الأميرة هيا..ساحرة رياضة الفروسية
جو 24 : ثمة من يتساءل ماذا الذي ستفتقده الأميرة هيا بن الحسين، ابنة العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال، وزوجة نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء، حاكم إمارة دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ورئيسة إحدى أكبر الاتحادات الدولية في رياضة الألعاب الأولمبية والتي تبلغ من العمر 40 عاماً، عندما تصل إلى نهاية فترتي رئاستها للاتحاد الدولي للفروسية في ديسمبر/كانون الأول المقبل؟
قد يبدو الجواب، أن الأميرة هيا هي واحدة من قلة من النساء اللواتي تبوأن مناصب بارزة في رياضة الألعاب الأولمبية، ما يضفي شعورا كبيرا بالإجلال والاحترام الذي تركت أثره لدى أبرز الفرسان على الساحة الدولية.
فتجدها تقلد الفرسان، وفي مقدمتهم الفارس البريطاني في رياضة قفز الحواجز، لي بيرسون، والذي يضع حول عنقه ثلاث ميداليات ذهبية فاز بها في بطولة العالم لألعاب الفروسية، في مدينة كان الفرنسية في نورماندي. ويقدم بيرسون تحية تقدير واحترام إلى الأميرة هيا في إحدى سباقات الفروسية، حيث تظهر ميدالياته من فوق كتفها قائلاً: "الآن سيدتي، أدرك جيداً مدى مهارتك في سباق قفز الحواجز، وربما لم تحصدين ما يكفي من الميداليات الذهبية، لذا فكرت بالسماح لك بلمس ميدالياتي."
ويقول بيرسون: "تمكنت الأميرة هيا من إدراج عدة بلدان في رياضة الفروسية، بعدما كان مفهوم الرياضة النخبوية يسيطر على سباقات الفروسية." وأضاف: "عملت الأميرة هيا بجد في إنجاح دورة الألعاب التي أقيمت في لندن، وأصرت على أن البريطانيين ليسوا مجرد فرسان، بل أيضا لاعبين رياضيين."
وكانت الفارسة والأميرة هيا قامت قد مثلت بلادها، عندما حملت علم الأردن في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في مدينة سيدني الأسترالية عام 2000، من خلال مشاركتها في سباق قفز الحواجز.
وبعد مرور اربعة أعوام، تزوجت من الشيخ محمد بن راشد، والمعروف بشغفه بالخيول والفروسية وكل ما يخص سباقات القدرة.
وبحلول العام 2006 أصبح الشيح محمد بن راشد حاكماً لإمارة دبي، ورئيس الوزراء في دولة الإمارات العربية، وتم انتخاب الأميرة هيا لرئاسة الإتحاد الدولي للفروسية. ومنذ ذلك الوقت، أدت (الأميرة) دوراً بارزاً في تطوير رياضة الفروسية وضمان الحفاظ على مكانتها في القمة بين الألعاب الرياضية الأخرى.
وتقول الأميرة هيا: "السبب الرئيسي الذي جعلني أتقدم لرئاسة الاتحاد الدولي للفروسية، لم يتمثل بأن رياضة الفروسية أصبحت سيئة أو تراجعت للوراء، ولكن حقيقة أن اتحادات فيدرالية أخرى تحرّكت بسرعة أكبر،" مضيفة أن "روح المنافسة" موجودة، والاتحادات الفيدرالية "تتنافس على مكانتها في المسابقات الدولية، كما يتنافس الرياضيون، وتابعت بالقول: "يجب ضمان تبوأ هذا النوع من الرياضة القمة."
وتشير الأميرة هيا إلى أن "دورة الألعاب الفروسية العالمية تعتبر دليلاً على أن الاتحاد الدولي للفروسية يقوم بعمله على أتم وجه."
وأظهرت النسخة الأخيرة لهذا الحدث الذي يقام كل أربع سنوات مشاركة ما يزيد عن ألف خيل وفارس من 74 دولة. ويؤكد الاتحاد الدولي للفروسية أنّ أكثر من نصف مليار شخص حضروا بعض الفعاليات التي تمثلت في ثمانية تخصصات بمنافسة الفروسية.
وتقول الأميرة هيا: "لم يسبق وجود حدث للفروسية أكبر من ذلك،" لافتة إلى أن "التطور الذي حدث على مدى السنوات الأربع الماضية، أحدث فرقاً ملحوظاً،" ومؤكدة أن "نسبة أكبر من الجمهور حضرت المباريات، وبالتالي فنحن قادرون على تصدير رياضتنا إلى جمهور جديد." وتشير إلى أن تغيرا طرأ في كون أن "الرياضيين لن يقوموا بممارسة السباقات بعد الآن بسبب اهتمام العائلة فقط، بل العالم أجمع."
