حصلت الجزيرة على نسخة من وثيقة المبادئ الأساسية لصفقة التبادل وعودة الهدوء التام في قطاع غزة والتي تعد أساس المفاوضات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد قدم خطة للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس وإنهاء الحرب في قطاع غزة، وذلك في خطاب ألقاه يوم 31 مايو/أيار الماضي، عرض خلاله مقترحا إسرائيليا بهذا الشأن، مكونا من 3 مراحل.
وبعد أسبوع من عرض بايدن حصلت الجزيرة على الوثيقة الفعلية التي تشكل أساس الصفقة التي تتفاوض المقاومة في غزة وإسرائيل بشأنها.
في المادة التالية، نرصد كيف تَرجمت الوثيقةُ المبادئَ العامة التي أعلنها الرئيس الأميركي في الوثيقة الأصلية التي اطلعت عليها الجزيرة ورصدت بنودها وتفاصيلها.
الاسم والأهداف والمراحل
سميت الوثيقة "بالمبادئ الأساسية للاتفاق على تبادل المحتجزين والأسرى وعودة الهدوء المستدام".
يهدف إطار العمل -وفقا لما جاء في الوثيقة- إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الموجودين في قطاع غزة من مدنيين وجنود سواء أكانوا على قيد الحياة أم غير ذلك، وبغض النظر عن تاريخ أو فترة احتجازهم، وذلك مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، والعودة إلى الهدوء المستدام بما يحقق وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وإعادة إعمار غزة، وفتح المعابر الحدودية والسماح بحركة السكان ونقل البضائع.
تتحدث الوثيقة عن مراحل 3 كل منها 6 أسابيع أي 42 يوما.
تتضمن جدولا زمنيا لإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة من مدنيين وعسكريين أحياء وأموات وبغض النظر عن تاريخ أسرهم، مقابل الإفراج عن عدد يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، والعودة إلى ما وصفته الهدوء المستدام بما يحقق وقفا دائما لإطلاق النار.
وفقا لما رصدته الجزيرة تبدو الوثيقة تفصيلا لبعض خطوط عريضة تحدث عنها الرئيس الأميركي جو بادين باقتضاب.
المرحلة الأولى (42 يوما)
تمتد هذه المرحلة 42 يوما، وتقترح فيها الوثيقة ما يلي:
التوقف المؤقت عن العمليات العسكرية من الطرفين، وانسحاب القوات الإسرائيلية شرقا وبعيدا عن المناطق المكتظة بالسكان لتتمركز على الحدود في جميع مناطق قطاع غزة، بما في ذلك وادي غزة (محور نتساريم ودوار الكويت).
الإيقاف المؤقت للطيران (العسكري والاستطلاع) في قطاع غزة يوميا لمدة 10 ساعات، ولمدة 12 ساعة في أيام تبادل المحتجزين والأسرى.
عودة النازحين داخليا إلى مناطق سكناهم والانسحاب من وادي غزة (محور نتساريم ودوار الكويت).
تتحدث الوثيقة هنا عن انسحاب جزئي يبدأ في اليوم السابع من بدء تنفيذ الصفقة حيث ستنسحب القوات الإسرائيلية من شارع الرشيد إلى شارع صلاح الدين وسيسمح للنازحين بالعودة إلى مناطق سكناهم وتحديدا بعد إطلاق المقاومة 7 من المحتجزات الإناث.
أما الانسحاب من وسط القطاع وتحديدا من محور نتساريم ودوار الكويت فلن يكون قبل اليوم الـ22، حيث ستتموضع القوات الإسرائيلية شرق طريق صلاح الدين بمحاذاة الحدود وسيسمح لسكان المشال بالعودة إلى مناطقهم.
ابتداء من اليوم الأول من الاتفاق سيسمح بدخول كميات مكثفة ومناسبة من المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة والوقود (600) شاحنة يوميا بينها 50 شاحنة وقود، ومن ضمنها 300 شاحنة للشمال) بما في ذلك الوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء والتجارة والمعدات المدنية اللازمة لإزالة الركام وإعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز في جميع مناطق قطاع غزة.
في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى تبدأ مفاوضات غير مباشرة بشأن المرحلة الثانية وتحديدا ما يتعلق بتبادل المجندين، ومن تبقى من الأسرى الإسرائيليين الرجال لدى فصائل المقاومة في غزة.
خلال هذه المرحلة سيتم إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، بمن فيهم جرحى وشيوخ ونساء، مقابل إطلاق سراح أعداد من السجناء الفلسطينيين.
تحدد الوثيقة أعداد الذين سيفرج عنهم، وآليات تبادل المحتجزين والأسرى، والإجراءات المتعلقة بذلك.
ترتبط عملية التبادل بمدى الالتزام ببنود الاتفاق، بما فيها إيقاف العمليات العسكرية من قبل الطرفين وانسحاب القوات الإسرائيلية وعودة النازحين داخليا ودخول المساعدات الإنسانية.
