الله هو من يغنيني ﻻ عبده
من مساوئ وسائل التواصل أن البعض صار ﻻ يسمع ربع الحقيقة بل غالبا يصدق الجزء الذي يريده أو الذي يمثل مشاعره الشخصية تجاه قائل الكلام أو صاحب الموقف
فأصبح أغلبنا ﻻ يناقش المعلومة أو الفكرة بل يهتم و يناقش بصاحبها و رأيه العاطفي و الشخصي منه.
و هذا ما يحدث معي شخصيا ، فالبعض يختلق الكلام و يزوره علنا و البعض يحور معاني كلامي بما يناسب موقفه الشخصي مني و الذي قد أخذه ربما من كاذب أو حاقد بل ربما من كرة قدم و مشاكلها المعروفة للقاصي و الداني.
و يتناقل الجميع الخبر كما سمعوه دون تكليف نفسهم عناء قراءة ما كتبت أو مشاهدة و سماع ما قلت و يحاكموني و يصدرون أحكامهم القاسية دون سؤالي أو اﻹستفسار مني فهم صدقوا ما قاله فلان ﻷنه ناسب عواطفهم.
الوطن ليس فندقا و الوطنية ليست مكاسب ومناصب، الوطن هو نحن معا ﻻ أنا أو أنت
و الوطنية و حب الوطن هو اخلاصنا في عملنا و في خدمة أهل الوطن الذي نحب
الوطنية ليست شعارات و اتهامات لمن يخالفنا الرأي بأنه غير مخلص لوطنه ، بل هي أن نعمل معا و نبني معا مستقبل أولادنا في وطن آمن و فيه من الوفرة الكثير.
موقفي السياسي من أي قضية هو موقفي أنا و لن أغيره لضغوط أو جدال ، أغير موقفي و بكل جرأة عندما أراه أنه خطأ و أتمسك به أكثر و أكثر عندما أراه صوابا.
فمن لا يعجبه موقفي السياسي أو موقف غيري ربما أيضا لا يعجبنا موقفه و لكن لنتحاور و نتناقش فكلنا يحب الوطن و لكن نختلف في طريقة التعبير عن هذا الحب.
اﻵن أتكلم و أعلن أنني أتعرض لضغوط كثيرة بسبب مواقفي السياسية و بدأت الضغوط تصل حتى على لقمة عيشي و عيش أولادي.
و لترتاحوا اعلموا أنني حر و ابن رجل حر و ابن مدرسة علمتني أن الحياة وقفة عز فقط لذا مهما كانت الضغوط المعنوية أو المادية كبيرة و مؤلمة لن أبدل قناعاتي و أفكاري فمن يبدل قناعاته من جراء ضغوط كأنما باع نفسه و هذه الكلمة ليست موجودة في قاموسي.
عندما نلفظ كلمة برلمان يرافق هذه الكلمة تعابير كثيرة كديموقراطية و حرية رأي و حرية تعبير ،فكيف لبرلماني أن ﻻ يقبل الرأي اﻵخر؟
و أطلب من السادة الزملاء أن يتأكدوا مني شخصيا قبل اصدار أحكامهم و تهجمهم ، فالهجوم و الصراخ و الاتهام سهل جدا و لكنه بلا نتائج لذا لنبحث عن وسائل أكثر نفعا غيرها.
وأخيراً
أنا ما تعودت أن أدفن الحق و أبكي عليه و ﻻ تعلمت أن أجامل في الحق و لو على حساب روحي
و لا أقبل أن أكون شيطاناً أخرساً ساكتاً عن قول ما يراه حقا
سأقول ما أراه حقا و سأدافع عن كل من أراه مظلوما و لن يخيفني تهديد و لن يمنعني وعيد و لن يوقفني قطع باب رزق، فالله هو من يغنيني ﻻ عبده