الحرب الروسية على أوكرانيا.. بوتين يأمر بهجوم جديد من كل الجهات والغرب يؤكد صمود كييف ويرسل 400 قاذفة صاروخية

في اليوم الثالث للغزو الروسي لأوكرانيا، أعلنت موسكو إصدار أوامر لقواتها بشن هجوم جديد من كل الجهات بدعوى رفض كييف للتفاوض، وقد أكدت القوى الغربية أن المقاومة الأوكرانية فاجأت القوات المهاجمة.

وواصلت القوات الروسية قصف المدن الأوكرانية بالمدفعية والصواريخ، وأعلن الكرملين أن القوات استأنفت تقدمها اليوم السبت بعد أن أمر الرئيس فلاديمير بوتين بوقف الهجوم أمس ترقبا لمحادثات مع كييف لم تنعقد.

وقال الكرملين إن أوكرانيا رفضت التفاوض، غير أن مستشار الرئاسة الأوكرانية أكد أن كييف لم ترفض، لكن روسيا وضعت شروطا لا يمكن قبولها، حسب قوله.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها أصدرت أوامر لقواتها بشن هجوم واسع النطاق من كل الجهات في أوكرانيا.

وقالت الوزارة إن الاستخبارات الروسية تشير إلى نشر القوات الأوكرانية أنظمة الصواريخ بين الأحياء السكنية في المدن، وأكدت في الوقت نفسه أنها لا تشن أي ضربات عسكرية على المناطق السكنية.

وبينما تدور اشتباكات عنيفة في بعض شوارع العاصمة الأوكرانية كييف، قررت السلطات تشديد حظر التجول في المدينة، وقالت إنها ستعدّ أي مدني في الشارع عنصرا من مجموعات التخريب والاستطلاع التابعة للعدو.

وأكدت وزارة الداخلية الأوكرانية أن قتالا عنيفا يدور في شوارع كييف، ودعت السكان للحذر، ونشبت معارك في جادة النصر؛ أحد الشرايين الرئيسية في كييف.

وأعلن عمدة كييف فيتالي كليتشكو اليوم السبت تشديد حظر التجول في العاصمة، محذرا من أن أي شخص يوجد في الشوارع بين الساعة الخامسة مساء (بالتوقيت المحلي) والساعة الثامنة صباحا سيعامل على أنه عدو. وكان حظر التجول الذي فرض عند بدء الغزو الروسي بين الساعة العاشرة ليلا والسابعة صباحا.

السكان في الملاجئ
وقال كليتشكو -في بيان عبر تطبيق تليغرام- "سيعدّ جميع المدنيين الموجودين في الشوارع خلال فترة حظر التجول أعضاء في مجموعات التخريب والاستطلاع التابعة للعدو".

وأعلن كذلك أن مترو العاصمة أصبح الآن ملجأ لسكانها ولن يوفر خدمة النقل في الوقت الحالي.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية اليوم إن القوات الروسية تواصل تقدمها نحو كييف، وإن الجزء الأكبر من هذه القوات يبعد الآن 30 كيلومترا عن قلب المدينة.

وأكدت بريطانيا أن الجيش الأوكراني يبدي مقاومة شرسة في جميع أنحاء البلاد، ونفت في وقت سابق تقارير روسية عن استيلاء القوات المهاجمة على مدينة ميليتوبول (جنوب شرقي البلاد).

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا لم تسيطر بعد على المجال الجوي فوق أوكرانيا، "مما يقلل بشكل كبير فعالية سلاح الجو الروسي. ومن المرجح أن تكون الخسائر الروسية أكبر مما كان يتوقعه أو يعترف به الكرملين".

تعزيزات روسية
وقال الحاكم المحلي لمنطقة كييف أوليكسي كوليبا إن القوات الروسية تعزز وجودها على الحدود الأوكرانية في منطقة كييف. وأضاف أن 71 مصابا يعالجون حاليا في مستشفيات بالمنطقة، بينهم جنود ومدنيون.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم أن أوكرانيا "أخرجت" خطة الهجوم الروسية "عن مسارها" في اليوم الثالث من غزو بلاده، داعيا الروس إلى الضغط على الرئيس بوتين لوقف الحرب.

