التثاؤب: الظاهرة الطبيعية وأسباب عدم القدرة على القيام بها
التثاؤب هو نشاط لا إرادي يتمثل في ملء الرئتين بالهواء بشكل كامل. يحدث ذلك من خلال فتح الفم بشكل كبير، حيث تصبح فتحة البلعوم أكبر بأربع مرات من الحجم الطبيعي. تستمر عملية التثاؤب عادةً لمدة تصل إلى 6 ثوانٍ، وترافقها تقلصات في عضلات الوجه والرقبة، بالإضافة إلى إغلاق العينين. خلال هذه العملية، تتوقف جميع المعلومات الحسية لفترة معينة، مما يعزل الشخص عن محيطه. ومن المثير للاهتمام أن التثاؤب لا يقتصر على البالغين، بل يبدأ منذ مراحل الجنين، حيث أظهرت الدراسات أن الجنين يتثاءب رغم عدم تنفسه عبر رئتيه.
العوامل المرتبطة بالتثاؤب
هناك عدة عوامل تؤدي إلى التثاؤب، منها الشعور بالجوع، النعاس، الاسترخاء التام، والشعور بالتعب وعدم القدرة على القيام بأي نشاط إضافي. كما أن الاضطرابات العصبية مثل القلق والضجر، والاستيقاظ من النوم، وموعد الذهاب إلى النوم المعتاد تلعب دورًا في هذه الظاهرة.
فوائد التثاؤب
للتثاؤب فوائد عديدة، منها تجديد الهواء في الجسم، توسيع الرئة، وتحسين مستويات الأكسجين في الدم. كما يساعد التثاؤب المخ على مواجهة المواقف الجديدة، ويزيد من فعالية المفاصل والعضلات والقلب، مما يعزز اليقظة ويمنح الجسم النشاط اللازم للقيام بالأنشطة المختلفة.
تفسير ظاهرة التثاؤب
فسر أبقراط التثاؤب كعملية لطرد الهواء الملوث من الرئتين، مما يعيد تدفق الدم إلى الدماغ. ورأى عالم فرنسي أن التثاؤب هو نشاط طبيعي يدل على زيادة نشاط الإنسان. بعض العلماء اعتبروا التثاؤب دليلاً على الصراع بين الرغبة في النوم واليقظة. الأطباء يعتقدون أن التثاؤب يحدث عندما ينخفض مستوى الأكسجين في الجسم.
أسباب عدم القدرة على التثاؤب
يعتقد الخبراء أن عدم القدرة على التثاؤب قد يكون ناتجًا عن القلق المرتبط به. عندما يشعر الشخص بالقلق، قد لا يكمل جسمه هذه العملية. من المهم معرفة أسباب هذا القلق والمواقف المرتبطة به، حيث يرتبط العقل الباطن بين المواقف والأنشطة. يفضل الكثيرون عدم التثاؤب أثناء التحدث مع الآخرين، ويُفضل كتم التثاؤب حتى انتهاء الحديث أو تغطيته باليد. لهذا التصرف فوائد عديدة، منها فائدة جمالية في كتم التثاؤب، وفائدة وقائية، حيث يساعد ذلك في تجنب حدوث خلع في المفصل الفكي الصدغي.