أما هذا الأمر، فيستفيد منه المرشحون الستة الذين تقدموا لرئاسة الاتحاد الدولي للفروسية، في المرة المقبلة التي تدعو فيها اللجنة الأولمبية الدولية، للدفاع عن مستقبل التخصصات الأساسية لرياضة الفروسية.
وتعتقد الأميرة هيا أن طلب اللجنة الأولمبية بإزالة واحدة من التخصصات من الرياضات الكبرى من أجل استيعاب رياضة أصغر جديدة في دورة طوكيو والدورات التي تليها، هو أمر وارد، ما يجعلها ترى أهمية المعركة التي سيخوضها الاتحاد الدولي للفروسية من أجل حماية التخصصات الأولمبية الثلاث الأساسية، أي سباق قفز الحواجز، والفروسية، والدريساج "الترويض".
محللون يعتقدون أن سباقات القدرة، والتي تتميز بشعبية هائلة في الشرق الأوسط، كان لها تأثيرها على قرار الأميرة هيا في عدم قبول الترشح للاتحاد الدولي للفروسية، رغم طلب العديد من الأعضاء، بسبب فضائح المنشطات وتأثيرها على صحة الخيول.
فقد وضعت رئاسة الأميرة هيا للاتحاد الدولي للفروسية، تحت الأضواء، بعدما صدور قرار يقضي بحظر مشاركة زوجها الشيخ محمد بن راشد في السباقات لمدة ستة أشهر عام 2009 لقضية على صلة بمنشاطات الخيول.
وقالت الأميرة هيا حينها، بعد أن سلمت زمام سباقات القدرة لزملائها، بسبب تضارب المصالح في قضية زوجها، إن هذه القضايا "تدار حالياً بشكل جيد جداً" من قبل الاتحاد الدولي للفروسية، موضحة أن "رياضة الفروسية أصبحت عرضة للانتقاد، وكذلك الاتحاد الدولي للفروسية، وذلك بسبب عدم تحركه بسرعة كافية في مثل هذه الأمور."
وأضافت قائلة: "لا يمكن أن يكون لديك ردة فعل غير محسوبة، بل يجب أن تمر في فترة من الحوار ومراقبة الوضع من كل الجوانب. لقد كانوا أقوياء بما فيه الكفاية للقيام ذلك، وأنا اعتقد أنهم بذلوا ما في استطاعتهم لحماية الخيول، ونزاهة الرياضة."
أما تصويت الاتحاد الدولي للفروسية على الشخص الذي سيحل مكان الأميرة هيا، في غضون ثلاثة أشهر، سيسعى إلى تحديد مسار هذه الرياضة على الأقل خلال السنوات الأربع المقبلة.
وفي بيان رسمي، أوضحت الأميرة هيا سبب تنحيها عن رئاسة الاتحاد الدولي للفروسية، بوجود أولويات أخرى لديها، وعلى رأسها قضاء وقتها مع عائلتها، ومن ثم التوجه إلى الاهتمام بالعمل الإنساني في غزّة.
وتقول الأميرة هيا: "أدركت أن فترة منصب الرئاسة ينبغي أن يكون لمدة ثماني سنوات فقط، وأنا ما زلت أشعر بأهمية ذلك،" مضيفة أن ذلك المنصب "يتطلب العمل لمدة 12 ساعة، ما يعتبر بمثابة وظيفة بدوام كامل، وفعلاً يمكن القيام بمهام هذا المنصب فقط لمدة 8 سنوات، أي الوقت الذي تنفذ فيه أفكارك،" ومشيرةً إلى أنّ "الرياضة أكبر من أي اتحاد دولي. وفي بعض الأحيان، يمتلكك الشعور أن العالم يدور حولك. وأنا أعرف دائماً أنه إذا توقفنا، فإن الرياضة لن تتوقف أبداً، ومن الجدير معرفة ذلك."
وفيما يتعلق بمركزها غير العادي كامرأة رائدة في عالم الرياضة، تقول الأميرة هيا: "أعتقد أنه تم تحقيق الكثير لمساعدة النساء للوصول إلى تلك المناصب، ولكن بالنسبة لي ما ينقصني، هو الوصول من خلال القاعدة الشعبية."
وأضافت موضحة: "بالنسبة لي كان الأمر سهل، بسبب مسيرتي كرياضية، حيث تنافست في الألعاب الأولمبية، ومن ثم تفاعلت مع الاتحادات الوطنية، وتعرفت إلى كيفية عملها، وانطلقت في هذا المسار."
وتشير الأميرة هيا إلى أن "ما ينقصنا هو تلك الفرصة التي يجب أن تعطى للنساء على مستوى القاعدة الشعبية في غيرها من الألعاب الرياضية."
