2024-04-24 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

عن المرياع والقرقاع!

حلمي الأسمر
جو 24 : المرياع هو شيخ قطيع الغنم، أصله خروف ابن ساعته لم يذق حليب أمه ولم يتلب منها (أي لم يشرب حليب اللبا/ وهو سائل يخرج من الثدي في أول أيام بعد الولادة ويتكون فقط في الأسبوع الأول والثاني بعد الولادة ثم يختفي وهو غني بالمواد الغذائية والأجسام المضادة لزيادة مناعة الوليد ومقاومته للأمراض- هذه الإضافة من عندي!) يتم فصل المرياع عن أمه منذ ولادته، ويتم إرضاعه من زجاجة موضوعة في خرج حمار، ومع مرور الزمن يصبح الحمار بمثابة أمه وأبيه أينما ذهب، حيث يبقى حوله وخلفه، وفي مرحلة متقدمة من عمره يتم خصيه والعناية به ليسمن ويوضع في رقبته جرس خاص يسمى «القرقاع» لتصبح مهمته قيادة القطيع خلف الحمار المدرب على السير باتجاه المرعى.... وكلما سار المرياع يدندن الجرس وهي إشارة للقطيع ليلحق به وهكذا...!
هذه المعلومات القيمة وضعها على حائطي في الفيس بوك، أحد الأصدقاء ذات يوم، ووضع صورة كبش عظيم الشأن، ليدعم الكلمة بالرسم، يسترسل صديقي، فيقول.. تحضرني قصة هنا وهو أن مرياعا سار بالقطيع في منطقة وعرة حتى وصل إلى حافة واد سحيق .... فانزلقت قدماه فسقط أسفل الوادي فما كان من باقي القطيع إلا أن لحقه – بحكم الاقتداء - واحدا تلو الآخر كون النعاج والخراف اعتادت أن تقاد .....!
رواية صديقي عن المرياع والوادي لا تعد شيئا مقارنة مع مشهد آخر، يرويه أحد زوار المسلخ إذ يقول: ذهبت مع أبي يوما إلى المسلخ ورأيت موقفا عجيبا، فقد رأيت مجموعة من الشياه عددها عشرون شاها تساق إلى الذبح دون أن تلتفت أو تفكر بالهرب، ولاحظت أنها تتبع شاها قد جعله الراعي قائدا لها تتبعه وهذا القائد مربوط بحبل يمسكه الراعي، فلما وصلت إلى مكان ذبحها بدأت الدماء تنتشر من تلك الشياه، وذبحت كلها باستثناء القائد، وبعد ذبحها أخذ الراعي هذا القائد ورجع إلى زريبته (بيت الغنم) سالما معافى ..فسألت أبي عن هذا القائد الذي يتبعه جحافل الغنم حتى إلى ذبحها فقال لي: هذا يسمى (المرياع) يتبعه بقية القطيع إلى أي مكان(!) ويستخدمه الراعي لجمع القطيع في كل مكان.. حتى ولو كان إلى الذبح!
صديقنا يختم كتابته بتساؤل خبيث: ألا تتفقون معي أن بين البشر من هم على شاكلة الغنم لا يحلو لهم السير إلا خلف مرياع ودون أدنى تفكير ...!؟
وسلامتكم!
تنويه لا بد منه..
هذه المقالة لا تخص أحدا على الإطلاق، وهي بريئة تماما، وتأتي تحت باب «الثقافة العامة» فقط، وطبعا ليس لها أي علاقة بأي شيء حدث أو يحدث في الوطن العربي، أو خارجه، وهي قصة قديمة، ولا شيء جديدا فيها، إنما راقت لي حينما قرأتها، فأحببت أن يشاركني قرائي «متعة» القراءة مرات ومرات!
تابعو الأردن 24 على google news