أسباب نمو الطفل بسرعة خلال السنوات الأولى

تعتبر السنة الأولى من حياة الطفل فترة مدهشة، حيث يزداد طول الطفل بمعدل يقارب 25 سم، ويصبح وزنه ثلاثة أضعاف وزنه عند الولادة. يعود السبب في هذه الزيادة الكبيرة في النمو إلى أن أكبر طفرة نمو تحدث قبل الولادة وفي السنة الأولى من الحياة. إذ ينمو الطفل بمعدل يصل إلى 75 سم منذ أن كان بويضة صغيرة لا يمكن رؤيتها إلا بالمجهر. خلال هذه الطفرة، يلاحظ الأهل تطورات جسمية وعقلية سريعة، حيث يتحسن النمو العقلي ويكتسب الطفل مهارات جديدة لم يكن قادراً على تعلمها سابقاً. كما يزداد محيط رأسه ووزنه وطوله بشكل ملحوظ.

قد يلاحظ الأهل تباطؤاً في نمو طفلهم بعد السنة الأولى، ولكن هذا أمر طبيعي. يستمر طول الطفل في النمو بمعدل ثابت يبلغ حوالي 6 سم سنوياً حتى سن المراهقة. من المهم أن نلاحظ أن نمو الأطفال يختلف من طفل لآخر، حيث قد يكون بطيئاً في بعض الأوقات، بينما يحدث نمو سريع في أوقات أخرى.

مراحل زيادة طول ووزن الطفل خلال السنوات الأولى

يمكن توقع معدل نمو الرضع الأصحاء إلى حد ما، رغم اختلاف أحجامهم. إليك بعض الإرشادات العامة حول نمو الرضيع خلال سنته الأولى:

• من الولادة إلى عمر 6 أشهر: يزداد وزن الطفل بمعدل 140-200 جرام أسبوعياً، مما يعني أنه من المتوقع أن يصل وزنه إلى ضعف وزنه عند الولادة بحلول عمر 5 أشهر. أما طوله، فقد يزداد بمعدل 1.5-2.5 سم شهرياً.
• الفترة بين 6 إلى 12 شهراً: يزداد وزن الطفل بمعدل 85-140 جرام أسبوعياً، ومن المتوقع أن يصل وزنه إلى ثلاثة أضعاف وزنه عند الولادة عند بلوغه العام الأول. أما طوله، فقد يزداد بمعدل 1 سم شهرياً.
• خلال السنة الثانية: يتباطأ النمو خلال العام الثاني، حيث يزداد وزن الطفل بمعدل 2.27 كغم في السنة، بينما قد يصل طوله إلى حوالي 10 إلى 12 سم بنهاية السنة الثانية.
• خلال السنة الثالثة: يستمر النمو ببطء مقارنة بالعام الأول، حيث يزداد طول الطفل بمعدل 5-7.5 سم، بينما يزداد وزنه بمعدل 1.8-2.7 كغم في السنة.
• بعد سن الثالثة: يستمر طول ووزن الطفل في الزيادة حتى يصل إلى سن المدرسة، حيث يزداد طوله بمعدل 5 سم سنوياً ويكتسب 2.7 كغم سنوياً.

العوامل التي تؤثر في نمو الطفل

هناك عدة عوامل تؤثر على نمو الطفل وشكل جسمه وطوله عندما يصبح بالغاً. من بين هذه العوامل:

• الجينات: تحدد سرعة نمو الإنسان وطوله وشكله عند البلوغ. تأخذ الجينات شكلها من اندماج الحيوان المنوي للأب مع بويضة الأم، مما يؤدي إلى حصول الطفل على مجموعة جينات من كل من الوالدين.
• نوعية وكمية الطعام: تلعب التغذية دوراً مهماً في نمو الطفل، حيث أن تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية يساعد في تعزيز النمو الصحي.
• الجنس: قد يؤثر جنس الطفل على معدل نموه، حيث أن الذكور قد ينمون بشكل أسرع في بعض الفترات مقارنة بالإناث.
• الصحة العامة: وجود أي مشاكل صحية قد تؤثر على نمو الطفل، حيث أن الأمراض المزمنة أو الحالات الصحية قد تعيق النمو الطبيعي.
• الهرمونات: تلعب الهرمونات دوراً أساسياً في تنظيم نمو الطفل، حيث أن أي اختلال في مستويات الهرمونات قد يؤثر على معدل النمو.
• البيئة: البيئة التي يعيش فيها الطفل، بما في ذلك الظروف الاجتماعية والاقتصادية، يمكن أن تؤثر أيضاً على نموه.

تحدث معظم طفرات نمو المولود الجديد في السنة الأولى، بدءاً من الأسبوع الثاني تقريباً، وبعد ذلك خلال كلٍ من الأسبوع الثالث والسادس والتاسع. ومن الجدير بالذكر أن طفرات النمو تستمر غالباً لعدة أيام، وبعدها يعود الطفل إلى وضعه الطبيعي. يُشار إلى أن بعض الأطفال قد لا تظهر عليهم أي علامات على حدوث طفرة النمو، مما يجعل من الضروري مراقبة النمو بشكل دوري.