jo24_banner
jo24_banner

تنمية غائبة بتدبير شيطاني

خالد الزبيدي
جو 24 : حالات الانكشاف الاقتصادي والغذائي في المنطقة العربية وعلى مستوى الدولة هي نتائج طبيعية لحالة شبه مستمرة من الاخفاق، والاعتداء المبرمج من دول الغرب الطامع، وبذل كل جهد ممكن لتعطيل التنمية، فالاستعمار الغربي الذي استوطن في المنطقة لم يتركها منذ قرون وعقود، لذلك تتناغم السياسات الاقتصادية والسياسية بين دول الغرب على قاسم مشترك هو الابقاء على دول العالم الثالث بخاصة المنطقة العربية في حالة عدم التوازن، وهي مجرد اسواق استهلاكية لمنتجات الشركات الاوروبية والامريكية، وشركات صناعة السلاح التي تزدهر في منطقتنا، ومنتج للمواد الاولية للصناعة لذلك تعطلت التنمية والديمقراطية الى ما شاء الله.
الحرية والديمقراطية يجب ان تسعدا الانسان وتحسنا مستويات معيشته، الا ان الديمقراطية والحرية تتحولان في المنطقة الى قتال يتطور الى حروب اهلية تعطل الانتاج وتحرق الاخضر واليابس، لذلك عواصم ما يسمى بـ «الربيع العربي» خسرت قسما كبيرا من موجوداتها المادية والادبية، وتراجعت صادراتها، واستشرى الغلاء، ودخلت في حقبة سوداء، وازدهر فيها تجارة الحروب والاعلام الاسود المسموم.
الغرب بتاريخه الطامع والمنحاز ضد مصالح المنطقة وشعوبها يطلق القرارات والقرارات المضادة، ويقدم السلاح لطرفي الصراع دون محاولة احتوائه، ويحشد الاموال من دول الفائض ودول العجز العربي والدولي، ويطرح المبادرات والنتيجة واحدة هي المزيد من القتال والضحايا، ويرسمون في دوائرهم انسب الطرق لادامة وقوع المنطقة في اتون الصراعات.
الادارات الغربية نجحت بوضع المنطقة في محل التجريم وكانت احداث 11/9/2001 مفصلا مهما وفصلا داميا، وحسب ما نشر لاحقا حوله انه من نتاج امريكي اسرائيلي، ومارست وسائل الاعلام الصهيوني المسيطر في الغرب ضغوطا لتحميل المسلمين هذه الجريمة النكراء، واستندت اليها ادارة بوش في اشعال حروب ضد المسلمين والعرب، وبعد 15 عاما خسرت دول المنطقة وامريكا واوروبا الكثير، وربحت شركات صناعة السلاح وتجارته المملوكة من فئأت محدودة ومعروفة في العالم.
واليوم تواجه دول المنطقة وشعوبها والمسلمون مخاطر جدية بدءا من صناعة الغرب البشعة « داعش الارهابي» الذي استحوذ على مساحات شاسعة في اشهر، يقتل ويحرق، والاساءة للمسلمين والاسلام، الى الفبركة الجديدة.. قضية نشر الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام، والرد الانتقامي المصنوع ..هو الاخر فصل من فصول الاعتداء على المنطقة وشعوبها والمسلمين في العالم، وتحميل نتائجها لتحقيق اهداف اكبر بكثير مما حدث.
وحسب دراسات في العلوم السياسية فإن الحروب تنشب لاهداف مرسومة مسبقا، ويتم وضع سبب مصطنع لحادث لايتناسب مع حجم الرد وتداعياته، واللجوء للتمويه، والذهاب الى اقصى حد ممكن في التدمير والقتل لتشويه الصورة، وهذا قاسم مشترك لما حصل في منهاتن وباريس...والتاريخ المعاصر والقديم يقدم صورا متماثلة لشن الحروب وتحقيق أهداف غير معلنة.



الدستور
تابعو الأردن 24 على google news