابة بأحد نجوم الفريق ووضع عشاق النادي أيديهم على قلوبهم استطاع بتغييرات بسيطة وابتكارات عبقرية ايجاد الحل، ليوجد لنا توليفةً مثالية بات العديدون يرونها أفضل تشكيلة في تاريخ النادي الملكي ، محققة الإنتصار تلو الآخر في معدل يتجاوز ال3.8 أهداف في المباراة الواحدة. وبعد تحقيقه في موسمه الأول للقب الأوروبي العاشر الذي بحث عنه الملكي طويلاً ، هاهو يتصدر الدوري الأسباني في موسمه الثاني ، ويمشي بكل ثقة صوب باقي الألقاب.
وما يميز هذه الإستراتيجية الجديدة في سوق الإنتقالات، غير أنها استطاعت جلب السلام بين النادي وصحافته وعشاقه الأسبان ، وجلبت الألقاب المهمة واستطاعت التغلب على الغريم في أكثر من مناسبة، بل والتغلب على كبار أوروبا ، أنها كونت تشكيلة شابة لايتجاوز معدل أعمارها 27 عاماً، بخلاف منافسه الأبرز برشلونة الذي يتجاوز معدل أعمار لاعبيه 29 عاماً، وفي حين يمتلك البارسا في صفوفه 16 لاعباً تجاوزت اعمارهم الـ 25 عاماً ، لايتجاوز عدد اللاعبين فوق ال25 عاماً في النادي الملكي 12 لاعباً فقط. وكذلك تحقيق النجاحات التجارية بأرباح خيالية تتجاوز أي وقت مضى، مع رفع نسبة أرباحه من الجانب التسويقي إثر نجاحاته الرياضية وصفقاته المدوية في سوق الإنتقالات، ليمضي النادي حثيثاً في هذا الجانب.
كل هذه المعطيات تبشر عشاق نادي القرن بمستقبل مليء بالنجاحات المستمرة ، وبسياسة مثمرة على باقي الأندية الإقتداء بها، فبعد أن شكل برشلونة ثورة في سياسات الأندية بضرورة الإعتماد على المدارس الكروية ، أعطى ريال مدريد حلولاً أخرى بعقد الصفقات مع النجوم الشابة وإعارة المميزين من أبناء النادي واسترجاعهم لاحقاً ، وتحقيق النجاح على الصعيدين الرياضي والتجاري، خلافاً لآندية سابقة استطاعت تحقيق النجاح في جانب واحد فقط، مهملة الجانب الآخر مما عجل بسقوط مشروعها الرياضي أو التجاري بسقوطها في دوامة الديون أو قيود قوانين اللعب النظيف.
ويبدو أن هذا التحسن في التعامل مع الإنتقالات جاء على ثلاثة مراحل ، فبعد أن كان يطلق على النادي الملكي بأنه مقبرة النجوم، مركزاً بصفقاته على الجانب الهجومي فقط والأسماء اللامعة التي تضمن النجاح التجاري متجاهلةً باقي خطوط الفريق ، جاء مورينيو ليغير هذه العقلية، مركزاً على جلب الأسماء المهمة للفريق فنياً وإن كانت يانعة مغمورة وغير بارزة في عالم النجوم ، بل عمد الى إجلاس أسماء كبيرة على الدكة عندما لم يقنعه أدائها متيحاً الفرصة لأسماء شابة تخدم رؤيته في الملعب ، وأبرز مثال على ذلك أوزيل وكاكا، وكذلك لوبيز وكاسياس ، وفاران وبيبي إلى حدٍ ما.
لكن وبالرغم من تقديمه لتشكيلة قوية ومتماسكة أعادت الهيبة لنادي العاصمة الأسباني، إلا أنه واجه انتقادات واسعة وحرب شعواء من الصحف الأسبانية الموالية للنادي متهمةً إياه باهمال العنصر الأسباني بل وتكوينه حلف برتغالي في مقابل اعتماد الغريم البرشلوني على تشكيلة أغلبها من الأسبان ومن مدرسة النادي هيمنت على تشكيلة المنتخب، مع انخفاض نسبة ممثلي الريال في المنتخب للاعبين أو ثلاثة في أحسن الأحوال.
