دمعة وفاء
حلمي الأسمر
جو 24 : فاجأتني هذا الصباح ابنة زميلنا المرحوم فوز الدين البسومي، برسالة على الفيسبوك، تخبرني ان عاما مر على رحيل زميلنا في الدستور، وفي الرسالة أسف كبير لأن أحدا لم يتذكر رحيل والدها، والحقيقة أن أهوال الشأن العام تُنسي المرء أهوال الشأن الخاص، فلا تعتبي يا ابنتي، فبالكاد يتذكر المرء رحيل أقرب الأقربين، وسط هذا المعمعان من الأحداث الجسام التي تطغى على الشأن العام..
قبل عام رحل أبو العبد، ومنذ ذلك الحين رحل الكثيرون، في طول الوطن الكبير وعرضه، رحلوا ولم يجدوا من يؤبنهم، بل بالكاد وجدوا من يدفنهم، فبعضهم تبعثرت أشلاؤه في أنحاء بيوتهم التي هدمها العدو الصهيوني على رؤوسهم، وبعضهم ابتلعهم البحر، فكانوا»غذاء» للأسماك، وآخرون قتلهم إخوة لهم ليس لسبب إلا لأنهم رفضوا أن يحنوا ظهورهم، وثمة كثيرون ماتوا هما وكمدا على ما رأوا من أفاعيل الظلمة من القتلة، المحسوبين على أبناء جلدتنا!
يا ابنتي، أشعر معك، وأستذكر بعض ما جاش في الصدر قبل عام، هنا، في هذه الزاوية تحديدا، حين قرأت ما كتبه صديقي الكاتب والإعلامي محمود أبو فروة الرجبي، إذ هزّه الرحيل، فكتب على صفحته على فيسبوك، كلاما يعكس إحساسا ممزوجا بالألم..
الأستاذ فوز الدين البسومي.. صحفي كَبِير، ولَهُ إياد بيضاء عَلَى كثير من الصحفيين، وَالكتاب في الأرْدُنْ.. تُوفي الأسبوع الماضي، وللأسف لَمْ نجد في الإعلام من يتحدث عن هَذِهِ القامة الصحفية بِمَا يليق بِهِ، وبعلمه، ومكانته الصحفية.
للعلم هَذَا الصحفي الرَّائِع – رحمه الله- كانَ إنساناً نَظِيفاً، وَعادِلاً، وَيُعْطِي الفُرْصَة لِلجَميعِ كَيْ ينشروا، ويعبروا عن آرائهم حِينما كانَ مَسْؤولاً عن إحدى الصفحات في جريدة الدستور اليومية، وَأنا شَخْصِيَّاً، وَحِينما كُنْت طَالباً في المدرسة، وَفِي الجامعة كُنْت انشر في صفحته، رغم أنني لَمْ التق بِهِ شَخْصِيَّاً الا بعدها بسنوات طَوِيلَة جداً، وَلكِنَّهُ كانَ يتيح لي ولغيري هَذِهِ الفُرْصَة في وَقْت اضطررنا إلى النشر خارج الأرْدُنْ.
قلماً نجد مثل هَذَا الإنسان الكبير الَّذِي كانَ يعامل الجَمِيع بعدالة، بَعِيداً عن المصالح، والرياء، وَكانَ معياره الوَحِيد في العمل: المهنية، والإبداع.
أنا لا اسْتَغْرَبَ ألا يكتب عَنْهُ الكَثِيرون ممن تتلمذوا عَلَى يديه.. ففوزي الدين البسومي إنسان لَمْ ينافق، وَلَمْ يداهن، وَلَمْ يعمل من منطلق المصلحة، لِذَلِكَ فلن يرثيه من تربى عَلَى المصالح، والنفاق، وَهزَّ الذنب.
رحمك الله يَا أستاذنا فأنت عشت قامة، ومت قامة.. ونسأل الله ان يدخلك فسيح جناته، وندعو الله أن يَتَمَتَع الكَثِير من صحفيي هَذِهِ الأيام بجزء وَلَوْ يسير من أخلاقك العالية.
هكذا تحدت الرجبي، وأثار في نفسي ما أثار في حينها،
فماذا أقول في أبي العبد بعد هذا؟
كان صديقي، وزميلي في الدستور، خفيف الدم، يمزج الجد بالمزاح، دون إفراط، ظل على وفائه لفلسطين والأردن، وللصحافة حتى آخر نَفَس، وترك إرثا وذكرى عطرة لدى كل من عرفه وعمل معه!
رحمك الله يا أبا العبد، وأسكنك فسيح جناته، ولاسرته وأحبابه نقول: أعظم الله أجركم، ورحم الله من فقدتم، فهو باق بما ترك من كتب وأحباب ومقالات، وذكرى طيبة!
