أسباب تحجر الثدي واحتقانه
تحجّر الثدي، المعروف أيضًا باحتقان الثدي، هو حالة تحدث عندما يمتلئ الثدي بالحليب بشكل مفرط، مما يؤدي إلى شعور بالألم. تُعتبر هذه الحالة من المضاعفات الشائعة التي قد تواجهها الأمهات خلال فترة الرضاعة الطبيعية. في هذه الحالة، يُنتج الثدي كميات كبيرة من الحليب تفوق ما يحتاجه الطفل، وقد تستمر هذه الحالة لأكثر من الأسابيع الأولى بعد الولادة.
أسباب تحجّر الثدي
هناك عدة أسباب تؤدي إلى تحجّر الثدي، وسنستعرضها بالتفصيل فيما يلي:
تحجّر الثدي الأساسي
تحجّر الثدي الأساسي يُعتبر حالة طبيعية، حيث تشير الأم إلى أن جسمها ينتج كميات كافية من الحليب لإرضاع طفلها. يحدث هذا التحجّر عادةً بعد ثلاثة إلى خمسة أيام من الولادة، حيث يبدأ الثدي بإنتاج كميات كبيرة من الحليب السائل بدلاً من حليب اللبأ الكثيف. الهدف من زيادة إنتاج الحليب هو ضمان وجود كمية كافية للطفل.
خلال هذه الفترة، تلاحظ الأم زيادة في حجم الثدي وثقله، بالإضافة إلى زيادة تدفق الدم إلى الثديين. قد يؤدي امتلاء الثدي إلى ظهور الحلمات بشكل مسطح، ولكن بعد حوالي أسبوعين من الولادة، يعود الثدي إلى وضعه الطبيعي حيث يتكيف الجسم مع احتياجات الطفل. يُعتبر هذا التحجّر علامة على أن الأم تنتج ما يكفي من الحليب، مما يساهم في تلبية احتياجات الطفل الغذائية.
تحجّر الثدي الثانوي
قد يحدث تحجّر الثدي أيضًا مع تقدم الطفل في العمر، ويُعرف بتحجّر الثدي الثانوي. يحدث هذا عادةً نتيجة لتغير كمية الحليب التي يتناولها الطفل. هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى ذلك، منها:
- تغيير جدول المُمارسات الروتينية: تغيير نمط الحياة اليومي للأم وطفلها يمكن أن يؤثر على كمية الحليب. إذا لم يتم التحكم في هذه التغييرات، فقد يؤدي ذلك إلى تحجّر الثدي. من بين هذه التغييرات:
- تغيير نمط نوم الطفل أو قيلولته.
- تغييرات في نشاطات الأم مثل العمل أو السفر.
- معاناة الطفل من مشاكل صحية تؤثر على قدرته على الرضاعة.
- الإدرار الفائض للحليب: يحدث الإدرار الفائض للحليب عندما ينتج الثدي كميات أكبر مما يحتاجه الطفل. قد يكون ذلك بسبب:
- مشاكل في تنظيم عملية الرضاعة، مثل عدم تفريغ الثديين بشكل كافٍ.
- ارتفاع مستوى هرمون البرولاكتين، المسؤول عن إنتاج الحليب.
- الفطام أو تغيير النظام الغذائي للطفل: يمكن أن يحدث تحجّر الثدي أيضًا نتيجة لتغييرات في النظام الغذائي للطفل، مثل بدء إدخال الأطعمة الصلبة. هذه التغييرات قد تؤثر على كمية الحليب التي يحتاجها الطفل، مما يؤدي إلى تحجّر الثدي.
تُعتبر هذه العوامل مجتمعة من الأسباب الرئيسية التي قد تؤدي إلى تحجّر الثدي، مما يستدعي من الأمهات الانتباه إلى التغيرات التي قد تطرأ على نمط حياة أطفالهن واحتياجاتهم الغذائية.
كيفية التعامل مع تحجّر الثدي
عند مواجهة حالة تحجّر الثدي، يُنصح الأمهات باتباع بعض الخطوات للتخفيف من الأعراض المصاحبة. من بين هذه الخطوات:
- الرضاعة المتكررة: يُفضل إرضاع الطفل بشكل متكرر لضمان تفريغ الثديين من الحليب الزائد، مما يساعد في تخفيف الشعور بالامتلاء.
- تغيير وضعية الرضاعة: يمكن أن تساعد تغيير وضعيات الرضاعة في تفريغ الحليب بشكل أفضل، مما يقلل من الاحتقان.
- استخدام الكمادات الدافئة: يمكن استخدام الكمادات الدافئة قبل الرضاعة لتحفيز تدفق الحليب وتخفيف الألم.
- تجنب الفطام المفاجئ: إذا كانت الأم تفكر في الفطام، يُفضل أن يتم ذلك تدريجيًا لتجنب تحجّر الثدي.
إذا استمرت حالة تحجّر الثدي أو تفاقمت الأعراض، يُنصح بزيارة الطبيب لتقديم المشورة والعلاج المناسب.













