بانوراما الحراك: رفض "الاملاءات الخارجية" يتسيد المشهد السياسي في فعاليات الجمعة
في الوقت الذي ركزت فيه فعاليات الجمعة على الدفاع عن السيادة الوطنية ضد التدخلات الأجنبية، قرر الاسلاميون اعطاء الأولوية لقضية الحريات الإعلامية، غير ان عدد المشاركين في المسيرة التي دعت إليها الحركة الاسلامية كان متواضعا بالمقارنة مع المسيرات السابقة.
وقد سلط نشطاء الحراك الشعبي في فعاليات الجمعة -التي انطلقت في كل من ذيبان والكرك والطفيلة- الضوء على التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي الأردني، مؤكدين رفضهم للاملاءات الخارجية والتصريحات التي يطلقها السفير الأمريكي بين الفينة والاخرى.
اما الاسلاميين فقد تمحورت مسيرتهم التي نظموها في وسط البلد حول قضية الحريات الإعلامية، مستنكرين وقف بث الجوسات والاستمرار في سياسة تكميم الأفواه، بينما اكدت مسيرة إربد على تمسك الحراك بمطلب التعديلات الدستورية، ولا سيما فيما يتصل بالمواد المتعلقة بصلاحيات الملك.
وتحت شعار 'لا للاملاءات الخارجية' نفذ الحراك الشبابي والشعبي الاردني بمحافظة الكرك مساء الجمعة اعتصاما امام مبنى المحافظة للمطالبة بالاصلاح ومحاربة الفساد والفاسدين.
واعتبر المشاركون ان القرارات الرسمية الاخيرة وخاصة بما يتعلق بقانون الانتخاب وبعض الملفات الوطنية الاخرى، والتدخل السافر لبعض السفراء الاجانب وخصوصا السفير الامريكي يظهر حقيقة التدخل الاجنبي بالقرارات الوطنية ويكشف عن الوجه الحقيقي للعقلية الرسمية بالتعامل مع حقوق المواطنين الاردنيين، من خلال التنسيق الوثيق مع القوى والدوائر الاستخباراتية الغربية.
كما نفذ المئات من حراك 'احرار الطفيلة' مسيرة عقب صلاة ظهر الجمعة انطلقت من أمام المسجد الكبير وصولا الى دار المحافظة تحت شعار جمعة 'ضد السفير'.
ورفض المشاركون التدخلات 'السافرة' للسفير الامريكي لدى الاردن ستيوارت جونز , حيث اعتبروا مجرد ابداءالرأي من قبل السفير، يعتبر تدخلا 'سافرا' في الشأن الداخلي الاردني .
وجدد المشاركون تأكيدهم على مقاطعة الانتخابات النيابية الى حين تعديل الدستور وضمان بان يكون الشعب مصدر السلطات.
وفي ذيبان شارك العشرات في مسيرة انطلقت عقب صلاة الجمعة من أمام مسجد ذيبان الكبير تحت شعار: 'لا للاملاءات الخارجية'.
وأكد المشاركون في المسيرة رفضهم لتدخل سفراء بعض الدول في الشأن الأردني الداخلي.
وألقى الناشط محمد السنيد كلمة خلال المسيرة تحدث فيها عن التجاهل الرسمي المتعمد للمطالب الشعبية بمحاسبة الفاسدين ومحاكمتهم.
ومن جهته قال الناشط فؤاد قبيلات ان الحكومة لم تبد جديتها في محاربة الفساد، مشيرا الى ان هيئة مكافحة الفساد تعمل ببطء شديد كما أنها لم تكشف عن ملفات الفساد الكبرى.
وأضاف: 'على الاحرار ان يعملوا بكل جد حتى تعود الاموال والمؤسسات المنهوبة الى خزينة الشعب'.
اما في اربد فقد شارك المئات في المسيرة التي دعت اليها تنسيقية الحراك الشعبي والشبابي عقب صلاة التراويح تحت شعار 'مسيرة الغضب 16' رفضا لقانون الانتخاب والمطالبة بتعديلات دستورية جوهرية .
وأكد المشاركون في المسيرة التي انطلقت من مسجد إربد الكبير الى دوار وصفي التل رفضهم لقانون الانتخاب، لافتين الى ان هذه الفعالية تهدف الى ايصال رسالة الى النظام ان الحراك لن يتوقف حتى يصل الى غايتة، بتحقيق مبدأ الشعب مصدر السلطات.
واستهجن المشاركون ما وصفوه بتحدي الدولة للشعب واستمرارها بالتعنت في قراراتها.
هذا ونفذ الاسلاميون مسيرة من امام المسجد الحسيني وصولا الى ساحة النخيل في رأس العين تحت شعار 'جمعة حريةالاعلام'.
وطالبت المسيرة التي دعت اليها الحركة الاسلامية باعادة بث قناة الجوسات.
وفي كلمة ألقاها خلال المسيرة، قال القيادي في الحركة الاسلامية د. ارحيل الغرايبة ان الاصلاح في الاردن لم يبدأ بعد، مضيفا: 'ما زالت النخب الفاسدة تمسك زمام الامور في الأردن'.
وتابع: 'ان الذين يريدون تاجيل الاصلاح تحت مقولات سمجة بان الشعب غير مهيأ وغير قادر على ادارة نفسه إنما يعتدون على حق الشعب في تقرير مصيره'.
وأكد الغرايبة أن الشعب الاردني قادر على ادارة نفسه وليس بحاجة لوصاية من احد.
وأشار الغرايبة إلى ان 'الامة العربية تستعد لخوض معركتها للاستقلال من انظمة الوصاية التي صادرت حريةالشعوب وحقها بالكرامة'، لافتا الى ان 'حركات التحرر ستستمر حتى يعاد بناء العقل العربي ليتقدم المواطن في الصفوف الاولى على مستوى العالم'.
ومن جهته قال الدكتور موسى برهومة أن قضية إغلاق قناة جوسات الفضائية اثبتت ان الفكر السائد هو فكر عرفي بامتياز، وأضاف 'اننا نعيش في الاردن خريف السياسة وخريف الاعلام، حيث أفرغت مطرقة الرقابة الاعلام من مضامينه'.
وهاجم برهومة الاعلام الرسمي ووصفه بأنه 'بوق أجهزة الدولة التي تعمل من خلاله على تفرقة المجتمع الاردني والتحريض على الاصلاحيين'.
وتابع: 'ان اجهزةالدولة عملت على تكميم اصوات الاعلاميين الاحرار وجاءت بكتيبة غير مباركة من كتاب التدخل السريع'.