لا يتم اعتقال الأسرى الفلسطينيين المحررين استنادا لنفس التهم التي اعتقلوا عليها سابقا، كما أن الجانب الإسرائيلي لن يعيد الأسرى الفلسطينيين المحررين لقضاء المدد المتبقية من الأحكام الصادرة بحقهم، ولن يطلب منهم توقيع أي مستند شرطا لإخلاء سبيلهم.
بما لا يتجاوز اليوم الـ16، يتم البدء بمباحثات غير مباشرة بين الطرفين بشأن الاتفاق على شروط تنفيذ المرحلة الثانية من هذا الاتفاق، بما في ذلك الشروط المتعلقة بمفاتيح تبادل المحتجزين والأسرى المجندين ومن تبقى من الرجال، على أن يتم الانتهاء من ذلك والاتفاق عليه قبل نهاية الأسبوع الخامس من هذه المرحلة.
ستقوم الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الأخرى بتقديم الخدمات الإنسانية في كل مناطق قطاع غزة، وسيستمر ذلك في جميع مراحل الاتفاقية.
يتم البدء في إعادة تأهيل البنية التحتية الكهرباء والماء والصرف الصحي والاتصالات والطرق في جميع مناطق قطاع غزة، وإدخال كميات متفق عليها من المعدات اللازمة للدفاع المدني، ولإزالة الركام والأنقاض، واستمرار ذلك في جميع مراحل الاتفاق.
يتم تسهيل إدخال المستلزمات والمتطلبات اللازمة لإيواء النازحين داخليا ممن فقدوا بيوتهم خلال الحرب (لا أقل من 60 ألف بيت مؤقت – كارافان – و200 ألف خيمة).
بعد إطلاق سراح جميع المجندات الإسرائيليات، يتم السماح لعدد يتفق عليه من العسكريين الجرحى بالسفر من خلال معبر رفح لتلقي العلاج الطبي كما تتم زيادة عدد المسافرين والمرضى والجرحى عبر معبر رفح وإزالة القيود المفروضة على السفر وعودة حركة البضائع والتجارة.
يتم الشروع في عمل الترتيبات والخطط لإعادة الإعمار الشاملة للبيوت والمنشآت المدنية والبنية التحتية المدنية التي تم تدميرها خلال الحرب، ويتم دعم تلك المتأثرة بموجب هذا البند تحت إشراف عدد من الدول والمنظمات بما في ذلك مصر وقطر والأمم المتحدة.
تستمر جميع الإجراءات الخاصة بهذه المرحلة بما في ذلك التوقف المؤقت للعمليات العسكرية من الطرفين والجهود المبذولة لتوفير المساعدات والمأوى وانسحاب القوات.. الخ، في المرحلة الثانية أيضا طالما استمرت المباحثات الخاصة بشروط تنفيذ المرحلة الثانية من هذا الاتفاق، وسيبذل الضامنون لهذا الاتفاق قصارى جهودهم لضمان أن تلك المباحثات غير المباشرة ستستمر حتى يتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق بشأن شروط تنفيذ المرحلة الثانية من هذا الاتفاق.
اشترك في
النشرة البريدية الأسبوعية: سياسة
حصاد سياسي من الجزيرة نت لأهم ملفات المنطقة والعالم.
يتم في هذه المرحلة وفقا للوثيقة ما يلي:
الإعلان عن استعادة الهدوء المستدام (توقف العمليات العسكرية والعدائية بشكل دائم) وسريانه قبل البدء بتبادل المحتجزين والأسرى بين الطرفين.
الإفراج عن جميع من تبقى من المحتجزين الرجال الإسرائيليين الموجودين على قيد الحياة المدنيين والجنود، مقابل عدد من الأسرى في السجون الإسرائيلية ومن المعتقلين في مراكز الاعتقال الإسرائيلية.
الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
المرحلة الثالثة (42 يوما)
يتم في هذه المرحلة وفقا للوثيقة ما يلي:
تبادل جميع أشلاء/ رفات الموتى لدى الطرفين بعد الوصول إليهم والتعرف عليهم.
البدء في تنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة لمدة 3 إلى 5 سنوات بما يشمل البيوت والمنشآت المدنية والبنية التحتية المدنية، مع دعم جميع تلك المتأثرة بموجب هذا البند تحت إشراف عدد من الدول والمنظمات بما في ذلك مصر وقطر والأمم المتحدة.
فتح المعابر الحدودية لتسهيل حركة السكان ونقل البضائع.
الجهات الضامنة لهذه الاتفاقية هي قطر ومصر والولايات المتحدة الأميركية.
يذكر أن وثيقة المبادئ تخلو من أي نص صريح وواضح برفع الحصار عن قطاع غزة، بل تكتفي الوثيقة بالحديث عن "فتح المعابر الحدودية وتسهيل حركة السكان ونقل البضائع".
المصدر : الجزيرة