وتلفت الأميرة هيا إلى أن "هناك فرق كبير بين الشخص الذي يستحق القيام بهذه المهمة، والذي يصادف أن يكون إمرأة، وبين امرأة تحصل على الوظيفة فقط لكونها امرأة."
سي ان ان.
قد يبدو الجواب، أن الأميرة هيا هي واحدة من قلة من النساء اللواتي تبوأن مناصب بارزة في رياضة الألعاب الأولمبية، ما يضفي شعورا كبيرا بالإجلال والاحترام الذي تركت أثره لدى أبرز الفرسان على الساحة الدولية.
فتجدها تقلد الفرسان، وفي مقدمتهم الفارس البريطاني في رياضة قفز الحواجز، لي بيرسون، والذي يضع حول عنقه ثلاث ميداليات ذهبية فاز بها في بطولة العالم لألعاب الفروسية، في مدينة كان الفرنسية في نورماندي. ويقدم بيرسون تحية تقدير واحترام إلى الأميرة هيا في إحدى سباقات الفروسية، حيث تظهر ميدالياته من فوق كتفها قائلاً: "الآن سيدتي، أدرك جيداً مدى مهارتك في سباق قفز الحواجز، وربما لم تحصدين ما يكفي من الميداليات الذهبية، لذا فكرت بالسماح لك بلمس ميدالياتي."
ويقول بيرسون: "تمكنت الأميرة هيا من إدراج عدة بلدان في رياضة الفروسية، بعدما كان مفهوم الرياضة النخبوية يسيطر على سباقات الفروسية." وأضاف: "عملت الأميرة هيا بجد في إنجاح دورة الألعاب التي أقيمت في لندن، وأصرت على أن البريطانيين ليسوا مجرد فرسان، بل أيضا لاعبين رياضيين."
وكانت الفارسة والأميرة هيا قامت قد مثلت بلادها، عندما حملت علم الأردن في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في مدينة سيدني الأسترالية عام 2000، من خلال مشاركتها في سباق قفز الحواجز.
وبعد مرور اربعة أعوام، تزوجت من الشيخ محمد بن راشد، والمعروف بشغفه بالخيول والفروسية وكل ما يخص سباقات القدرة.
وبحلول العام 2006 أصبح الشيح محمد بن راشد حاكماً لإمارة دبي، ورئيس الوزراء في دولة الإمارات العربية، وتم انتخاب الأميرة هيا لرئاسة الإتحاد الدولي للفروسية. ومنذ ذلك الوقت، أدت (الأميرة) دوراً بارزاً في تطوير رياضة الفروسية وضمان الحفاظ على مكانتها في القمة بين الألعاب الرياضية الأخرى.
وتقول الأميرة هيا: "السبب الرئيسي الذي جعلني أتقدم لرئاسة الاتحاد الدولي للفروسية، لم يتمثل بأن رياضة الفروسية أصبحت سيئة أو تراجعت للوراء، ولكن حقيقة أن اتحادات فيدرالية أخرى تحرّكت بسرعة أكبر،" مضيفة أن "روح المنافسة" موجودة، والاتحادات الفيدرالية "تتنافس على مكانتها في المسابقات الدولية، كما يتنافس الرياضيون، وتابعت بالقول: "يجب ضمان تبوأ هذا النوع من الرياضة القمة."
وتشير الأميرة هيا إلى أن "دورة الألعاب الفروسية العالمية تعتبر دليلاً على أن الاتحاد الدولي للفروسية يقوم بعمله على أتم وجه."
وأظهرت النسخة الأخيرة لهذا الحدث الذي يقام كل أربع سنوات مشاركة ما يزيد عن ألف خيل وفارس من 74 دولة. ويؤكد الاتحاد الدولي للفروسية أنّ أكثر من نصف مليار شخص حضروا بعض الفعاليات التي تمثلت في ثمانية تخصصات بمنافسة الفروسية.
وتقول الأميرة هيا: "لم يسبق وجود حدث للفروسية أكبر من ذلك،" لافتة إلى أن "التطور الذي حدث على مدى السنوات الأربع الماضية، أحدث فرقاً ملحوظاً،" ومؤكدة أن "نسبة أكبر من الجمهور حضرت المباريات، وبالتالي فنحن قادرون على تصدير رياضتنا إلى جمهور جديد." وتشير إلى أن تغيرا طرأ في كون أن "الرياضيين لن يقوموا بممارسة السباقات بعد الآن بسبب اهتمام العائلة فقط، بل العالم أجمع."
أما هذا الأمر، فيستفيد منه المرشحون الستة الذين تقدموا لرئاسة الاتحاد الدولي للفروسية، في المرة المقبلة التي تدعو فيها اللجنة الأولمبية الدولية، للدفاع عن مستقبل التخصصات الأساسية لرياضة الفروسية.
