"صرخة عربية" من خيرسون.. نصارع الموت والجوع والعطش
على مدى أسبوع ومنذ بداية الاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا، الخميس الماضي، والعشرات من الطلاب والمواطنين العرب محاصرون في مدينة خيرسون جنوبي أوكرانيا.
ويبلغ عدد سكان خيرسون 300 ألف نسمة، وهي مركز المقاطعة الأوكرانية، مقدمين استغاثات لتأمين ممر آمن لهم لإجلائهم من المدينة، التي كانت من أكثر الجبهات اشتعالا خلال هذه الحرب، والتي أعلنت موسكو، الأربعاء بسط سيطرتها الكاملة عليها.
وفي التفاصيل التي رواها أحد الطلاب المحاصرين، وهو من مصر، في حوار مع "سكاي نيوز عربية"، فإن عدد المحاصرين العرب في مدينة خيرسون يبلغ 55 فردا بينهم 4 نساء و6 أطفال وسط ظروف إنسانية ومعيشية عصيبة.
ويقول محمد سعيد الشربيني (22 عاما) وهو طالب مصري يدرس منذ 3 سنوات في أكاديمية خيرسون البحرية بأوكرانيا في حديث مع "سكاي نيوز عربية": "نصفنا تقريبا في الملاجئ تحت الأرض والباقي في الشقق السكنية، وقد نفد الغذاء تقريبا لدينا حيث المحال التجارية مقفلة، والمدينة تعيش حالة حرب مفتوحة، ووضعنا مزر وصعب للغاية، فمنذ أسبوع ونحن تحت القصف ووسط النار، لدرجة أننا لا نقدر أن ننام حتى من شدة الانفجارات والاشتباكات".
ويضيف الشربيني: "نحن ندعو المنظمات والمؤسسات الدولية كالصليب الأحمر الدولي، والسفارات والبعثات الدبلوماسية العربية، للعمل على إنقاذنا وتأمين خروج آمن لنا من هنا، حيث نتوزع على جنسيات عربية مختلفة، حيث بيننا مصريين وتونسيين ولبنانيين ومغاربة وغيرهم".
ويختم الطالب المصري العالق في خيرسون: "كان قد بقي أمامي عام واحد كي أتخرج من الأكاديمية البحرية، لكن مع الأسف حلت الكارثة، وها نحن محاصرون ونصارع الموت والجوع والعطش، ولا أحد يكترث لمعاناتنا".
وفيما تم إجلاء أعداد كبيرة من أبناء الجاليات العربية من أوكرانيا، نحو دول جوارها مثل بولندا ورومانيا وسلوفاكيا وهنغاريا، لكن هناك الكثيرون منهم لا زالوا عالقين في مختلف المدن والمناطق الأوكرانية وخاصة في المناطق الشرقية والجنوبية والوسطى من البلاد، ممن لا يمكنهم الخروج الآمن بفعل اتساع نطاق الحرب فيها.
ويقدر عدد الجاليات العربية في أوكرانيا حسب مصادر من داخلها بنحو 50 ألف نسمة، وحصل قسم كبير منهم على الجنسية الأوكرانية، ومنهم عدد كبير من طلاب الجامعات والمعاهد الأوكرانية.