jo24_banner
jo24_banner

عقدة الهولوكوست.. ورقة توت تفشل في ستر عورة الغرب

عقدة الهولوكوست.. ورقة توت تفشل في ستر عورة الغرب
جو 24 : تامر خرمه- عندما تلوم أجدادك على اقتراف "جريمة" وقعت في ماضي الأيّام دون أن تكون لك يد فيها، وتجلد ذاتك بسبب ما فعلوه، وتصمت في ذات الوقت أمام جريمة مازالت مستمرّة إلى اليوم، بل وتلطّخ وجهك دماء ضحاياها.. عندها، تكون قد اقترفت الجريمة الأبشع في تاريخ البشريّة الدامي.

عقدة الهولوكوست، التي مازالت تسيطر على جمهوريّة ألمانيا الاتّحاديّة، وغيرها من دول الغرب الجامح، حملتها على إرسال نشرة عبر المركز الألماني للإعلام تحت عنوان: "ناجون من الهلولوكوست يتذكرون معتقل أوشفيتس".. حسن، قد نتفهّم شعوركم بالذنب، ولكن ؟

ماذا عن النكبة المستمرّة للشعب العربي الفلسطيني، الذي يموت أبناءه كلّ يوم بآلات القتل، التي قامت ألمانيا بتزويد الصهيونيّة العنصريّة بها لمساعدتها على الاستمرار بارتكاب جرائم الإبادة ؟! غوّاصات تم تعديلها لتحمل رؤوسا نوويّة، وما إلى ذلك من صناعة الحرب الألمانيّة !!

برلين شيّدت مقبرة رمزيّة لـ "ضحايا الهولوكوست" لتذكّر الشعب الألماني كلّ يوم بذنب لم تقترفه أجيال اليوم، وتحمله على جلد الذات باستمرار، في ذات الوقت الذي تزوّد فيه الحكومة الألمانيّة آلة القتل الاسرائيلية بمزيد من الذخائر للإمعان في حرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني.. مفارقة لا يمكن وصفها سوى بالوقاحة.

إذا كان ماضيك يشعرك بالذنب، فهل هذا مبرّرك لاقتراف جرائم الحاضر ؟ حلف الناتو يتجوّل بين جثث ضحاياه في "العام الثالث"، ويمعن في قتل الأبرياء تحت يافطة "مكافحة الإرهاب". إرهاب هذا الحلف تجاوز أفظع ما يمكن للبشريّة ارتكابه. كيل بمكيالين ودمويّة سافرة، مازالت أظافرها تنهش لحم العراق وليبيا، بل ومختلف بقاع الأرض.

أن تقتل أحدهم في شارع عام أو في أيّ مكان آخر تكون سفّاحاّ ليس إلاّ، ولا فرق إذا ما كنت ترتدي ملابس مدنيّة أو زيّا عسكريّا، فالملابس لا تنزع عن القاتل صفته. وإرهاب الدولة ليس إلاّ أقبح الجرائم المنظّمة.

لا يقف الأمر عند حدود القتل المباشر، سواء عبر الناتو أو باسم جيش إحدى دول الاتّحاد الأوروبي الكولينيالي، بل يتجاوزه إلى ابتكار وسائل خبيثة مختلفة لقتل آمال وأحلام الشعوب المضطهدة، عبر جرائم اقتصاديّة استعماريّة، جاءت كوارثها بما لم يأت به الأوائل.

"العالم المتحضّر" يقف متفرّجا أمام نتائج جرائمه، ويتباكى على الماضي السحيق، أيّة حضارة هذه يا حضارة الموت ؟! على الأقلّ تحمّل مسؤوليّة ما تقترفه يداك، فالاجئين الذين يعانون الأمرّين في خيام الرحيل المستمرّ، هم ضحايا مغامراتك في الشرق، وتستمرّ الجريمة بدعوتك المكشوفة لاستمرار هذه المغامرات خلال مسيرة باريس الاستعراضيّة. دع يدك عن دمنا، وعندها تباكى ما شئت على هولوكستك.

تابعو الأردن 24 على google news