وتعتقد الأميرة هيا أن طلب اللجنة الأولمبية بإزالة واحدة من التخصصات من الرياضات الكبرى من أجل استيعاب رياضة أصغر جديدة في دورة طوكيو والدورات التي تليها، هو أمر وارد، ما يجعلها ترى أهمية المعركة التي سيخوضها الاتحاد الدولي للفروسية من أجل حماية التخصصات الأولمبية الثلاث الأساسية، أي سباق قفز الحواجز، والفروسية، والدريساج "الترويض".
محللون يعتقدون أن سباقات القدرة، والتي تتميز بشعبية هائلة في الشرق الأوسط، كان لها تأثيرها على قرار الأميرة هيا في عدم قبول الترشح للاتحاد الدولي للفروسية، رغم طلب العديد من الأعضاء، بسبب فضائح المنشطات وتأثيرها على صحة الخيول.
فقد وضعت رئاسة الأميرة هيا للاتحاد الدولي للفروسية، تحت الأضواء، بعدما صدور قرار يقضي بحظر مشاركة زوجها الشيخ محمد بن راشد في السباقات لمدة ستة أشهر عام 2009 لقضية على صلة بمنشاطات الخيول.
وقالت الأميرة هيا حينها، بعد أن سلمت زمام سباقات القدرة لزملائها، بسبب تضارب المصالح في قضية زوجها، إن هذه القضايا "تدار حالياً بشكل جيد جداً" من قبل الاتحاد الدولي للفروسية، موضحة أن "رياضة الفروسية أصبحت عرضة للانتقاد، وكذلك الاتحاد الدولي للفروسية، وذلك بسبب عدم تحركه بسرعة كافية في مثل هذه الأمور."
وأضافت قائلة: "لا يمكن أن يكون لديك ردة فعل غير محسوبة، بل يجب أن تمر في فترة من الحوار ومراقبة الوضع من كل الجوانب. لقد كانوا أقوياء بما فيه الكفاية للقيام ذلك، وأنا اعتقد أنهم بذلوا ما في استطاعتهم لحماية الخيول، ونزاهة الرياضة."
أما تصويت الاتحاد الدولي للفروسية على الشخص الذي سيحل مكان الأميرة هيا، في غضون ثلاثة أشهر، سيسعى إلى تحديد مسار هذه الرياضة على الأقل خلال السنوات الأربع المقبلة.
وفي بيان رسمي، أوضحت الأميرة هيا سبب تنحيها عن رئاسة الاتحاد الدولي للفروسية، بوجود أولويات أخرى لديها، وعلى رأسها قضاء وقتها مع عائلتها، ومن ثم التوجه إلى الاهتمام بالعمل الإنساني في غزّة.
وتقول الأميرة هيا: "أدركت أن فترة منصب الرئاسة ينبغي أن يكون لمدة ثماني سنوات فقط، وأنا ما زلت أشعر بأهمية ذلك،" مضيفة أن ذلك المنصب "يتطلب العمل لمدة 12 ساعة، ما يعتبر بمثابة وظيفة بدوام كامل، وفعلاً يمكن القيام بمهام هذا المنصب فقط لمدة 8 سنوات، أي الوقت الذي تنفذ فيه أفكارك،" ومشيرةً إلى أنّ "الرياضة أكبر من أي اتحاد دولي. وفي بعض الأحيان، يمتلكك الشعور أن العالم يدور حولك. وأنا أعرف دائماً أنه إذا توقفنا، فإن الرياضة لن تتوقف أبداً، ومن الجدير معرفة ذلك."
وفيما يتعلق بمركزها غير العادي كامرأة رائدة في عالم الرياضة، تقول الأميرة هيا: "أعتقد أنه تم تحقيق الكثير لمساعدة النساء للوصول إلى تلك المناصب، ولكن بالنسبة لي ما ينقصني، هو الوصول من خلال القاعدة الشعبية."
وأضافت موضحة: "بالنسبة لي كان الأمر سهل، بسبب مسيرتي كرياضية، حيث تنافست في الألعاب الأولمبية، ومن ثم تفاعلت مع الاتحادات الوطنية، وتعرفت إلى كيفية عملها، وانطلقت في هذا المسار."
وتشير الأميرة هيا إلى أن "ما ينقصنا هو تلك الفرصة التي يجب أن تعطى للنساء على مستوى القاعدة الشعبية في غيرها من الألعاب الرياضية."
وتلفت الأميرة هيا إلى أن "هناك فرق كبير بين الشخص الذي يستحق القيام بهذه المهمة، والذي يصادف أن يكون إمرأة، وبين امرأة تحصل على الوظيفة فقط لكونها امرأة."
سي ان ان.