وقال زيلينسكي في مقطع فيديو على فيسبوك "صمدنا ونجحنا في التصدي لهجمات العدو"، موضحا أن "القتال مستمر في العديد من البلدات والمناطق في البلاد، لكن جيشنا هو الذي يسيطر على كييف والمدن الرئيسية في كل أنحاء العاصمة".

وأعلن الرئيس الأوكراني أن شركاءه الغربيين سيرسلون أسلحة جديدة ومعدات لأوكرانيا، ودعا إلى عدم تصديق "المعلومات الكاذبة" المنتشرة على الإنترنت بأنه دعا جيشه إلى تسليم سلاحه، وقال "سلاحنا هو الحقيقة. هذه أرضنا، هذه بلادنا، هؤلاء أطفالنا، سندافع عن كل هذا".

وأعلن وزير الدفاع الأوكراني أنهم أفشلوا "خطط العدو الروسي بالكامل بعد 55 ساعة من المقاومة"، مشيرا إلى أن القوات الروسية تستهدف المستشفيات والمنشآت المدنية والتعليمية.

كما أعلنت نائبة رئيس الحكومة الأوكرانية سقوط أكثر من 3 آلاف قتيل من الجيش الروسي، وناشدت الصليب الأحمر التدخل لنقل القتلى.

المقاومة الأوكرانية
وشددت القوى الغربية على قوة المقاومة الأوكرانية التي تقول إن الجيش الروسي فوجئ بها، وأكدت أنها تواصل إرسال الأسلحة والعتاد العسكري بالرغم من المعارك الجوية.

فقد قال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الروس يشعرون بالإحباط جراء المقاومة الأوكرانية التي تبطئ تقدمهم والتي جاءت أشد مما توقعوه وفق تعبيره.

وذكر المسؤول الأميركي أن أعنف قتال في أوكرانيا حاليا يدور داخل خاركيف (شمال شرق) وفي محيطها، كما أكد أن المقاومة قوية في شمال كييف، وأن القوات الروسية باتت على مسافة 30 كيلومترا من العاصمة ولم تتقدم أكثر من ذلك.

 

 

وأشار المصدر نفسه إلى أن أكثر من نصف القوات الروسية التي حشدها بوتين دخلت أوكرانيا، لكنه أكد أن الولايات المتحدة تواصل إرسال المساعدات العسكرية.

وقال المسؤول الأميركي إن البنتاغون سيرسل صواريخ جافلين المضادة للدروع ضمن حزمة مساعدات إضافية لأوكرانيا، وأشار إلى أن نقل المساعدات العسكرية برا هو أحد الخيارات المطروحة.

في السياق نفسه، نقل موقع بوليتيكو (Politico) الأميركي عن مسؤولين أوروبيين أن ألمانيا وافقت على إرسال 400 قاذفة صواريخ إلى أوكرانيا عبر هولندا.

مخاوف من تفجير كيميائي
وفيما يتعلق بالجبهات الشرقية والجنوبية، قال جهاز أمن الدولة الأوكراني إن روسيا وزعت أقنعة الغاز على قواتها في منطقة دونيتسك الانفصالية الواقعة ضمن إقليم دونباس (شرق) وإنها ربما تحضر لتفجير حاويات كيميائية.

في المقابل، نقلت وكالة تاس عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن قوات دونباس تقدمت بعمق يصل إلى 46 كيلومترا وسيطرت على مناطق جديدة.

من جهته، قال المتحدث باسم الانفصاليين الأوكرانيين المدعومين من موسكو إن قواتهم تشن عملية عسكرية واسعة عبر محورين جنوب دونيتسك، وقد سيطرت على 5 بلدات في أحدث هجماتها.

وأكد المتحدث أنه لا نية لديهم لاقتحام المدن الكبرى الخاضعة لسيطرة القوات الأوكرانية في إقليم دونباس حتى لا يقع ضحايا من المدنيين.

وقد أفادت الداخلية الأوكرانية اليوم بمقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين بينهم أطفال في غارة جوية روسية على قرية سارتانا في دونيتسك.

وأعلن الادعاء العام الأوكراني أيضا مقتل طفلة جراء قصف صاروخي روسي على مدينة سومي شمال شرقي أوكرانيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات + وكالة سند