هذه دمعة وفاء وتضامن مع أسرة ابو العبد، ونقول لهم لا تعتبوا، فعزاؤكم فيما ترك الفقيد من إرث طيب، أنتم أهمه.
قبل عام رحل أبو العبد، ومنذ ذلك الحين رحل الكثيرون، في طول الوطن الكبير وعرضه، رحلوا ولم يجدوا من يؤبنهم، بل بالكاد وجدوا من يدفنهم، فبعضهم تبعثرت أشلاؤه في أنحاء بيوتهم التي هدمها العدو الصهيوني على رؤوسهم، وبعضهم ابتلعهم البحر، فكانوا»غذاء» للأسماك، وآخرون قتلهم إخوة لهم ليس لسبب إلا لأنهم رفضوا أن يحنوا ظهورهم، وثمة كثيرون ماتوا هما وكمدا على ما رأوا من أفاعيل الظلمة من القتلة، المحسوبين على أبناء جلدتنا!
يا ابنتي، أشعر معك، وأستذكر بعض ما جاش في الصدر قبل عام، هنا، في هذه الزاوية تحديدا، حين قرأت ما كتبه صديقي الكاتب والإعلامي محمود أبو فروة الرجبي، إذ هزّه الرحيل، فكتب على صفحته على فيسبوك، كلاما يعكس إحساسا ممزوجا بالألم..
الأستاذ فوز الدين البسومي.. صحفي كَبِير، ولَهُ إياد بيضاء عَلَى كثير من الصحفيين، وَالكتاب في الأرْدُنْ.. تُوفي الأسبوع الماضي، وللأسف لَمْ نجد في الإعلام من يتحدث عن هَذِهِ القامة الصحفية بِمَا يليق بِهِ، وبعلمه، ومكانته الصحفية.
للعلم هَذَا الصحفي الرَّائِع – رحمه الله- كانَ إنساناً نَظِيفاً، وَعادِلاً، وَيُعْطِي الفُرْصَة لِلجَميعِ كَيْ ينشروا، ويعبروا عن آرائهم حِينما كانَ مَسْؤولاً عن إحدى الصفحات في جريدة الدستور اليومية، وَأنا شَخْصِيَّاً، وَحِينما كُنْت طَالباً في المدرسة، وَفِي الجامعة كُنْت انشر في صفحته، رغم أنني لَمْ التق بِهِ شَخْصِيَّاً الا بعدها بسنوات طَوِيلَة جداً، وَلكِنَّهُ كانَ يتيح لي ولغيري هَذِهِ الفُرْصَة في وَقْت اضطررنا إلى النشر خارج الأرْدُنْ.
قلماً نجد مثل هَذَا الإنسان الكبير الَّذِي كانَ يعامل الجَمِيع بعدالة، بَعِيداً عن المصالح، والرياء، وَكانَ معياره الوَحِيد في العمل: المهنية، والإبداع.
أنا لا اسْتَغْرَبَ ألا يكتب عَنْهُ الكَثِيرون ممن تتلمذوا عَلَى يديه.. ففوزي الدين البسومي إنسان لَمْ ينافق، وَلَمْ يداهن، وَلَمْ يعمل من منطلق المصلحة، لِذَلِكَ فلن يرثيه من تربى عَلَى المصالح، والنفاق، وَهزَّ الذنب.
رحمك الله يَا أستاذنا فأنت عشت قامة، ومت قامة.. ونسأل الله ان يدخلك فسيح جناته، وندعو الله أن يَتَمَتَع الكَثِير من صحفيي هَذِهِ الأيام بجزء وَلَوْ يسير من أخلاقك العالية.
هكذا تحدت الرجبي، وأثار في نفسي ما أثار في حينها،
فماذا أقول في أبي العبد بعد هذا؟
كان صديقي، وزميلي في الدستور، خفيف الدم، يمزج الجد بالمزاح، دون إفراط، ظل على وفائه لفلسطين والأردن، وللصحافة حتى آخر نَفَس، وترك إرثا وذكرى عطرة لدى كل من عرفه وعمل معه!
رحمك الله يا أبا العبد، وأسكنك فسيح جناته، ولاسرته وأحبابه نقول: أعظم الله أجركم، ورحم الله من فقدتم، فهو باق بما ترك من كتب وأحباب ومقالات، وذكرى طيبة!
هذه دمعة وفاء وتضامن مع أسرة ابو العبد، ونقول لهم لا تعتبوا، فعزاؤكم فيما ترك الفقيد من إرث طيب، أنتم أهمه.