وبعد انتهاء عهد مورينيو في النادي الملكي ومجيء الإيطالي أنشيلوتي، بدا حرص الإدارة على جلب اسم أو أكثر اسبانيين، فتم جلب ايسكو وايارمندي وكارفاخال ، وتصعيد موراتا وخيسيه وناتشو من الكاستيا، مع الإستعانة بأساطير النادي السابقين كمساعدين للمدرب وذلك بالاعتماد على زين الدين زيدان سابقاً والأسباني فيرناندو هييرو حالياً. وإعارة بعض الأسماء الشابة من أبناء النادي لإسترجاعها مستقبلاً إن ظهرت بمستوى طيب كما جرى سابقاً مع كارفاخال.
وكان الحرص أيضاً على جلب الأسماء البارزة التي تجلب الصيت الإعلامي، كجاريث بيل وبعده خيميس رودريغيز هداف المونديال ، وتم جلب الإسمين بأرقام عالية ، وكذلك تم تدعيم الفريق بأسماء مميزة وبأسعار مذهلة مقارنةً بمستواها، مثل توني كروس والحارس كيلور نافاس، وتم بيع عدة نجوم لتعويض ما تم صرفه في كل سوق انتقالات ،وبأفضل سعر ممكن لكل صفقة، مما يوحي أن الإدارة المدريدية قد تعلمت جيداً من دروس الماضي وأصبحت خبيرة في عملية البيع والشراء مالياً وفنياً.
فبالرغم من التكهنات بهبوط مستوى الفريق بعد بيعه أهم نجومه أوزيل أولاً، ودي ماريا وألونسو في العام الذي يليه، إلا أن المدرب الإيطالي أثبت أنه كان له بصمته في السوق باقتراحه للأسماء المميزة التي ستخدم رؤيته وتحسن تعويض الراحلين ، بل انه استطاع تغيير مراكز اللاعبين وايجاد التشكيلات المناسبة التي يستطيع تغييرها في المباراة الواحدة حسب متطلبات اللعب ، فكلما لحقت إصابة بأحد نجوم الفريق ووضع عشاق النادي أيديهم على قلوبهم استطاع بتغييرات بسيطة وابتكارات عبقرية ايجاد الحل، ليوجد لنا توليفةً مثالية بات العديدون يرونها أفضل تشكيلة في تاريخ النادي الملكي ، محققة الإنتصار تلو الآخر في معدل يتجاوز ال3.8 أهداف في المباراة الواحدة. وبعد تحقيقه في موسمه الأول للقب الأوروبي العاشر الذي بحث عنه الملكي طويلاً ، هاهو يتصدر الدوري الأسباني في موسمه الثاني ، ويمشي بكل ثقة صوب باقي الألقاب.
وما يميز هذه الإستراتيجية الجديدة في سوق الإنتقالات، غير أنها استطاعت جلب السلام بين النادي وصحافته وعشاقه الأسبان ، وجلبت الألقاب المهمة واستطاعت التغلب على الغريم في أكثر من مناسبة، بل والتغلب على كبار أوروبا ، أنها كونت تشكيلة شابة لايتجاوز معدل أعمارها 27 عاماً، بخلاف منافسه الأبرز برشلونة الذي يتجاوز معدل أعمار لاعبيه 29 عاماً، وفي حين يمتلك البارسا في صفوفه 16 لاعباً تجاوزت اعمارهم الـ 25 عاماً ، لايتجاوز عدد اللاعبين فوق ال25 عاماً في النادي الملكي 12 لاعباً فقط. وكذلك تحقيق النجاحات التجارية بأرباح خيالية تتجاوز أي وقت مضى، مع رفع نسبة أرباحه من الجانب التسويقي إثر نجاحاته الرياضية وصفقاته المدوية في سوق الإنتقالات، ليمضي النادي حثيثاً في هذا الجانب.
كل هذه المعطيات تبشر عشاق نادي القرن بمستقبل مليء بالنجاحات المستمرة ، وبسياسة مثمرة على باقي الأندية الإقتداء بها، فبعد أن شكل برشلونة ثورة في سياسات الأندية بضرورة الإعتماد على المدارس الكروية ، أعطى ريال مدريد حلولاً أخرى بعقد الصفقات مع النجوم الشابة وإعارة المميزين من أبناء النادي واسترجاعهم لاحقاً ، وتحقيق النجاح على الصعيدين الرياضي والتجاري، خلافاً لآندية سابقة استطاعت تحقيق النجاح في جانب واحد فقط، مهملة الجانب الآخر مما عجل بسقوط مشروعها الرياضي أو التجاري بسقوطها في دوامة الديون أو قيود قوانين اللعب النظيف.