jo24_banner
jo24_banner

قراءة في نتائج الانتخابات التركية

محمود أبو هلال
جو 24 : بعد انتهاء الانتخابات النيابية التركية وظهور النتائج شبه الرسمية، لا بد من قراءة سريعة ولكن بتمعن، لتلك النتائج.

يتكون البرلمان التركي من 550 مقعدا وحسب النظام الانتخابي يوجد ما يسمى "بالعتبة" كشرط لدخول البرلمان وهي 10% على الأقل من إجمالي الأصوات، والأحزاب التي لا تستطع الوصول ل 10% تتوزع أصواتها على الأحزاب الفائزة وحسب نسبتها من إجمالي الأصوات.

حزب العدالة والتنمية تقدم بقوة في هذه الانتخابات عن الانتخابات السابقة، حيث قفز من 258 مقعدا حصل عليها في الانتخابات السابقة إلى 316 مقعدا الآن وبأغلبية مطلقة.

حزب الشعب الجمهوري كان تقدمه طفيف من 132 مقعدا إلى 134 مقعد
حزب الحركة القومية تراجع من 80 مقعد إلى 59
حزب الشعوب القومي "الأكراد" تراجع من 80 مقعدا إلى 41

نتائج الانتخابات أعلاه، أظهرت بما لا يدع مجالا للشك بأن الشعب التركي لا يزال يثق بالبرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية لحزب العدالة والتنمية، بدليل اختياره للمرة الخامسة على التوالي قائدا للمرحلة، لكن هذه المرة قيادة مطلقة غير مشروطة ولا تلزمه البحث عن شريك مناسب له في السلطة وهذه أهم نقطة أظهرتها النتائج شبه النهائية.

نقطة ثانية لا يمكن القفز عنها، هي قدرة حزب العدالة والتنمية على مراجعة بعض الأخطاء التي أدت إلى تراجعه في الانتخابات الماضية، وأخذ العبر منها ومعالجتها كدليل أنه حزب سياسي ناجح ويستحق القيادة.

النقطة الثالثة المهمة في هذه الانتخابات أن حزب الشعوب الذي يمثل الأكراد تراجع من 13.2% حصل عليها في الانتخابات السابقة إلى 10.7% في الانتخابات الحالية وكاد أن يفقد جميع ممثليه في البرلمان لو أنه لم يتخطى حاجز ال10% التي يشترطها قانون الانتخاب كعتبة لدخول البرلمان.

هذا التراجع لحزب الشعوب يعد نجاحا كبيرا لحزب العدالة في استقطاب الأكراد لصالح الدولة مما يخدم الأمن والاستقرار في السنوات المقبلة.

نقطة مهمة أخرى وهي الانعكاسات الايجابية على الدور الإقليمي لتركيا، من خلال الأريحية التامة للحكومة المقبلة بحيث لن تكون مضطرة للانشغال بالمشهد الداخلي وما يترتب عليه.

ولعل الأهم من ذلك كلّه أن الوضع الحالي لن يدفع مدرسة العدالة والتنمية إلى استنساخ الحركة وولادة حركة جديدة على غرار ما حصل لأربكان كما توقع خصومه في الداخل والخارج بعد الانتخابات السابقة.

وهنا لا يبقى لنا إلا أن نقول مبروك لتركيا ديمقراطيتها وقوة مؤسساتها وهنيئا للشعب التركي فقد أكد مرة أخرى أنه هو فقط من يصوغ المشهد السياسي الذي يريد وليس غيره.
تابعو الأردن 24 على google news